شواهد تؤكد تفرد الملك عبد الله وحضوره سياسيًا واجتماعيًا وتنمويًا وإنسانيًا

ذكريات مغلفة بالحزن عن مؤسس مهرجان الجنادرية

الأمير متعب بن عبد الله وزير الحرس الوطني ويبدو ابناه الأمير عبد الله والأمير سعد خلال حضورهم ندوة شهادات عن الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز (تصوير حميد الحازمي)
الأمير متعب بن عبد الله وزير الحرس الوطني ويبدو ابناه الأمير عبد الله والأمير سعد خلال حضورهم ندوة شهادات عن الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز (تصوير حميد الحازمي)
TT

شواهد تؤكد تفرد الملك عبد الله وحضوره سياسيًا واجتماعيًا وتنمويًا وإنسانيًا

الأمير متعب بن عبد الله وزير الحرس الوطني ويبدو ابناه الأمير عبد الله والأمير سعد خلال حضورهم ندوة شهادات عن الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز (تصوير حميد الحازمي)
الأمير متعب بن عبد الله وزير الحرس الوطني ويبدو ابناه الأمير عبد الله والأمير سعد خلال حضورهم ندوة شهادات عن الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز (تصوير حميد الحازمي)

من خلال شهادات يلفها الحزن على رحيله منذ أكثر من عام، استذكر مشاركون من داخل السعودية وخارجها مناقب الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز، من خلال الندوة المخصصة عن سادس ملوك الدولة السعودية، وباح المشاركون بما تجود به ذاكرتهم عن الراحل ومواقفه في الكثير من القضايا.
وأجمع المشاركون على أن الملك عبد الله أسس ثقافة الدفاع عن قضايا العرب والمسلمين، وهو ما استكمله وترجمة خلفه الملك سلمان بن عبد العزيز إلى واقع عملي من خلال «عاصفة الحزم» و«إعادة الأمل»، مشددين على أن الملك الراحل ترك أفضل الانطباعات عن سنوات حكمه لدى مواطنيه، بل وللعالم بجهد خلاق، وعمل دؤوب، وسياسة رائدة وقلب مفتوح.
انطلقت الشهادات من السعودية ولبنان ومصر، بدأها الدكتور أحمد السيف، عضو مجلس الشورى السعودي، مستذكرًا شواهد التنمية للملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز في النواحي الاجتماعية والاقتصادية والعمرانية، مركّزًا على ما تم في مجال التعليم العالي، من واقع مسؤوليته مديرًا لجامعة حائل، ثم نائبًا لوزير التعليم العليا، ملمحًا إلى اهتمام الملك عبد الله بالتعليم العام والتعليم العالي بصفة خاصة، وهو ما جعل هذا القطاع يتطور ليصل عدد الجامعات في عهده إلى 28 جامعة موزعة في مختلف مناطق السعودية ومحافظاتها، إضافة إلى 9 جامعات أهلية، و35 كلية. كما تم في عهد الملك الراحل وضع خطة طموحة للتعليم العالي، وهي خطة آفاق المبنية عن أسس ثقافة المجتمع السعودي وتلبية احتياجات التوظيف، ومعه وصلت عدد براءات الاختراع إلى نحو 858 براءة اختراع مسجلة علميًا باسم السعودية، كما وصل عدد المستشفيات الجامعية إلى أكثر من 20 مستشفى، الذي أسهم في جعل السعودية رائدة في مجال التعليم الصحي إلى جانب تقديم خدماته للمواطنين والمقيمين.
وأشار السيف إلى جملة من الإنجازات تحققت في عهد الملك الراحل في قطاع التعليم من خلال برامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي التي تهدف إلى إعداد الموارد البشرية السعودية وتأهيلها بشكل فاعل، وبلغ عدد طلابها وطالباتها أكثر 150 ألفًا، يتلقون تعليمهم في أفضل الجامعات العالمية. كما لفت السيف في شهادته عن الملك الراحل اهتمامه بتعليم المرأة ويقينه بكونها ركنًا مهمًا من أركان المجتمع لدعم مسيرة التنمية وخدمة الوطن من خلال إنشاء أكبر جامعة عالمية للبنات، وتسميتها باسم الأميرة نورة بنت عبد الرحمن .
وشدد السيف على أن الملك سلمان بن عبد العزيز، واصل تطوير التعليم باعتباره أحد أهداف التنمية، وإحدى الركائز الرئيسية لتكوين اقتصاد معرفي مبني على مجتمع المعرفة من خلال إصداره قرارًا بدمج وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي في وزارة واحدة، وهي وزارة التعليم.
ومن لبنان، حيث السلام مهدد والاستقرار انطلق صوت وطني لبناني ليؤكد وقوف بلاده إلى جانب الحق والأصالة، والحق العربي، والأصالة الوطنية حيث استذكر مروان حمادة مقولة جبران خليل جبران: «الويل لأمة كثرت فيها الطوائف وقل فيها الدين»، وزاد حمادة بالقول: وكما يبقى لبنان على حد زميل عزيز، محاطًا بالمخمل السعودي، تبقى السعودية مصونة في قلوب اللبنانيين، ولو رقص بعضهم على النغم الإيراني.
وقال: «عندما تلتقي أبا متعب تشعر أنك التقيت الأمة. عندما تصافحه كأنك مسكت بيد الأمة. شعور عميق بالطمأنينة إلى الحاضر والتفاؤل بالمستقبل ينتابك ولا يفارقك. يلفك الأمان، وهو يشع به المحيط ويتوزع في المياه».
ومر حمادة لمامًا على فصول من علاقة الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز بلبنان مذكرًا بهذا الصدد بمبادرته العربية، المعروفة بمبادرة بيروت التي حملت اسمه، وكسبت إجماعا عربيًا وأسكتت الأصوات المدعية الممانعة التي كانت ولا تزال ترفع أعلام الرفض للسلام العادل، وموقفه من أحداث ربيع 2007، حيث الحكومة محاصرة بقصر بيروت الحكومي، ومن خلال مكالمة للرئيس السنيورة من الملك الراحل ودون طلقة نار تغير ميزان القوى بين محاصِر ومحاصَر، إضافة إلى مسارعة الرياض في إعادة إعمار الجنوب والبنية التحتية والوحدات السكنية والمستشفيات ودعم الوضعين المالي والاقتصادي للبنان.
ومن مصر باح الدكتور خالد أبو بكر المحامي والإعلامي بما تحمله ذاكرته للملك عبد الله بن عبد العزيز، معتبرًا أن تاريخ هذا الرجل سيظل في وجدان الإنسانية كلها، و«يحتاج إلى وقت طويل كي نتعلم من سيرته، واستحضر موقفين للملك الراحل وهما مبادراته للتعايش بين الأديان والبشر، وموقفه مع الشعب المصري في ثورته في الثلاثين من يونيو (حزيران) 2013، وإيفاده وزير خارجيته الراحل الأمير سعود الفيصل إلى عدد من الدول لمساندة مصر على الصعيد الدولي»، موردًا بهذا الصدد كلمته التاريخية للمصريين التي وجهها لهم بعد ثورتهم: «إن الصامت عن الحق شيطان أخرس، وأن السعودية حكومة وشعبًا تقف إلى جانب شقيقتها مصر»، ودعا «المصريين والعرب والمسلمين إلى التصدي لكل من يحاول زعزعة أمن مصر»، معتبرًا أن «من يتدخل في شؤون مصر الداخلية من الخارج يوقدون الفتنة، وأهاب بالعرب بالوقوف معًا ضد محاولات زعزعة أمن مصر وضد كل من يحاول أن يزعزع دولة لها من تاريخ الأمة الإسلامية والعربية مكان الصدارة مع أشقائها من الشرفاء».
وتوقف الدكتور يوسف مكي الخبير الأكاديمي في السياسة المقارنة عند نقاط مهمة رأى أنها كانت هاجس الملك عبد الله وهي: «الحوار الذي يعد السبيل لحل الإشكاليات»، حيث أكد الملك أن الحوار الخلاق والتفاعل وسماع الآخر مطلب لحل المعضلات، سواء المحلية أو العربية أو الإقليمية أو الدولية، معتبرًا أن الملك عبد الله أدرك أن كثيرًا من المعضلات تكمن في عدم معرفة لغة الآخر، كما وعى الملك الراحل ضرورة التفاعل مع العالم ومد الجسور مع شعوبه، كما أعطى حضورًا للمرأة السعودية في المجالات المختلفة.
وتوقف خالد المالك رئيس تحرير جريدة «الجزيرة» السعودية عند إنسانية الملك عبد الله، منها زيارته الأحياء الفقيرة والمحتاجين في أحد أحياء الرياض الشعبية، وتوجهه إلى جيزان من سويسرا بعد اختتامه زيارة رسمية، عندما أعلن عن اكتشاف مرض الوادي المتصدع، ولم يبالِ الملك بالعدوى، وذهب إلى المناطق المتضررة.



إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
TT

إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»

شهدت الرياض وجدة فعاليات مسرحية وغنائية عقب انتهاء شهر رمضان، انطلقت مع عيد الفطر واستقطبت مشاركات مصرية لافتة، منها مسرحية «حتى لا يطير الدكان»، من بطولة الفنانَيْن أكرم حسني ودرة، في موسمها الثاني على مسرح «سيتي ووك جدة»؛ إلى عرض ستاند أب كوميدي «ذا إيليت» المقام على «مسرح محمد العلي» بالرياض، بينما شاركت الفنانة المصرية أنغام بحفلات «عيد القصيم»، والفنان عمرو دياب بحفلات «عيد جدة».
وتشهد العاصمة السعودية حفل «روائع الموجي»، الذي تحييه نخبة من نجوم الغناء، بينهم من مصر، أنغام وشيرين عبد الوهاب ومي فاروق، بالإضافة إلى نجوم الخليج ماجد المهندس وعبادي الجوهر وزينة عماد، مع صابر الرباعي ووائل جسار، بقيادة المايسترو وليد فايد وإشراف فني يحيى الموجي، ومشاركة الموسيقار رمزي يسى.
عن هذا الحفل، يعلّق الناقد الفني المصري طارق الشناوي لـ«الشرق الأوسط»: «نشجّع تكريس الكلمة الرائعة والنغم الأصيل، فحضور نجوم مصر في فعاليات المملكة العربية السعودية، يشكل حالة تكامل من الإبداع»، معرباً عن غبطته بمشهدية الزخم الفني، التي يواكبها في الرياض وجدة.
ووفق «جمعية المؤلفين والملحنين الرسمية» في مصر، ورصيد محمد الموجي، صاحب مقولة «أنا لا أعمل كالآلة تضع فيها شيئاً فتخرج لحناً؛ إنها مشاعر وأحاسيس تحتاج إلى وقت ليخرج اللحن إلى النور»، قد وصل إلى 1800 لحن، ليعلّق رئيسها مدحت العدل لـ«الشرق الأوسط» بالتأكيد على أنّ «الاحتفاء بالرموز الفنية من (الهيئة العامة للترفيه)، كاحتفالية الموجي، أمر غاية في الرقي ويدعو للفخر»، موجهاً التقدير للجميع في المملكة على النهضة الفنية الكبيرة.
واستكمالاً لسلسلة الفعاليات الفنية، فإنّ مدينة جدة على موعد مع حفلين للفنان تامر عاشور يومي 5 و6 مايو (أيار) الحالي، بجانب حفل الفنانَيْن محمد فؤاد وأحمد سعد نهاية الشهر عينه. وعن المشاركات المصرية في الفعاليات السعودية، يشير الناقد الموسيقي المصري محمد شميس، إلى أنّ «القائمين على مواسم المملكة المختلفة يحرصون طوال العام على تقديم وجبات فنية ممتعة ومتنوعة تلائم جميع الأذواق»، مؤكداً أنّ «ما يحدث عموماً في السعودية يفتح المجال بغزارة لحضور الفنانين والعازفين والفرق الموسيقية التي ترافق النجوم من مصر والعالم العربي». ويلفت شميس لـ«الشرق الأوسط» إلى أنّ «هذا التنوع من شأنه أيضاً إتاحة مجال أوسع للمبدعين العرب في مختلف الجوانب، التي تخصّ هذه الحفلات، وفرصة لاستقطاب الجمهور للاستمتاع بها بشكل مباشر أو عبر إذاعتها في القنوات الفضائية أو المنصات الإلكترونية»، معبّراً عن سعادته بـ«الحراك الفني الدائم، الذي تشهده المملكة، بخاصة في الفن والثقافة وتكريم الرموز الفنية والاحتفاء بهم».
وشهد «مسرح أبو بكر سالم» في الرياض قبيل رمضان، الحفل الغنائي «ليلة صوت مصر»، من تنظيم «الهيئة العامة للترفيه»، احتفالاً بأنغام، إلى تكريم الموسيقار المصري هاني شنودة في حفل بعنوان «ذكريات»، شارك في إحيائه عمرو دياب وأنغام، بحضور نخبة من نجوم مصر، كما أعلن منذ أيام عن إقامة حفل للفنانة شيرين عبد الوهاب بعنوان «صوت إحساس مصر».
مسرحياً، يستعد الفنان المصري أحمد عز لعرض مسرحيته «هادي فالنتين» في موسمها الثاني، ضمن فعاليات «تقويم جدة» على مسرح «سيتي ووك‬» بين 3 و6 مايو (أيار) الحالي. وعنه كان قد قال في حوار سابق مع «الشرق الأوسط»، إنّ «الحراك الثقافي الذي تشهده المملكة يفتح آفاقاً وفرصاً متنوعة للجميع لتقديم المزيد من الفن الراقي».