شهدت الجبهات السورية تصعيدًا في العمليات العسكرية من الجنوب إلى الوسط والشمال، بالتزامن مع تكثيف الغارات الروسية على مناطق سيطرة المعارضة في محافظة درعا وأرياف حمص وحماه واللاذقية، التي أدت إلى مقتل عشرات المدنيين. بالموازاة، اتهمت المعارضة السورية نظام بشار الأسد، باستخدام الأسلحة الكيماوية مجددًا في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، وانتهاك قرارات مجلس الأمن الدولي.
وشنّت فصائل المعارضة هجومًا صباح أمس للسيطرة على مواقع عسكرية تابعة للقوات النظامية في منطقة «مثلث الموت» أقصى شمال غربي محافظة درعا، الذي يُقصد به مثلث ريف دمشق الجنوبي الغربي وريف القنيطرة الشرقي وريف درعا الشمالي. وتهدف المعركة التي أطلقت الفصائل عليها اسم «وإنْ عُدْتُم عُدْنا» إلى السيطرة على تلّتي غرين وجبيلية العسكريتين وسرية عيون العلق المجاورة، بغية كسر خط الدفاع الذي أقامته القوات النظامية قبل نحو عام لمنع المعارضة من الوصول إلى القرى والبلدات الواقعة عند التقاء محافظات ريف دمشق والقنيطرة ودرعا.
وردّ النظام على هذا الهجوم بقصفه نقاط تمركز المعارضة القريبة من «مثلث الموت» بالدبابات والمدفعية الثقيلة، وتمشيط المنطقة المحيطة به بالرشاشات الثقيلة والمتوسطة، كما شنّ الطيران النظامي والروسي غارات مكثّفة على قرى وبلدات ريف درعا الشمالي، خصوصا تلك القريبة من مناطق المواجهة، أدت إلى مقتل ثلاثة مدنيين في مدينة جاسم الخاضعة لسيطرة المعارضة شمال درعا، ومدنيين اثنين في مدينة إنخل المجاورة.
وفي وقت قصف فيه الطيران المروحي النظامي بستة براميل متفجرة مناطق في مدينة داريا بالغوطة الغربية، أعلن «مكتب أخبار سوريا» المعارض، أن «الطيران الروسي شنّ (أمس) عشرات الغارات على مناطق متفرقة من ريف حمص الشمالي الخاضع لسيطرة المعارضة، متسببا بسقوط ضحايا في صفوف المدنين».
وقال الناشط الإعلامي المعارض علي السيد علي، أمس: «الطيران الروسي شن أكثر من 50 غارة، منذ مساء الاثنين وحتى صباح الثلاثاء (أمس)، تركزت على مدينتي تلبيسة والرستن وقرى الغجر والغنطو وتير معلة»، مرجحًا أن يكون «الهدف من كثافة الغارات الروسية الليلية على مناطق ريف حمص، هو خلق حالة دائمة من الرعب لدى الأهالي للضغط عليهم ودفعهم لمغادرة قراهم ومدنهم».
إلى ذلك، استمرت الاشتباكات العنيفة على محاور عدة في ريف اللاذقية الشمالي، بين غرفة عمليات قوات النظام بقيادة ضباط روس ومشاركة جنود روس، بالإضافة لقوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفرقة الأولى الساحلية و«حركة أحرار الشام» و«أنصار الشام» والفرقة الثانية الساحلية والحزب الإسلامي التركستاني و«جبهة النصرة» من جهة أخرى، في محيط منطقة كنسبا، بعد سيطرة غرفة عمليات قوات النظام على العيدو وقلعة طوبال ووادي باصور وشللف وبلله، ما أدى إلى مقتل عنصر من قوات النظام.
وأفادت «الشبكة السورية لحقوق الإنسان» في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، أن «النظام استخدم الأسلحة الكيماوية مجددًا في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، في انتهاك واضح لقرارات مجلس الأمن الدولي». وأشارت إلى أن «كل الدلائل تشير إلى أن النظام يستخدم الغازات السامة ويخرق قرارات مجلس الأمن رقم (2118) و(2209) و(2235)، بينما لم تف روسيا بتعهداتها أمام الولايات المتحدة بردع النظام عن استخدام الغازات السامة». وقالت: «لا يمكننا أن نثق بأي ضمان روسي لحل سياسي ووقف إطلاق النار، ما دامت فشلت فشلاً ذريعًا في أمر ثانوي كضبط استخدام الغازات السامة».
7:57 دقيقة
فصائل المعارضة تهاجم «مثلث الموت».. والقصف الروسي يستهدف مواقعها في درعا وحمص
https://aawsat.com/home/article/570641/%D9%81%D8%B5%D8%A7%D8%A6%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%A7%D8%B1%D8%B6%D8%A9-%D8%AA%D9%87%D8%A7%D8%AC%D9%85-%C2%AB%D9%85%D8%AB%D9%84%D8%AB-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%AA%C2%BB-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B5%D9%81-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%88%D8%B3%D9%8A-%D9%8A%D8%B3%D8%AA%D9%87%D8%AF%D9%81-%D9%85%D9%88%D8%A7%D9%82%D8%B9%D9%87%D8%A7-%D9%81%D9%8A-%D8%AF%D8%B1%D8%B9%D8%A7-%D9%88%D8%AD%D9%85%D8%B5
فصائل المعارضة تهاجم «مثلث الموت».. والقصف الروسي يستهدف مواقعها في درعا وحمص
منظمة حقوقية تتهم النظام باستخدام «الكيماوي» مجددًا
- بيروت: يوسف دياب
- بيروت: يوسف دياب
فصائل المعارضة تهاجم «مثلث الموت».. والقصف الروسي يستهدف مواقعها في درعا وحمص
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة