تواصل الميليشيات الانقلابية انتهاكاتها بحق المواطنين في بعض مديريات ما زالت خارج إطار سيطرتها بمحافظة إب. ولم تتوقف المواجهات المسلحة في مناطق واقعة جنوب وغرب مركز المحافظة، منها مديرية الحزم العدين بين المقاومة الشعبية من جهة وميليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح، مما أدى إلى ارتكاب الأخيرة انتهاكات خطرة بحق المدنيين وممتلكاتهم ومساكنهم، مستغلة عزلة المنطقة عن وسائل الإعلام والمنظمات الإنسانية الحقوقية.
وقال الناشط الحقوقي، منسق منظمة «وثاق» أحمد الضحياني لـ«الشرق الأوسط» إن ميليشيات الحوثي وصالح ارتكبت انتهاكات واسعة بحق أبناء مديرية حزم العدين، ولم تراعِ أبسط حقوق الإنسان واحترام القيم والأعراف الاجتماعية، التي عرفت في الأوساط اليمنية منذ قديم الزمن. وكشف منسق المنظمة عن أحدث تقرير لـ«شبكة راصدين محليين»، التي وثقت 727 انتهاكًا وجريمة مختلفة ارتكبت في مديرية حزم العدين، فضلاً عن استمرار القصف العشوائي على مزارع ومنازل المواطنين بالمديرية من قبل الميليشيات.
وبحسب «شبكة راصدين»، في تقريرها الذي تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، فقد توزعت الانتهاكات بحق أبناء مديرية حزم العدين ما بين جرائم قتل والشروع بالقتل والنهب والاقتحامات والمداهمات والاختطافات والإخفاء القسري والتهجير والتشريد واقتحام المراكز الطبية والمدارس والمؤسسات الحكومية والأهلية وتفجير المنازل ونهب ممتلكات الناس وفرض إتاوات ومبالغ مالية على المواطنين وغيرها من الجرائم التي ترتكبها الميليشيات.
وأشارت إلى أن أبرز تلك الجرائم المرتكبة من قبل الميليشيات تمثلت بجرائم القتل، التي بلغت خلال الفترة من أغسطس (آب) إلى يناير (كانون الثاني) 50 حالة قتل لمدنيين، وهناك 161 جريمة شروع بالقتل بينها 47 مصابًا يتلقون علاجهم جراء تعرضهم لرصاص الميليشيات.
وكشفت عن 172 حالة اختطاف قامت بها الميليشيات المسلحة وبمعدل حالة اختطاف واحدة كل يوم وخلال 180 يومًا، بعضهم ما زال لم يعرف مصيرهم. وأوضحت أن القصف العشوائي لقرى في مديرية حزم العدين تسبب بالكثير من الأضرار البشرية والمادية وبحالات نزوح جماعي إجباري للسكان إلى قرى بعيدة ومديريات مجاورة ونزوح إلى كهوف الجبال واتخاذها مساكن بديلة.
وتابعت: «التعليم أيضًا لم يسلم من انتهاكات ميليشيات الحوثي وصالح، فقد تم اقتحام العديد من مدارس المديرية وفرض أنشطة خاصة بالميليشيات على الطلاب وإجبارهم على ترديد شعارات جماعة الحوثي (الصرخة) وسط رفض واسع من الأهالي لإدخال التعليم في الصراع القائم».
كما نهبت الميليشيات خلال ستة أشهر 44 سيارة متنوعة، علاوة على 18 سيارة أخرى تعرضت لأضرار نتيجة إطلاق النار عليها أو سقوط قذائف عليها أو تضررها بعد نهبها وإرجاعها من قبل الميليشيات.
وفي محافظة ذمار جنوب العاصمة صنعاء، قامت الميليشيات بحملة مداهمات طالت عدد من منازل المواطنين. وقالت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» إن الحوثيين خطفوا شابًا من منزله، أول من أمس (الأربعاء)، من حي مجمع السعيد التربوي شمال المدينة. وأضافت أن حملة المداهمة قامت بها ميليشيات مسلحة تابعة للحوثي والرئيس المخلوع، مستخدمة عشرات الأطقم والعربات المسلحة أثناء مداهمتها لمنازل المدنيين بدءًا من وقت متأخر من مساء الثلاثاء، واستمرت خلال اليومين، واستهدفت مدنيين مناوئين لجماعة الحوثي وأتباع المخلوع، مشيرة إلى عمليات المداهمات واختطاف أرباب الأسر وللشباب أثار الهلع لدى الأسر لا سيما الأطفال والنساء.
727 انتهاكًا للميليشيات الانقلابية في مديريات بمحافظة إب
استغلت عزلة المنطقة عن وسائل الإعلام والمنظمات الإنسانية
727 انتهاكًا للميليشيات الانقلابية في مديريات بمحافظة إب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة