ظهور بارقة أمل لإنعاش قطاع السياحة في مصر

وعود بعودة الروس.. و«البريطانية» تعود للجنيه المصري

مجموعات من السائحين في منتجع شرم الشيخ المصري الصيف الماضي (رويترز)
مجموعات من السائحين في منتجع شرم الشيخ المصري الصيف الماضي (رويترز)
TT

ظهور بارقة أمل لإنعاش قطاع السياحة في مصر

مجموعات من السائحين في منتجع شرم الشيخ المصري الصيف الماضي (رويترز)
مجموعات من السائحين في منتجع شرم الشيخ المصري الصيف الماضي (رويترز)

وسط تفاقم أزمة الفجوة الكبيرة بين سعر صرف الدولار الرسمي في البنوك وسعر التعاملات في السوق الموازية، وهي الأزمة التي تسبب فيها بشكل كبير نقص موارد العملة الأجنبية إلى مصر في أعقاب ما تعانيه الدولة من تداعيات تدهور القطاع السياحي بشكل كبير، مثلت مكالمة هاتفية بين الرئيسين الروسي والمصري أمس ما يمكن أن يكون بمثابة «بارقة أمل» لإنعاش عودة السياحة إلى مصر.
ويضم قطاع السياحة ملايين من العاملين المصريين، ويشكل موردا رئيسيا يعتمد عليه الاقتصاد المصري في توفير احتياجاته من العملة الأجنبية، وهو القطاع المتضرر بشدة منذ نحو خمسة أشهر من بعد حادثة سقوط الطائرة الروسية فوق سيناء.
وقال الكرملين أمس الاثنين، إن الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين، والمصري عبد الفتاح السيسي، شددا خلال مكالمة هاتفية جرت بينهما، على أهمية تهيئة الظروف الضرورية لاستئناف تحليق الطائرات الروسية وعودة السياحة منها إلى مصر، وفقا لما نقلته وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية.
وبلغت خسائر قطاع السياحة في مصر نحو 2.2 مليار جنيه شهريًا (نحو 280 مليون دولار) وفق تصريحات سابقة لوزير السياحة المصري، متأثرة بحادث سقوط الطائرة الروسية فوق جزيرة سيناء في أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي ومقتل جميع ركابها البالغ عددهم 244 شخصا.
وتعد مصر إحدى أكثر الوجهات السياحية الخارجية التي يفضلها الروس لقضاء عطلاتهم، وكانت السياحة الروسية في مصر من أكثر الجنسيات وجودا في المدن السياحية المصرية كالغردفة وشرم الشيخ، إلا أن الحال تغير بعد سقوط الطائرة الروسية، وقرار الحكومة الروسية بإيقاف رحلاتها الجوية إلى مصر عقب الحادثة الإرهابية. وانضمت بريطانيا إلى روسيا لاحقا في قرار الحظر، وتراجعت الحجوزات السياحية إلى مصر في نهاية عام 2015 بنسبة 10 في المائة عن العام السابق له، الأمر الذي أسهم في تحقيق خسائر لقطاع السياحة هي الأكبر منذ 20 عامًا، إضافة إلى تجفيف أحد أبرز منابع دخول العملة الأجنبية إلى مصر.
وسبق المكالمة بين الرئيسين عدة محاولات مصرية روسية لاحتواء الأزمة والتوصل إلى قرار برفع الحظر عن الرحلات السياحية إلى مصر، أثناء زيارة رئيس مجلس النواب الروسي سيرغي ناريشكين إلى مصر في أواخر يناير (كانون الثاني) الماضي وصرح فيها بأن بلاده مهتمة باستئناف التعاون الكامل مع مصر في مجالي السياحة ورحلات الطيران، مع الضمان الكامل لسلامة مواطنيها.
وقامت الحكومة المصرية بالفعل بالكثير من الإجراءات الإضافية لتأمين السياح وحددت لها ميزانية مخصصة بها، والتعاقد مع شركة عالمية لتقييم الإجراءات الأمنية في المطارات المصرية وزيادة عدد كاميرات المراقبة في المدن والأماكن السياحية لضمان أقصى حماية ممكنة للسياح.
من ناحية أخرى، تدخلت الحكومة المصرية أمس لحل مشكلة أخرى تتعلق بشركة الخطوط الجوية البريطانية «بريتش إيروايز»، التي كانت قد أعلنت عن توقفها قبل نحو أسبوع عن بيع التذاكر للعملاء بالجنيه المصري، واقتصار تعاملها في الحجوزات على الدولار والجنيه الإسترليني واليورو، وذلك بعد احتجاز أرباحها بالبنوك وعدم قدرتها على تحويلها للخارج بالدولار لنقصه بالسوق المحلية، على إثر آليات اتبعها البنك المركزي المصري في محاولة لحصار أزمة شح الدولار، والتي أسفرت عن صعوبة تحويل أرباح شركات الطيران التجارية إلى الخارج.
وأعلنت الخطوط الجوية البريطانية أمس عن عودتها إلى بيع تذاكرها بالجنيه المصري عبر شركات السياحة، بعد اجتماعها مع ممثلي البنك المركزي المصري وتحويل 50 في المائة من الأرباح المحتجزة لبعض شركات الطيران، وسداد باقي المستحقات على مراحل.



الصين واثقة بتحقيق الانتعاش الاقتصادي وتنتقد «أحادية الغرب»

امرأة تمر أمام لافتة إعلانية بأحد المتاجر الكبرى وسط العاصمة الصينية بكين (إ.ب.أ)
امرأة تمر أمام لافتة إعلانية بأحد المتاجر الكبرى وسط العاصمة الصينية بكين (إ.ب.أ)
TT

الصين واثقة بتحقيق الانتعاش الاقتصادي وتنتقد «أحادية الغرب»

امرأة تمر أمام لافتة إعلانية بأحد المتاجر الكبرى وسط العاصمة الصينية بكين (إ.ب.أ)
امرأة تمر أمام لافتة إعلانية بأحد المتاجر الكبرى وسط العاصمة الصينية بكين (إ.ب.أ)

أعرب رئيس وزراء الصين، لي تشيانغ، عن ثقته بأن حكومته ستتمكن من تحقيق الانتعاش الاقتصادي، ووجه في الوقت نفسه انتقادات واضحة لكل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بالتجارة.

ونقلت وكالة «بلومبرغ» للأنباء عن تشيانغ قوله، في خطاب ألقاه يوم الثلاثاء بافتتاح «معرض الصين الدولي السابع للاستيراد» في شنغهاي: «الحكومة الصينية لديها القدرة على قيادة تنمية اقتصادية مستدامة». وأضاف أن المسؤولين لديهم «مساحة واسعة للسياستين المالية والنقدية»، وأكد مجدداً أن الصين ستحقق هدف النمو الاقتصادي بنحو 5 في المائة.

من جهة أخرى، قال لي إن الصين يجب أن تكافح «الأحادية» المتصاعدة لدى الدول الغربية، عبر الانفتاح بشكل أكبر على التجارة والاستثمار. وقال إن البلاد ستسعى إلى تطوير مناطق التجارة الحرة لديها، واستكشاف مزيد من اتفاقيات التجارة الحرة، والاستثمار مع دول أخرى.

يذكر أن «معرض الصين الدولي السابع للاستيراد»، الذي يعقد خلال المدة من 5 إلى 10 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، اجتذب 3496 عارضاً من 129 دولة ومنطقة. كما سجل رقماً قياسياً جديداً بحضور 297 شركة من شركات «فورتشن غلوبال 500» إلى جانب قادة الصناعة.

وسيُكشف عن أكثر من 400 منتج جديد، وتقنيات جديدة، وخدمات جديدة، خلال المعرض، وهو ما قال الخبراء عنه إنه مؤشر قوي على ثقة الشركات العالمية بالسوق الصينية والتزامها بمزيد من التطوير في الصين رغم الانتعاش الاقتصادي العالمي البطيء.

وأكدت تصريحات تشيانغ التفاؤل المتواصل لدى المسؤولين الصينيين بأنهم يستطيعون الوصول إلى هدف التوسع في مواجهة ضعف معنويات المستهلك، والضغوط الانكماشية، والمشكلات التي تواجهها سوق العقارات.

ويبدو أن البيانات الحديثة تدعم هذا التفاؤل، حيث توسع يوم الثلاثاء مؤشر نشاط الخدمات الشهر الماضي، في أسرع وتيرة له منذ يوليو (تموز) الماضي، في إشارة إلى أن «طلب المستهلكين» قد يكون في الطريق إلى الإصلاح بعد أن تحركت بكين لدعم النمو بسلسلة من إجراءات التحفيز.

وأظهر تقرير اقتصادي، نشر يوم الثلاثاء، استمرار نمو نشاط قطاع الخدمات في الصين خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث ارتفع مؤشر «كايشين» لمديري مشتريات قطاع الخدمات في البلاد إلى 52 نقطة، مقابل 50.3 نقطة في سبتمبر (أيلول) السابق عليه.

وتشير قراءة المؤشر بأعلى من 50 نقطة إلى نمو النشاط الاقتصادي للقطاع، والقراءة دون 50 نقطة إلى انكماش النشاط.

وجاء تحسن نشاط قطاع الخدمات خلال الشهر الماضي بفضل ارتفاع معدل تدفق الأعمال الجديدة، مما كان له تأثيره الجيد على ظروف الطلب والسوق. كما سجل الطلب على صادرات الخدمات نمواً قوياً بفضل جهود تطوير الأعمال الناجحة وازدياد اهتمام الأسواق الخارجية، مثل الولايات المتحدة، بقطاع الخدمات في الصين.

وفي الأسواق، أغلقت أسهم البر الرئيسي الصيني عند أعلى مستوى في 4 أسابيع يوم الثلاثاء، بعد أن أعرب رئيس الوزراء الصيني عن ثقته بالتعافي الاقتصادي للبلاد.

وأغلق مؤشر «شنغهاي المركب» مرتفعاً بنسبة 2.32 في المائة، بينما قفز مؤشر «سي إس آي 300» للأسهم القيادية بنسبة 2.53 في المائة. وأنهى المؤشران التداول عند أعلى مستوى منذ 8 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

كما ارتفع مؤشر «هانغ سينغ» القياسي في هونغ كونغ بنسبة 2.14 في المائة، وهو أقوى مستوى إغلاق له منذ 14 أكتوبر الماضي. وتقدم مؤشر «هانغ سينغ» للشركات الصينية بنسبة 2.56 في المائة.

لكن الانتخابات الرئاسية الأميركية ظلت المحور الرئيسي للأسواق على مستوى العالم، حيث أظهرت استطلاعات الرأي أن نائبة الرئيس كامالا هاريس والرئيس السابق دونالد ترمب شبه متساويين.

وفي جزء من خطته لتعزيز التصنيع الأميركي، وعد ترمب الناخبين بفرض رسوم جمركية بنسبة 60 في المائة أو أكثر على السلع من الصين. ويُنظر إلى سياسات التعريفات والضرائب المقترحة من ترمب على أنها تضخمية، وبالتالي، من المرجح أن تبقي أسعار الفائدة الأميركية مرتفعة وتقوض عملات الشركاء التجاريين.

وقال جون هاريسون، المدير الإداري لـ«استراتيجية الاقتصاد الكلي الناشئة» في «تي إس لومبارد»: «قد يكون للرسوم الجمركية الأميركية المباشرة على الواردات من الصين تأثير أقل مما كان عليه في عام 2018، ولكن مزيداً من تشديد تدابير سلسلة التوريد التي قدمتها إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، أو حتى فرض رسوم جمركية شاملة ضد الدول الوسيطة، من المحتمل أن يسببا ضرراً أكبر للاقتصاد الصيني... وفي الوقت نفسه، فإن تغيير بكين توجهها بشأن التحفيز، بما في ذلك التركيز على دعم الأسهم وتعزيز الاستهلاك، من شأنه أن يساعد في تخفيف تأثير السوق».

وفي سياق منفصل، استعرض المشرعون الصينيون مشروع قانون وزاري من شأنه أن يرفع سقف ديون الحكومات المحلية لتحل محل الديون المخفية القائمة، حيث بدأت «اللجنة الدائمة» في «الهيئة التشريعية العليا» بالصين اجتماعاتها يوم الاثنين، وفق ما ذكرت «وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا)».