الإعلام الأميركي: «داعش» والرياضة

الصحف الأوروبية: التهديد الإرهابي مرشح للاستمرار عشر سنوات إضافية.. وضحايا حصار «مضايا» السورية

الإعلام الأميركي: «داعش» والرياضة
TT

الإعلام الأميركي: «داعش» والرياضة

الإعلام الأميركي: «داعش» والرياضة

تنوعت الموضوعات التي اهتمت بها الصحافة البريطانية، ونبدأ من الـ«ديلي تلغراف»، التي نشرت موضوعا عن مدينة مضايا السورية المحاصرة، بعنوان «ضغوط في بريطانيا لإيصال المساعدات جوًا للمواطنين الجوعى في مدينة سورية محاصرة».. وتشير الجريدة إلى أن آلاف المدنيين يعانون الجوع الشديد، ولا يجدون ما يقتاتونه في مضايا، التي تقبع رهن الحصار الذي تفرضه القوات الموالية لنظام الأسد منذ أشهر، وتمنع وصول الطعام والماء إليهم. وتنقل الجريدة عن نشطاء داخل المدينة قولهم، إنه على الرغم من إعلان نظام الأسد أنه سيسمح بمرور المساعدات، فإن الوقت قد أصبح بالفعل متأخرا بسبب اقتراب كثيرين من الموت بسبب الجوع ونقص الطعام.
أما صحيفة «الإندبندنت»، فقد نشرت موضوعا عن تبعات الحرب في العراق بعنوان، «الجنود البريطانيون يواجهون محاكمات بسبب قتل 55 شخصا خلال الحرب في العراق». الجريدة التي نشرت الموضوع واعتبرته حصريا قالت إنها تستطيع أن تكشف للرأي العام أنه تمت بالفعل إحالة 55 حالة إلى المحاكم للبدء في التحقيق في اتهامات لجنود بريطانيين بقتل مواطنين عراقيين بشكل غير قانوني خلال وجود القوات البريطانية في جنوب البلاد بين عامي 2003 و2009.. وتوضح الجريدة أن بريطانيا تبقى في الوقت نفسه تحت التدقيق من جانب محكمة الجزاء الدولية التي تقوم بالتحقيق في 1268 اتهاما بارتكاب جرائم حرب في العراق بينها القتل والتعذيب والاغتصاب.
من جانبها، نشرت الـ«ديلي تلغراف» موضوعا عن التحرش الجنسي في مدينة كولون الألمانية خلال ليلة رأس السنة تحت عنوان «مزاعم بأن المتهمين بالتحرش بالنساء في كولون من اللاجئين السوريين».الجريدة تتحدث عن تناقضات بين رواية الشرطة الألمانية وما جاء في صحف مثل «بيلد» بخصوص المتهمين بشن هجمات جنسية «تحرش» في المدينة الواقعة شرقي ألمانيا.
وقالت الصحيفة إن وزراء في حكومة ميركل نفوا وجود أي دليل على تورط لاجئين في موجة التحرش التي وقعت في كولون وهو ما يتناقض مع «التقرير المسرب». وتؤكد الجريدة أن هذه الواقعة سيكون لها تبعات أكثر ثقلا على حكومة ميركل والتي استغل معارضوها الملف سريعا ليوجهوا لها اللوم على تزايد جرائم السرقة والتحرش في كولون ومدن أخرى مثل شتوتغارت وفرانكفورت وهامبورغ.
وفي الصحف الفرنسية كان هناك تساؤلات عدة حول الهوية وكيفية التصدي للإرهاب. ما الذي جرى لروح الـ11 من يناير (كانون الثاني) الذي شهد مظاهرات تضامن قل نظيرها في فرنسا بعد أربعة أيام فقط على اغتيال صحافيي «شارلي إيبدو». السؤال طرحته صحيفة «ليبراسيون» وخصصت له الغلاف والافتتاحية، التي أشارت إلى «ولادة حس وطني جديد يتوافق مع الحداثة والعولمة».
وتحت عنوان التهديد الإرهابي مرشح للاستمرار عشر سنوات إضافية قال كاتب المقال «لوران جوفران» إن «التهديد الإرهابي لم يختف وإنه مرشح للاستمرار عشر سنوات إضافية على خلفية النزاعات الطائفية في العالم الإسلامي والانقسامات داخل المجتمع الفرنسي». وفيما يخص هذه النقطة بالذات دعا «جوفران» إلى التمييز ما بين «المتطرفين والمسلمين الذين يطمحون في غالبيتهم للعيش بسلام في فرنسا».
ولكن ماذا عن اندماج الفرنسيين من أصول أجنبية؟ الصحف كلها نشرت الخطوط العريضة لدراسة تبين «النجاحات والإخفاقات» في هذا المجال كما عنونت مانشيت «لوموند». الدراسة أجراها المعهد الوطني للإحصاء والدراسات الاقتصادية وشملت 22 ألف فرنسي من أصول أجنبية قال 93 في المائة منهم إنهم يشعرون بأنهم فرنسيون إلا أن 50 في المائة من المتحدرين من أصول أفريقية أشاروا إلى أنه لا ينظر إليهم على أنهم فرنسيون. وشكا 44 في المائة من الفرنسيين المولودين لدى عائلات مهاجرة من التعرض ولو مرة في حياتهم للتمييز. وتظهر الدراسة أن الجيل الثاني أقل نجاحا من الأهل على الصعيد المهني على الرغم من اندماجه لغويا واجتماعيا، وأن نسبة الإناث الناجحات مهنيا أكبر من نسبة الذكور.
وبدا الأسبوع هادئا، مع أخبار رياضية كثيرة، بسبب اقتراب نهاية موسم كرة القدم الأميركية (فوتبول).
وركز تلفزيون «إي إس بي إن» الرياضي على خبرين:
في كرة القدم (سوكر)، أعلن فريق ريال مدريد الإسباني فصل المدرب رفائيل بينيتيز، ليحل محله لاعب ريال مدريد السابق والنجم الفرنسي زين الدين زيدان. وفي كرة القدم الأميركية (فوتبول)، تلقى الاتحاد الوطني طلب نقل ثلاث فرق: «جارجر» في سان دييغو، و«رامز» في سنت لويس، و«رايدارز» في أوكلاند إلى لوس أنجليس.
ولسبب ما، اهتمت صحيفة «واشنطن بوست» بخبر علمي، وهو أن علماء أميركيين وروسا وأوروبيين أعلنوا وجود ثلاثة عناصر طبيعية جديدة. هي أرقام: 113، 115، 117 و118. وسموها، مؤقتا: «أنونتريوم»، «أنونبينتيوم»، «أنونسبتيوم»، «أنون أوكتيوم»، على التوالي.
في منتصف الأسبوع، بعد عودة الرئيس باراك أوباما من عطلة الكريسماس وبداية العام الجديد، أعلن، في أوامر تنفيذية، توسيع التحريات قبل السماح لأي شخص بشراء سلاح. وأيضا، تشديد تنظيم حمل الأسلحة النارية.
وفي الحال، انهمرت عليه انتقادات الجمهوريين، وخصوصا مرشحي الحزب لرئاسة الجمهورية، وخصوصا المرشح دونالد ترامب، الذي، في مقابلة مع تلفزيون «سي بي إس»، شن هجوما عنيفا على أوباما، عن هذا الموضوع، وعن غيره.
في اليوم نفسه، نقل تلفزيون «سي إن إن» من لندن خبر أن البرلمان البريطاني سيناقش عريضة وقع عليها أكثر من 560.000، شخص، وطلبوا فيها من وزارة الداخلية منع ترامب من دخول بريطانيا بسبب «خطبه المليئة بالكراهية».
وفي منتصف الأسبوع أيضا، اهتم الإعلام الأميركي بالتحرشات الجنسية ضد فتيات في ألمانيا، خلال احتفالات العام الجديد، وأن أغلبية المتحرشين عرب وأفارقة. ومثلما تأخرت الشرطة الألمانية في التحقيق في ما حدث في كولون، تأخر الإعلام الأميركي في تغطية الموضوع.
وبدأ تلفزيون «سي إن إن» في نشر قطع من فيديوهات من ما حدث في كولون. وأضاف تلفزيون «فوكس» فيديوهات من مدن أخرى في فنلندا والسويد والدنمارك.



ما تأثير تراجع استخدام «الهاشتاغ» على التفاعل في منصات «التواصل»؟

ما تأثير تراجع استخدام «الهاشتاغ» على التفاعل في منصات «التواصل»؟
TT

ما تأثير تراجع استخدام «الهاشتاغ» على التفاعل في منصات «التواصل»؟

ما تأثير تراجع استخدام «الهاشتاغ» على التفاعل في منصات «التواصل»؟

يبدو أن الفترة المقبلة ستشهد تراجعاً في استراتيجية تسويق الأخبار عبر «الهاشتاغ» التي كانت فعالة لسنوات، وذلك عقب إعلان «ميتا» تراجع الاعتماد على «الهاشتاغ» لتحقيق التفاعل والوصول، وتحديداً على «إنستغرام»، التي هي المنصة الأكثر استخداماً للهاشتاغات منذ إطلاقها. وتبع هذه الخطوة إعلان تطبيق «إكس» (تويتر سابقاً) عبر مالكه إيلون ماسك «انعدام جدوى استخدام الهاشتاغ (الكلمات المفتاحية) في العام الجديد»، مما أثار تساؤلات حول تأثير تراجع استخدام «الهاشتاغ» على التفاعل بمنصات التواصل الاجتماعي.

للتذكير، «الهاشتاغ» هو كلمة أو عبارة مسبوقة برمز #، تُستخدم على وسائل التواصل الاجتماعي لتصنيف المحتوى، مما يسهل على المستخدمين العثور على المنشورات المتعلقة بموضوع معين. لسنوات عديدة كان لـ«الهاشتاغ» دور بارز في تحقيق معدلات الوصول والتفاعل مع المنشورات، ومنها الأخبار. ووفق بيانات صدرت عن «شبكة موارد التعلم بكاليفورنيا» (CLRN) في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، «لا يزال نحو 95 في المائة من مستخدمي (إنستغرام) يعتمدون على الهاشتاغات لاكتشاف محتوى جديد».

الدكتور حسن مصطفى، خبير التسويق الرقمي والإعلام الجديد في الإمارات العربية المتحدة، قال لـ«الشرق الأوسط» معلقاً إن «الهاشتاغ كان في السابق أداة قوية لتنظيم المحتوى وجذب الجمهور المستهدف. ولكن مع تراجع دعمه من قبل منصات مثل (إنستغرام) و(إكس) من المتوقع أن ينخفض دوره كعامل رئيس في زيادة الوصول». وذكر أن السبب يكمن في «تغيير خوارزميات هذه المنصات التي تركز بشكل أكبر على جودة المحتوى وتفاعله بدلاً من الاعتماد على الكلمات المفتاحية أو الهاشتاغات».

مصطفى توقع أيضاً أن «يظل الهاشتاغ أداة ثانوية لتنظيم المحتوى بدلاً من كونه محركاً رئيساً للوصول، مع استمرار أهميته في بعض المنصات مثل (تيك توك) و(لينكد إن)، حيث لا يزال يشكل جزءاً أساسياً من استراتيجية الاستكشاف». وأضاف أن «التسويق بالمحتوى الجيّد يعتبر من أفضل طرق الوصول والتفاعل المستدام، وما زالت عبارة المحتوى هو الملك Content is The King تشكل حقيقة ماثلة». ومن ثم، نَصَح الناشرين «بضرورة الاعتماد في الوصول للجمهور المستهدف على تحسين جودة المحتوى، من خلال تلبية احتياجات الجمهور، ليضمن بذلك تفاعلاً، كما أنه سيحصل على أولوية في الخوارزميات».

مصطفى لفت أيضاً إلى أهمية التوجه نحو الفيديوهات القصيرة والمحتوى التفاعلي، موضحاً أن «(تيك توك) و(ريلز إنستغرام) أثبتا فعالية الفيديوهات القصيرة في الوصول لجمهور أوسع». ولضمان استمرارية معدلات الوصول للأخبار، رأى أن على الناشرين الاهتمام بـ«تحسين استراتيجيات تحسين محركات البحث (SEO)، وكذلك التعاون مع المؤثرين، فضلاً عن تفعيل أداة الإعلانات المدفوعة... التي هي من العوامل المهمة في الوصول بشكل أسرع وأكثر استهدافاً».

جدير بالذكر أن منصات مثل «تيك توك» لا تزال تولي أهمية لـ«الهاشتاغ». ووفقاً لبيانات صدرت عن «جمعية التسويق الأميركية» (American Marketing Association)، في أغسطس (آب) الماضي، فإن المنشورات التي تحتوي على 3 - 5 علامات تصنيف على الأقل إلى تحقيق انتشار أكبر. وأردفت أن «استخدام هاشتاغ مثل #fyp (صفحة For You) جمع ما يقرب من 35 تريليون مشاهدة... ثم إن استخدام الهاشتاغ على «فيسبوك» أقل أهمية، وقد يحمل آثاراً تفاعلية متفاوتة مما يستلزم اتباع نهج حذر واستراتيجي».

من جهته، في لقاء لـ«الشرق الأوسط» مع معتز نادي، الصحافي المصري والمدرب المتخصص في الإعلام الرقمي، قال نادي إن «ثمة تغييرات حثيثة تطغى على سوق الإعلام الرقمي وفضاء التواصل الاجتماعي، من ثم على الناشرين سرعة مجاراة التحديثات، لأن هذا من الأمور الحيوية التي يجب أن يلم بها الناشرون لضمان فعالية وصول المحتوى الذي يقدمونه إلى الجمهور المستهدف».

وعدّ نادي تحقيق التفاعل والوصول للأخبار مهمة تتطلب التكيف والتطوير، مضيفاً أنه «يجب أن يولي الناشرون أهمية لتطوير القوالب التي تضمن الانتشار مثل الفيديو على (تيك توك)، واتجاه الفئات الأصغر سناً إليه للبحث عن المعلومة وفقاً لتقارير معهد رويترز للصحافة قبل نحو سنتين، مما يعني أنه على وسائل الإعلام ومديري المحتوى على المنصات إدراك أهمية تلك المنصات بالتطور الدائم دون التوقف عند فكرة الهاشتاغات».

وأشار نادي إلى إمكانية تحسين معدلات الوصول من خلال «فن اختيار الكلمات في العناوين بما يتناسب مع العبارات المتداولة لضمان الوصول لأكبر قدر ممكن من الجمهور عند البحث عنها عبر مواقع التواصل الاجتماعي». ومن ثم شدد على أهمية «الاستفادة من الذكاء الاصطناعي والتطبيقات التي باتت المنصات تعتمد عليها، مثل (فيسبوك) و(واتساب) و(إكس)، لا سيما أن هذا الاتجاه سيشكل لغة خوارزميات المستقبل في نشر المحتوى».