تشكيك علمي دولي بعملية زرع رأس لقرد في الصين

علماء كوريون نجحوا في وضع رأس لفأر مختبر

تشكيك علمي دولي بعملية زرع رأس لقرد في الصين
TT

تشكيك علمي دولي بعملية زرع رأس لقرد في الصين

تشكيك علمي دولي بعملية زرع رأس لقرد في الصين

أعلن عالم إيطالي أن عمليات زرع إنسان قد أصبحت وشيكة بعد نجاح فريقين طبيين، صيني وكوري، في زرع رأس في جسم قرد، وفي جسم فأر. إلا أن هذا الإعلان جوبه بحملة علمية دولية تشكك بصحة نتائج تلك التجارب. وكان الجراح سيرجيو كانافيرو، قد أثار عاصفة من الجدل العلمي عندما صرح العام الماضي بأنه يعتزم زرع رأس بشري. وقال إن البروتوكول الخاص بجراحة زراعة الرأس سيكون جاهزا خلال سنتين، بهدف علاج الأشخاص المصابين بشلل تام.
وقال كانافيرو في إعلانه الجديد إنه يعمل الآن مع باحثين في الصين وكوريا الجنوبية أجروا تجارب ناجحة على الحيوانات وعلى الجثث في هذا الميدان، وإنه تمكن من الحصول على نطاق واسع من البيانات المفيدة. وسوف تنشر نتائج الأبحاث في غضون الأشهر القليلة المقبلة في مجلتي «سيرجري» التي تعنى بالجراحة، و«سي إن إس نيوروساينس آند ثيرابيوتيكس» التي تعنى بالعلوم العصبية ووسائل علاجها.
وقالت مجلة «نيوساينتست» البريطانية التي نقلت أنباء هذا «الإنجاز العلمي» الجديد إنها لم تتمكن من التحقق من مصداقية النتائج، فيما هاجم علماء أميركيون إعلان الجراح كانافيرو لأنه استبق النشر في مجلات رصينة. ووصف آرثر كابلان المتخصص في أخلاقيات البيولوجيا بكلية الطب بجامعة نيويورك التصريحات بأنها «هراء» لأنها تستبق النتائج الحقيقية. وقال توماس كوشران الباحث في علوم الأعصاب في مركز أخلاقيات البيولوجيا في كلية الطب بجامعة هارفارد إن إعلان كانافيرو «يولد الإثارة، ويشتت انتباه الناس بدل من التركيز على إجراء عمليات أساسية.. إنها دعاية أكثر منها علما مفيدا»!
ونشرت المجلة البريطانية صورا للعمليات الجراحية قالت إنها غير متأكدة من صحتها. منها صورة لفأر يتشمم طريقه ويحرك أرجله بعد قطع رأسه وزرع رأس جديد أدمج مع الحبل الشوكي لعموده الفقري. وقد أجرى التجربة عليه سي - يون كيم الباحث في كلية الطب بجامعة كونكوك الذي قال إن فريقه العلمي نجح في إعادة نشاط الوظائف الحركية لأطراف الفأر الأمامية والخلفية، «إذن فإن من الممكن إعادة دمج الحبل الشوكي بالرأس بعد فصل الرأس السابق عن الجسم».
وقال كانافيرو إن توظيف مادة «بولي إثيلين غلايكول» الذي يحمي أغشية الخلايا العصبية ساعد في إنجاح العملية. كما تم توظيف محفزات للحبل الشوكي ساعدت الأعصاب على الاندماج مع الرأس الجديد. ووفقا لتصريحه فإن العلماء الصينيين نجحوا في زرع رأس لقرد، إذ قام باحثون بقيادة زياوبنغ رين الباحث في جامعة هاربن الطبية بربط الأوعية الدموية لرأس القرد مع جسم جديد، إلا أنهم لم يحاولوا ربط الحبل الشوكي. وقال كانافيرو إن العلماء كرروا التجربة التي أجراها روبرت وايت عام 1970 في الولايات المتحدة، وقاموا بتبريد الرأس إلى درجة 15 تحت الصفر لتجنب تعرض الدماغ للأضرار. وقد عاش القرد 20 ساعة. وتوجه العالم الإيطالي بنداء إلى كبار الأثرياء حول العالم، ومنهم مارك زوكربيرغ رئيس «فيسبوك» لتمويل عملية جراحية لزرع رأس للروسي فاليري سبيريدونوف المصاب بمرض وراثي نادر عضال يؤدي إلى تراخي العضلات، بهدف زرع رأسه في جسم سليم. وأعلن مدير المستشفى الفيتنامي - الألماني في هانوي استعداده لاستضافة العملية.



بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
TT

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)

منذ الحلقة الأولى لمسلسل «النار بالنار» لفت تيم عزيز المشاهد في دور (بارود). فهو عرف كيف يتقمص شخصية بائع اليانصيب (اللوتو) بكل أبعادها. فألّف لها قالباً خاصاً، بدأ مع قَصة شعره ولغة جسده وصولاً إلى أدائه المرفق بمصطلحات حفظها متابع العمل تلقائياً.
البعض قال إن دخول تيم عزيز معترك التمثيل هو نتيجة واسطة قوية تلقاها من مخرج العمل والده محمد عبد العزيز، إلا أن هذا الأخير رفض بداية مشاركة ابنه في العمل وحتى دخوله هذا المجال. ولكن المخرج المساعد له حسام النصر سلامة هو من يقف وراء ذلك بالفعل. ويقول تيم عزيز لـ«الشرق الأوسط»: «حتى أنا لم أحبذ الفكرة بداية. لم يخطر ببالي يوماً أن أصبح ممثلاً. توترت كثيراً في البداية وكان همي أن أثبت موهبتي. وفي اليوم الخامس من التصوير بدأت ألمس تطوري».
يحدثك باختصار ابن الـ15 سنة ويرد على السؤال بجواب أقصر منه. فهو يشعر أن الإبحار في الكلام قد يربكه ويدخله في مواقف هو بغنى عنها. على بروفايل حسابه الإلكتروني «واتساب» دوّن عبارة «اخسر الجميع واربح نفسك»، ويؤكد أن على كل شخص الاهتمام بما عنده، فلا يضيع وقته بما قد لا يعود ربحاً عليه معنوياً وفي علاقاته بالناس. لا ينكر أنه بداية، شعر بضعف في أدائه ولكن «مو مهم، لأني عرفت كيف أطور نفسي».
مما دفعه للقيام بهذه التجربة كما يذكر لـ«الشرق الأوسط» هو مشاركة نجوم في الدراما أمثال عابد فهد وكاريس بشار وجورج خباز. «كنت أعرفهم فقط عبر أعمالهم المعروضة على الشاشات. فغرّني الالتقاء بهم والتعاون معهم، وبقيت أفكر في الموضوع نحو أسبوع، وبعدها قلت نعم لأن الدور لم يكن سهلاً».
بنى تيم عزيز خطوط شخصيته (بارود) التي لعبها في «النار بالنار» بدقة، فتعرف إلى باعة اليناصيب بالشارع وراقب تصرفاتهم وطريقة لبسهم وأسلوب كلامهم الشوارعي. «بنيت الشخصية طبعاً وفق النص المكتوب ولونتها بمصطلحات كـ(خالو) و(حظي لوتو). حتى اخترت قصة الشعر، التي تناسب شخصيتي، ورسمتها على الورق وقلت للحلاق هكذا أريدها».
واثق من نفسه يقول تيم عزيز إنه يتمنى يوماً ما أن يصبح ممثلاً ونجماً بمستوى تيم حسن. ولكنه في الوقت نفسه لا يخفي إعجابه الكبير بالممثل المصري محمد رمضان. «لا أفوت مشاهدة أي عمل له فعنده أسلوبه الخاص بالتمثيل وبدأ في عمر صغير مثلي. لم أتابع عمله الرمضاني (جعفر العمدة)، ولكني من دون شك سأشاهد فيلمه السينمائي (هارلي)».
لم يتوقع تيم عزيز أن يحقق كل هذه الشهرة منذ إطلالته التمثيلية الأولى. «توقعت أن أطبع عين المشاهد في مكان ما، ولكن ليس إلى هذا الحد. فالناس باتت تناديني باسم بارود وتردد المصطلحات التي اخترعتها للمسلسل».
بالنسبة له التجربة كانت رائعة، ودفعته لاختيار تخصصه الجامعي المستقبلي في التمثيل والإخراج. «لقد غيرت حياتي وطبيعة تفكيري، صرت أعرف ماذا أريد وأركّز على هدف أضعه نصب عيني. هذه التجربة أغنتني ونظمت حياتي، كنت محتاراً وضائعاً أي اختصاص سأدرسه مستقبلاً».
يرى تيم في مشهد الولادة، الذي قام به مع شريكته في العمل فيكتوريا عون (رؤى) وكأنه يحصل في الواقع. «لقد نسيت كل ما يدور من حولي وعشت اللحظة كأنها حقيقية. تأثرت وبكيت فكانت من أصعب المشاهد التي أديتها. وقد قمنا به على مدى يومين فبعد نحو 14 مشهداً سابقاً مثلناه في الرابعة صباحاً صورنا المشهد هذا، في التاسعة من صباح اليوم التالي».
أما في المشهد الذي يقتل فيه عمران (عابد فهد) فترك أيضاً أثره عنده، ولكن هذه المرة من ناحية الملاحظات التي زوده بها فهد نفسه. «لقد ساعدني كثيراً في كيفية تلقف المشهد وتقديمه على أفضل ما يرام. وكذلك الأمر بالنسبة لكاريس بشار فهي طبعتني بحرفيتها. كانت تسهّل علي الموضوع وتقول لي (انظر إلى عيني). وفي المشهد الذي يلي مقتلها عندما أرمي الأوراق النقدية في الشارع كي يأخذها المارة تأثرت كثيراً، وكنت أشعر كأنها في مقام والدتي لاهتمامها بي لآخر حد»
ورغم الشهرة التي حصدها، فإن تيم يؤكد أن شيئاً لم يتبدل في حياته «ما زلت كما أنا وكما يعرفني الجميع، بعض أصدقائي اعتقد أني سأتغير في علاقتي بهم، لا أعرف لماذا؟ فالإنسان ومهما بلغ من نجاحات لن يتغير، إذا كان معدنه صلباً، ويملك الثبات الداخلي. فحالات الغرور قد تصيب الممثل هذا صحيح، ولكنها لن تحصل إلا في حال رغب فيها».
يشكر تيم والده المخرج محمد عبد العزيز لأنه وضع كل ثقته به، رغم أنه لم يكن راغباً في دخوله هذه التجربة. ويعلق: «استفدت كثيراً من ملاحظاته حتى أني لم ألجأ إلا نادراً لإعادة مشهد ما. لقد أحببت هذه المهنة ولم أجدها صعبة في حال عرفنا كيف نعيش الدور. والمطلوب أن نعطيها الجهد الكبير والبحث الجدّي، كي نحوّل ما كتب على الورق إلى حقيقة».
ويشير صاحب شخصية بارود إلى أنه لم ينتقد نفسه إلا في مشاهد قليلة شعر أنه بالغ في إبراز مشاعره. «كان ذلك في بداية المسلسل، ولكن الناس أثنت عليها وأعجبت بها. وبعدما عشت الدور حقيقة في سيارة (فولسفاكن) قديمة أبيع اليانصيب في الشارع، استمتعت بالدور أكثر فأكثر، وصار جزءاً مني».
تيم عزيز، الذي يمثل نبض الشباب في الدراما اليوم، يقول إن ما ينقصها هو تناول موضوعات تحاكي المراهقين بعمره. «قد نجدها في أفلام أجنبية، ولكنها تغيب تماماً عن أعمالنا الدرامية العربية».