روسيا تأمل أن تبقى الخطة «ب» مجرد كلام.. وشكل الدولة يحدده السوريون

قادروف يؤكد وجود متطوعين شيشان في سوريا لاستهداف مسؤولي الفصائل

روسيا تأمل أن تبقى الخطة «ب» مجرد كلام.. وشكل الدولة يحدده السوريون
TT

روسيا تأمل أن تبقى الخطة «ب» مجرد كلام.. وشكل الدولة يحدده السوريون

روسيا تأمل أن تبقى الخطة «ب» مجرد كلام.. وشكل الدولة يحدده السوريون

في معرض إجابتها عن سؤال حول تصريحات سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسية بشأن بناء دولة فيدرالية في سوريا، شددت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا على أن «روسيا تنطلق في نقاشاتها لجوانب الأزمة السورية مع الأطراف الدولية من الموقف الواضح والدقيق في أن بنية الدولة السورية مستقبلاً شأن السوريين».
وأكدت زاخاروفا على أن موقف روسيا لم يتغير بالنسبة لمستقبل سوريا، موضحة أن هذا الموقف يقوم على أن «بنية سوريا المستقبلية شأن يخص جدول أعمال الحوار السوري - السوري الداخلي للنقاش وتبني القرارات المناسبة، وهذا موضوع يجب أن يعمل عليه السوريون أنفسهم»، لافتة إلى «أننا قلنا أكثر من مرة إننا نرى مستقبل سوريا كدولة ديمقراطية موحدة حرة وأراضيها موحدة وللجميع».
كما تناولت زاخاروفا الخطة «ب» التي يتحدث عنها الجانب الأميركي كخطة بديلة في حال فشلت الهدنة، وأعربت بهذا الصدد عن أمل موسكو في أن «يبقى الحديث حول الخطة (ب)، كما هو مجرد حديث»، داعيةً الولايات المتحدة إلى الالتزام بكل مسؤوليتها في هذا الموضوع. وقالت زاخاروفا إن «روسيا على قناعة بضرورة التعامل في هذه المرحلة بدقة وحذر شديد ومنتهى المسؤولية وبنزاهة فيما يخص تنفيذ الاتفاق الأميركي - الروسي حول وقف إطلاق النار»، وناشدت الدول المشاركة في المجموعة الدولية لدعم سوريا تقديم الدعم العملي وبخطوات ملموسة لخطة وقف إطلاق النار الروسية - الأميركية «التي يمكن أن تصبح أساسًا لإحلال الأمن والسلام في سوريا»، حسب قولها.
من جانب آخر، وجهت المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الروسية انتقادات لصحف معروفة وغربية، وغربية تستخدم في تقاريرها عن الهدنة تعبيرًا مثل «هدنة الأسبوعين» حسب قول زاخاروفا التي استطردت قائلة: «إن هذا الكلام يولد انطباعًا، وكأن الهدنة ستسمر لأسبوعين فقط ومن ثم ستنتهي»، مشددة على أن «الأمر ليس كذلك بالمطلق» وأن «الحديث لا يدور عن هدنة أسبوعين أو عن هدنة لأي فترة أخرى محددة، ولا يجب أن يكون هناك حدود زمنية للهدنة». وأكدت زاخاروفا أن الجهود الدولية كلها تنصب في هذا الاتجاه، لتشير إلى أن «العمل الضخم الذي يشارك فيه عدد كبير من الخبراء من مختلف الدول، وتسخير قدرات العلاقات الثنائية بين دول، لم يكن من أجل منح الأطراف فترة استراحة لمدة أسبوعين فقط». أما إذا كانت هناك وجهة نظر شخص ما أو مجموعة محددة بأن الهدنة لأسبوعين، فتجب الإشارة إلى أن هذه وجهة نظر خاصة، لكنها ليست وجهة نظر المجموعة الدولية لدعم سوريا أو وجهة نظر الأمم المتحدة، وفق زاخاروفا.
في الشأن السوري، أيضًا أكد رئيس جمهورية الشيشان العضو في الاتحاد الروسي رمضان قادروف، أن «المعلومات العملياتية تفيد بأن 250 إلى 300 مواطن شيشاني قد يوجدون الآن في سوريا والعراق، بما في ذلك من يعيش منهم في دول أوروبية»، مضيفًا أنه «من الصعب الآن تحديد المجموعات التي يقاتلون في صفوفها»، فضلاً عن ذلك أشار قادروف إلى أن متطوعين شيشانيين «يتابعون ويراقبون قادة مختلف المجموعات في سوريا». وفي حوار موسع أجرته معه وكالة (إنترفاكس)»، قال قادروف: «إن متطوعين شيشانيين يعرضون حياتهم للخطر، يقومون بمتابعة (مراقبة) من يمكن تسميتهم قادة مختلف المجموعات (المسلحة)»، مشددًا على أن هؤلاء المتطوعين «لا يمتون بأي صلة للمؤسسات والخدمة العسكرية، أو إلى أجهزة وزارة الداخلية الروسية»، دون أن يحدد ما إذا كان هؤلاء يعملون في سوريا والعراق ضمن مجموعات مسلحة مستقلة خاصة بهم، أم أنهم «اندسوا» في صفوف تلك المجموعات، وبهذا الشكل يقومون بالمراقبة. وفي غضون ذلك لم يفت الرئيس الشيشاني أن يتوعد قادة المجموعات في سوريا، الذين وصفهم بـ«المجرمين»، بالقصاص مهما حاولوا الاختباء.
ويبدو لافتًا تشديد قادروف في تصريحاته هذه على عدم وجود أي علاقة بين هؤلاء المتطوعين والجهات العسكرية الرسمية الروسية، الأمر الذي يبدو تراجعًا عن تصريحات سابقة له، أطلقها في تقرير ضمن برنامج على قناة رسمية هي «روسيا - 1»، خلال برنامج للصحافي المقرب من الكرملين ديمتري كيسيلوف. تحدث فيها في ذلك التقرير عن معسكر لتدريب الوحدات الخاصة الشيشانية، أكد قادروف خلالها أنه أرسل «خيرة المقاتلين إلى سوريا وتم زرعهم داخل صفوف (داعش)». وزاد عن ذلك حين أكد أيضًا أن هؤلاء المقاتلين يقومون بجمع المعلومات حول بنية المجموعات الإرهابية وأعدادهم، ويحددون قائمة الأهداف للقصف، ومن ثم يوثقون نتائج القصف. واعتبر أن «النصر في سوريا جاء بفضل مركز تدريب الوحدات الخاصة» موضوع التقرير. يذكر أنه، في حينها، لم ينفِ ديمتري بيسكوف السكرتير الصحافي للرئيس بوتين كلام قادروف، كما لم يؤكده، مكتفيًا بدعوة الصحافيين إلى اعتماد المعلومات التي تقدمها وزارة الدفاع الروسية فقط.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.