«تويتر» و«فيسبوك» لا يأبهان لتهديدات داعش

أكدا التزامهما بحرية الرأي

شريط فيديو لـ«داعش» يهدد فيه مؤسسي «تويتر» و«فيسبوك» («الشرق الأوسط»)
شريط فيديو لـ«داعش» يهدد فيه مؤسسي «تويتر» و«فيسبوك» («الشرق الأوسط»)
TT

«تويتر» و«فيسبوك» لا يأبهان لتهديدات داعش

شريط فيديو لـ«داعش» يهدد فيه مؤسسي «تويتر» و«فيسبوك» («الشرق الأوسط»)
شريط فيديو لـ«داعش» يهدد فيه مؤسسي «تويتر» و«فيسبوك» («الشرق الأوسط»)

قال متحدث باسم شركة «تويتر» أمس إن الشركة لن تصدر تعليقا على تهديدات داعش ضد رئيسها جاك دروسي. وأضاف: «تحدث مثل هذه الأشياء كل مرة». ورفض الحديث عن عدد مرات مثل هذه التهديدات، وإذا ما كان جزء منها من داعش، وإذا ما كانت فيها تهديدات مباشرة لرئيس الشركة، مع صورته وهو مقتول برصاص داعش. وأضاف المتحدث: «هذا هو العالم الواقعي الذي نعيش فيه».
ونشر موقع مجلة «نيوزويك» رفض متحدث باسم شركة «فيسبوك» التعليق على التهديدات ضد رئيس الشركة مارك زوكربيرغ.
يوم الأربعاء، نشر موقع «سايت» في واشنطن، الذي يتابع نشاطات الإرهابيين في الإنترنت، فيديو من داعش يهدد رئيس كل من الشركتين. وفيه صورة كل واحد منهما ويبدو مقتولا برصاص داعش. يبدأ الفيديو بعنوانه: «لهيب الأنصار»، وينتهي بتهديد مباشر للرجلين. ومعه: «تعلنون يوميًا تعليق كثير من حساباتنا. ونحن نسألكم: أهذا كل ما تقدرون على فعله؟ لستم أندادًا لنا! كلما أغلقتم حسابا نفتح عشرة حسابات. وقريبًا سيمحى اسم كل واحد عندما نغلق الموقعين تمامًا، وستعلمون أن تهديدنا حقيقي».
حسب الفيديو، قالت مجموعة من «الهاكرز» (قراصنة الإنترنت)، ويسمون أنفسهم «أبناء جيش الخلافة»، إنها اخترقت حسابات في الإنترنت، ونشرت فيها معلومات ودعايات مؤيدة لداعش، وإنها اخترقت أكثر من 10,000 حساب و150 مجموعة في موقع «فيسبوك»، وأكثر من 5,000 حساب في «تويتر»، وإنها سلمت هذه الحسابات إلى مؤيدي داعش.
في بداية هذا الشهر، أعلنت شركة «تويتر» أنها أغلقت 125,000 حساب «تشجع على أعمال إرهابية متعلقة بداعش على وجه التحديد». وأعلنت شركة «فيسبوك» حرصها على «التأكد من أن الإرهابيين لا يستغلون موقعنا»، وأن الشركة ستقوم «بحذف أي محتوى يدعم الإرهاب».
وقالت «تويتر» في بيان في موقعها: «مثل أغلبية الناس في جميع أنحاء العالم، نحن مذهولون بسبب الأعمال الوحشية التي ارتكبتها الجماعات المتطرفة. نحن ندين استخدام (تويتر) لتشجيع الإرهاب. ويوضح النظام الأساسي لشركتنا أن مثل هذا السلوك، أو أي تهديد عنيف، يجب ألا يظهر في عملياتنا».
وردا على اتهامات بأن ما فعلت «تويتر» يخالف حرية الرأي التي طالما افتخرت بالالتزام بها، قال البيان: «سعينا دائما لتحقيق توازن بين تنفيذ قوانيننا عن السلوكيات المحظورة، وبين الحاجات القانونية للمسؤولين عن الأمن، وبين قدرة زبائننا على تبادل آرائهم في حرية، بما في ذلك الآراء التي يختلف معهم فيها بعض الناس، أو يرونها عدائية».
وردا على اتهامات أخرى بأنها لا تريد صرف مبالغ كبيرة لمراجعة حسابات زبائنها، قال بيان «تويتر» إنها زادت «عدد الفرق التي تهتم بمراجعة التقارير الخاصة بمثل هذه الأنشطة الإرهابية، مما ساهم في اختصار مدة اتخاذ القرارات بوقف الحسابات».
في العام الماضي، أعلنت شركة «فيسبوك» أنها اتخذت «خطوات ثابتة، وقوية لمراقبة المحتوى المثير للشكوك».
وكان أعضاء في الكونغرس ناشدوا شركات التواصل الاجتماعي، ليس فقط لطرد المشتركين الذين يقومون، أو يساندون أعمالا إرهابية، ولكن، أيضا، الإبلاغ عن النشاطات الإرهابية في مواقعها إلى المسؤولين عن الأمن.
في العام الماضي، كانت «تويتر» أعلنت عزمها لإلغاء حسابات فيها «سلوكيات الكراهية»، التي تحض على العنف ضد جماعات معينة.
وفي الشهر الماضي، نقلت وكالة «رويترز» تصريحات سيموس هيوز، نائب مدير قسم التطرف في جامعة جورج واشنطن (في واشنطن العاصمة)، بأن كثيرا من المتطرفين انتقلوا إلى «مواقع أصغر، وأقل مراقبة» خلال الشهور الأخيرة، وذلك ردًا على إجراءات متشددة من الشركات الكبيرة.



مناطيد مهرجان «تازونغداينغ» تُنسي البورميين أجواء النزاع

محتفلون في مهرجان «تازونغداينغ» (أ.ف.ب)
محتفلون في مهرجان «تازونغداينغ» (أ.ف.ب)
TT

مناطيد مهرجان «تازونغداينغ» تُنسي البورميين أجواء النزاع

محتفلون في مهرجان «تازونغداينغ» (أ.ف.ب)
محتفلون في مهرجان «تازونغداينغ» (أ.ف.ب)

تجمّع آلاف البوذيين، أول من أمس الأحد، في وسط بورما؛ للمشاركة في إحياء طقوس دينية شعبية شكّل الاحتفال بها فاصلاً ملوّناً، وسط النزاع الدامي الذي تشهده الدولة الآسيوية.
وحالت جائحة «كوفيد-19» وانقلاب فبراير (شباط) 2021 لعامين متتاليين دون أن تشهد بيين أو لوين، هذا الاحتفال باكتمال القمر الذي يصادف نهاية موسم الأمطار المعروف بـ«تازونغداينغ» أو مهرجان الأضواء. وارتفعت مناطيد الهواء الساخن في الليل البارد وعليها صور لبوذا وأنماط ملونة تقليدية؛ ومنها الدب الأبيض.
ووفق «وكالة الصحافة الفرنسية»، تتولى لجنة تحكيم اختيارَ الأجمل منها، الذي يصل إلى أكبر علو ويطير أطول وقت بين 76 منطاداً تشارك في الأيام الخمسة للاحتفالات.
ويترافق هذا الحدث مع كرنفال وعرض رقص تقليدي يوفّر جواً من البهجة بعيداً من أخبار النزاع الأهلي، الذي أودى بحياة ما بين 2400 و4000 شخص في نحو عامين.
وإذا كان الاحتفال بـ«تازونغداينغ» راسخاً في التقاليد البوذية، فإن البريطانيين الذين كانوا يستعمرون بورما هم الذين كانوا وراء مسابقة المناطيد في نهاية القرن الـ19.
ودرَجَ عشرات الآلاف من البورميين والأجانب الفضوليين في السنوات الأخيرة، على حضور هذه الاحتفالات المعروفة على السواء بألوانها وبالخطر الذي تنطوي عليه، إذ تُحمَّل المناطيد بالألعاب النارية التي قد تسبب كارثة إذا انفجرت قبل الأوان.
ويعود الحادث الأخطر إلى عام 2014 عندما قُتل 3 متفرجين بفعل سقوط منطاد على الحشد في تونغي، وسط بورما.