وزير الخارجية المصري ينصح واشنطن بالتريث في التحرك عسكريًا في ليبيا

دافع عن حفتر وأكد تراجع التهديدات الإرهابية في بلاده

وزير الخارجية المصري ينصح واشنطن بالتريث في التحرك عسكريًا في ليبيا
TT

وزير الخارجية المصري ينصح واشنطن بالتريث في التحرك عسكريًا في ليبيا

وزير الخارجية المصري ينصح واشنطن بالتريث في التحرك عسكريًا في ليبيا

أشار وزير الخارجية المصري خلال لقاءاته مع وسائل الإعلام الأميركية إلى أن ليبيا بحاجة إلى تشكيل حكومة موحدة تتولى طلب المساعدة من المجتمع الدولي، وقال: «يجب أن يترك الشعب الليبي ليتخذ بنفسه القرارات المتعلقة بمكافحة الإرهاب وكيف يجب أن تتم وشكل المساعدة التي يمكن طلبها من المجتمع الدولي، وهذه العملية ينبغي أن يحددها ويقودها الليبيون بأنفسهم».
ودافع شكري عن الجنرال خليفة حفتر قائلا: «علينا أن ندرك أن قوات حفتر هم العنصر الهام في المعركة ضد توسع الإرهابيين في ليبيا». وتضغط مصر لحشد المساندة للجنرال خليفة حفتر الذي يسيطر على مجموعة من القوات المقاتلة في الجزء الشمالي الشرقي من ليبيا.
وتشهد الأوساط السياسية في واشنطن ضغوطا للقيام بخطوات عسكرية لوقف تقدم تنظيم داعش في ليبيا حيث يسيطر المسلحون على مدينة سرت وتشهد البنية التحتية النفطية هجمات متزايدة، إضافة إلى تقارير المخابرات الأميركية التي أشارت إلى قيام قادة تنظيم داعش في سوريا بإرسال أعداد متزايدة من المقاتلين إلى ليبيا حيث يتوسع التنظيم في سيطرته على الأراضي الليبية في خضم الفوضى السياسية التي تسود البلاد.
ووفقا لمسؤولي البنتاغون فإن وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر قد قدم للبيت الأبيض تقريرا حول الخيارات العسكرية للتدخل في ليبيا لمكافحة تنظيم داعش، وتشمل الخيارات الغارات الجوية وعمليات القوات الخاصة (الكوماندوز) وتقديم المساعدة للقوات البرية الليبية. وأوضح مسؤولو البنتاغون أن مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض لم يتخذ بعد قرارا بشأن التدخل العسكري في ليبيا.
وفي الأزمة السورية قال شكري إن مصر تتشاور مع كل الحلفاء والأصدقاء للقيام بالشيء الصحيح لسوريا، وقال: «عندما نقدم آراءنا إلى الولايات المتحدة فإننا نقدم نفس الموقف إلى روسيا وشركائنا الآخرين، ورسالتنا أننا يجب أن نعمل في انسجام تام للتوصل إلى تسوية سياسية للأزمة السورية».
ودافع شكري في حواره مع إذاعة «إن بي آر» الأميركية وفي حواراته مع جريدة «وول ستريت» و«واشنطن بوست» ومجلة «فورين بوليسي» عن سعي مصر لتحقيق الديمقراطية الكاملة وحماية حقوق الإنسان والحريات وتنمية مصر سياسيا واقتصاديا، مشيرا إلى أن مصر تعاني من الأنشطة الإرهابية لجماعة الإخوان المسلمين الذين يسعون لإلحاق الخسائر وقتل المصريين وتصوير الأوضاع في مصر على أنها غير مستقرة.
ووصف شكري التقارير حول انتهاكات حقوق الإنسان في مصر بأنها أكاذيب تعتمد على نهج جوزيف غوبلز ووزير الدعاية السياسية الألماني في عهد أدولف هتلر، مؤكدا أن تلك الأكاذيب تكررت مرارا وتكرارا حتى اعتقد البعض أنها حقيقية.
وأكد وزير الخارجية المصري تراجع التهديدات الإرهابية وحرص القيادات على توفر درجة عالية من الأمن والأمان، رافضا التقارير عن تراجع حرية الصحافة في مصر. وأشار إلى أن محاكمة صحافيي قناة «الجزيرة» لا تتعلق بحرية التعبير وإنما بنشر أخبار كاذبة وعدم الحصول على التصاريح اللازمة واستخدام معدات محظورة، وأكد قيام جهات التحقيق المصرية بالتعاون مع الحكومة الإيطالية لكشف ملابسات مقتل الطالب الإيطالي جوليو.
وقد اختتم وزير الخارجية المصري سامح شكري زيارته للعاصمة الأميركية واشنطن بعد ثلاثة أيام من لقاءات مع المسؤولين الأميركيين ورجال الكونغرس ووسائل الإعلام الأميركية، حيث يشارك اليوم الخميس في مؤتمر الأمن بميونيخ.
وقد عقد وزير الخارجية المصري لقاءات مكثفة مع رؤساء وأعضاء اللجان الرئيسية بالكونغرس، حيث التقى السيناتور دايان فاينشتاين زعيمة الأقلية بلجنة الاستخبارات وعضو لجنة الاعتمادات بمجلس الشيوخ، والسيناتور بوب كروكر رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، والسيناتور جون ماكين رئيس لجنة الشؤون العسكرية بمجلس الشيوخ، والنائبة نيتا لوي زعيمة الأقلية الديمقراطية بلجنة الاعتمادات بمجلس النواب والنائب إليوت إنجل زعيم الأقلية الديمقراطية بلجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب.
وصف مسؤولون مصريون لقاء وزير الخارجية المصري سامح شكري بنظيره الأميركي جون كيري أول من أمس الثلاثاء بمقر الخارجية الأميركية بالمثمر والبناء. وأوضح المسؤولون أن لقاءات وزير الخارجية المصري بأعضاء الكونغرس اتسمت بقدر كبير من الإيجابية والتفهم وتجاوز مرحلة التوتر التي خيمت على العلاقات بين البلدين.
وقال أحمد أبو زيد المتحدث باسم الخارجية إن لقاءات شكري استهدفت شرح الأوضاع في مصر وما تمر به من تحولات في المجالين السياسي والاقتصادي والتحديات التي تواجهها في المجال الأمني والاقتصادي. وقال أبو زيد: «جميع لقاءات شكري مع أعضاء الكونغرس بمجلسيه عكست اهتماما وحرصا من الجانب الأميركي على تعزيز العلاقة مع مصر وأدراك بأهمية مصر باعتبارها نقطة ارتكاز تستند عليها الولايات المتحدة لدعم الاستقرار ومواجهة تحديات الإرهاب».
وأضاف المتحدث باسم الخارجية المصرية أن اللقاءات تناولت ملف حقوق الإنسان والتحول الديمقراطي في مصر، اللذين اعتبرهما وزير الخارجية أهم القضايا الشائكة التي لا تزال تعيق وصول العلاقات الثنائية إلى أعلى مستوياتها، مقدما لأعضاء الكونغرس شرحا للأوضاع الداخلية في مصر ومحذرا من الاعتماد على الأخبار والشائعات غير الدقيقة التي يروجها البعض عن حقوق الإنسان في مصر.
وأشار مساعدون بالكونغرس الأميركي للشرق الأوسط إلى أن أعضاء الكونغرس طرحوا كثيرا من الأسئلة حول سجل حقوق الإنسان في مصر ومدى التزام القيادة السياسية بحقوق الإنسان ودعم مرحلة التحول الديمقراطي وحماية الحقوق والحريات، كما تطرقت المناقشات إلى الأوضاع الإقليمية وقلق أعضاء الكونغرس من الوضع المتفاقم في سوريا والتراجع واحتمالات الانهيار في ليبيا وقضية مكافحة الإرهاب بكل جوانبها.
وقد التقى وزير الخارجية المصري مع عدد من قادة المنظمات اليهودية الأميركية، حيث ناقش الأوضاع الإقليمية والأفكار المطروحة لإحياء عملية السلام وتشجيع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي على التهدئة والعودة لمفاوضات سلام جادة تستهدف إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية، وتطرق الحوار إلى العلاقات العربية الإيرانية وجهود مكافحة الإرهاب.
وخلال لقائه بوزير الخارجية الأميركي جون كيري يوم الثلاثاء، شدد كيري على أن مصر تواجه تحديات اقتصادية ضخمة خلال عملية الانتقال السياسي، مشيدا باحترام بلاده للدور الهام والقيادي الذي تلعبه مصر في المنطقة مع تحديات أمنية لمكافحة داعش وعدم الاستقرار في ليبيا، وضرورة تشكيل حكومة ليبية موحدة، إضافة إلى دور مصر كعضو في جماعة دعم سوريا. وأشاد كيري بالتنسيق بين مصر والأردن وإسرائيل مع الولايات المتحدة في ما يتعلق بالوضع في سيناء، إضافة إلى دور مصر في القضية الفلسطينية.
وأشار شكري إلى العلاقات الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة ووصفها بحجر الزاوية في السياسة الخارجية المصرية، معلنا التزام بلاده بمواصلة تعزيز العلاقات المصرية الأميركية لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.
وطرح وزير الخارجية المصرية عدة قضايا خلال مناقشاته مع وزير الخارجية الأميركي ورجال الكونغرس، أبرزها طرح وجهة النظر المصرية في الأزمة السورية ودعم العملية السياسية والسيطرة على انتشار الإرهاب في سوريا، مشددا على موقف بلاده من ضرورة استعادة استقلال سوريا ووحدة أراضيها. وطرح شكري أيضًا قضايا الوضع في العراق ومكافحة الإرهاب في المنطقة ووضْع نهج للتعامل مع الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي مكنت داعش من التوسع والانتشار، وكيفية دعم عملية الانتقال السياسي في ليبيا.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.