انقسام محدود لائتلاف الأغلبية في البرلمان المصري يمنح حزب الوفد منصب الوكيل

مجلس النواب بدأ مراجعة لائحته الداخلية والقوانين الصادرة في غيابه

علي عبد العال بعد انتخابه رئيسا للبرلمان الجديد (رويترز)
علي عبد العال بعد انتخابه رئيسا للبرلمان الجديد (رويترز)
TT

انقسام محدود لائتلاف الأغلبية في البرلمان المصري يمنح حزب الوفد منصب الوكيل

علي عبد العال بعد انتخابه رئيسا للبرلمان الجديد (رويترز)
علي عبد العال بعد انتخابه رئيسا للبرلمان الجديد (رويترز)

منح انقسام محدود لائتلاف «دعم مصر»، الذي يمتلك الأغلبية داخل مجلس النواب المصري، مرشح حزب الوفد الليبرالي العريق النائب سليمان وهدان، منصب وكيل المجلس في الانتخابات التي جرت أمس، ليكون ثاني الوكلاء بعد فوز محمود الشريف أول من أمس الأحد بمنصب الوكيل.
وأعلن الدكتور علي عبد العال، رئيس مجلس النواب، فوز وهدان بالمنصب بعد حصوله على 285 صوتا، فيما حصل منافسه علاء عبد المنعم (مرشح الائتلاف) على 281 صوتا.
وقال النائب مصطفى الجندي، عضو الائتلاف، إن النائب مصطفى بكري عضو الائتلاف أيضا، قاد حربا معلنة ضد ترشح عبد المنعم على منصب الوكيل الثاني، وذلك ردا على خسارته الانتخابات الداخلية للائتلاف، مشيرا إلى أن الائتلاف حرص على إجراء الانتخابات بجو ديمقراطي وشفافية دون أي تربيطات.
وقالت مصادر برلمانية لـ«الشرق الأوسط» إن «أعضاء الوفد بالإضافة إلى أعضاء حزب المصريين الأحرار الذي يمتلك 65 مقعدا، ومعهم جزء كبير من أعضاء ائتلاف دعم مصر منحوا الفوز لوهدان».
ويتشكل الائتلاف من نحو 380 عضوا (ما يقرب من ثلثي المجلس المكون من 596 عضو)، يمثلون ضباط شرطة وعسكريين ووزراء سابقين إضافة إلى أحزاب جديدة جميعها من مؤيدي الرئيس عبد الفتاح السيسي. في حين يملك حزب الوفد 45 مقعدا فقط.
وأجرى الائتلاف، الذي يقوده ضابط المخابرات السابق اللواء سامح سيف اليزل، انتخابات داخلية قبل أيام تقرر بموجبها دعم المرشحين محمود الشريف وعلاء عبد المنعم لمنصبي الوكيلين، بعد خسارة النائب مصطفى بكري فيها، وطالب الائتلاف أعضاءه بالالتزام بالنتائج التي تصدر عنها، وعدم الترشح في مواجهة الفائزين.
وقد أثار رفض الائتلاف ترشح بكري للمنصب غضبه. وقال بكري حينها: «هناك توجيهات أمنية لنواب الائتلاف لاختيار مرشحين بعينهما»، كما أعلن انسحابه منه قبل، أن يتراجع لاحقا.
وترشح 15 نائبا على منصبي وكيلي مجلس النواب خلال الجلسة الإجرائية الأولى للمجلس أول من أمس الأحد بحضور 585 عضوا برلمانيا. وفاز النائب محمود الشريف على المقعد الأول من الوكالة بعد حصوله في الجولة الأولى على 345 صوتا. فيما تقرر إجراء جولة إعادة بين النائبين علاء عبد المنعم والنائب الوفدي سليمان وهدان.
وقال رئيس مجلس النواب الدكتور علي عبد العال أمس إن الانتخابات صوت خلالها 574 عضوا منهم 8 أصوات باطلة و566 صوتا صحيحا.
من جهة أخرى، بدأ مجلس النواب مساء أمس جلسة لتشكيل لجنتين، اﻷولى تختص بمناقشة القوانين التي صدرت في غيابه البرلمان إعمالا للمادة 156 من الدستور، والثانية تختص بمناقشة اللائحة الداخلية لمجلس النواب، التي سيطرأ عليها تعديلات طبقا للدستور. وكان المستشار مجدي العجاتي وزير الشؤون القانونية ومجلس النواب، قد سلم أمس الدكتور علي عبد العال رئيس مجلس النواب كل القرارات والقوانين التي صدرت في غياب مجلس النواب، لمراجعتها والنظر في موافقتها للدستور من عدمها.
وقال العجاتي في كلمة له أمام مجلس النواب، مخاطبا أعضاء البرلمان: «أنتم قادرون على حمل الأمانة التي أولاها الشعب المصري لكم، شأن هذا المجلس ليس كشأن أي مجلس آخر بسبب ما يتحمله من مسؤوليات». وأكد أن الحكومة حريصة على التعاون مع مجلس النواب لتطبيق القانون والدستور، وتحسين الخدمات الاقتصادية والاجتماعية للمواطنين.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.