«حزب الله» يدير «إمبراطورية تجارة المخدرات» في العالم

تورط في تصديرها إلى السعودية عبر الخليج العربي والبحر الأحمر

«حزب الله» يدير «إمبراطورية تجارة المخدرات» في العالم
TT

«حزب الله» يدير «إمبراطورية تجارة المخدرات» في العالم

«حزب الله» يدير «إمبراطورية تجارة المخدرات» في العالم

تفوق حزب الله اللبناني على تجار المخدرات في العالم، ليس من خلال الاتجار بها وحسب، بل بزراعتها وإنتاجها في الأراضي اللبنانية، وتصديرها إلى معظم أنحاء العالم عبر شبكات معقدة، حيث أصبحت لتلك الشبكات نشاطات كبيرة في أميركا الجنوبية، وأميركا الوسطى والمكسيك، وتمتد إلى أنحاء أخرى في أوروبا وأميركا الشمالية وآسيا وغرب أفريقيا، فضلاً عن لبنان والبلدان العربية.
وكشفت السعودية، أن العمليات الأخيرة التي ضبطتها مكافحة المخدرات بالسعودية من أقراص الأمفيتامين، عبر الخليج العربي والبحر الأحمر، كان مصدرها لبنان، مشيرة إلى أن «حزب الله» نشط في الآونة الأخيرة من إرسال الكميات لاستهداف الشباب السعودي، خصوصا وأن الأقراص تحتوي على مواد مسمومة تسبب إتلاف خلايا الدماغ.
وأوضحت المصادر، أن الأحداث العربية الذي شهدتها المنطقة خصوصا في سوريا، منعت من وصول الكميات من الأقراص عبر البر، في شمال السعودية، حيث استخدمت الفترة الأخيرة عملية التهريب الكميات الهائلة عبر البحر، من جهة تبوك عبر البحر الأحمر، وكذلك من الخليج العربي عبر قطر. وقالت المصادر، إن التحقيقات التي تجري مع المقبوض عليهم، تفيد تورط «حزب الله» في تصنيعها، وتصديرها إلى السعودية، حيث تستخدم المنظومة الإرهابية، شبكات لإيصال الكميات إلى الخليج، خصوصا السعودية، عبر مهربين في المياه الدولية، مشيرة إلى أن العملية الأخيرة التي ضبطتها السعودية، كانت قادمة من لبنان، إلى السعودية، مرورًا بقطر.
ولفتت المصادر إلى أن المؤشرات والأرقام التي تضبطها السلطات الأمنية في الخليج، سواء في المنافذ أو خارج الحدود، هي ليست تجارية، بل تهدف إلى تدمير الوطن، وعقول شبابها، من خلال استدراجهم عبر هذه الأقراص، حيث إن ظاهرة الإرهاب، مرتبطة بثلاث شبكات، المخدرات، وغسل الأموال، والجريمة، وأن الإرهاب والمخدرات، وجهان لعملة واحدة.
وأضاف: «حبوب الأمفيتامين التي تهرب للسعودية، ثبت علميا احتواؤها على 95 في المائة، من المواد الكيميائية، كالزئبق والحديد والرصاص والأسيد وموانع الحمل والمواد الجنسية، التي بدورها تدمر الملايين من خلايا المخ، ومن يتعاطَ هذه الحبوب يُصَب بالهلوسة السمعية والبصرية والأمراض النفسية والعقلية، مما يسهل اجتراره إلى مواقع الإرهاب، كما تصيب المتعاطي بالميول الانتحارية، التي تدخله دائرة الإرهاب». يذكر أن مصادر لبنانية، كشفت في وقت سابق، أن شقيقي نائب «حزب الله» حسين الموسوي «هاشم الموسوي يديران معامل تصنيع حبوب الكبتاجون في الضاحية الجنوبية بلبنان، وأن هذه الحبوب كان يتم توريدها لأسواق العراق والسعودية وأفريقيا وأميركا اللاتينية، وتمارس قيادات «حزب الله» ضغطها على القضاء لمنع التحقيق في القضية، خوفًا من الكشف عن المزيد من المعلومات التي تؤكد تورط قادة بارزين بالحزب.
ويستخدم حزب الله عوائد المخدرات في تمويل أعماله الإرهابية، فاعتمد الحزب منذ تأسيسه عليها كمصدر مالي مهم، حيث أكد محققون ألمان في عام 2008 خلال تحرياتهم على «دلائل» تؤكد في أن حزب الله اللبناني يمول عملياته من تجارة المخدرات في أوروبا، وإن هذا الاشتباه ظهر للمرة الأولى عندما ضبط موظفو الجمارك بمطار فرانكفورت في 2008 نحو 8.7 ملايين يورو في أمتعة أربعة لبنانيين، ونصف مليون يورو آخر في مسكن أحد المشتبه فيهم بمدينة شباير بولاية راينلاند بفالتس. وألقى محققون من سلطات الجمارك بالتعاون مع محققين من الشرطة الجنائية في ألمانيا عام 2007 القبض على شخصين من عائلة لبنانية تعيش في مدينة شباير، يشتبه في أنها هربت مبالغ كبيرة من عوائد تجارة الكوكايين في أوروبا إلى لبنان عبر مطار فرانكفورت وسلمتها لشخص على علاقة وثيقة بالدوائر العليا بحزب الله والأمين العام للحزب حسن نصر الله. كما أن الشخصين المعتقلين تلقيا تدريبات بأحد معسكرات حزب الله.
ونجحت السلطات في الإكوادور في يونيو (حزيران) 2005 من إلقاء القبض على شبكة دولية لتهريب المخدرات، يديرها صاحب مطعم لبناني في العاصمة كويتو، اعتقل مع ستة آخرين. وكانت هذه العصابة تقوم بتمويل حزب الله بما نسبته 70 % من أرباحها. وتزامن ذلك مع إعلان ألمانيا والبرازيل إلقاء القبض على أكبر مافيا لتهريب المخدرات في العالم يقودها 20 لبنانيًّا.



مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

جدد بناء «كشك نور» بالطوب الأحمر، في مكان بارز بمنطقة الجمالية الأثرية في مصر، مطالب خبراء أثريين بتشديد الرقابة على المناطق الأثرية وحمايتها من الاعتداء بالاستناد إلى قانون حماية الآثار.

ويرى الخبير الأثري الدكتور محمد حمزة أن واقعة بناء كشك كهرباء داخل «حرم موقع أثري»، صورة من أوجه مختلفة للاعتداء على الآثار في مصر، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، ويضيف: «يمثل هذا الكشك مثالاً لحالات البناء العشوائي التي لا تراعي خصوصية المناطق الأثرية، وتشويهاً معمارياً مثل الذي شهدته بنفسي أخيراً ببناء عمارة سكنية في مواجهة جامع «الحاكِم» الأثري في نهاية شارع المعز التاريخي، بما لا يتلاءم مع طراز المنطقة، وأخيراً أيضاً فوجئنا بقرار بناء مسرح في حرم منطقة سور مجرى العيون الأثرية، وهناك العديد من الأمثلة الأخيرة الخاصة بهدم آثار كالتعدي على قبة الشيخ عبد الله بمنطقة عرب اليسار أسفل قلعة صلاح الدين الأيوبي، وتلك جميعها صور من الاعتداء التي تتجاهل تماماً قوانين حماية الآثار».

كشك كهرباء باب النصر (حساب د. محمد حمزة على فيسبوك)

وحسب الدكتور محمد عبد المقصود، الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للآثار، فإن بناء هذا الكشك «هو حالة متكررة لمخالفة قانون حماية الآثار بشكل واضح»، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، مضيفاً: «يجب أن تتم إزالته، فهو يؤثر بشكل واضح على بانوراما المكان الأثري، علاوة على أنه كيان قبيح ولا يليق أن يتم وضعه في موقع أثري، ويتسبب هذا الكشك في قطع خطوط الرؤية في تلك المنطقة الأثرية المهمة».

ويضيف عبد المقصود: «المؤسف أن وزارة السياحة والآثار لم تعلق على هذا الأمر بعد، مثلما لم تعلق على العديد من وقائع الاعتداء على مواقع أثرية سواء بالبناء العشوائي أو الهدم قبل ذلك، رغم أن الأمر يقع في نطاق مسؤوليتهم».

قانون الآثار المصري يمنع بناء مبان أعلى من المنشآت الأثرية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وأثار تشويه بعض نقوش مقبرة مريروكا الأثرية في منطقة سقارة بالجيزة (غرب القاهرة) ضجة واسعة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وسط دعوات بضرورة تطبيق قانون حماية الآثار الذي تنص المادة 45 منه رقم 117 لسنة 1983 وتعديلاته، على أنه «يعاقَب كل من وضع إعلانات أو لوحات للدعاية أو كتب أو نقش أو وضع دهانات على الأثر أو شوّه أو أتلف بطريق الخطأ أثراً عقارياً أو منقولاً أو فصل جزءاً منه بالحبس مدة لا تقل عن سنة وغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنية ولا تزيد على 500 ألف جنيه أو إحدى هاتين العقوبتين».

الآثار الإسلامية تتوسط غابة من الكتل الخرسانية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وترى الدكتورة سهير حواس، أستاذة العمارة والتصميم العمراني بقسم الهندسة المعمارية بجامعة القاهرة، أن منطقة القاهرة التاريخية مسجلة وفقاً لقانون 119 لسنة 2008، باعتبارها منطقة أثرية لها اشتراطات حماية خاصة، وتقول في حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «تشمل تلك الحماية القيام بعمل ارتفاعات أو تغيير أشكال الواجهات، وأي تفاصيل خاصة باستغلال الفراغ العام، التي يجب أن تخضع للجهاز القومي للتنظيم الحضاري ووزارة الثقافة».

شكاوى من تشويه صور الآثار الإسلامية بالقاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وحسب القانون يجب أن يتم أخذ الموافقة على وضع أي كيان مادي في هذا الفراغ بما فيها شكل أحواض الزرع والدكك، وأعمدة الإضاءة والأكشاك، سواء لأغراض تجميلية أو وظيفية؛ لذلك فمن غير المفهوم كيف تم بناء هذا الكشك بهذه الصورة في منطقة لها حماية خاصة وفقاً للقانون.

ويرى الخبير الأثري الدكتور حسين عبد البصير أنه «لا بد من مراعاة طبيعة البيئة الأثرية، خاصة أن هناك العديد من الطرق التي يمكن بها تطويع مثل تلك الضرورات كتوسيع الطرق أو البنية التحتية أو إدخال تطويرات كهربائية بطريقة جمالية تلائم النسيج الجمالي والبصري للأماكن الأثرية».