الجيش التركي يواصل قصف مواقع تحت سيطرة الأكراد في شمال سوريا لليوم الثاني

الجيش التركي يواصل قصف مواقع تحت سيطرة الأكراد في شمال سوريا لليوم الثاني
TT

الجيش التركي يواصل قصف مواقع تحت سيطرة الأكراد في شمال سوريا لليوم الثاني

الجيش التركي يواصل قصف مواقع تحت سيطرة الأكراد في شمال سوريا لليوم الثاني

قصف الجيش التركي مواقع تحت سيطرة مقاتلين مدعومين من الأكراد في شمال سوريا لليوم الثاني اليوم (الأحد)، ولقي مقاتلان مصرعهما، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وكانت تركيا طالبت أمس (السبت)، مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية السورية بالانسحاب من المناطق التي انتزعت السيطرة عليها شمال حلب في الأيام الأخيرة من مقاتلين آخرين في سوريا وبينها قاعدة منغ الجوية، واستهدف القصف هذه المناطق.
وقال المرصد إن القصف اشتد الساعة الثانية صباحاً بالتوقيت المحلي، قبل أن يهدأ إلا أنه لم يتوقف.
وأضاف المرصد أن تحالف قوى سوريا الديمقراطية المدعوم من الأكراد يقاتل أيضاً مسلحين سوريين قرب بلدة تل رفعت.
ويقاتل جيش النظام السوري المدعوم بضربات جوية روسية مقاتلين سوريين بنفس المنطقة في محاولة لإغلاق الحدود مع تركيا، واستعادة مناطق في مدينة حلب التي يسيطر عليها المقاتلون.
من جهة أخرى، رفض حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري اليوم (الأحد)، مطلب تركيا بانسحاب المقاتلين الأكراد التابعين للحزب من مواقع قرب الحدود التي تتعرض للقصف من الجيش التركي.
وكان رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو طالب أمس السبت وحدات حماية الشعب بالانسحاب من مناطق تسيطر عليها شمالي حلب، وأكد صالح مسلم الرئيس المشارك للحزب رفضه للطلب التركي.
وفي موضوع ثانٍ، أوقفت الشرطة اليونانية اليوم (الأحد)، ثلاثة بريطانيين مدججين بالسلاح في شمال شرقي اليونان قرب الحدود التركية، دون توضيح ما إذا كانوا يحاولون العبور إلى تركيا.
وتم توقيف أحدهم (كردي عراقي)، عند مركز كيبي الحدودي في ايفروس النهر الفاصل بين تركيا واليونان، وبحوزته أربعة أسلحة وآلاف الرصاص.
وأوقفت شرطة مرفأ الكسندروبوليس، كبرى مدن منطقة ايفروس، الرجلين الآخرين وبحوزتهما 18 قطعة سلاح و20 ألف رصاصة مخبأة في كارافان، وعهدت الشرطة التحقيق إلى أجهزة مكافحة الإرهاب.
وفي 31 يناير (كانون الثاني) الماضي، في منطقة ايفروس نفسها، تم توقيف رجلين بحوزتهما جوازي سفر سويديين، ينقلان "معدات قتالية"، واتهم أحدهما الذي اشتبه بأنه متطرف من أصل بوسني يدعى مرشد بكتاسيفيتش بنشاط "إرهابي" مع شريكه المشتبه به اليمني الأصل.
ووصل الرجلان إلى اليونان في طائرة قادمة من السويد، قبل أن يستقلا الباص إلى تركيا، وقد وضعا قيد الاحتجاز المؤقت.
وتشعر تركيا بالقلق جراء توسع الهيمنة الكردية في شمال سوريا منذ بدأت الحرب عام 2011.
وتسيطر وحدات حماية الشعب تقريبا على كل الحدود الشمالية السورية مع تركيا، وهي حليف وثيق للولايات المتحدة في الحملة ضد تنظيم "داعش" في سوريا. ولكن أنقرة تعتبر وحدات حماية الشعب امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي يشن أعمال عنف منذ ثلاثة عقود من أجل الحصول على حكم ذاتي في جنوب شرقي تركيا.



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.