الأسلوب الـ«سبور» يطغى على الموضة الرجالية لخريف وشتاء 2016

أسبوع لندن.. هدوء غير معهود والتزام بالمتعارف عليه

من عرض {بيربري}  -  من عرض «كوتش»  -  من عرض «لو دالتون»  -  من عرض {بيربري}  -  من عرض {ألكسندر ماكوين}
من عرض {بيربري} - من عرض «كوتش» - من عرض «لو دالتون» - من عرض {بيربري} - من عرض {ألكسندر ماكوين}
TT

الأسلوب الـ«سبور» يطغى على الموضة الرجالية لخريف وشتاء 2016

من عرض {بيربري}  -  من عرض «كوتش»  -  من عرض «لو دالتون»  -  من عرض {بيربري}  -  من عرض {ألكسندر ماكوين}
من عرض {بيربري} - من عرض «كوتش» - من عرض «لو دالتون» - من عرض {بيربري} - من عرض {ألكسندر ماكوين}

انتهى أسبوع الموضة الرجالية بلندن يوم الاثنين الماضي على خبر وفاة المغني ديفيد بوي. والحقيقة أن هذا الخبر وأصداءه كان أكثر قوة من أي عرض تابعناه طوال أربعة أيام تميزت بأجواء فاترة مقارنة بما عهدناه في لندن في المواسم الماضية حين كانت تفور بالحيوية والحماس والتوقعات. السبب الذي يقفز إلى الذهن أن مصممي الأزياء الرجالية يواجهون تحديات كبيرة، أهمها أن القطع التي يمكنهم الإبداع فيها محدودة مقارنة بالأزياء النسائية، ما يطرح السؤال: إلى أي حد يمكنهم الابتكار وتقديم الجديد؟ لهذا يمكن القول إن ما قاموا به هذا الموسم هو التركيز على تحسين وتطوير ما هو موجود، ثم على تنسيق القطع بعضها مع بعض بشكل «سبور» حتى يقدموا، على الأقل، صورة مختلفة تغري على شرائها. باستثناء بيوت أزياء متخصصة في التفصيل، مثل «دانهيل»، «جيفس أند هوكس» وقلة أخرى، كانت الغلبة للأزياء المستوحاة من عالم الرياضة، أحيانا بشكل فني تتخلله بعض الكلاسيكية وأحيانا بشكل حرفي يجعلك تفكر ما إذا كانت تبرر أسعارها، لا سيما عندما تأتي بأقمشة عادية. هذا التحدي قد يكون أكبر بالنسبة إلى سارة بيرتون، مصممة دار «ألكسندر ماكوين»، فإلى جانب أنه عليها أن تحترم إرث الراحل ألكسندر ماكوين وتحافظ عليه، لما يتمتع به من احترام عالمي إلى درجة التبجيل، وتدربت على أيدي خياطين معروفين في «سافيل رو»، الأمر الذي يعني أن التفصيل المحسوب والكلاسيكي هو مكمن قوتها، فإنه لزاما عليها أن تركب الموجة السائدة، أي «السبور» التي تفرضها السوق، أو بالأحرى زبون شاب أصبح مؤثرا على الخريطة الشرائية. الحل الذي توصلت إليه أن ترضي نفسها، بالتقيد بالتفصيل، لا سيما أن الراحل ماكوين تدرب مثلها على أيدي خياطين من نفس الشارع، والاكتفاء بإضافة رموز الدار وتعويذاتها التي حققت نجاحا تجاريا كبيرا في المواسم الماضية. الأول ظهر في بدلات بسترات مزدوجة ومعاطف رائعة، بعضها مستوحى من البحرية البريطانية بأحجام كبيرة، وبعضها الآخر مفصل على الجسم ويستحضر أسلوب «سافيل رو»، نسقتها مع قمصان كلاسيكية لم يخفف من رسميتها سوى استغنائها عن ربطات العنق. أما رموز الدار فظهرت في رسمات وتطريزات تجسد الفراشات أو العث مثلا، إضافة إلى رشات خفيفة من ثقافة «البانك»، بينما تركت «السبور» لخيال الزبون وأسلوبه.
كان عرض «بيربري» مسك الختام يوم الاثنين. قبله بساعات قليلة تناهى خبر وفاة المغني ديفيد بوي، لهذا كان من الطبيعي أن يكون هذا هو موضوع الساعة في القاعة الضخمة التي نصبتها الدار البريطانية في جانب من «هايد بارك». بعض الحضور وجدوا صعوبة في مقاومة دموعهم وهم يتحدثون عن تأثيره على الموسيقى والموضة، ويتذكرون الأزياء السريالية التي كان يظهر بها على المسرح وألهمت كثيرا من المصممين شبوا على موسيقاه. ورغم أن «بيربري»، التي تعشق الموسيقى إلى حد أنها أصبحت ترتبط بها بدعمها موسيقيين شبابا، فوجئت بخبر وفاته ولم يكن أمامها وقت كافٍ للتعبير عن حزنها من جهة وتأثيره على الموضة من جهة ثانية، إلا أنها سارعت إلى تدارك الأمر ببث بعض أغنياته قبل بدء عرضها، وتعمدت رش وجوه العارضين ببودرة تلمع بالذهب تحية له وتذكيرا بحبه للماكياج. على الساعة الواحدة تماما، تغيرت الموسيقى، وبدأ العرض على صوت المغني بنجامين كليمنتاين وهو يعزف على البيانو أغنية «وات أواندرفول وورلد» (يا له من عالم رائع) وكأن شيئا لم يكن، أو كأن العالم كله يتمحور حول الموضة ولا شيء غيرها. كان عرضا مثيرا ليس لأنه قدم جديدا، بل لأنه يعكس توجها جديدا للدار التي دمجت مؤخرا خطوطها الثلاثة: برورسم، بريت ولندن، في خط واحد. جاءت النتيجة عبارة عن تشكيلة منوعة، تشمل كنزات تذكر بخط «بريت» وسترات مفصلة تذكر بخط «لندن» ومعاطف بخامات مترفة تذكر بخط «برورسم» الراقي. وكالعادة كانت المعاطف المستوحاة من المعطف الواقي من المطر الذي بنت عليه الدار سمعتها وتجارتها، هي البطل بلا منازع، إلى جانب قطع أخرى تتأرجح بين الماضي والحاضر، وتشير إلى أن رجل «بيربري» سيكون بأناقة مختلفة في خريف وشتاء 2016. فهو أكثر شبابا بفضل تصاميم ذات طابع الـ«سبور» شملت السترات والجاكيتات والمعاطف القصيرة كما القمصان والكنزات. ويمكن القول إن بعضها كاد أن يكون ترجمة حرفية للملابس الرياضية من حيث التصميم المتسع الذي يضيق عند الكاحل أو الخصر، ولم يشفع لها سوى أنها كانت بأقمشة جيدة. المعاطف في المقابل هي العملة الرابحة التي تعتمد عليها الدار، رغم أن المصمم عاد فيها إلى أرشيف الدار لينهل من نقوشها المربعة وأزرارها الضخمة بنهم غير معهود. فقد اجتهد في السابق أن يتجنبها ويخفف من استعمالها، بسبب الإيحاءات السلبية التي ارتبطت بها في الثمانينات ورخصت من قيمتها، إلا أنه بدا مرتاحا في التعامل معها من جديد، ما أكسبها لمسة «فينتاج» خفيفة يعزز من جاذبيتها تفصيلها وأقمشتها التي تجعل منها قطع لمواسم كثيرة قادمة.
بعد العرض، شرح المصمم كريستوفر بايلي بأن التشكيلة «مزيج من عوالم مختلفة»، ولم ينكر أنه صوب أنظاره إلى الماضين من ثلاثينات القرن الماضي إلى الآن، ونهل من النقشات وغيرها من التفاصيل في إشارة إلى ثقته بمكانة الدار وتصالحها مع ماضيها.
هذا التصالح لم يطل تاريخ الدار وحده، بل أيضًا علاقة الرجل مع أزيائه، وهو ما ظهر في تلك البساطة والهدوء الذي طغى على العرض والأزياء على حد سواء. صحيح لم تأتِ بجديد لم نرَه من قبل، لكنها كانت تشع بديناميكية تخاطب رجل الشارع بالاستلهام منه، خصوصا بعد أن أظهرت التجارب والمبيعات أن هذا الرجل يصرف على الموضة ويحبها، من جهة، ولا يريد أن يتقيد بأسلوب واحد من جهة ثانية، بقدر ما يريد أن تترك له حرية الاختيار واللعب بالموضة. وهذا تحديدا ما توفره له القطع المنفصلة عموما.
في ثاني عرض لها في أسبوع لندن قدمت دار «كوتش» الأميركية تشكيلة أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها ستباع بسهولة جدا، لما شملته من جلود مترفة وتصاميم عملية. أبرز ما فيها أنها مطبوعة بالروح الأميركية المنطلقة والخامات المتنوعة، التي كان الجلد وصوف الخرفان الغالبين عليها.
شرح ستيوارت فيفرز أنه استوحاها من أجواء نيويورك وأيضًا من الجاذبية التي كان يتمتع بها المغني بروس سبرنغستين في أواخر السبعينات من القرن الماضي، الأمر الذي ترجمه من خلال القمصان المنقوشة بمربعات، وسترات الجلد التي تبدو قديمة بعض الشيء. كانت هناك أيضًا لمسة «هيب هوب» ظهرت في الأحجام الكبيرة وفي الكنزات الصوفية الواسعة ذات الأكمام الطويلة، التي رسمت عليها صور ديناصورات حينا وسفن حربية حينا آخر. ظهرت أيضًا في رغبة في التمرد، التي لم تظهر في الأزياء بقدر ما ظهرت في مشية العارضين.
مثل غيره من المصممين هذا الموسم، لم يقدم ستيوارت فيفرز أي مبتكر، بالمعنى الثوري، ومع ذلك خلف العرض صدى طيبا لدى الحضور، لأنه على الرغم من الخطوط البسيطة التي تعودت عليها العين، فإن أغلبها يتضمن كثيرا من التفاصيل العملية والشبابية مثل الجيوب الكبيرة، والسحابات والأزرار الواضحة، فضلا عن الحقائب المصنوعة من أفخم الجلود والأحذية ذات التصاميم التي تستحضر ميادين القتال. لم ينكر ستيورات فيفرز أنها تصاميم مألوفة، «يعرفها الرجل جيدا ومتعود عليها»، ملمحا إلى أنه تعمد الأمر، بحكم أن نسبة عالية من الرجال لا يجرون وراء الجديد، ومخلصون للأسلوب الواحد. فعندما يرتاحون لما يناسبهم يعودون إليه ويكتفون بإضافة لمسات على شكل إكسسوارات تظهرهم مواكبين للموضة. وهذا تحديدا ما قدمه لهم بشكل عقلاني وواقعي، فالمعاطف مثلا تبدو وكأنها اكتسبت عرضا وأكتافا أكبر من تلك التي قدمها في الموسم الماضي، لكنك سرعان ما تنتبه إلى أنها مجرد خدعة بصرية ناتجة عن تقصيره لطولها وهكذا، فهو يعرف أن التغييرات البسيطة لها تأثيرات كبيرة، بتأكيده أنها «تشكيلة أقل تعقيدا، وأكثر بساطة» ولم يطمح فيها أن تكون مثالية إلى حد الكمال.
المصممة استريد آندرسون هي الأخرى تؤمن بأن البساطة أبلغ من التعقيدات، لهذا اكتفت بمجموعة قليلة من المعاطف المفصلة وقطع كثيرة تضج بإيحاءات الشارع والـ«سبور». تشمل التشكيلة بنطلونات واسعة تضيق عند الكاحل، ومعاطف مفصلة لجأت إليها ربما لتقول إن خزانة الرجل يجب أن تكون شاملة ومتنوعة، أو ربما لا تريد أن تستثني أحدا في وقت أصبح فيه الخيط بين الرسمي والـ«كاجوال» رفيعا للغاية. تجدر الإشارة إلى أن استريد آندرسون من مصممي لندن المعروفين بالترويج لما أصبح يعرف بأسلوب ثقافة الشارع.
مثلها رسخت لو دالتون اسمها في الأسبوع الرجالي باستعمالها المكثف للصوف وعملها على تطويره في كل موسم، فهذه الخامة تظهر في معظم تصاميمها. هذه المرة ذهبت إلى حد التعاون مع شركة «جون سميدلي» المعروفة بتقيات متطورة أكسبت كثيرا من الكنزات خفة غير معهودة، أضافت إلى بعضها سحابات لمنحها تلك الصبغة العصرية الـ«سبور» التي طبعت معظم عروض الأسبوع لحد الآن. هي الأخرى، قدمت مجموعة متكاملة يمكن أن تغني رجلا شابا عن التسوق من غيرها، تشمل معاطف بألوان متنوعة وبنطلونات واسعة وأخرى مفصلة وقمصان شبابية.
اللمسة الـ«سبور» ظهرت أيضًا في عرض «سيبلينغ»، لكن بأشكال وألوان البوب آرت، فهذه الماركة مهووسة كما عهدناها بثقافة البوب التي ظهرت في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي، لهذا لم يكن مستغربا أن تستعمله في تشكيلتها الأخيرة للخريف والشتاء المقبلين، بعودتها إلى نجوم موسيقى وفنانين شكلوا ذلك الزمن مثل الممثلة والمغنية السمراء غرايس جونز وفنان الغرافيتي جون ميشال باسكيات. استلهمت الألوان، مثلا، من أغلفة ألبومات غرايس جونز، من الأصفر الأسيدي والأحمر القاني إلى الأزرق الفاقع والرمادي، صيغت في رسومات لباسكيات وأصبحت ماركته المسجلة، تجسدت في البنطلونات الواسعة ذات الثنيات والسترات القصيرة والكنزات الصوفية السميكة. في آخر العرض، أرسلت «سيبلينغ» أيضًا مجموعة ناعمة مفعمة بالأنوثة لتكسر من حدة التصاميم السابقة التي أوحى بعضها كما لو أنها موجهة أو مستوحاة من أبطال في حلبة ملاكمة.



ماريا كاترانتزو تستوحي من حمامات كاراكالا مجموعة «كالا»

دخول ماريا مصممةَ أزياءٍ إلى دار جواهر بادرة رحبت بها أوساط الموضة (بولغاري)
دخول ماريا مصممةَ أزياءٍ إلى دار جواهر بادرة رحبت بها أوساط الموضة (بولغاري)
TT

ماريا كاترانتزو تستوحي من حمامات كاراكالا مجموعة «كالا»

دخول ماريا مصممةَ أزياءٍ إلى دار جواهر بادرة رحبت بها أوساط الموضة (بولغاري)
دخول ماريا مصممةَ أزياءٍ إلى دار جواهر بادرة رحبت بها أوساط الموضة (بولغاري)

بوصفها أول مديرة إبداعية يجري تعيينها لقسم الأكسسوارات والسلع الجلدية في «بولغاري» للجواهر، لم يكن أمام المصمِّمة اليونانية الأصل، ماري كاترانتزو أي خيار سوى العودة إلى جذور الدار لتستوحي من تاريخها ما يزيد من وهجها وبريقها. لم تكن المهمة صعبة؛ نظراً لتاريخ يمتد على مدى قرون، ويحوي ما لا ينضب من الأفكار والأحجار الكريمة. بعد تفكير، وجدت أن حمامات كاراكالا، واحدة من عجائب روما السبع في العصور القديمة، وزهرة الكالا بشكلها العجيب، تُشَكِّلان نَبْعَيْنِ يمكن أن تنهل منهما، ومن هنا جاءت التسمية التي أطلقتها على المجموعة «كالا».

ماريا كاترانتزو وحقيبة مرصعة بالأحجار تجسد فسيفساء حمامات كاراكالا (بولغاري)

عندما أعلنت «بولغاري» في شهر أبريل (نيسان) الماضي التحاق ماري كاترانتزو، بها مديرةً فنيةً للمنتجات الجلدية والأكسسوارات، باركت أوساط الموضة والجواهر على حد سواء هذا القرار؛ فهذه خطوة ذكية من شأنها أن تَضُخَّ دماءً شابة بدار يبلغ عمرها أكثر من قرن. كان اسم ماري كاترانتزو وحده يكفي كي يثير فضول عشاق الجمال والإبداع؛ لأنهم يتوقعون منها إبداعات مهمة؛ كونها تتمتع بصيت طيب منذ تخرجها في معهد سانترال سانت مارتنز في عام 2008، لتصبح من بين أهم المصمِّمين الشباب المشاركين في أسبوع لندن. ومنذ سنوات قليلة، انتقلت للاستقرار في بلدها الأصلي، وتحديداً أثينا، لكن اسمها ظل محفوراً في أوساط الموضة، ومنقوشاً بطبعاتها الفنية الجريئة وتصاميمها الهندسية المثيرة.

المصممة ماري كاترانتزو مع المؤثرة الإيطالية أناديلا روسو (بولغاري)

بعد استقرارها في أثينا، بدأت سلسلة من الشراكات كانت دائماً تحقق النجاحِ؛ ففي عام 2019 قدمت عرضاً فخماً من خط الـ«هوت كوتور» في أثينا على خلفية معبد بوسيدون. في هذا العرض، تزيَّنت العارضات بجواهر من «بولغاري» عزَّزت فخامة الصورة من جهة، ودشَّنت علاقتها بالدار الرومانية من جهة ثانية. ربما يتساءل البعض عن كيف لدار متجذرة في التاريخ الروماني أن تتعاون مع مصممة يونانية، خصوصاً أن إيطاليا لا تفتقر إلى المواهب الشابة والمحترفة، ليأتي الجواب بسيطاً، وهو أن مؤسس الدار في الأصل يوناني، اسمه سوتيريو بولغاريس، كان ذلك منذ أكثر من قرنين من الزمن، لكن تغيَّرت فيه الأماكن وكذلك الاسم من «بولغاريس» إلى «بولغاري».

بالنسبة لدار تخصصت في الجواهر أولاً وأخيراً، فإن قرار تعيين مصمِّمة أزياء في منصب إبداعي، أمرٌ تكتيكي وذكي يستهدف ضخ دماء جديدة على قسم الأكسسوارات، وفي الوقت نفسه يريد استقطاب عميلات يعشقن أسلوب كاترانتزو، ولا يزال بداخلهن حنين للمساتها الفنية. تشير المصمِّمة إلى أن القرار لم يُتَّخذ بشكل سريع؛ فعلاقتها بالدار والمجموعة المالكة لها «إل في إم إتش» عمرها سنوات، بدأت بشكل تدريجي وعضوي بشراكات كثيرة، منها مشاركتها في عام 2021، في سلسلة الشراكات التي أطلقتها «بولغاري» تحت عنوان «سيربنتي بعيون...» وهي فعالية تستضيف فيها كل مرة مصمِّماً يضع بصماته الفنية على منتجها الأيقوني.

تقول ماري كاترانتزو إنها استلهمت من أرضية الحمامات وفسيفسائها المتعددة الألوان، شكل مروحة رصَّعتها في ورشات الدار بفلورنسا، باللؤلؤ والجمشت والزمرد والذهب؛ حيث أرادتها أن تحاكي قطعة جواهر بكل المقاييس، وهو ما كان. أمَّا من زهرة الكالا فاستلهمت شكلها النحتي المتعرج الذي يرمز للقوة والمرونة. وتشمل المجموعة حقائب «مينوديير» للسهرة، وأخرى جلدية لكل المناسبات، إلى جانب أوشحة حريرية. كانت التجربة ناجحة على المستويين التجاري والفني على حد سواء؛ فماريا تُدرك تماماً أن الاثنين وجهان لعملة واحدة، وهو ما أكده المصمِّم السعودي زياد البوعينين الذي تدرَّب في بداياته على يدها قائلاً في لقاء سابق مع «الشرق الأوسط» إن العمل معها عن قُرب كان فرصة ذهبية بالنسبة له، حيث «تعلمت منها الكثير من الأمور التي ساعدتني على فهم كيف تُدار أي دار أزياء أو شركة صغيرة من الداخل»، وتابع: «لم يكن العمل مع ماريا كاترانتزو ممتعاً من الناحية الفنية فحسب، بل فتح عيني على أمور كثيرة كانت غائبة عني بوصفي مصمماً شاباً يعتقد أن الابتكار في التصميم وحده يكفي».