الفوائد السلبية .. لماذا تفرضها دول على الودائع؟

أقدمت عليها اليابان لأول مرة في تاريخها

الفوائد السلبية .. لماذا تفرضها دول على الودائع؟
TT

الفوائد السلبية .. لماذا تفرضها دول على الودائع؟

الفوائد السلبية .. لماذا تفرضها دول على الودائع؟

كان بنك اليابان المركزي قد أعلن منذ أسبوعين عن تبنيه أسعار فائدة سلبية بمقدار 0.1 في المائة، مما يعني أن البنك المركزي سيفرض على البنوك التجارية دفع نسبة 0.1 في المائة على بعض ودائعها. واستتبعه «المركزي الياباني» بالأمس بقرار تخفيض الفائدة إلى ما دون صفر على السندات التي مدتها 10 سنوات. فما الذي يدفع الدول لفرض مثل هذه الفوائد السلبية؟
* ما هي الفائدة السلبية؟
- هي فرض الجهاز المصرفي الرسمي للدولة (البنك المركزي) لفائدة يدفعها البنك التجاري للبنك المركزي على الأموال المودعة لديه، أو فرض البنوك التجارية لفائدة على إيداعات الأفراد لديها، وتسمى بالفائدة السلبية، في مقابل المفهوم المعروف من الفائدة الإيجابية (في الأحوال الطبيعية) التي يلتزم فيها البنك بدفع فوائد دورية على الإيداعات في خزائنه.
* لماذا يتم اللجوء إليها؟
- لتشجيع البنوك على الإقراض بالأساس، وضخ المزيد من السيولة غير العاملة في شكل مشروعات جديدة وزيادة الاستثمارات وتنشيط الاقتصاد ومكافحة انكماش الأسعار، الذي يدفع المستهلكين والشركات إلى تأجيل مشترياتهم واستثماراتهم بانتظار احتمالية تدني الأسعار بشكل أكبر في المستقبل، والذي ينتج عنه دوامة سلبية من التباطؤ في النشاط الاقتصادي وتراجع الأجور وانخفاض جديد للأسعار؛ وهو ما يُشكل تأثيرا سلبيًا على مستوى الاقتصاد ككل.
ويتم اللجوء إليها عادة في حالات ضعف الاقتصاد أو تراجع معدلات النمو الاقتصادي في الاقتصادات الكبرى، وتراجع الاستثمارات الجديدة، وتوفر سيولة كبيرة غير مستغلة. وعلى الجانب الآخر فإن هذه السياسة تزيد من نسبة الاستثمارات مرتفعة المخاطرة.
* أمثلة على تطبيق الفائدة السلبية
- اليابان: قرار البنك المركزي الياباني يوم 29 يناير (كانون الثاني) الماضي، ولأول مرة في تاريخه، فرض أسعار فائدة سلبية على إيداعات البنوك التجارية لديه تُقدر نسبتها بنسبة «سالب 0.1» في المائة على ودائعها لدى «المركزي الياباني»، وذلك للتصدي للتراجع الاقتصادي الذي يواجه ثالث أكبر اقتصاد في العالم، وتقليص تأثير التقلبات التي تشهدها الأسواق العالمية عليه. مع تأكيد المركزي الياباني على وجود احتمالات لزيادة الفائدة السلبية بدرجة أكبر إذا اقتضى الحال.
ويحاول البنك المركزي لليابان التدخل لتنشيط الاقتصاد ووقف 15 عامًا من انخفاض الأسعار، حيث سجل معدل التضخم في ديسمبر (كانون الأول) الماضي 0.1 في المائة، بجانب تراجع مستويات الاستهلاك الشخصي. بالإضافة إلى تراجع مؤشر «نيكاي» لبورصة طوكيو في بداية السنة الحالية لأقل مستوى له منذ عام 1949.
- الاتحاد الأوروبي: قرر البنك المركزي الأوروبي في يونيو (حزيران) عام 2014 فرض فائدة سلبية على إيداعات البنوك التجارية لمدة «ليلة واحدة» بمقدار «سالب 0.1» في المائة، وذلك في محاولة للتصدي لخطر سقوط منطقة اليورو في دوامة الانكماش على غرار ما عانت منه اليابان لسنوات طويلة، وكاستجابة لتراجع التضخم إلى مستوى أقل بكثير من الذي يستهدفه البنك المركزي. وأيضًا لتحفيز النمو بمنطقة اليورو التي عانت من تراجع معدلات النمو الاقتصادي خلال السنوات الماضية، وشهدت ارتفاعًا في معدلات البطالة.
وكانت نسبة التضخم في منطقة اليورو قد وصلت إلى 0.5 في المائة في مايو (أيار) من عام 2014. أي أنها أقل بكثير من مستوى 2 في المائة الذي يستهدفه البنك المركزي الأوروبي.
واستمر تخفيض المركزي الأوروبي للفائدة إلى أن وصلت إلى «سالب 0.3» في المائة حاليًا، لدفع البنوك إلى عدم إيداع فائضها المالي في خزائنه، وإلى تشجيعها على منح الأموال الفائضة لديها إلى الأفراد والشركات، على شكل قروض بدلا من إيداعها في البنك المركزي ودفع فائدة (للبنك) عليها، وهو ما من شأنه تعزيز الاستثمارات التي تؤدي بدورها إلى تحفيز الاقتصاد.

* الوحدة الاقتصادية بـ«الشرق الأوسط»



شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
TT

شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)

سجلت شركات البتروكيميائيات المدرجة في السوق المالية السعودية (تداول) تحولاً كبيراً نتائجها المالية خلال الربع الثالث من 2024، مقارنةً بالربع المماثل من العام السابق، لتتحول إلى الربحية وبنسبة نمو تجاوزت 200 في المائة.إذ وصلت أرباحها إلى نحو 525 مليون دولار (1.97 مليار ريال) مقارنةً بتسجيلها خسائر في العام السابق وصلت إلى 516 مليون دولار (1.93 مليار ريال).

ويأتي هذا التحول للربحية في النتائج المالية لشركات القطاع، وتحقيقها لقفزة كبيرة في الأرباح، بفعل ارتفاع الإيرادات ودخل العمليات والهامش الربحي وزيادة الكميات والمنتجات المبيعة.

ومن بين 11 شركة تعمل في مجال البتروكيميائيات مدرجة في «تداول»، حققت 8 شركات ربحاً صافياً، وهي: «سابك»، و«سابك للمغذيات»، و«ينساب»، و«سبكيم»، و«المجموعة السعودية»، و«التصنيع»، و«المتقدمة»، و«اللجين»، في حين واصلت 3 شركات خسائرها مع تراجع بسيط في الخسائر مقارنةً بالربع المماثل من العام السابق، وهي: «كيمانول»، و«نماء»، و«كيان».

وبحسب إعلاناتها لنتائجها المالية في «السوق المالية السعودية»، حققت شركة «سابك» أعلى أرباح بين شركات القطاع والتي بلغت مليار ريال، مقارنةً بتحقيقها خسائر بلغت 2.88 مليار ريال للعام السابق، وبنسبة نمو تجاوزت 134 في المائة.

وحلت «سابك للمغذيات» في المركز الثاني من حيث أعلى الأرباح، رغم تراجع أرباحها بنسبة 21 في المائة، وحققت أرباحاً بقيمة 827 مليون ريال خلال الربع الثالث 2024، مقابل تسجيلها لأرباح بـ1.05 مليار ريال في الربع المماثل من العام السابق.

وفي المقابل، حققت «اللجين»، أعلى نسبة نمو بين الشركات الرابحة، وقفزت أرباحها بنسبة 1936 في المائة، بعد أن سجلت صافي أرباح بلغ 45.8 مليون ريال في الربع الثالث لعام 2024، مقابل أرباح بلغت 2.25 مليون ريال في العام السابق.

مصنع تابع لشركة كيميائيات الميثانول (كيمانول) (موقع الشركة)

توقعات استمرار التحسن

وفي تعليق على نتائج شركات القطاع، توقع المستشار المالي في «المتداول العربي» محمد الميموني خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن تستمر حالة التحسن في أرباح شركات قطاع البتروكيميائيات خلال الربعين المقبلين، بفعل حالة ترقب التحسن في الاقتصاد الصيني الذي يعد من أهم وأكبر المستهلكين لمنتجات شركات البتروكيميكال، والاستقرار المتوقع في الأوضاع الجيوسياسية، مضيفاً أن تلك العوامل ستعمل على بدء انفراج في أسعار منتجات البتروكيميكال، وتجاوزها للمرحلة الماضية في تدني وانخفاض أسعارها. وقال «لا أتوقع أن يكون هناك مزيد من التراجع، ومن المتوقع أن يبدأ الاستقرار في أسعار منتجات البتروكيميائيات خلال الربعين المقبلين، وهو مرهون بتحسن أسعار النفط، وتحسن الطلب على المنتجات».

وأشار الميموني إلى أن أسباب تراجع أرباح بعض شركات القطاع أو استمرار خسائرها يعود إلى انخفاض متوسط أسعار مبيعات منتجات البتروكيميكال نتيجة لاتجاه السوق والأسعار نحو الانخفاض بالإضافة إلى فترة الصيانة الدورية لعدد من مصانع شركات القطاع، وكذلك ارتفاع تكلفة وقود الديزل في الفترة منذ بداية يناير (كانون الثاني) 2024 وارتفاع تكلفة الشحن بسبب الاضطرابات الجيوسياسية التي أثرت على مسار الشحن من خلال مسار البحر الأحمر، وارتفاع تكاليف التمويل، ورغم اتجاه أسعار الفائدة نحو الانخفاض منذ سبتمبر (أيلول) الماضي، فإنه لم ينعكس بشكل جيد على وضع نتائج شركات البتروكيميكال حتى الآن، مجدِّداً توقعه بتحسن النتائج المالية لشركات القطاع خلال الربعين المقبلين.

تحسن الكفاءة التشغيلية

من جهته، قال المحلل المالي طارق العتيق، خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» إن شركات القطاع أظهرت منذ بداية السنة تحسناً في الكفاءة التشغيلية لجميع عملياتها وأدائها، وارتفاع في أعداد الكميات المنتجة والمبيعة، وتكيّف شركات القطاع مع تغير ظروف السوق. وقابل ذلك تحسّن ظروف السوق وزيادة الطلب على المنتجات البتروكيماوية، وتحسّن الهوامش الربحية ومتوسط الأسعار لبعض منتجات البتروكيميائيات الرئيسة.

وعّد العتيق تسجيل 8 شركات من أصل 11 شركة تعمل في القطاع، أرباحاً صافية خلال الربع الثالث، أنه مؤشر مهم على تحسن عمليات وأداء شركات القطاع، ومواكبتها لتغير الطلب واحتياج السوق، مضيفاً أن القطاع حساس جداً في التأثر بالظروف الخارجية المحيطة بالسوق وأبرزها: تذبذب أسعار النفط، والظروف والنمو الاقتصادي في الدول المستهلكة لمنتجات البتروكيميائيات وأهمها السوق الصينية، والأحداث الجيوسياسية في المنطقة وتأثيرها على حركة النقل والخدمات اللوجستية، لافتاً إلى أن تلك الظروف تؤثر في الطلب والتكاليف التشغيلية لمنتجات البتروكيميائيات، إلا أنها قد تتجه في الفترة الراهنة باتجاه إيجابي نحو تحسن السوق والطلب على منتجات البتروكيميائيات.