حماس تتطلع إلى صفحة جديدة مع إيران.. وتدين تفجيرات تركيا

خلافهما حول القضايا العربية ما زال قائمًا رغم البيان التلطيفي

حماس تتطلع إلى صفحة جديدة مع إيران.. وتدين تفجيرات تركيا
TT

حماس تتطلع إلى صفحة جديدة مع إيران.. وتدين تفجيرات تركيا

حماس تتطلع إلى صفحة جديدة مع إيران.. وتدين تفجيرات تركيا

أعلنت حركة حماس تطلعها لفتح صفحة جديدة من التعاون مع إيران. وقالت في بيان إن وفدا من قادتها اختتم زيارة إلى العاصمة الإيرانية طهران، استمرت ثمانية أيام، وشهدت جملة من اللقاءات الناجحة.
وبحسب بيان حماس، فقد التقى الوفد خلال زيارته مسؤولين إيرانيين، على رأسهم رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني، وأمين مجلس الأمن القومي الإيراني الأدميرال علي شمخاني.
وقال مسؤول العلاقات الدولية لحماس، أسامة حمدان، إن زيارة وفد الحركة «جاءت تلبية لدعوة كريمة للذكرى الـ37 لانتصار الثورة الإسلامية في إيران»، مضيفا أن الوفد «وجد دعما وتأييدا للمقاومة والانتفاضة في فلسطين». وعبر حمدان عن أمله في «أن تكون هذه الزيارة مقدمة لصفحة جديدة من التعاون بين حماس والجمهورية الإسلامية في إيران». وذكر أن أجواء لقاءات وفد حماس بالقيادات الإيرانية «كانت إيجابية جدا، وهناك استعداد واضح لتعزيز العلاقات بما يخدم مصلحة الشعب الفلسطيني».
وكان حمدان ضمن وفد حماس الذي ترأسه عضو المكتب السياسي محمد نصر، وضم ممثل الحركة في طهران خالد القدومي.
واهتمت وسائل الإعلام الإيرانية بتصريحات حمدان، ونقلت وكالة «فارس» عنه قوله إن «دعم إيران للمقاومة الفلسطينية لم ينقطع حتى أثناء المفاوضات النووية»، مشيدا بمتانة العلاقة بين إيران وحماس.
ويبدو أن بيانات حماس وتصريحات حمدان تأتي بطلب إيراني، أو على الأقل كمحاولة من حماس لاستدراك الضرر الذي سببته التصريحات المسربة للمسؤول الكبير في حماس، نائب رئيس المكتب السياسي، موسى أبو مرزوق، التي نشرتها «الشرق الأوسط»، وتحدث فيها عن كذب الإيرانيين في دعم المقاومة، واتهمهم بالدهاء والباطنية، ووضع الاشتراطات، مقابل الدعم الذي لم يصل منذ 2009، على حد قوله.
وكانت علاقة حماس بإيران تضررت بعد أن ساندت حماس «الثورة السورية» ضد الرئيس بشار الأسد، وتوترت أكثر بعد أن رفضت الحركة الاصطفاف بشكل واضح إلى جانب إيران ضد السعودية في ما يخص اليمن أو سوريا.
وقالت مصادر مطلعة إن الخلاف حول القضايا العربية لا يزال قائما، على الرغم من بيان حماس «التلطيفي». وأضافت أن مواقف حماس من اليمن وسوريا تجعل التقارب الحقيقي بعيد المنال، وإن كانت إيران وحماس لا تريدان قطيعة أيضا. وتابعت: «حماس حركة سنية ولن تجازف بخسارة العالم السني في هذا الوقت».
والخوف من خسارة العالم السني، بما في ذلك قطر التي تستضيف حماس، وتركيا التي تدعمها سياسيا، إضافة إلى تجنب غضب حركة الإخوان المسلمين التي تنتمي إليها حماس وأنصار الحركة كذلك، وعدم الثقة في استمرار الدعم الإيراني إذا ما عاد بعد تجربة انقطاعه، كلها عناصر أسهمت في اتخاذ حماس موقفا بالبقاء على الحياد.
وفي تأكيد على علاقة حماس بالأطراف التي تعد على النقيض من إيران، أدانت الحركة أمس الانفجار الذي وقع في العاصمة التركية أنقرة، ووصفته بـ«الآثم».
وعبرت الحركة في تصريح صحافي عن تضامنها الكامل مع تركيا في مواجهة «الإرهاب» الذي يستهدف أمنها واستقرارها. وتوجهت الحركة بالعزاء إلى أهالي الضحايا، ودعت الله بالشفاء للجرحى والمصابين، وأن يحفظ تركيا من كل سوء، وأن يديمها ذخرا للشعب الفلسطيني ولقضايا الأمة، وفق تعبير البيان.



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.