أزمة ديالى تتصدر مباحثات رئيس البرلمان العراقي في واشنطن

ائتلاف المالكي يحذر الجبوري من الوقوع في فخ النجيفي

أزمة ديالى تتصدر مباحثات رئيس البرلمان العراقي في واشنطن
TT

أزمة ديالى تتصدر مباحثات رئيس البرلمان العراقي في واشنطن

أزمة ديالى تتصدر مباحثات رئيس البرلمان العراقي في واشنطن

بينما كشف رعد الدهلكي، عضو البرلمان العراقي عن كتلة «ديالي هويتنا» التي يتزعمها رئيس البرلمان سليم الجبوري، أن مسألة الحماية الدولية لمحافظة ديالي عقب أحداث المقدادية بحرق 10 مساجد سنية، بالإضافة إلى عمليات القتل والاختطاف من قبل الميليشيات المسلحة ستكون من بين القضايا التي سيناقشها الجبوري خلال زيارته الحالية للولايات المتحدة الأميركية، حذر ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه نوري المالكي أنه في حال تصرف الجبوري هناك بوصفه قائدًا سنيًا وليس رئيسًا لبرلمان يمثل كل العراقيين سيلقى نفس مصير سلفه أسامة النجيفي خلال زيارته إلى الولايات المتحدة الأميركية أيام كان رئيسًا للبرلمان العراقي خلال الدورة الماضية.
وقال الدهلكي في تصريح أمس، إن «الجبوري سيناقش الوضع في محافظة ديالي وتدويل قضيتها من أجل الحماية الدولية للمحافظة». وأضاف أن «الجبوري سيبحث أيضًا الحرب على عصابات (داعش) الإرهابية وكيفية تحرير المناطق الباقية تحت سيطرته ودراسة آلية إعادة النازحين إلى مناطقهم المحررة». وأشار الدهلكي إلى أن «المجتمع الدولي واعٍ تجاه الوضع في العراق، وخاصة أنه يخوض ثلاث معارك أولها المعركة الاقتصادية في العراق، إذ سيكون لها وجود في نقاشات الجبوري مع المسؤولين الأميركيين، وكذلك معركة الدفاع عن الإنسانية ضد (داعش)، والوضع الإنساني الذي يمر به أكثر من 4 ملايين نازح». وأوضح أن «الولايات المتحدة لها دراية كاملة بالوضع بالعراق، وأن هناك تجاوبًا منها بما يمر به البلد، لكن يجب أن تكون هناك مواقف واضحة وليست ضبابية أمام ما يحدث، وخصوصا فيما يخص مواقف حصر السلاح بيد الدولة ودعم العراق في معاركه».
من جهته، حذر عضو البرلمان عن ائتلاف دولة القانون، موفق الربيعي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أنه «إذا ذهب الدكتور سليم الجبوري إلى الولايات المتحدة الأميركية بوصفه قائدا سنيا فإن زيارته ومهما كانت طبيعة المباحثات والقضايا التي يبحثها ستكون فاشلة لأن ما يبحثه هناك لن يلقى صدى هنا في بغداد وبالتالي لن يحقق أي غرض من أغراض الزيارة لأن الحل لقضايانا ومهما كانت الخلافات يبقى حلا عراقيا»، مشيرا إلى أن «الأمر سيشهد تعقيدات أكبر فيما لو تمت مناقشة قضايا السنة بمعزل عن القضية العراقية مع الأميركيين ومن قبل شخص رئيس البرلمان الذي يمثل كل العراقيين».
وأضاف الربيعي أن «الدكتور الجبوري في حال ناقش القضايا العراقية ككل لأنها مترابطة بصرف النظر عن خصوصية هذه القضية أو تلك فإن زيارته ستكون ناجحة لأنها ستجعل الأميركيين ينظرون بثقل أكبر للزيارة وأبعادها المختلفة على صعيد العلاقات بين البلدين، لا سيما أن بين العراق والولايات المتحدة الكثير من القضايا التي تستوجب النقاش من قبل القادة السياسيين وعلى أعلى المستويات، لكنه في حال تصرف هناك كقائد يمثل مكونا معينا فإنه سيلقى نفس المصير الذي لقيه سلفه أسامة النجيفي الذي كان قد ذهب في زيارة مماثلة للولايات المتحدة الأميركية، لكنه تحدث بوصفه قائدا سنيا وهو ما جعله لم يعد مرغوبا في رئاسة البرلمان، كما جعله يواجه مشكلات كبيرة مع باقي الكتل».
وردا على سؤال بشأن اتهامات السنة للحكومة العراقية بعدم القدرة على لجم الميليشيات التي ارتكبت مجزرة المقدادية، قال الربيعي «يجب أن نفصل بين ما وقع في المقدادية، وهي جريمة بامتياز أيا كان الفاعل، وبين ما تم الترويح له إعلاميا، إذ إن قضية المقدادية لا تحمل بعدا طائفيا، بل هي قضية ثأرية بحتة بين عشيرتين رغم أن ذلك لا يبرر الانفلات وعدم إخضاع الفاعلين للمحاسبة، لكنه ينبغي ألا يتخذ ذريعة لطلب الحماية الدولية».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».