انطلاق المعرض الدولي للكتاب ينعش القاهرة

بمشاركة 34 دولة و850 ناشرًا

جانب من معرض القاهرة للكتاب
جانب من معرض القاهرة للكتاب
TT

انطلاق المعرض الدولي للكتاب ينعش القاهرة

جانب من معرض القاهرة للكتاب
جانب من معرض القاهرة للكتاب

افتتح شريف إسماعيل رئيس الوزراء المصري وحلمي النمنم وزير الثقافة أمس الدورة الــ(47) لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، تحت عنوان «الثقافة في المواجهة». وذلك بـ«أرض المعارض» بمدينة نصر (شرق القاهرة). ويستمر المعرض حتى العاشر من شهر فبراير (شباط) المقبل. يشارك في هذه الدورة 34 دولة بزيادة 6 دول عن العام الماضي، منها 13 دولة أجنبية، و21 دولة عربية وأفريقية، ويشارك 850 ناشرا منهم 50 ناشرا أجنبيا، و250 ناشرا عربيا، و550 ناشرا مصريا.
ويستضيف المعرض ضيف شرف هذه الدورة دولة البحرين، بينما تم اختيار الكاتب الراحل جمال الغيطاني «شخصية المعرض»، حيث ارتبط بالعنوان وكان دائما في المواجهة منذ أن كان مراسلا حربيا.
وتفقد إسماعيل يرافقه وزير الثقافة أجنحة المعرض واستمع إلى شرح من القائمين عليها، منها جناح وزارة الدفاع وجناح دولة البحرين.
وأكد النمنم أن مغزى عنوان «الثقافة في المواجهة» الذي تم اختياره ليكون محورا لفاعليات معرض القاهرة الدولي للكتاب أن مصر ستنجح في مواجهة التنظيمات الإرهابية، مضيفا في تصريحات على هامش افتتاح المعرض أن الشعب المصري مع جهود القوات المسلحة والشرطة يستطيعون حماية مصر من مخاطر التنظيمات الإرهابية. وأكد الوزير أنه «لا بد أن تكون الثقافة في المواجهة، خاصة بعد تفجر الأحداث الإرهابية والتطرف المسلح، لذلك جعلنا شعار معرض القاهرة للكتاب - الثقافة في المواجهة». وتابع: «كل التنظيمات الإرهابية خرجت من رحم جماعة الإخوان المسلمين»، مؤكدا أن «مصر ستنجح في مواجهه التنظيمات الإرهابية». ويتضمن برنامج المعرض ما يزيد على 560 فاعلية كلها خط في إطار شعار المعرض، ومنها الموائد المستديرة التي تناقش مشكلات الشباب من خلال ملتقى الشباب، وبرنامج «كاتب وكتاب» الذي يناقش أحدث الكتب التي تتضمن القضايا الحديثة والمعاصرة.
وأعلن المجلس الأعلى للثقافة تنظيم عدد من الفعاليات والأنشطة الثقافية بدءا من أمس، تتضمن ندوات تثقيفية ومحاضرات وحفلات غنائية وموسيقية وعروضا لفرق الفنون الشعبية بالمعرض بمشاركة نخبة من الكتّاب والفنانين والنقاد والإعلاميين. كما يصدر المجلس الأعلى للثقافة 60 إصدارا جديدا بمناسبة المعرض لعدد كبير من المتخصصين والمبدعين في المجالات المختلفة.
بينما تقيم الهيئة العامة لقصور الثقافة 3 برامج ثقافية بمخيم الإبداع بالمعرض تحت عناوين «أصوات شعرية»، و«شاعر وفنان»، و«الليالي الشعرية».
وتقام اليوم 28 يناير (كانون الثاني)، الأمسية الشعرية الأولى من برنامج «أصوات شعرية» بمشاركة الشاعر سالم الشهباني، يليها برنامج «شاعر وفنان» حيث يلقي الشاعر سيد حجاب مجموعة من قصائده بمصاحبة الفنان أحمد إسماعيل. وفي يوم 29 يناير الحالي تقام ضمن برنامج «أصوات شعرية» الأمسية الشعرية الثانية بمشاركة الشاعر سعيد شحاتة، يليها ضمن برنامج «شاعر وفنان» إلقاء الشاعر حزين عمر مجموعة من قصائده بمصاحبة الفنان حسني عامر.
وفي يوم 30 يناير الحالي، تقام الأمسية الشعرية الثالثة بمشاركة الشاعر أحمد علة، يعقبها ضمن برنامج «شاعر وفنان» إلقاء الشاعر محمد حسني إبراهيم عددا من قصائده بمصاحبة الفنان عهدي شاكر. ويقام يوم 31 يناير الحالي الأمسية الشعرية الرابعة بمشاركة الشاعرة ايريني يوسف، ويلقي الشاعر فؤاد حجاج مجموعة من قصائده بمصاحبة الفنان عهدي شاكر. بينما يشارك المركز القومي للترجمة بأربع ندوات خلال فترة المعرض، الندوة الأولى «مخطوطات طه حسين بالفرنسية.. الأوراق المجهولة»، وتقام احتفالا بصدور الطبعة العربية من الكتاب، وذلك في تمام الحادية عشرة من صباح اليوم (الخميس) بقاعة ضيف الشرف، ويدير الندوة الدكتور أنور مغيث مدير المركز القومي للترجمة، بمشاركة كل من الدكتور عبد الرشيد صادق محمودي مترجم الكتاب والدكتور كمال مغيث، الدكتور محمود فهمي حجازي.
أما الندوة الثانية فتناقش الطبعة العربية من كتاب «ما المواطنة» وتقام في الواحدة من ظهر السبت الموافق 30 يناير، وذلك بقاعة ضيف الشرف، ويدير الندوة الدكتور علي المنوفي، بمشاركة: الدكتور أنور مغيث، والدكتور مصطفى كامل السيد، وأمينة حسن صبري.
وتناقش الندوة الثالثة رواية «أطفال وقطط»، وتدير الندوة الدكتورة منى طلبة، ويشارك فيها مؤلفة الكتاب الدكتورة فوزية أسعد، مترجمة الكتاب ونسرين شكري بالإضافة إلى الدكتورة جليلة القاضي والدكتورة رانيا فتحي، وذلك يوم الأحد الموافق 7 فبراير في تمام الخامسة مساء بقاعة كاتب وكتاب.
أما الندوة الأخيرة فتقام بقاعه كاتب وكتاب لمناقشة كتاب «الكنائس في مصر» - وهو أول كتاب جامع ومصور يتناول كنائس مصر قديما وحديثًا - ويدير الندوة الدكتور أنور مغيث، بمشاركة كل من الدكتور عاطف نجيب، والدكتور عادل فخري، والدكتورة إيمان عامر، وذلك في تمام الثانية عشر من ظهر يوم الثلاثاء الموافق 9 فبراير المقبل، وتقام الندوة بقاعة «كاتب وكتاب».



رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».