إقليم كردستان ينتظر مستشارين أميركيين لبحث خطط الخروج من الأزمة المالية

بارزاني يجتمع اليوم مع جميع الأحزاب لبحث الملفات العالقة

إقليم كردستان ينتظر مستشارين أميركيين لبحث خطط الخروج من الأزمة المالية
TT

إقليم كردستان ينتظر مستشارين أميركيين لبحث خطط الخروج من الأزمة المالية

إقليم كردستان ينتظر مستشارين أميركيين لبحث خطط الخروج من الأزمة المالية

يجتمع رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني اليوم مع رؤساء الأحزاب السياسية المجازة في الإقليم لبحث الأزمتين السياسية والمالية والأزمات العالقة، لا سيما أن الإقليم ينتظر وصول عدد من المستشارين الماليين الأميركيين الذين سيساهمون مع اللجان التي شكلتها حكومة الإقليم لمحاولة الخروج من الأزمة المالية الحالية.
وقال كفاح محمود، المستشار الإعلامي في مكتب رئيس الإقليم لـ«الشرق الأوسط» إن هذا الاجتماع يعد الأول من نوعه بعد توقف اجتماعات الأحزاب الخمسة (الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني وحركة التغيير والاتحاد الإسلامي الكردستاني والجماعة الإسلامية).
ويبلغ عدد الأحزاب المجازة في إقليم كردستان أكثر من 35 حزبا، خمسة منها رئيسية وزعت عليها مقاعد البرلمان حسب النسبة التي حصلت عليها في آخر انتخابات في الإقليم التي جرت في سبتمبر (أيلول) 2013، وعلى أساسها شُكلت الحكومة ذات القاعدة الموسعة التي شاركت فيها أحزاب المعارضة (التغيير والحزبان الإسلاميان)، ويشهد الإقليم ومنذ يونيو (حزيران) الماضي أزمة رئاسة بين الأحزاب الرئيسية، التي عقد بعدها تسعة اجتماعات لم تصل إلى أي نتيجة لحل المسألة، لذا توقفت الاجتماعات نهاية العام الماضي، لكن الجهود استمرت بين هذه الأطراف الرئيسية والأطراف الأخرى لتوصل إلى الحل، خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية التي تشهدها كردستان بسبب انخفاض أسعار النفط وقطع الحكومة العراقية لحصة الإقليم من الموازنة الاتحادية والحرب ضد «داعش» ووجد نحو مليوني نازح ولاجئ على أراضي الإقليم.
وعن أهم الملفات التي سيبحثها رئيس الإقليم مع الأطراف الكردية، بين المتحدث باسم الرئاسة كفاح محمود بالقول: «الاجتماع سيبحث الأزمة المالية التي تواجه الإقليم، وحزمة الإصلاحات التي أطلقتها حكومة إقليم كردستان، ومقترحات تجاوز هذه الأزمة التي نشأت بسبب انخفاض أسعار النفط، وقطع بغداد لحصة الإقليم من الموازنة، وتوقفها عن دفع رواتب موظفي إقليم كردستان وقوات البيشمركة، أما الملف الثاني الذي سيُبحث في الاجتماع، فيتمثل في الحرب ضد إرهابيي (داعش)، وأين وصلت الأمور خاصة في المناطق التي حررتها قوات البيشمركة الممتدة من سنجار وحتى جلولاء، أما الملف الثالث للاجتماع فهو الأزمة السياسية، حيث ستُبحث مقترحات الرئيس مسعود بارزاني حول موضوع رئاسة الإقليم، التي تضمنتها رسالته بمناسبة العام الجديد، وهناك أكثر من إشارة إيجابية من قبل الأحزاب الرئيسية في الإقليم حول مقترحات الرئيس».
وبين المتحدث الرسمي باسم رئاسة الإقليم أنه إلى جانب الأزمة المالية وأزمة الرئاسة فإن النقاشات ستتضمن الوضع السياسي والعلاقات مع دول الجوار وقال: «الملفات الأخرى التي سيُناقشها الاجتماع تتمثل في ملف الاستفتاء في المناطق الكردستانية خارج الإقليم (المناطق المتنازع عليها)، والاستفتاء العام على حق تقرير مصير، بالإضافة إلى ملف العلاقات بين الإقليم ودول الجوار والعالم، هذه العلاقات التي تطورت في الآونة الأخيرة بعد الانتصارات الإقليم على (داعش) وسيتطرق الاجتماع إلى زيارة الرئيس بارزاني إلى الرياض وأنقرة، وأبوظبي والبلدان التي زارها وحشد فيها تأييدا كبيرا من قبل زعماء هذه الدول لقضية كردستان وقضية الحرب مع داعش».
وطرح رئيس إقليم كردستان في رسالته بمناسبة رأس السنة الميلادية الجديدة، ثلاثة مقترحات للخروج من الأزمة السياسية في الإقليم، وبين تلك المقترحات مطالبته الأحزاب المرخصة والمجازة من قبل حكومة الإقليم بأن يعقدوا اجتماعات مكثفة لإنهاء هذه الموضوع أو أن يقرروا إجراء انتخابات جديدة لرئاسة الإقليم أو أن يتفقوا على شخص آخر ليتولى رئاسة الإقليم حتى إجراء الانتخابات البرلمانية لعام 2017. وكان بارزاني قال في رسالته إنه سيدعم وبكل قوة المرشح الذي يختارونه مضيفا: «وسأكون داعما له بكل قوة، أو أن يقرروا بقاء الوضع كما هو عليه حتى إجراء الانتخابات لعام 2017 بسبب الحرب التي يخوضها الإقليم والوضع الصعب الذي يجتازه في الوقت الحالي. وأطلب من الجميع إنهاء استغلال موضوع رئاسة الإقليم، وألا يتم استخدام هذا الموضوع مرة أخرى لإثقال كاهل الشعب وتعميق المشاكل بشكل أكثر، وأؤكد بأن أكثر لقب اعتبره عظيما بالنسبة لي هو لقب البيشمركة ولا أفتخر بأي لقب آخر أكثر من البيشمركة».



تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
TT

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)

أفرجت الجماعة الحوثية عن عدد ممن اختطفتهم، على خلفية احتفالاتهم بعيد الثورة اليمنية في سبتمبر (أيلول) الماضي، لكنها اختطفت خلال الأيام الماضية المئات من سكان معقلها الرئيسي في صعدة، ووجَّهت اتهامات لهم بالتجسس، بالتزامن مع بث اعترافات خلية مزعومة، واختطاف موظف سابق في السفارة الأميركية.

وذكرت مصادر محلية في محافظة صعدة (242 كيلومتراً شمال صنعاء)، أن الجماعة الحوثية تنفِّذ منذ عدة أيام حملة اختطافات واسعة طالت مئات المدنيين من منازلهم أو مقار أعمالهم وأنشطتهم التجارية، وتقتادهم إلى جهات مجهولة، بتهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل، مع إلزام أقاربهم بالصمت، وعدم التحدُّث عن تلك الإجراءات إلى وسائل الإعلام، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقدرت المصادر عدد المختطَفين بأكثر من 300 شخص من مديريات مختلفة في المحافظة التي تُعدّ معقل الجماعة، بينهم عشرات النساء، وشملت حملة المداهمات منازل عائلات أقارب وأصدقاء عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عثمان مجلي، الذي ينتمي إلى صعدة.

فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

ورجحت المصادر أن اختطاف النساء يأتي بغرض استخدامهن رهائن لابتزاز أقاربهن الذين لم تتمكن الجماعة من الوصول إليهم، أو لإقامتهم خارج مناطق سيطرتها، ولإجبار من اختُطفنَ من أقاربهم على الاعتراف بما يُطلب منهن. وسبق للجماعة الحوثية اتهام حميد مجلي، شقيق عضو مجلس القيادة الرئاسي، أواخر الشهر الماضي، بتنفيذ أنشطة تجسسية ضدها، منذ نحو عقدين لصالح دول عربية وغربية.

إلى ذلك، اختطفت الجماعة الحوثية، الاثنين الماضي، موظفاً سابقاً في سفارة الولايات المتحدة في صنعاء، من منزله دون إبداء الأسباب.

وبحسب مصادر محلية في صنعاء؛ فإن عدداً من العربات العسكرية التابعة للجماعة الحوثية، وعليها عشرات المسلحين، حاصرت مقر إقامة رياض السعيدي، الموظف الأمني السابق لدى السفارة الأميركية في صنعاء، واقتحمت مجموعة كبيرة منهم، بينها عناصر من الشرطة النسائية للجماعة، المعروفة بـ«الزينبيات»، منزله واقتادته إلى جهة غير معلومة.

مسلحون حوثيون يحاصرون منزل موظف أمني في السفارة الأميركية في صنعاء قبل اختطافه (إكس)

وعبث المسلحون و«الزينبيات» بمحتويات منزل السعيدي خلال تفتيش دقيق له، وتعمدوا تحطيم أثاثه ومقتنياته، وتسببوا بالهلع لعائلته وجيرانه.

إفراج عن مختطَفين

أفرجت الجماعة الحوثية عن الشيخ القبلي (أمين راجح)، من أبناء محافظة إب، بعد 4 أشهر من اختطافه، كما أفرجت عن عدد آخر من المختطفين الذين لم توجه لهم أي اتهامات خلال فترة احتجازهم.

وراجح هو أحد قياديي حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اختطفتهم الجماعة الحوثية إلى جانب عدد كبير من الناشطين السياسيين وطلاب وشباب وعمال وموظفين عمومين، خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، على خلفية احتفالهم بثورة «26 سبتمبر» 1962.

مخاوف متزايدة لدى اليمنيين من توسيع حملات الترهيب الحوثية بحجة مواجهة إسرائيل (أ.ب)

ومن بين المفرَج عنهم صاحب محل تجاري أكَّد لـ«الشرق الأوسط» أنه لم يعلم التهمة التي اختُطِف بسببها؛ كونه تعرض للاختطاف في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أي بعد شهرين من حملة الاختطافات التي طالت المحتفلين بذكرى الثورة اليمنية.

وذكر أن الوسطاء الذين سعوا لمحاولة الإفراج عنه لم يعرفوا بدورهم سبب اختطافه؛ حيث كان قادة أجهزة أمن الجماعة يخبرونهم في كل مرة بتهمة غير واضحة أو مبرَّرة، حتى جرى الإفراج عنه بعد إلزامه بكتابة تعهُّد بعدم مزاولة أي أنشطة تخدم أجندة خارجية.

خلية تجسس مزعومة

بثَّت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، اعترافات لما زعمت أنها خلية تجسسية جديدة، وربطت تلك الخلية المزعومة بما سمته «معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس»، في مواجهة الغرب وإسرائيل.

وطبقاً لأجهزة أمن الجماعة، فإن الخلية المزعومة كانت تسعى لإنشاء بنك أهداف، ورصد ومراقبة المواقع والمنشآت التابعة للقوة الصاروخية، والطيران المسيَّر، وبعض المواقع العسكرية والأمنية، بالإضافة إلى رصد ومراقبة أماكن ومنازل وتحركات بعض القيادات.

خلال الأشهر الماضية زعمت الجماعة الحوثية ضبط عدد كبير من خلايا التجسس (إعلام حوثي)

ودأبت الجماعة، خلال الفترة الماضية، على الإعلان عن ضبط خلايا تجسسية لصالح الغرب وإسرائيل، كما بثَّت اعترافات لموظفين محليين في المنظمات الأممية والدولية والسفارات بممارسة أنشطة تجسسية، وهي الاعترافات التي أثارت التهكُّم، لكون ما أُجبر المختطفون على الاعتراف به يندرج ضمن مهامهم الوظيفية المتعارف عليها ضمن أنشطة المنظمات والسفارات.

وسبق للجماعة أن أطلقت تحذيرات خلال الأيام الماضية للسكان من الحديث أو نشر معلومات عن مواقعها والمنشآت التي تسيطر عليها، وعن منازل ومقار سكن ووجود قادتها.

تأتي هذه الإجراءات في ظل مخاوف الجماعة من استهداف كبار قياداتها على غرار ما جرى لقادة «حزب الله» اللبناني، في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي إطار المواجهة المستمرة بينها وإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، بعد هجماتها على طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر، والهجمات الصاروخية باتجاه إسرائيل.