شراكة جديدة بين صوت متلازمة داون وNDSS في برامج التعليم عن بعد

تحت شعار «الصوت الدولي لذوي متلازمة داون»

شراكة جديدة بين صوت متلازمة داون وNDSS في برامج التعليم عن بعد
TT

شراكة جديدة بين صوت متلازمة داون وNDSS في برامج التعليم عن بعد

شراكة جديدة بين صوت متلازمة داون وNDSS في برامج التعليم عن بعد

أعلنت جمعية صوت متلازمة داون، والجمعية الوطنية الأميركية لمتلازمة داون (NDSS)، أمس، شراكة استراتيجية جديدة، عبر اتفاقية تعاون تهدف إلى تطوير جميع المجالات المتعلقة بمتلازمة داون في السعودية، ونشر الوعي والدعم لذوي متلازمة داون على الصعيد الدولي، إضافة إلى تنفيذ عدد من المبادرات والبرامج المثمرة بين الطرفين. وجرى توقيع اتفاقية التعاون بمدينة الرياض، حيث وقعها عن جمعية صوت متلازمة داون الأميرة ريما بنت سلطان بن عبد العزيز، رئيسة الجمعية، بينما وقّعها عن الجمعية الوطنية لمتلازمة داون سارة هارت وير، رئيسة الجمعية، وذلك بحضور الدكتور ماجد القصبي وزير الشؤون الاجتماعية.
وتشكّل هذه الشراكة الأولى من نوعها في المنطقة، تعاونًا عالميًا تحت شعار الصوت الدولي لذوي متلازمة داون، وذلك في إطار تعزيز وتنشيط الوعي عن متلازمة داون في السعودية، إذ تحتوي على عدد من المبادرات المشتركة التي تشمل التعليم والتدريب والتوعية، إضافة إلى استثمار خبرة الجمعية الوطنية لمتلازمة داون البالغة 35 عاما في هذا المجال، وريادتها لمتلازمة داون بالولايات المتحدة، لتوسيع البنية التحتية للأفراد من ذوي متلازمة داون في مناطق البلاد المتنوّعة، من خلال نشر الوعي وطرح الفعاليات التعليمية المتعلّقة بهذا المجال.
وأوضحت الأميرة ريما بنت سلطان بن عبد العزيز، رئيسة مجلس إدارة جمعية صوت متلازمة داون، أن الشراكة المُبرمة هي الأولى من نوعها على المستوى الدولي، الأمر الذي يدفع إلى التطلّع للعمل بشكل مثمر مع الجمعية الوطنية لمتلازمة داون من أجل إيصال خدمات الجمعية إلى أكبر عدد ممكن من ذوي متلازمة داون في كل أنحاء البلاد، وحققت الجمعية إنجازات كبيرة منذ تأسيسها في 2010، بفضل دعم الأعمال الإنسانية، من مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز.
وأضافت: «فخورون في الجمعية بتولي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية السعودية، الرئاسة الفخرية لجمعية صوت متلازمة داون في العام الماضي، وبمساهمته من أجل توسيع شبكة خدماتنا إلى محافظة جدة، والتي تعكس حرصه ودعمه الكبيرين لذوي متلازمة داون وحقّهم في الحصول على التعليم المتخصص ذي المستوى العالمي»، كما عبرت عن امتنانها للأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، لإيمانه برسالة الجمعية ودعمه لقضايا الشباب والتعليم وذوي الاحتياجات الخاصة.
من جهة أخرى، أعربت السيدة سارة هارت رئيسة الجمعية الوطنية لمتلازمة داون وير، عن انضمام الجمعية إلى تلك الشراكة العالمية مع جمعية صوت متلازمة داون في السعودية، إذ إنها تمتلك القدرة على الاستمرار في إحداث فرق في حياة الأفراد ذوي متلازمة داون وأسرهم في جميع أنحاء العالم.
وأضافت: «نتطلع إلى توظيف خبرتنا وقيادتنا في دعم ذوي متلازمة داون، البحوث والتوظيف ونشر التوعية العامة والتواصل مع ذوى متلازمة داون وأسرهم في كل أرجاء المملكة العربية السعودية».
وأشار السيد روبرت تيشوف رئيس مجلس الجمعية الوطنية لمتلازمة داون أن الجمعية الوطنية لمتلازمة داون تركز على البرامج الخاصة الموجهة إلى الأفراد من ذوي متلازمة داون في جميع مراحل حياتهم. وأعرب عن حماسه الشخصي لتأسيس برنامج جامعي للطلاب ذوي متلازمة داون، وغيرها من الاحتياجات الخاصة في المملكة العربية السعودية. كما أضاف أن الجمعية الوطنية لمتلازمة داون تعمل بالتعاون مع عدد من معاهد التعليم العالي بالولايات المتحدة من أجل خلق برامج متميزة، لتوفير مزيد من فرص العمل للأفراد من ذوي متلازمة داون.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».