مجموعة فيينا في ميونيخ الأسبوع القادم لبحث وقف نار فوري في سوريا

راتني: الضربات الجوية الروسية وقتل المدنيين إشارة إلى تمسك موسكو بالحل العسكري

لاجئة سورية مع طفلها تستعد لحضور ندوة توعوية عن سرطان الثدي في مخيم الزعتري أمس (رويترز)
لاجئة سورية مع طفلها تستعد لحضور ندوة توعوية عن سرطان الثدي في مخيم الزعتري أمس (رويترز)
TT

مجموعة فيينا في ميونيخ الأسبوع القادم لبحث وقف نار فوري في سوريا

لاجئة سورية مع طفلها تستعد لحضور ندوة توعوية عن سرطان الثدي في مخيم الزعتري أمس (رويترز)
لاجئة سورية مع طفلها تستعد لحضور ندوة توعوية عن سرطان الثدي في مخيم الزعتري أمس (رويترز)

من المقرر أن يلتقي كيري ولافروف ضمن مجموعة فيينا لدعم الشعب في ميونيخ الخميس القادم 11 فبراير (شباط)، للمشاركة في اجتماع لمجموعة دعم سوريا لمناقشة قضايا التسوية السورية، ومناقشة كيفية تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 2254.
وعبّر وزيرا خارجية الولايات المتحدة جون كيري وروسيا سيرغي لافروف عن أسفهما لتعليق محادثات السلام السورية، وأعربا عن أملهما في أن تكون فترة توقفها «أقصر ما يمكن»، كما أعلنت وزارة الخارجية الروسية الخميس. وقالت الوزارة في بيان إن الوزيرين عبرا خلال اتصال هاتفي بينهما عن «أسفهما» لتعليق المحادثات في جنيف، «واتفقا على بذل الجهود اللازمة لكي تكون فترة تعليقها أقصر ما يمكن».
وأتى بيان كيري بعيد بيان أول أصدرته وزارته بشأن الغارات الروسية واتسم بلهجة عنيفة، وحمل هذه الغارات «جزئيا» المسؤولية عن إفشال مفاوضات جنيف.
من جانبه قال مايكل راتني مبعوث الولايات المتحدة الخاص إلى سوريا إن استمرار هجمات النظام السوري وبمساعدة الضربات الجوية الروسية ضد المناطق التي تسيطر عليها المعارضة واستمرار قتل مئات الآلاف من المدنيين، تشير إلى نية موسكو للاستمرار في الحل العسكري بدلا من الحل السياسي.
وطالب راتني النظام السوري ومسانديه بوقف قصف حلب ومناطق تجمعات المعارضة ورفع الحصار عن المدنيين والامتثال لقرار مجلس الأمن 2165 و2254 و2258، وقال: «لقد تأخروا في الالتزام بهذه القرارات واستعادة ثقة المجتمع الدولي حول نياتهم في مساندة حل سلمي للأزمة السورية».
وشدد راتني على أن استمرار القصف السوري وبصفة خاصة لمدينة حلب قد أدى إلى قتل المدنيين ونزوح الآلاف من السوريين وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية، ومن الصعب تفهم كيف أن الضربات الروسية الجوية ضد أهداف مدنية يمكن أن تسهم في التسوية السياسية، خصوصا أن الضربات لا تستهدف «داعش»، وهو العدو المشترك، بل تستهدف المعارضة السورية وتتعارض مع رغبات الشعب السوري الذي يريد أن يرى أن العملية السياسية تنجح، وتتعارض مع النيات المعلنة للروس أنفسهم الذين وافقوا علنا على عملية محادثات فيينا ويسعون للحفاظ على سوريا موحدة وغير طائفية وتشكيل حكومة تستجيب لمطالب الشعب السوري».
إلى ذلك، قال لو كانغ المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية إن محادثات السلام لن تكون أبدا سهلة، لكن الصين مقتنعة دائما أنها السبيل الوحيدة لحل القضية السورية بشكل نهائي.
وقال في إفادة صحافية يومية إن على جميع الأطراف أن تعمل جاهدة للحفاظ على الزخم في المحادثات. وأضاف: «نحن حقيقة نأمل أن تتخذ جميع الأطراف المشاركة في محادثات السلام إجراءات استباقية لبناء الثقة وإبداء حسن النية ومقابلة الآخر في منتصف الطريق، والتعاون مع جهود الوساطة التي يقوم بها المبعوث الخاص للأمم المتحدة».



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.