ضحى الدبس: أسعى أن أكون مخرجة

تجسّد شخصية امرأة معنّفة في مسلسل «لست جارية».. وامرأة قوية تبحث عن الثأر في المسلسل الشامي «خاتون»

ضحى الدبس في مشهد من {لست جارية مع الفنانة رنا شميس
ضحى الدبس في مشهد من {لست جارية مع الفنانة رنا شميس
TT

ضحى الدبس: أسعى أن أكون مخرجة

ضحى الدبس في مشهد من {لست جارية مع الفنانة رنا شميس
ضحى الدبس في مشهد من {لست جارية مع الفنانة رنا شميس

تصوّر الفنانة السورية ضحى الدبس حاليًا ثلاثة مسلسلات تلفزيونية ستعرض في الموسم الرمضاني القادم، وفي حوار معها تحدثت الفنانة ضحى لـ«الشرق الأوسط» عن أدوارها في هذه المسلسلات فقالت: «أشارك في المسلسل الاجتماعي (لست جارية) مع المخرج ناجي طعمة، وأجسّد فيه دور (أم) تتعرض للعنف من زوجها، لقد أعجبني الدور كثيرًا وحمسّني لألعبه، حيث يتناول العنف المطبق ضد المرأة وكيف سينعكس على الأجيال القادمة، أي كيف سينعكس على ابنها وتعامله مع حياته الجديدة. كذلك أصور دوري في المسلسل الشامي (خاتون) مع المخرج تامر إسحاق والمسلسل يتحدث عن أيام الانتداب الفرنسي وأجسّد فيه شخصية مختلفة تمامًا عن شخصيتي في مسلسل (لست جارية)، فهنا تكون امرأة قوية (أم فهد) ضمن الشخصيات النسائية في المسلسل ويقتل ابنها فتتحول لشخص تعيش للثأر من قاتل ابنها، هذه الشخصية ستكون (كريهة) قليلاً، ومع ذلك تطغى في النتيجة الجوانب الإنسانية على حالة الثأر لديها، ولدي مشاركة كضيفة في مسلسل (أحمر) مع المخرج جود سعيد، وقد أحببت هذا الدور كثيرًا، وهو دور نجمة سينما مشهورة، وعندما تكبر بالعمر تصاب بمرض ألزهايمر وتبقى تعيش بذاكرتها البعيدة ومع عوالمها القديمة أيام نجوميتها، ولكن بتصرفاتها تؤثر على ابنتها، وهي نجمة أيضًا، ولكن في جانب آخر، وهو الغناء، فتعيش ابنتها إحباطات ومشكلات مع زوج مادي طماع».
«أنا سعيدة بتجربتي مع مخرج سينمائي (جود سعيد)»، تتابع ضحى.. و«إن تجيّر مواهب السينما على التلفزيون ومن سنوات كنت أرغب في أن يقتحم السينمائيون عالم التلفزيون».
وهل يمكن أن نشاهدك مخرجة؟ تضحك ضحى.. «منذ سنتين تقريبًا وهاجس الإخراج يلحّ عليَّ بشكل كبير لدي الرغبة بالإخراج في هذه المرحلة وما بعدها، حيث أشعر أنه صار هناك نضج ووعي لكل شيء، وصار هناك قفزة من ناحية الوعي والذاكرة، وصار هناك شيء تراكمي من ناحية المعرفة في عالم السينما والتلفزيون، فالهاجس موجود، ولكن لا أعتقد أنّ القرار سهل.. ليس سهلاً أن تكون مخرجًا».
وحول علاقتها مع مسلسلات البيئة الشامية وهل دعيت للمشاركة في الجزء الجديد من «باب الحارة»، توضح ضحى: «لا، لم يتصل معي أحد حتى الآن، ولكن عُرض علي المشاركة في المسلسل الشامي (عطر الشام) واعتذرت لأكثر من سبب، وبشكل عام بالنسبة لمسلسلات البيئة الشامية أعد للمائة قبل أن أوافق على المشاركة فيها، حيث علي أن أوافق على النص وعلى المخرج وعلى الدور لأقرر المشاركة في مسلسل بيئي شامي، في مسلسل (خاتون) المخرج يعني لي الكثير، والنص جميل والدور جديد بالنسبة لي، فوافقت على المشاركة فيه، وبشكل عام فإن مسلسلات البيئة كلّها تشبه بعضها البعض، ولكن هناك استثناءات مثل مسلسل (حرائر) الذي أعطاني أملا في تقديم البيئة الشامية من وجهة نظر أخرى. وأتساءل هنا ماذا نستفيد عندما نقدم الصور البشعة في هذه المسلسلات على الشاشة. هذه المسلسلات تقدّم تاريخنا وعندما تقدّم الجوانب السلبية فلتقدم الجوانب الإيجابية المشرقة أيضًا لتحقق المصداقية والعدل».
وحول الكوميديا وجديدها فيها تقول ضحى: «عرض علي المشاركة في الجزء الجديد من بقعة ضوء، ولكني تريثت بسبب التنسيق فقط وحتى لا يتعارض مع ما أصوره حاليًا، في مسلسل (خربة) قدمنا كوميديا راقية والبعض وصفه بكوميديا البيئة السورية، في السابق عرض علي المشاركة في المسلسلات الكوميدية التي تتبنى الاستسهال فاعتذرت وبقوة فأنا لا أتحمل مشاهدتها فكيف أشارك بها، هذه المسلسلات تستفزني، أنا لا أقبل أن تكون الكوميديا هي سخرية من معتوه أو من شخص صاحب عاهة، للأسف يستعيرون أمورًا لا إنسانية لإثارة الضحك، والمعروف أن تأثير الكوميديا على المتلقي كبير جدًا وأكبر من التراجيديا، ولذلك علينا الانتباه كثيرًا لما نقدّمه في الكوميديا».
وترى ضحى أن «هناك غزوًا للدراما التركية على بيئاتنا العربية أدّى لأمور فظيعة، فهي اكتسحت الشاشات والفضائيات كونها تحتاج لساعات بث، وهناك رأس المال المتحكم كونه يفكّر بمصلحته وكيف يسوق أكثر وعندما شاهد استجابة المتلقي العربي للمسلسل التركي فرح لذلك، وقال لماذا لا نقدم مسلسلات تشبهها ونربح نحن بدلاً من أن يربح الأتراك وننتج مسلسلات عربية، وبالفعل دخلنا بهذه المتاهة، حيث صارت العبارة بدلاً من (الجمهور عايز كده المنتج عايز كده؟!) فحصل تشويه لنا، وأنا منذ تسع سنوات كتبت وقلت في حواراتي احذروا من الدراما التركية، وشخصيًا رفضت المشاركة في أي مسلسل مدبلج.
وحول ظاهرة الاعتماد على جمال الممثلات بدلاً من موهبتهن تقول ضحى: «هذا أيضًا من مفرزات غزو الدراما التركية وتقليدها فهي تعتمد على الأماكن الجميلة وعلى صبايا جميلات ولباس مثير وقصص سخيفة لا تعنينا بشيء، بل تشوه عاداتنا وتقاليدنا والقيم التي تمثلنا، وهذا ما حصل للأسف مع منتجينا خاصة في ظل الأزمة التي يعيشها هؤلاء المنتجون الذين يبيعوننا وطنيات وأنهم يعملون رغم الظروف الصعبة هم تجار أزمة دراما فهم يعطوننا أجورًا قليلة جدًا من منطلق (تحملونا) ويفرضون علينا أعمالاً سخيفة ويطلبون لباسًا وجمالاً.. لقد بدأوا يدخلون في اللعبة، وبرأيي علينا رفع شعار: (ليس مطلوبًا أن تكونين ممثلة مهمة وموهوبة، المهم أن تكوني جميلة ومثيرة) هذه متاجرة بعالم المرأة واستهلاك لجسد المرأة وأنا لا يمكن أن أتبنى مثل هذا الشيء لأنني منذ انطلاقتي الفنية أنا ضده».
«هذا العام متفائلة»، تبتسم ضحى.. «في ما يتعلق بواقع الدراما السورية، حيث هناك صحوة وبعض التجارب تقول إنه يمكننا تقديم مسلسل جيد وبوجود ممثلات جميلات، أنا معهم في ذلك ولكن ليس على حساب النص وجودته».
ولدى ضحى الدبس المتزوجة من الممثل جهاد الزغبي ابنتان.. «الكبيرة (لوتس) خريجة إعلام، والصغيرة (توليب) بدأت هذا العام بدراسة فنون السينما وهي مهووسة - تضحك ضحى - بالتصوير السينمائي والإخراج، وهي تعيديني لأيام زمان وتذكرني بالدراسة وتحضير مواضيع دراسية فنية، وأنا أشجعها وأساعدها وأحمسّها لأن هذا خيارها وأحترمه».
كما لدى ضحى هوايات كثيرة لعلّ أبرزها الرياضة، وخصوصا الجمباز والجري فقبل أن تقتحم عالم التمثيل والدراما ومن عمر أربع سنوات وحتى حصولها على الثانوية العامة حققت إنجازات رياضية في مجال جري الحواجز 100 متر، حيث حققت آخر إنجاز لها بالحصول على المرتبة الثالثة على مستوى بطولة الجمهورية - تتنهد ضحى وهي تعود بذاكرتها إلى الوراء.. «كان عليَّ أن أسافر للخارج للمشاركة في بطولات رياضية، ولكن تعارض ذلك مع بداية دراستي الجامعية فتخليت عن الرياضة وانتهت الحكاية. كذلك - تضيف ضحى - لديَّ هواية قراءة الصحف وأطلق على نفسي (نهمة صحف)، حيث أعشق قراءة الصحف الورقية».



خالد الكمار: مقارنة الأجيال الجديدة بالكبار ظالمة

لا يخفي الكمار دور المخرج في حماسه لتقديم الموسيقى التصويرية لأعمال دون غيرها (حسابه على {إنستغرام})
لا يخفي الكمار دور المخرج في حماسه لتقديم الموسيقى التصويرية لأعمال دون غيرها (حسابه على {إنستغرام})
TT

خالد الكمار: مقارنة الأجيال الجديدة بالكبار ظالمة

لا يخفي الكمار دور المخرج في حماسه لتقديم الموسيقى التصويرية لأعمال دون غيرها (حسابه على {إنستغرام})
لا يخفي الكمار دور المخرج في حماسه لتقديم الموسيقى التصويرية لأعمال دون غيرها (حسابه على {إنستغرام})

قال الموسيقار المصري، خالد الكمار، إن التطور التكنولوجي الكبير في تقنيات الموسيقى التصويرية للأعمال الدرامية ساعد صُنَّاع الدراما على الاستفادة من تلك التقنيات وتوظيفها درامياً بصورة أكبر من أي وقت مضى، مشيراً إلى أن التعقيدات التقنية قبل نحو 3 عقود كانت تعوق تحقيق هذا الأمر، الذي انعكس بشكل إيجابي على جودة الموسيقى ودورها في الأحداث.

وقال الكمار لـ«الشرق الأوسط»: «رغم أن شارات الأعمال الدرامية لم تعد تحظى بفرص الاستماع والعرض مع العمل بالشكل الأفضل، فإن هذا لم يقلل من أهميتها».

وأضاف أن «منصات العرض الحديثة قد تؤدي لتخطي المقدمة عند مشاهدة الأعمال الدرامية على المنصات، أو عدم إذاعتها كاملة؛ بسبب الإعلانات عند العرض على شاشات التلفزيون، على عكس ما كان يحدث قبل سنوات بوصف الموسيقى التصويرية أو الأغنية الموجودة في الشارة بمنزلة جزء من العمل لا يمكن حذفه».

يسعى الكمار لإقامة حفل خلال قيادة أوركسترا كامل لتقديم الموسيقى التصويرية على المسرح مع الجمهور (حسابه على {فيسبوك})

وعدَّ الكمار أن «عقد مقارنات بين جيل الشباب والكبار أمر ظالم؛ لأنه لا تصح مقارنة ما يقدِّمه الموسيقيون الشباب من أعمال في بداية حياتهم، بما قدَّمه موسيقيون عظماء على غرار عمار الشريعي بعد سنوات طويلة من خبرات اكتسبها، ونضجٍ فنيٍّ وظَّفه في أعماله».

ولفت إلى أن «الفنان يمرُّ في حياته بمراحل عدة يكتسب فيها خبرات، وتتراكم لديه مواقف حياتية، بالإضافة إلى زيادة مخزونه من المشاعر والأفكار والخبرات، وهو أمر يأتي مع كثرة التجارب والأعمال التي ينخرط فيها الفنان، يصيب أحياناً ويخطئ في أحيان أخرى».

وأضاف أن «تعدد الخيارات أمام المشاهدين، واختيار كل شخص الانحياز لذوقه شديد الخصوصية، مع التنوع الكبير المتاح اليوم، أمور تجعل من الصعب إيجاد عمل فني يحظى بتوافق كما كان يحدث حتى مطلع الألفية الحالية»، مؤكداً أن «الأمر لا يقتصر على الموسيقى التصويرية فحسب، ولكن يمتد لكل أشكال الفنون».

خالد الكمار (حسابه على {فيسبوك})

وأوضح أن فيلماً على غرار «إسماعيلية رايح جاي»، الذي عُرض في نهاية التسعينات وكان الأعلى إيراداً في شباك التذاكر «أحدث تأثيراً كبيراً في المجتمع المصري، لكن بالنظر إلى الفيلم الأعلى إيراداً خلال العام الحالي بالصالات وهو (ولاد رزق 3) فإن تأثيره لم يكن مماثلاً، لوجود تفضيلات أكثر ذاتية لدى الجمهور، وهو ما لم يكن متاحاً من قبل».

لا يخفي الكمار دور المخرج في حماسه لتقديم الموسيقى التصويرية لأعمال دون غيرها، مؤكداً أن اسم كل من المخرج والكاتب يكون له دور كبير في حماسه للتجارب الفنية، خصوصاً بعض الأسماء التي عمل معها من قبل على غرار مريم نعوم وكريم الشناوي وبيتر ميمي؛ لثقته بأن الموسيقى التي سيقدمها سيكون لها دور في الأحداث.

وذكر الكمار أنه «يفضِّل قراءة المسلسلات وليس مجرد الاستماع إلى قصتها من صُنَّاعها، لكن في النهاية يبدأ العمل وفق المتاح الاطلاع عليه سواء الحلقات كاملة أو الملفات الخاصة بالشخصيات»، مشيراً إلى أنه «يكون حريصاً على النقاش مع المخرج فيما يريده بالضبط من الموسيقى التصويرية، ورؤيته لطريقة تقديمها؛ حتى يعمل وفق التصور الذي سيخرج به العمل».

ورغم أن أحداث مسلسل «مطعم الحبايب» الذي عُرض أخيراً دارت في منطقة شعبية؛ فإن مخرج العمل أراد الموسيقى في إطار من الفانتازيا لأسباب لها علاقة بإيقاع العمل، وهو ما جرى تنفيذه بالفعل، وفق الكمار الذي أكد أنه «يلتزم برؤية المخرج في التنفيذ لكونه أكثر شخص على دراية بتفاصيل المسلسل أو الفيلم».

لا ينكر خالد الكمار وجود بعض الأعمال التي لم يجد لديه القدرة على تقديم الموسيقى الخاصة بها؛ الأمر الذي جعله يعتذر عن عدم تقديمها، في مقابل مقطوعات موسيقية قدَّمها لأعمال لم تكن مناسبة لصُنَّاعها ليحتفظ بها لديه لسنوات ويقدِّمها في أعمال أخرى وتحقق نجاحاً مع الجمهور، مؤكداً أنه يقرِّر الاعتذار عن عدم تقديم موسيقى ببعض الأعمال التي يشعر بأن الموسيقى لن تلعب دوراً فيها، ولكن ستكون من أجل الوجود لاستكمال الإطار الشكلي فحسب.

وعن الاختلاف الموجود في الموسيقى التصويرية بين الأعمال الفنية في مصر ونظيرتها في السعودية، قال الموسيقار المصري الذي قدَّم تجارب عدة بالمملكة من بينها الموسيقى التصويرية لفيلم «حوجن»: «صُنَّاع الدراما والسينما السعوديون يفضِّلون استخدام الموسيقى بشكل أكبر في الأحداث أكثر مما يحدث في مصر».

ولفت إلى حرصه على الانغماس في الثقافة الموسيقية السعودية بشكل أكبر من خلال متابعتها عن قرب، الأمر الذي انعكس على إعجاب صُنَّاع الأعمال بما يقدِّمه من أعمال معهم دون ملاحظات.

وحول تجربة الحفلات الموسيقية بعد الحفل الذي قدَّمه في أغسطس (آب) الماضي بمكتبة الإسكندرية، قال الكمار إنه يسعى لإقامة حفل كبير في القاهرة «من خلال قيادة أوركسترا كامل لتقديم الموسيقى التصويرية على المسرح مع الجمهور بشكل يمزج بين الحفل الموسيقي والمحاضرة، عبر شرح وتفصيل المقامات والآلات الموسيقية المستخدَمة في كل لحن قبل عزفه، بصورة يستطيع من خلالها المستمع فهم فلسفة الألحان».

وأوضح أن «هذه الفكرة مستوحاة من تجربة الموسيقار عمار الشريعي في برنامج (غواص في بحر النغم) الذي قدَّمه على مدار سنوات، وكان إحدى التجارب الملهمة بالنسبة له، واستفاد منه كثيراً»، مشيراً إلى أنه فكَّر في تقديم فكرته عبر «يوتيوب» لكنه وجد أن تنفيذها على المسرح بحضور الجمهور سيكون أفضل.