بدء المفاوضات بشأن النزاع السوري في جنيف مع غياب المعارضة

دي مستورا سيكمل المحادثات بشكل منفصل مع بقية المشاركين

بدء المفاوضات بشأن النزاع السوري في جنيف مع غياب المعارضة
TT

بدء المفاوضات بشأن النزاع السوري في جنيف مع غياب المعارضة

بدء المفاوضات بشأن النزاع السوري في جنيف مع غياب المعارضة

قال المتحدث باسم الأمم المتحدة، أحمد فوزي، في تصريحات صحافية، إنّ «المحادثات التي تتوسط فيها المنظمة الدولية لإنهاء الحرب في سوريا ستبدأ اليوم (الجمعة)، في جنيف كما هو مقرر، لكن لا توجد معلومات عما هو متوقع أو من الذين سيشاركون فيها».
وأضاف أن المحادثات ستبدأ كما هو مقرر «لكن ليس لديّ توقيت، وليس لديّ مكان ولا أستطيع أن أخبركم بأي شيء عن الوفود.. سيتوفر لنا مزيد من الأخبار في وقت لاحق هذا الصباح».
وتتغيب المعارضة السورية التي ترفض المشاركة في المفاوضات ما لم تتم تلبية مطالبها الإنسانية المتعلقة بإيصال مساعدات إلى المناطق المحاصرة ووقف القصف على المدنيين.
وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت أمس، أنّ «المفاوضات لن تبدأ على الأرجح إلا في وقت متأخر من بعد ظهر اليوم، لأن الوفد الممثل للحكومة السورية سيصل ظهرا» بتوقيت جنيف.
من جانبه، أعلن ستيفان دي ميستورا، مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، في بيان، أنّه سيجتمع مع وفد حكومة النظام السوري اليوم، وأنّه سيواصل المحادثات مع مشاركين آخرين فيما بعد وبشكل منفصل.
في الرياض، استأنفت الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن المعارضة السورية اتصالاتها. وقال أحد أعضائها للصحافيين لدى خروجه من أحد الاجتماعات التي تجري في فندق في العاصمة السعودية «لا جديد».
وكان عضو آخر توقع مساء أمس، أن يحسم اليوم قرار التوجه إلى جنيف، حيث تضغط الأمم المتحدة والولايات المتحدة من أجل جمع المعارضة مع نظام الرئيس بشار الأسد في مفاوضات، سعيًا لتسوية النزاع المستمر منذ خمس سنوات الذي تسبب في مقتل أكثر من 260 ألف شخص.
في المقابل، صعدت المعارضة السورية موقفها عشية الموعد المحدد للمفاوضات. وقال رئيس الهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب، في مقابلة مع قناة «العربية» الفضائية، أمس: «غدًا لن نكون في جنيف». وأضاف: «قد نذهب إلى جنيف (في وقت لاحق)، لكن لن ندخل قاعة الاجتماعات قبل تحقيق المطالب الإنسانية».
وكانت الهيئة أعلنت قبل يومين أنّها أرسلت رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، طلبت فيها أن تلتزم الأطراف المعنية بتنفيذ القرار رقم «2254» الصادر عن مجلس الأمن في ديسمبر (كانون الأول)، الذي ينص على إرسال مساعدات إلى المناطق المحاصرة ووقف قصف المدنيين.
وتعد المعارضة أنّ هذه المواضيع حسمت في قرار مجلس الأمن، ولا يفترض أن تكون موضع بحث على طاولة التفاوض، متهمة النظام بـ«المساومة على الموضوع الإنساني»، وتتمسك بضرورة البحث على طاولة التفاوض في العملية الانتقالية في سوريا.
من ناحية أخرى، ردّت واشنطن على موقف المعارضة، معتبرة أنّ المطالب الإنسانية التي قدمتها «مشروعة»، لكن يجب ألا تكون سببًا لأن تفوت المعارضة «الفرصة التاريخية».
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، مارك تونر، إنها «بالفعل فرصة تاريخية لهم للذهاب إلى جنيف لاقتراح وسائل جدية وعملية لإرساء وقف لإطلاق النار وإجراءات أخرى لبناء الثقة». وأضاف: «ما زلنا نعتبر أنّه يتعين عليهم اغتنامها من دون أي شروط مسبقة». وتابع أن «هذه المطالب على الرغم من أنّها مشروعة فإنها لا يجب أن تحول دون مضي المفاوضات قدما».
ومن جنيف، أطلق دي ميستورا أمس، نداء «إلى كل رجل، إلى كل امرأة، إلى كل طفل وطفلة من سوريا، داخل سوريا أو خارجها، في مخيمات اللاجئين أو في أي مكان كان»، قائلا: «نحن في حاجة الآن إلى قدراتكم للوصول إلى حلول وسط في المناقشة، للتوصل إلى حل سلمي في سوريا (..) نحن الآن في حاجة إلى إسماع صوتكم. إلى كل من يحضر هذا المؤتمر، نقول: هذا المؤتمر فرصة لا ينبغي تفويتها». مضيفًا أنّ مفاوضات جنيف «لا يمكن أن تفشل».
وينظر المجتمع الدولي إلى مفاوضات جنيف على أنها وسيلة لتركيز الجهود على مكافحة تنظيم داعش الذي يسيطر على أراضٍ واسعة في سوريا والعراق.
وينص القرار الدولي «2254» الذي ستستند إليه المفاوضات على وقف لإطلاق النار وإنشاء حكومة انتقالية في غضون ستة أشهر وانتخابات في غضون 18 شهرًا. وتشترط المعارضة رحيل الأسد مع بدء الفترة الانتقالية.
واقترحت روسيا أمس، عقد اجتماع في 11 فبراير (شباط) في ميونيخ، لمجموعة الدعم الدولية لسوريا (17 بلدا بينها روسيا والولايات المتحدة والسعودية وإيران).



​تنسيق عربي - أميركي لحلحلة الأزمة السودانية

شاحنة تحمل مسلحين سودانيين تابعين للجيش يوم الاثنين في ولاية القضارف شرق البلاد (أ.ف.ب)
شاحنة تحمل مسلحين سودانيين تابعين للجيش يوم الاثنين في ولاية القضارف شرق البلاد (أ.ف.ب)
TT

​تنسيق عربي - أميركي لحلحلة الأزمة السودانية

شاحنة تحمل مسلحين سودانيين تابعين للجيش يوم الاثنين في ولاية القضارف شرق البلاد (أ.ف.ب)
شاحنة تحمل مسلحين سودانيين تابعين للجيش يوم الاثنين في ولاية القضارف شرق البلاد (أ.ف.ب)

كشف مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» عن جهود عربية - أميركية جديدة لدفع جهود التهدئة في السودان. وقال المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، إن دول «السعودية ومصر والإمارات تعمل مع الولايات المتحدة، على التنسيق على أمل حلحلة الأزمة السودانية».

وأفاد المصدر المصري بأن «اجتماعاً ضم مسؤولين من الدول الأربع، استضافته السعودية نهاية الأسبوع الماضي، ناقش دفع الجهود المشتركة؛ لتحقيق انفراجة بالأزمة».

وسبق أن شاركت الدول الأربع في اجتماعات «جنيف»، التي دعت لها واشنطن لإنهاء الحرب بالسودان، منتصف أغسطس (آب) الماضي، إلى جانب ممثلين عن الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، غير أنها لم تحقق تقدماً، في ظل مقاطعة الحكومة السودانية المحادثات.

غير أن المصدر المصري، قال إن «اجتماع السعودية، الذي عقد يومي الخميس والجمعة الماضيين (ليس امتداداً لمبادرة جنيف)، وإن الآلية الرباعية الحالية هي للدول صاحبة التأثير في المشهد السوداني، وتستهدف دفع الحلول السلمية للأزمة». ورجح المصدر «انعقاد اجتماعات أخرى؛ لدفع جهود الدول الأربع، نحو وقف الحرب، وإيصال المساعدات الإغاثية للمتضررين منها».

صورة جماعية بختام اجتماعات جنيف حول السودان في أغسطس الماضي (إ.ب.أ)

ويشهد السودان منذ أبريل (نيسان) 2023 حرباً داخلية، بين الجيش السوداني، و«قوات الدعم السريع»، راح ضحيتها آلاف المدنيين، ودفعت «ما يفوق 10 ملايين سوداني للفرار داخلياً وخارجياً لدول الجوار»، حسب تقديرات الأمم المتحدة.

وعقب اندلاع الحرب، استضافت مدينة جدة العام الماضي، بمبادرة سعودية - أميركية، محادثات بين الجيش السوداني، و«قوات الدعم السريع»، أفضت إلى توقيع «إعلان جدة الإنساني»، الذي نصّ على حماية المدنيين، والمرافق الخاصة والعامة، والامتناع عن استخدامها لأغراض عسكرية. وتتمسك الحكومة السودانية بتنفيذ مخرجات «اتفاق جدة»، قبل الانخراط في أي مفاوضات مباشرة مع «قوات الدعم السريع».

توحيد الجهود

وترى مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفيرة منى عمر، أن «توحيد جهود الأطراف الدولية الفاعلة في الأزمة السودانية، سيسهم في تحريك حلول وقف إطلاق النار»، موضحة: «أدى تضارب الرؤى والمسارات الدولية، بسبب كثرة المبادرات والتدخلات التي خرجت من دول أفريقية وإقليمية ودولية، إلى إضعاف أي تحركات لوقف الحرب السودانية».

وقالت لـ«الشرق الأوسط»، إن «التنسيق الرباعي بين مصر والإمارات والسعودية والولايات المتحدة، سيسهم في دفع جهود إيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين من الحرب على الأقل بصورة أكثر فاعلية»، مشيرة إلى أن «هناك مناطق مثل الفاشر في دارفور وولاية الجزيرة، تعاني من أوضاع إنسانية مأساوية».

ودعت إلى ضرورة تركيز تحرك الرباعي الدولي على «جهود وقف إطلاق النار، وأعمال الإغاثة، وصياغة خريطة طريق سياسية، تنهي الأزمة السودانية».

سودانيون يتلقون العلاج في مستشفى ميداني أقيم بمدينة أدري التشادية المحاذية للحدود مع السودان أغسطس 2023 (أ.ف.ب)

ويواجه السودان «واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية حالياً»، حسب تقديرات الأمم المتحدة، وأشار مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم، إلى أن «أكثر من نصف سكان السودان، يواجه خطر المجاعة والكوارث الطبيعية، مما يؤدي لانتشار الأوبئة»، وخلال زيارته لمدينة بورتسودان، في سبتمبر (أيلول) الماضي، شدّد على أن «الأزمة الإنسانية بالسودان، لا تجد اهتماماً كافياً دولياً».

دول مؤثرة

وباعتقاد الباحث السياسي السوداني المقيم في مصر، صلاح خليل، فإن «تشكيل رباعية من الدول صاحبة التأثير في الساحة السودانية، قد يحرك مسار الحلول السلمية، وتفعيل مسار جدة»، مشيراً إلى أن «توحيد جهود هذه الأطراف، سيسهم في تغيير مسار الأزمة السودانية»، منوهاً بأن «الدول الأربع تؤيد العودة لمسار جدة».

ورجح خليل، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، مشاركة الحكومة السودانية في مسار مفاوضات «الآلية الرباعية حال العودة إلى مسار جدة، ولن تقاطعه كما فعلت في مبادرة جنيف».

وأشار إلى أن «فوز المرشح الجمهوري دونالد ترمب في انتخابات الرئاسة الأميركية، قد يغير من معادلة التأثير الدولي في الحرب داخل السودان».

وكان السفير السوداني في القاهرة عماد الدين عدوي، شدّد على «تمسك بلاده بمسار جدة، بوصفه آلية للتفاوض لوقف الحرب»، وقال في ندوة استضافتها نقابة الصحافيين المصرية نهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إن «بلاده ترفض المشاركة في أي مبادرة أفريقية، إلا بعد عودة عضوية السودان للاتحاد الأفريقي».