تعكف مجموعة من الأطباء والباحثين بمستشفى جونز هوبكنز الأميركية على وضع الخطط اللازمة لإجراء أول عملية زرع عضو ذكري بالولايات المتحدة. وفي خضم تلك التحضيرات، يسعى أعضاء الفريق لإيجاد إجابات لعدد من الأسئلة المعقدة والفريدة من نوعها. وفيما يلي استعراض عام لأبرز التحديات أمام الباحثين وفقا للموقع الإلكتروني للمستشفى.
* تقييم المرضى
من سيكون أوائل المرضى الذين يخضعون لهذه الجراحة؟ بادئ الأمر، سيركز الأطباء اهتمامهم على الأفراد الذين يعانون من تشوهات ما بعد الحوادث، خاصة الجنود الذين أصيبوا خلال المعارك، وذلك تبعًا لما أفاده الدكتور ريتشارد ريديت، مدير شؤون جراحات التجميل والجراحات الترميمية بمستشفى جونز هوبكنز في بالتيمور.
وشرح ريديت عبر الموقع الإلكتروني للمستشفى أن كثيرين مثل الجنود «يعانون من إصابات أخرى تجعل من الجراحات الترميمية التقليدية للعضو الذكري غير مناسبة» - وهي جراحات تعتمد على زراعة أنسجة حية من أجزاء أخرى من جسد المريض.
بجانب ذلك، سيتعين على المريض المتلقي للعضو الجديد خوض مجموعة من الاختبارات، بينها تقييم نفسي قبل الموافقة على إجراء الجراحة له.
وفي هذا الشأن، شرحت كاريسا كوني، مديرة شؤون الأبحاث الإكلينيكية بقسم جراحات التجميل والجراحات الترميمية، عبر الموقع الإلكتروني للمستشفى أنه «يتعين على المريض التغلب نفسيًا على الخسارة الفادحة التي تعرض لها جراء الإصابة الأولى. لذا، نحرص على التأكد من وجود طبيب نفسي خبير في الاضطرابات النفسية الجنسية معنا بالفريق».
* زراعة العضو
كيف تجري عملية زراعة العضو الجديد؟ على خلاف عمليات التبرع بأعضاء أخرى، مثل القلب أو الرئة أو الكبد، يحتاج الأطباء هنا لتصريح خاص من أجل هذا التبرع تحديدًا. إضافة لذلك، فإنه يجري تقييم أنسجة المتبرع لضمان توافقه مع أنسجة المريض من جوانب متعددة، منها فصيلة الدم ودرجة لون الجلد، علاوة على ضرورة أن يتراوح الفارق في العمر بين المتبرع والمريض بين 5 و10 سنوات.
بعد ذلك، سيخضع المريض لعملية شاقة لإعادة ربط أنسجة المتبرع بما تحمله من أعصاب وأوعية دموية بأنسجة المريض. إلا أنه حتى إذا سارت العملية طبقًا للخطة الموضوعة، فإن الجراحين لا يضمنون نجاح مثل هذه العملية الرائدة من نوعها.
وعن هذا، اعترفت كوني بأنه: «ليس بمقدورنا ضمان النتيجة أو لأي مدى سينجح المريض في استعادة القدرات الطبيعية على التبول أو الانتصاب أو الجماع أو الإنجاب».
من جانبهم، يتوقع الأطباء أن تتمكن أعصاب الأنسجة الخاصة بالمريض من النمو داخل أنسجة المتبرع، بحيث يستعيد القدرات الطبيعية للعضو الذكري الجديد في غضون ما بين 6 أشهر وعام.
* استعداد للإنجاب
ماذا يحدث بعد الجراحة؟ قال ريديت إنه بعد الجراحة سيتركز الاهتمام على جعل النسيج القادم من المتبرع، في حالة صحية، مضيفًا: «الاهتمام الأول سينصب على تدفق الدم إلى الأنسجة المزروعة بصورة مناسبة، وعدم رفض الجسم لها على الفور. وعادة ما يتم التعرف على ذلك خلال فترة تتراوح بين أيام قلائل وبضعة أسابيع بعد إجراء الجراحة. أما الأولوية التالية فستتمثل في استعادة عمل العضو الجديد».
وشرح ريديت أن الأعصاب تنمو بمعدل يقارب 1 ملليمتر يوميًا، ويتوقع الأطباء أن يستغرق الأمر قرابة عام قبل أن يستعيد المريض كامل قدراته على التبول أو ممارسة الجنس.
في البداية، سيتناول المريض عقاقير تحول دون رفض الجسم العضو الجديد وتضمن عدم محاربة جهاز المناعة للأنسجة الواردة من المتبرع. وبعد ما يتراوح بين 10 و14 يومًا، يجري حقن المريض بنخاع عظام المتبرع. نظريًا، فإن هذا الإجراء بإمكانه المعاونة في تقليص كمية العقاقير الكابتة للمناعة التي يتعين على المريض تناولها مدى الحياة.
- هل سيتمكن المريض من الإنجاب؟ شرح ريديت أنه نظريًا، نعم «إذا كانت خصية المريض لا تزال موجودة».
- هل ستمثل هذه أول عملية زرع لعضو ذكري؟ - عالميًا، أجريت عمليتان على الأقل لزرع عضو ذكري كانت الأولى عام 2006 في الصين وتوجت بالنجاح من الناحية الجراحية لكن لم يحالفها النجاح بعد أن تعرض المريض إلى مشكلات نفسية أدت إلى إزالة العضو المزروع. وأجريت الأخرى لرجل من جنوب أفريقيا وتمت بنجاح عام 2014.