مقتل قيادي إيراني رفيع و15 من الحرس الثوري في حلب خلال 24 ساعة

ولايتي يؤكد مواصلة التعاون بين موسكو وطهران لدعم بقاء الأسد

مقتل قيادي إيراني رفيع و15 من الحرس الثوري في حلب خلال 24 ساعة
TT

مقتل قيادي إيراني رفيع و15 من الحرس الثوري في حلب خلال 24 ساعة

مقتل قيادي إيراني رفيع و15 من الحرس الثوري في حلب خلال 24 ساعة

أكدت مواقع تابعة للحرس الثوري الإيراني، أمس، مقتل قائد لواء 21 نيسابور المدرع التابع للقوات البرية في الحرس الثوري، العقيد محسن قاجاريان في معارك مع المعارضة السورية في حي الزهراء قرب حلب كما كشفت مواقع تابعة للحرس الثوري مقتل أكثر من 14 مقاتلا من الحرس الثوري الإيراني خلال 24 ساعة.
ويؤكد قادة الحرس الثوري مواصلة القتال في سوريا على الرغم من إعلان مقتل المئات منهم في الأشهر الأخيرة وترفض طهران التقديرات حول خسائرها، كما أنها تمتنع عن نشر أي إحصائية حتى الآن. وتلمح وسائل الإعلام الإيرانية إلى أن التصعيد العسكري لقوات الحرس الثوري يأتي للتأثير على نتائج مؤتمر «جنيف3» ومؤتمر المانحين في لندن الذي يتوقع أن تلعب المشاورات التي تجريها الدول في لندن دورا يترك أثرا على أفق الحل السياسي في سوريا في المفاوضات المقبلة.
من جهة ثانية، يزور مستشار خامنئي في الشؤون الدولية، علي أكبر ولايتي، العاصمة الروسية لبحث الملف الروسي في التزامن مع مؤتمر «جنيف3» ومؤتمر المانحين في لندن لمساعدة متضرري الحرب في سوريا. ووصل أمس وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى لندن للمشاركة في فعاليات مؤتمر المانحين لمتضرري الحرب في سوريا في محاولة من طهران لتوفير الدعم السياسي والضغط لدعم نظام الأسد.
والتقى أمس ولايتي، الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين في ثالث أيام زيارته إلى موسكو، حيث ناقش الطرفان آخر التطورات الميدانية والسياسية في الأزمة السورية والتعاون الثنائي والإقليمي بين إيران وروسيا. وكانت وكالة إيرنا الرسمية قد ذكرت أن ولايتي يزور موسكو لمتابعة نتائج زيارة الرئيس الروسي إلى طهران و«السياسات الاستراتيجية» للمرشد الأعلى، علي خامنئي في إطار سياسة «الانفتاح على الشرق» وكان خامنئي عند لقائه بوتين قد أثنى على مواقف روسيا في الأزمة السورية.
وأفادت وكالة تسنيم التابعة لمخابرات الحرس الثوري الإيراني، أن رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية في مجلس تشخيص مصلحة النظام ولايتي بحث مع بوتين آخر تطورات الإقليمية، مؤکدا «التزام» قادة البلدين في استمرار «التعاون» فی سوریا.
وتعتبر زيارة ولايتي إلى موسكو الزيارة الثانية لمسؤول إيراني في غضون أسبوعين حول الملف السوري بعد رفع العقوبات عن إيران وإعلان تنفيذ الاتفاق النووي، وكانت زيارة مساعد وزير الخارجية الإيراني في الشؤون العربية والأفريقية، أمير عبد اللهيان سبقت مؤتمر «جنيف3» الأسبوع الماضي لنقل وجهات نظر طهران حول المؤتمر وآخر المستجدات في الملف السوري.
يشار إلى أن سياسة «الانفتاح على الشرق» اقترحها للمرة الأولى علي لاريجاني عندما كان رئيسا لمجلس الأمن القومي وتعني أن تستثمر طهران علاقاتها مع الدول الكبرى في الشرق مثل الصين والهند وروسيا للضغط على الدول الغربية في التوصل إلى حل في الأزمات السياسية. وتمارس طهران ضغوطا على مستويات مختلفة لحضور مؤتمر «جنيف3» لكن المشاورات التي أجراها المسؤولون الإيرانيون لم تسفر عن نتائج، وفي هذا السياق أفادت صحيفة عن ولايتي قوله إن الملف الروسي يحظى بأهمية بالغة بوصفه أحد أبرز النماذج في المصالح المشتركة بين إيران وروسيا.
وترى طهران أن توقيت زيارة المسؤولين الإيرانيين ووقوف موسكو إلى جانبها في داخل سوريا دعم موقفها من دعم نظام بشار الأسد، وشكل التدخل العسكري الروسي وقصف المعارضة السورية دعما كبيرا لقوات فيلق قدس والميليشيات التي تحارب إلى جانبه في مختلف مناطق سوريا، وهو ما أکده ولایتي في تصریحه لوسائل الإعلام في موسکو عن التعاون الإيراني الروسي في العراق وسوريا.
وعلى الرغم من السياسات التي تتبعها طهران للتقرب من روسيا، فإن ثمة وجهات نظر في طهران تعتقد أن العلاقات لم تصبح استراتيجية بعد ما لم ترتفع العلاقات الاقتصادية والعسكرية والثقافية والسياسية إلى أعلى المستويات، وهذا لم يحصل لأن لا مكان لطهران في الاستراتيجية الروسية المعلنة في 2016.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.