الخارجية الروسية: لا علم لنا بخطة (ب).. ومسؤولون عن مواقف دمشق

خبراء يؤكدون أن الأسد سينصاع لوقف إطلاق النار

الخارجية الروسية: لا علم لنا بخطة (ب).. ومسؤولون عن مواقف دمشق
TT

الخارجية الروسية: لا علم لنا بخطة (ب).. ومسؤولون عن مواقف دمشق

الخارجية الروسية: لا علم لنا بخطة (ب).. ومسؤولون عن مواقف دمشق

نفى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وجود أي شيء اسمه «الخطة ب»، في إشارة إلى تصريحات جون كيري وعدد آخر من المسؤولين الأميركيين حول خطة بديلة لدى الولايات المتحدة قد تلجأ إليها في حال فشل تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا. وبلهجة حازمة قال لافروف: «لقد قلنا كل شيء حول (الخطة ب): لا وجود لها، ولن تكون أبدًا. لن تكون أبدًا لدى أي أحد».
من جانبه قال ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية الروسي إن «تصريحات الولايات المتحدة الأميركية حول خطة بديلة ما (الخطة ب) أمر يدعو إلى القلق»، وأكد بوغدانوف أنه لا علم لروسيا بأي شيء عن تلك الخطة، مشددًا على أهمية تركيز كل الجهود حاليا على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار. وإذ أعرب عن اعتقاده بوجود مبررات للتفاؤل حاليًا، عاد نائب وزير الخارجية الروسي ليذكر الولايات المتحدة بأنها أبدت استعدادها لتتقاسم مع روسيا المسؤولية عن ممارسات أطراف الأزمة السورية، لافتًا إلى أن روسيا تقوم من جانبها بكل ما هو مطلوب مع دمشق، ومعربا عن أمله في أن تقوم واشنطن أيضًا والأطراف الأخرى بدورها في هذا المجال.
كما نفى بوغدانوف احتمال تأجيل الموعد المعلن لبدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا، مؤكدا على أن الخطة الروسية - الأميركية حول وقف إطلاق النار في سوريا سيتم اعتمادها من جانب مجلس الأمن الدولي، لافتًا إلى أن «المجلس قد يعتمد الخطة على شكل بيان، وربما على شكل قرار صادر عنه».
أما ماريا زاخاروفا، الناطقة الرسمية باسم الخارجية الروسية فقد وصفت تصريحات بعض المسؤولين الأميركيين حول اتفاق وقف إطلاق النار، بأنها «محاولات تخريبية»، مؤكدة أنه تم «كبحها»، لتعرب بعد ذلك عن ارتياح موسكو لمستوى التعاون القائم حاليا مع واشنطن.
وفي خلفية ما يبدو أنها جهود روسية مكثفة لإنجاح اتفاق وقف إطلاق النار، تجدد الحديث عن عقبات قد تعرقل تنفيذه أو تؤدي إلى فشله، لا سيما بعد تلويح أنقرة بأنها لن تلتزم بوقف إطلاق النار إذا ما هدد الأكراد أمنها. حول هذا الموضوع قالت ماريا زاخاروفا، إن «تركيا تأخذ على عاتقها في الآونة الأخيرة كثيرًا». ونوهت في غضون ذلك إلى أن «كل القرارات في إطار المجموعة الدولية لدعم سوريا تم اتخاذها مع أخذ المصالح التركية بالاعتبار»، في إشارة إلى أن المجموعة الدولية لدعم سوريا قد أخذت قلق تركيا إزاء الموضوع الكردي بالحسبان خلال صياغة الاتفاقات حول الأزمة السورية. ووصفت زاخاروفا التصريحات التركية في الآونة الأخيرة بأنها غريبة، لتشدد بعد ذلك على أهمية أن يجري التركيز على ما تم التوصل إليه من اتفاقيات والتي تساعد على الاستقرار الإقليمي، حسب قولها، مؤكدة أن تركيا كانت جزءا من تلك الاتفاقيات، «لذلك وعندما تتحدث تركيا عن وجهة نظرها الخاصة بعد مغادرة صالة الاجتماعات، فإن هذا سلوك غير أخلاقي وخطير»، والكلام يبقى لزاخاروفا التي وصفت المرحلة الحالية بأنها «مرحلة حاسمة»، مشددة على ضرورة عدم خسارة التوجه الموجود حاليا وجهود بدء تنفيذ وقف إطلاق النار في سوريا.
في غضون ذلك تواصل موسكو إطلاق تصريحات يرى فيها البعض مؤشرا على رغبة روسية بالنأي بالنفس عن نظام الأسد. وفي تصريحات جديدة لها لصحيفة «أرغومنتي إي فاكتي» قالت ماريا زاخاروفا: «نحن لا ندعم نظام الأسد، لكننا ندعمه في التصدي للإرهاب، تمامًا مثلما ندعم المعارضة والأكراد الذي يقاتلون ضد (داعش). ونقول إنه لا يجوز إرسال أسلحة إلى المجموعات المسلحة غير الشرعية بتجاوز لدمشق، وإنه ليس من الصواب أبدًا قلب نظام الحكم بواسطة قوى خارجية». وأكدت زاخاروفا أن موسكو «لا تدعم أيًّا من أطراف الأزمة في المجابهة بين المعارضة والنظام وإنما تدافع عن سيادة سوريا وعن القانون الدولي». وعلى مستوى الخبراء قال فيتالي نعومكن، مدير معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية إن «بشار الأسد الذي كان يدعو حتى الآونة الأخيرة إلى مواصلة الحرب حتى النصر، قد غير موقفه. والآن فإن الرئيس السوري سيكون مضطرًا للتصرف وفق ما نص عليه الاتفاق الروسي - الأميركي حول وقف إطلاق النار».
وفي تصريحه لـ«لشرق الأوسط»، قال الخبير الروسي فلاديمير يفيسييف إن التصريحات الروسية الأخيرة تدل على أن موسكو لا تريد أن تبدو كمن يقف إلى جانب طرف من أطراف النزاع، وأن تؤكد للجميع أنها تحارب الإرهاب ولا تحارب، دعمًا للأسد. ووصف يفيسييف هذا الموقف بأنه صحيح لافتًا إلى أن «روسيا تدرك أنها ليست هي من يحدد مصير سوريا بل الشعب السوري، وكل ما فعلته أنها لم تسمح بإسقاط نظام الأسد لما في ذلك من انتهاك لمفاهيم ومعايير القانون الدولي، لكنها، (أي روسيا) في الوقت ذاته لا تنوي القتال ضد المعارضة لصالح الأسد».
وفي هذا السياق لفت الخبير الروسي إلى اختلافات كبيرة بين الموقفين الروسي والإيراني حول مستقبل سوريا، وقال إن «بقاء الأسد على رأس السلطة أمر جوهري ومهم بالنسبة لإيران، أما روسيا فهي ستدعم رغبة الشعب السوري في سياق الحل السياسي».



ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
TT

ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)

تبنّت الجماعة الحوثية إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من اعترافها بتلقي ثلاث غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

وفي حين أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض الصاروخ الحوثي، يُعد الهجوم هو الثاني في السنة الجديدة، حيث تُواصل الجماعة، المدعومة من إيران، عملياتها التصعيدية منذ نحو 14 شهراً تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

وادعى يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، في بيان مُتَلفز، أن جماعته استهدفت بصاروخ فرط صوتي من نوع «فلسطين 2» محطة كهرباء «أوروت رابين» جنوب تل أبيب، مع زعمه أن العملية حققت هدفها.

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، أنه «بعد انطلاق صفارات الإنذار في تلمي اليعازر، جرى اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن قبل عبوره إلى المناطق الإسرائيلية».

ويوم الجمعة الماضي، كان الجيش الإسرائيلي قد أفاد، في بيان، بأنه اعترض صاروخاً حوثياً وطائرة مُسيّرة أطلقتها الجماعة دون تسجيل أي أضرار، باستثناء ما أعلنت خدمة الإسعاف الإسرائيلية من تقديم المساعدة لبعض الأشخاص الذين أصيبوا بشكل طفيف خلال هروعهم نحو الملاجئ المحصَّنة.

وجاءت عملية تبنِّي إطلاق الصاروخ وإعلان اعتراضه، عقب اعتراف الجماعة الحوثية باستقبال ثلاث غارات وصفتها بـ«الأميركية البريطانية»، قالت إنها استهدفت موقعاً شرق مدينة صعدة، دون إيراد أي تفاصيل بخصوص نوعية المكان المستهدَف أو الأضرار الناجمة عن الضربات.

مقاتلة أميركية على متن حاملة طائرات في البحر الأحمر (أ.ب)

وإذ لم يُعلق الجيش الأميركي على الفور، بخصوص هذه الضربات، التي تُعد الأولى في السنة الجديدة، كان قد ختتم السنة المنصرمة في 31 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، باستهداف منشآت عسكرية خاضعة للحوثيين في صنعاء بـ12 ضربة.

وذكرت وسائل الإعلام الحوثية حينها أن الضربات استهدفت «مجمع العرضي»؛ حيث مباني وزارة الدفاع اليمنية الخاضعة للجماعة في صنعاء، و«مجمع 22 مايو» العسكري؛ والمعروف شعبياً بـ«معسكر الصيانة».

106 قتلى

مع ادعاء الجماعة الحوثية أنها تشن هجماتها ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، في سياق مناصرتها للفلسطينيين في غزة، كان زعيمها عبد الملك الحوثي قد اعترف، في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وأن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

وكانت الولايات المتحدة قد أنشأت، في ديسمبر 2023، تحالفاً سمّته «حارس الازدهار»؛ ردّاً على هجمات الحوثيين ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها الجوية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، بمشاركة بريطانيا في بعض المرات؛ أملاً في إضعاف قدرات الجماعة الهجومية.

دخان يتصاعد من موقع عسكري في صنعاء خاضع للحوثيين على أثر ضربة أميركية (أ.ف.ب)

واستهدفت الضربات مواقع في صنعاء وصعدة وإب وتعز وذمار، في حين استأثرت الحديدة الساحلية بأغلبية الضربات، كما لجأت واشنطن إلى استخدام القاذفات الشبحية، لأول مرة، لاستهداف المواقع الحوثية المحصَّنة، غير أن كل ذلك لم يمنع تصاعد عمليات الجماعة التي تبنّت مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ نوفمبر 2023.

وأدّت هجمات الحوثيين إلى إصابة عشرات السفن بأضرار، وغرق سفينتين، وقرصنة ثالثة، ومقتل 3 بحارة، فضلاً عن تقديرات بتراجع مرور السفن التجارية عبر باب المندب، بنسبة أعلى من 50 في المائة.

4 ضربات إسرائيلية

رداً على تصعيد الحوثيين، الذين شنوا مئات الهجمات بالصواريخ والطائرات المُسيرة باتجاه إسرائيل، ردّت الأخيرة بأربع موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة الحوثية بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

كذلك تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ، في 19 ديسمبر الماضي، وإصابة نحو 23 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في 21 من الشهر نفسه.

زجاج متناثر في مطار صنعاء الدولي بعد الغارات الجوية الإسرائيلية (أ.ب)

واستدعت هذه الهجمات الحوثية من إسرائيل الرد، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتيْ توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء؛ ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر الماضي، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.