زهرة عرفات: أتمنى أن أصل لمرحلة حياة الفهد

الفنانة الخليجية تقدم دورًا مختلفًا في مسلسل «بين الكناين»

زهرة عرفات في لقطة من أحد مسلسلاتها
زهرة عرفات في لقطة من أحد مسلسلاتها
TT

زهرة عرفات: أتمنى أن أصل لمرحلة حياة الفهد

زهرة عرفات في لقطة من أحد مسلسلاتها
زهرة عرفات في لقطة من أحد مسلسلاتها

قالت الفنانة زهرة عرفات إن شخصيتها في مسلسلها الجديد «بين الكناين» هي شخصية جديدة عليَّ، لم يسبق لي أن قدمتها أقلّه في السنوات العشر الأخيرة بسبب انصرافي لتقديم شخصيات سوداوية وكئيبة.
وتضيف عرفات في حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «لن أفضح التفاصيل، لكن يمكنني القول إن الدور هو لامرأة تجمع الشر والخير في قالب مغاير، هو ليس فيها تحوّلات تنتقل بين مرحلة واقعية ومنطقية إلى مرحلة اللاّمنطق، وتتبدل تعاملاتها مع الكل، أولادها والكناين وتتغير تصرفاتها، وأكتفي بذكر هذه الأمور وأترك للمشاهد فرصة متابعة حياة هذه المرأة المجنونة بعقل. ولا بد لي من القول إننا لا نقدم الشرّ المطلق ولا الخير المطلق ولا الكوميديا المجّانية، وهذه أول مرة أعمل فيها مع محمد عبد العزيز الطوالة كمخرج، بعدما سبق أن عملت معه كمخرج منفذ في الماضي. وللحق أنه كان مسيطرًا على العمل بطريقة ممتازة وراقية».
وعن رأيها في المخرجين الذين تعاونت معهم تقول زهرة: «في السنوات العشر الأخيرة، تعاملت مع سائد الهواري ومنير الزعبي واعتدنا على العمل مع بعضنا البعض، لكن ثمة مخرجين أرغب بالعمل معهم ومنهم المخرجين علي العلي وأحمد المقلة ومحمد دحام الشمري، كما أن هناك عددًا من المخرجين في الخليج، وجميل أن تعمل مع أشخاص لم يسبق لك العمل معهم، وأنا ضد الشللية والمجاميع. وأظن أن علينا أن نغيّر لكي نقدم روحًا جديدة للمشاهد. بالنسبة لي هناك عمل يحتاج منير الزعبي وآخر يحتاج علي العلي بحسب سياقه. أشعر بأن منير الزعبي هو الأنسب لأعمال الأكشن والحركة والإيقاع السريع، فيما علي العلي ومحمد عبد العزيز الطوالة، لأعمال ذات حس سينمائي، ثم سائد العمل بالإيقاع السريع أيضًا، فيما أرى الرومانسية في أعمالهم جميعًا».
وعما يقال من البعض في الوسط الفني، إن مسلسل «بين الكناين» عمل جميل وشيق، ولكن مشكلته في بعض الدخلاء، ردت زهرة عرفات قائلة: «محيطي فيه نجوم قديرون وممثلون مؤدون وليس كلهم في النتيجة نجومًا. وهناك فرق كبير بين أناس أمضوا 25 سنة في المهنة وآخرين لمع نجمهم في غضون بضع سنوات، فتقدم اسمهم، لكن أبصم لك بأن في مسلسل (بين الكناين) ما من دخلاء. وإذا كنت تلمح إلى إحدى الممثلات في العمل أؤكد لك بأنها ممتازة إذا ما وضعناها في مكانها الصحيح».
في مسلسل «ريحانة» كنت مرشحة للبطولة الأولى، حين اعتذرت حياة الفهد عنه، لكنها عندما غيرت رأيها أسند إليك الدور الثاني. مما قيل في ذلك أن اسم زهرة عرفات مرادفًا للأعمال الثقيلة التي تحتاج ممثلة متمكنة كسيدة الشاشة الخليجية، قالت عرفات: «أتمنى أن أصل إلى هذه المرحلة، لكن أكثر النصوص التي عرضت علي ومنها (جرح السنين) كان معروضًا سابقًا على سيدة الشاشة الخليجية. لا أسمح بأن أقارن نفسي بالممثلة القديرة حياة الفهد، لكن حاليًا تعرض علي النصوص الثقيلة. مهما قدمت من أعمال فالأكيد أنها تقدمه بطريقتها الخاصة، ومهما قدمت من أعمال بطريقة جيدة لا أجرؤ على مقارنة نفسي بها، وأتمنى أن أصل إلى مرحلتها، لكن لا تضعوني بمقارنة معها». وعن رأيها في الممثلين الشبان بمسلسل «بين الكناين»: «هم من أفضل الممثلين في الخليج، وأدوارهم مهمة ومنهم يعقوب عبد الله، وعلي كاكولي، وحسين المهدي، وعبد الله الطراروة. أما إذا كنت ترى أن الاسم يظلمهم فأؤكد لك أن رأيي مختلف تمامًا لأن ما هو المقصود ببين الكناين، الرجال طبعًا لهم حصتهم». وتؤكد عرفات أنها دوما لا تخجل من إعلان عمرها في أكثر من حضور إعلامي، حيث قالت: «لا يهمني ذلك، وخاصة أنه بعد تجربة تقديم البرامج صارت المرأة بعد سن الأربعين تهمني، ومن ناحية الأعمال الدرامية، لا يمكن أن أوافق على شخصية تصغرني بـ25 سنة مثلاً، لكن لا مانع من شخصيات في الثلاثينات. عندما أقول أصغر سنًا، فأنا أعني بذلك رفضي لأن أرشح لدور أصغر مني بكثير، فلا أتمكن من إقناع المشاهد. أنا في عمري اليوم، ولديّ ابنة في سن المراهقة.. وأظن أن الفنانة إذا رأت أن الدور يقدم لها قيمة إضافية فهي ستوافق عليه، والدليل على ذلك أنني وافقت على بطولة مسلسل (جرح السنين)، وكان عمر الشخصية التي أجسدها 57 عامًا». وينتظر جمهورها العمل المرتقب وهو مسلسل «طريق المعلمات» وسيعرض قريبًا على قناة «إم بي سي»، وتقول عنه: «هذا العمل ممتاز فكرة وإخراجًا وكتابة، ولكي نكون واقعيين، أنا كممثلة لا أقدم فيه شيئًا جديدًا، لأن الفكرة هي البطلة».
وعن ابتعادها عن الكوميديا تقول عرفات: «اشتغلت كوميديا في التسعينات، بعدها أخذت الخط الجاد، لكنني أخيرًا قررت أن أجرب الكوميديا مرة أخرى، فبدأت في الكوميديا الخفيفة، وفي الفترة المقبلة أعد الجمهور بأعمال كوميدية مسرحية». وترى زهرة عرفات أنها لا تمانع في تقديم أدوار ثانوية، ولكن مع شخصيات خليجية معينة. وقالت: «أوافق فقط في حال المشاركة مع سعاد عبد الله وحياة الفهد، وربما مع هدى حسين، لكنني أعتقد أن من حقي اليوم أن أحصل على فرصتي».



زياد غسان صليبا لـ«الشرق الأوسط»: والدي فنان عالمي

إلى جانب الغناء والتلحين يتمتع زياد بموهبة التمثيل (زياد صليبا)
إلى جانب الغناء والتلحين يتمتع زياد بموهبة التمثيل (زياد صليبا)
TT

زياد غسان صليبا لـ«الشرق الأوسط»: والدي فنان عالمي

إلى جانب الغناء والتلحين يتمتع زياد بموهبة التمثيل (زياد صليبا)
إلى جانب الغناء والتلحين يتمتع زياد بموهبة التمثيل (زياد صليبا)

يعدّ زياد الابن الأصغر للفنان غسان صليبا. وهو مثل شقيقه وسام جذبه عالم الفن بكل أبعاده، فمشى على خطى والده المغني وأخيه الممثل وسام صليبا. يجمع زياد بين مواهب كثيرة، يغني ويعزف ويلحّن ويمثّل ويؤلف كلمات الأغاني. أمضى عدة سنوات دراسية في لوس أنجليس مع شقيقه فتأثر بفنون الغرب وقواعد التمثيل والغناء.

سبق لزياد وأن أصدر 5 أغنيات بالأجنبية. ولكنه اليوم قرر أن يقلب الصفحة وينطلق نحو الأغنية العربية. استهلّ مشواره الجديد هذا، مع أغنية «كان يا ما كان» من تأليفه وتلحينه، يقدّمها زياد بأسلوب بسيط قريب إلى الأغاني الغربية. ورغم كلامها ولحنها المطبوعين بالعربية، فإنها تأخذ منحى العمل الغربي.

أغنية {كان يا ما كان} من تأليفه وتلحينه يقدّمها بأسلوب قريب إلى الأغاني الغربية (زياد صليبا)

ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «تمسكت بأسلوبي الغربي كي أقدمها على طريقتي. وأتوقع أن أبقى محافظاً على هذا الإيقاع في أعمالي المقبلة. فهذا المزيج بين العربية والغربية إن في الموسيقى أو في طريقة الغناء، يزود العمل بنكهة فنية خاصة».

يتناول زياد في أغنيته «كان يا ما كان» كل ما يتعلق بالحنين إلى الوطن. فصوّر لبنان جنّة كانت تعيش بسلام وأمان، ويطلّ على طبيعة لبنان وبحره وجبله. كما يتذكّر الأماكن والمطارح التي تعني له الكثير. ومن خلال مكانة لبنان في أحلام الناس وأهله يترجم اشتياقه له.

يوضح زياد في سياق حديثه: «إنها بمثابة جردة حنين لوطن السلام، ومدى تأثرنا جميعاً برسالته هذه عبر الزمن. بلدي يعني لي الكثير، وارتأيت تكريمه في أغنية تترجم حبّي لصورة حفظتها عنه».

يطور نفسه بالغناء على الصعيدين الأجنبي والمحلي (زياد صليبا)

وكون زياد يتحدّر من عائلة فنية، تراوده دائماً فكرة الغناء بالعربية. «تأثرنا كثيراً أخي وسام وأنا، بفن والدي غسّان. صحيح أننا درسنا في الخارج، ولكننا تربينا على مسرح الرحابنة. والدي كان أحد أبطاله بشكل متكرر. وكذلك تربينا على الأغاني الوطنية المعروف بها، التي لا تزال تتردد من جيل إلى آخر. فهو برأيي يختلف عن غيره من الفنانين بأسلوب تفكيره وغنائه. ويتّسم بالتطور الدائم، إذ لا يتعب من البحث عن الأفضل. وبنظري هو فنان عالمي أفتخر بمسيرته وأعتزّ بها».

هناك جزء لا يتجزأ مني يسكنه الفن الغربي

زياد غسان صليبا

لطالما لاقى زياد التشجيع من قبل أفراد عائلته لغناء العربية. «الفكرة كانت تخطر على بالي دائماً. فأنا أنتمي لعائلة فنية لبنانية بامتياز. قررت أن أقوم بهذه التجربة فحزمت أمري وانطلقت».

لا فرق كبيراً بين تجربتيه في الغناء الغربي والعربي. يتابع: «بالنسبة للتلحين والتوزيع، لا يوجد فرق شاسع. (كان يا ما كان) يحضر فيها النفس الغربي، وهو ما اعتدت عليه في أعمالي السابقة. ولكن من ناحية الصوت اختلفت النبرة ولكنه لم يشكّل لي تحدّياً كبيراً». يتمتع زياد بخامة صوتية لافتة لم يستخدمها في الأغنية. ونسأله عن سبب عدم استعمال قدرات أكبر في صوته. يردّ: «عندما انتهيت من تسجيل الأغنية لاحظت هذا الأمر وأدركت أنه كان بوسعي القيام بذلك. أتوقع في أغاني العربية المقبلة أن أستخدم صوتي بدرجات أعلى. ولكنني أعتبر هذه التجربة بمثابة جس نبض سأكتشف من خلالها أموراً كثيرة».

يحضر لأغنية عربية جديدة حماسية أكثر بإيقاع مغاير عن أغنيته الأولى (زياد صليبا)

كان والده يطالبه دائماً بتقديم أغنية بالعربية. «إنه يكرر ذلك على مسمعي منذ نحو 10 سنوات. كنت متردداً، وأقاوم الفكرة لأنني مرتاح في الغناء بالأجنبية. وعندما أنجزتها فرحت بردّ فعل والدي كما أفراد عائلتي. كانت بمثابة مفاجأة لهم أثنوا على إنجازها. ولم يتوقعوا أن أقوم بهذه الخطوة رغم تشجيعهم لي».

لا يرغب زياد في التخلّي تماماً عن الأسلوب الغنائي الغربي. ويوضح لـ«الشرق الأوسط»: «هناك جزء لا يتجزأ مني يسكنه الفن الغربي وبما في ذلك الإنجليزية التي أتقنها لغة. أشعر أنني من خلالها أستطيع التعبير بصورة أفضل. ولكننا في النهاية لا نعرف الحياة إلى أين تؤدي بنا. وسأحاول العمل في المجالين، فأطور نفسي بالغناء على الصعيدين الأجنبي والمحلي».

يقول إن والده غسان صليبا عندما سمع الأغنية أعجب بها بسرعة. ويعلّق زياد: «أصررت على معرفة رأيه بالأغنية، فهو أمر يهمني كثيراً. ولأنه صاحب صوت عريض ويملك قدرات كبيرة في الأداء، كان يفضّل أن يتعرّف إلى مكامن صوتي بشكل أفضل. ولكنني أوضحت له أن نوع الأغنية يدور في فلك الحنان والشوق. وكان لا بد أن أغنيها بهذه الطريقة».

بلدي يعني لي الكثير وارتأيت تكريمه في أغنية تترجم حبّي لصورة حفظتها عنه

زياد غسان صليبا

يتمرّن زياد يومياً على الغناء، فيعزف البيانو أو الغيتار ليدرّب صوته ويصقله بالخبرة. «لقد اجتهدت كثيراً في هذا المجال، وحاولت اكتشاف قدرات صوتي بنفسي من خلال هذه التمارين. اليوم بتّ أدرك تماماً كيف أحسّنه وأطوره».

يشكّل الأخوان «زياد ووسام» ثنائياً ملتحماً فنياً وعملياً. يقول في هذا الموضوع: «لم نفترق يوماً. معاً درسنا في الخارج ورسمنا مشاريعنا وخططنا لها. وأستشيره باستمرار لأقف على رأيه، فهو أساسي بالنسبة لي».

إلى جانب الغناء والتلحين يتمتع زياد صليبا بموهبة التمثيل. سبق وشارك في أكثر من عمل درامي مثل «حبيبي اللدود» و«حادث قلب». «أحب التمثيل ومشواري فيه لا يزال في بداياته. الفن بشكل عام مهنة مضنية تتطلّب الكثير من التجارب كي نحرز النجاح فيها». وعما تعلّمه من والده بصفته فناناً، يردّ: «تعلمت منه الكثير. كنت أصغي إلى أغانيه باهتمام، وأتمعّن بقدراته الصوتية والتقنية التي يستخدمها. زوّدني والدي بصفاته الحسنة الكثيرة وبينها دفء مشاعره وطيبة قلبه وابتعاده عن القيل والقال. وأكثر ما تأثرت به هو شغفه بالفن. لم يحاول يوماً منعي وأخي من دخول هذا المجال. فهو على يقين بأن الشخص الشغوف بالفن لا يمكن لأحد أن يثنيه عنه».

يحضّر زياد لأغنية عربية جديدة تختلف عن «كان ياما كان». «ستكون حماسية أكثر بإيقاع مغاير عن أغنيتي الأولى. كما ألحن أغنية أجنبية لموهبة غنائية شابة تدعى أزميرالدا يونس، وأخرى لي».