حكومة كردستان العراق تعلن مدينة حلبجة محافظة رابعة في الإقليم والـ19 عراقيا

نيجيرفان بارزاني وقع على قرار مجلس الوزراء.. والمرسوم الإقليمي يصدر اليوم

نيجيرفان بارزاني رئيس حكومة الإقليم
نيجيرفان بارزاني رئيس حكومة الإقليم
TT

حكومة كردستان العراق تعلن مدينة حلبجة محافظة رابعة في الإقليم والـ19 عراقيا

نيجيرفان بارزاني رئيس حكومة الإقليم
نيجيرفان بارزاني رئيس حكومة الإقليم

وقعت حكومة إقليم كردستان العراق أمس على قرار «رفع المستوى الإداري لقضاء حلبجة وتسميتها محافظة رابعة ضمن حدود الإقليم ومحافظة تاسعة عشرة ضمن حدود العراق». ووقع القرار من قبل نيجيرفان بارزاني رئيس حكومة الإقليم أمس إثر الإعلان عنه في مؤتمر صحافي عقد في بناية مجلس الوزراء وحضره قائمقام قضاء حلبجة كوران أدهم، ورئيس بلدية القضاء خضر كريم، وعدد من وجهاء القضاء ومسؤولي الأحزاب والتنظيمات السياسية في حلبجة، وعدد من رجال الدين.
وقال نيجيرفان بارزاني في المؤتمر الصحافي إن «حكومة الإقليم عملت حسب قرار برلمان إقليم كردستان لاتخاذ حلبجة كمحافظة رابعة ضمن حدود الإقليم، لكن الحكومة ارتأت أن تبعث بنص القرار للحكومة الاتحادية في بغداد للموافقة عليه لكون المسألة تخص خارطة العراق ولتنظيم الإجراءات اللازمة لأمور المحافظة الجديدة وبالأخص في ما يتعلق بهويات الأحوال المدنية والجنسية وبطاقة المواد الغذائية بالإضافة لوجود ممثلين لهم في المحكمة الاتحادية، ووافقت الحكومة الاتحادية بشكل رسمي على هذا القرار».
وأوضح بارزاني أن القرار جرى إرساله أيضا إلى مجلس النواب العراقي للتصويت عليه، لكن المجلس أكد على أن اتخاذ محافظة جديدة ضمن أي إقليم في حدود العراق من ضمن الصلاحيات الحصرية للحكومة الاتحادية ولا يحتاج لموافقة مجلس النواب، إلا أن الرد الرسمي لمجلس النواب والذي كان يجب أن يرسل لمجلس الوزراء الاتحادي ومجلس وزراء الإقليم تأخر مما أدى برئيس الإقليم إلى أن يطلب من حكومة إقليم كردستان، الاستعجال في اتخاذ الإجراءات اللازمة لإعلان المحافظة الجديدة، مشيرا إلى أن قرار مجلس الوزراء برفع المستوى الإداري لحلبجة «سيرسل لرئاسة إقليم كردستان ومن المنتظر أن يصدر رئيس الإقليم مسعود بارزاني اليوم مرسوما إقليميا حول هذه المسألة».
وأكد بارزاني أن محافظة حلبجة المستحدثة «لن تكون ضمن المحافظات التي ستجري فيها انتخابات مجالس محافظات الإقليم والتي من المقرر أن تجري في الثلاثين من أبريل (نيسان) المقبل بالتزامن مع انتخابات مجلس النواب العراقي، بسبب ضيق الوقت لاتخاذ الإجراءات الفنية المتعلقة بتنظيم الانتخابات في هذه المنطقة».
وقال بارزاني في رده على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول توقعاته في ما إذا سيصدر موقف سلبي من بغداد للعمل على تقليل نسبة الإقليم من الموازنة العامة العراقية وعدم حساب محافظة حلبجة للعمل في هذه الموازنة، إن «بغداد لا تبعث أصلا النسبة الكاملة لحصة الإقليم من الموازنة العامة العراقية والبالغة 17 في المائة، بل إن بغداد تبعث للإقليم 11 في المائة وأقل أحيانا»، وإنه لا يتوقع أي زيادة في نسبة الإقليم بسبب المحافظة الجديدة إن لم تقللها بغداد، مؤكدا على أن حكومة الإقليم لا تتحدى أحدا بهذا القرار وأنه اتخذ بموافقة جميع الأحزاب والمكونات السياسية في الإقليم، متمنيا أن تتفق الأحزاب الكردستانية حول إعلان التشكيلة الحكومية القادمة كما اتفقت على مسألة حلبجة.
وحول اعتراضات المواطنين في قضاء سيد صادق ورفض البعض منهم إلحاقهم بمحافظة حلبجة المستحدثة، بيّن كوران أدهم قائمقام قضاء حلبجة في رد على سؤال لـ«الشرق الأوسط» أن «مواطني هذا القضاء أحرار في قرارهم، وأن مضمون القرار يوضح ذلك».
وتطرق بارزاني في حديثه إلى الخلافات بين بغداد وأربيل، مؤكدا على أن إقليم كردستان «لن يتراجع إلى الوراء ولن يسلم نفسه بكل المكتسبات التي حققها بسهولة لأي كان ولن يقبل أن يتحكم به أحد»، مؤكدا على أن «قطع مرتبات موظفي الإقليم كان قرارا انفراديا اتخذ من قبل رئيس الوزراء العراقي وهو ليس قرارا ضد حزب أو مكون سياسي بل هو قرار ضد إقليم كردستان».
ولم تمنع الأمطار الغزيرة في حلبجة مواطنيها من «الاحتفال باتخاذ القضاء كمحافظة ضمن الإقليم حيث احتفل الآلاف من المواطنين في القضاء بهذا الإعلان الذي أكدوا على أنه انتصار لإرادة الشعب ولإرادة أبناء حلبجة».
يذكر أن حلبجة قصفت في السادس عشر من مارس (آذار) عام 1988 بالأسلحة الكيماوية المحرمة دوليا من قبل النظام العراقي السابق، «حيث خلّف القصف أكثر من 500 قتيل وآلاف الجرحى».



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.