فيلم تونسي يفتتح فعاليات مهرجان برلين السينمائي

اللاجئون يخطفون الأضواء في المؤتمر الصحافي لفيلم «هيل سيزر»

فيلم تونسي يفتتح فعاليات مهرجان برلين السينمائي
TT

فيلم تونسي يفتتح فعاليات مهرجان برلين السينمائي

فيلم تونسي يفتتح فعاليات مهرجان برلين السينمائي

انطلقت أمس المنافسة الرئيسية لمهرجان برلين السينمائي بعرض الفيلم الكوميدي الرومانسي التونسي «نحبك هادي» الذي تدور أحداثه عن قصة أم متسلطة تجبر ابنها على الزواج المرتب له.
ويعد فيلم «نحبك هادي» لمخرجه محمد بن عطية المولود في تونس، واحدا من 18 فيلما تتنافس على الجوائز الكبرى لمهرجان برلين السينمائي بما في ذلك جائزة الدب الذهبي لأفضل فيلم.
وتدور أحداث الفيلم في أعقاب الثورة التونسية في عام 2011 حول الشاب هادي الذي يبدو أن حياته تدار من جانب أشخاص آخرين ومن بينهم رئيسه في العمل ووالدته التي رتبت له الزواج من عروس. لكن هادي يتمكن فجأة من فرصة للسيطرة على عالمه عندما يلتقي بامرأة أخرى أثناء رحلة عمل. ومن بين الأفلام المختارة في المنافسة الرئيسية لمهرجان برلين هناك 15 فيلما عالميا يتم عرضها للمرة الأولى من دول مختلفة، بينها الولايات المتحدة وفرنسا والبوسنة والهرسك وبريطانيا والصين وفيتنام. وستتولى لجنة من سبعة أعضاء برئاسة ميريل ستريب الحاصلة على جائزة أوسكار ثلاث مرات توزيع جوائز المهرجان المرموقة خلال حفل يوم السبت 20 فبراير (شباط). ومن ناحية أخرى تحول العرض الدولي الأول لفيلم «هيل سيزر» للأخوين كوين في مهرجان برلين السينمائي الدولي إلى نقاش بشأن اللاجئين بعد أن وجد صناع الفيلم وفريق العمل أنفسهم أمام تحد في مؤتمر صحافي لبذل جهد أكبر لإنهاء الأزمة. وتدفق أكثر من مليون لاجئ على أوروبا في العام الماضي أكثرهم هارب من الحرب والفقر. ومات الآلاف في رحلة محفوفة بالمخاطر معظمهما عبر البحر ثم بعد ذلك عبر اليابسة. ووضع هذا التدفق ضغطا كبيرا على الحكومات وبدأت الدول في تضييق ضوابط اللجوء. وطالب أحد السائلين الممثل جورج كلوني أحد أبطال «هيل سيزر» بضرورة صنع فيلم مماثل لفيلم «سريانا» لكن مع التركيز هذه المرة على اللاجئين. وأجاب كلوني بأنه سيلتقي مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الجمعة لمناقشة أزمة اللاجئين وسيزور مركزا للاجئين.
وقال كلوني - المتزوج من محامية حقوق الإنسان أمل علم الدين - إنه زار أيضا بعض المناطق الخطرة بهدف مساعدة قضية اللاجئين. لكنه عاد ليقول إنه غير واثق من أن السينما هي المكان الأمثل لمحاولة حل الأزمة. وقال: «أعتقد أنه يتم تناولها جيدا الآن في وسائل الإعلام. أعتقد أنها لا تتداول بشكل كاف في بلدنا ولا يجري الحديث عنها بالقدر الكافي». لكن الأخوين كوين أيدا اقتراحا بأن السينما هي المكان المناسب للتعامل مع القضايا السياسية والاجتماعية مثل أزمة ملايين اللاجئين الفارين من الصراع في الشرق الأوسط وأماكن أخرى.
وقال جويل كوين ردا على سؤال آخر: «أنتم على حق، فهي قضية مهمة للغاية.. هو أمر سأهتم كثيرا بمشاهدة تناول الأفلام له».



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».