تشهد فكرة «إنترنت الأشياء» رواجًا واسعًا من خلال ما تقوده ثورة المعلومات إلى عالم جديد يغير أسلوب حياة البشر في الكيفية التي يتعاملون فيها مع معطيات العيش على كوكب الأرض، تعكس شكل حياة المستقبل.
وتعمل شركات التقنيات الكبرى على فكرة التفاعل مع الجماد، لنقل كم هائل من المعلومات في ثانية واحدة، ابتداء من الهاتف الجوال الذي شكل محور هذا التطور وصولاً إلى النظارات والساعات وحتى السيارات، حيث تقود شركة غوغل العالمية تجارب في تصميم سيارات القيادة الآلية، بعد أن كانت القطارات والطائرات سبقت في هذا الجانب، إضافة إلى دخول جوانب التقنية الجديدة إلى المتاجر والصيدليات التي أصبحت الآن الإلكترونية ويمكن التبضع منها، وإلى المنازل والمدن الذكية.
يعرض مصطلح «إنترنت الأشياء» بأنه الجيل الجديد من الإنترنت كشبكة تتيح التفاهم بين الأجهزة المترابطة مع بعضها عبر بروتوكول الإنترنت، وتشمل هذه الأجهزة والأدوات والمستشعرات والمجسات وأدوات الذكاء الصناعي المختلفة وغيرها، وتواصل الأشخاص مع الكومبيوترات والهواتف الذكية عبر شبكة عالمية واحدة. وما يميز إنترنت الأشياء أنها تتيح للإنسان التحرر من المكان؛ أي إن الشخص يستطيع التحكم في الأدوات من دون الحاجة إلى وجوده في مكان محدد للتعامل مع جهاز معين.
وقال محمد سعود، رئيس مهندس نظم قسم حلول الأنظمة في شركة باناسونيك العالمية، إن المنتجات باتت تأخذ شكلا مختلفا في عملية التصنيع مع ما يتعلق بإنترنت الأشياء، حيث إنها باتت حلولاً أكثر منها منتجا يقدم خدمة واحدة، وذلك من خلال ترابط هذه المنتجات مع بعض لتقدم حلولاً للمستخدمين. وأضاف في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن الحلول تتوفر الآن لقطاع التجزئة والمراكز التجارية وللفنادق والمتاحف، في ظل تطور المنطقة وزيادة الطلب عليها، وأن «منطقة الشرق الأوسط باتت منطقة جذب كبير لمثل هذه الحلول خاصة في ظل التفاعل الكبير من قبل المستخدمين لمثل هذه الابتكارات». وهناك حلول ستطرح تجاريًا في عام 2016 وأخرى في عام 2020.
وتتجه الحكومات الآن لمنافسة الشركات في هذه الحلول، إذ أعلن عدد من المدن حول العالم أعلنت عن توجهات للتحول إلى مدن ذكية، يستطيع من يعيش فيها أن يتواصل مع كل شي تقريبًا وهو في موقعه، لمعرفة زحمة السير ومعرفة مواعيد الأعمال في الشركات أو المحال التجارية، وهو ما يغير النظرة للحياة ويجعلها أسهل بكثير مما كانت عليه في الماضي. ومع انتشار الهواتف الذكية، لم يعد شراء المنتجات لمجرد الإعجاب من أول نظرة، وإنما أصبحت هناك ثقافة سائدة في البحث عن المنتج ومعرفة تفاصيله قبل شرائه، وهذا نوع من المعلومات لا تستطيع الحصول عليها من دون البحث عنها في لحظة قرار الشراء. وأضاف سعود: «لدينا حلول مبتكرة مثل أضواء الإنارة، وهناك أجهزة استشعار في أضواء الإنارة التي تكون على المنتجات لإبرازها في المحال التجارية، وبمجرد تمرير كاميرا الهاتف الجوال أو قارئ البيانات على هذه الإضاءة يمكن معرفة كم هائل من المعلومات والمعطيات عن هذا المنتج، معلومات الصناعة وبلد المنشأ. أو في المتاحف مثلا ومن خلال الضوء، التعرف على معلومات عن التحف أو الرسومات الفنية في تلك المتاحف».
من جهته، قال هاني حسين، رئيس قنوات التوزيع في مجموعة أعمال «هواوي إنتربرايز» لقطاع المشاريع والمؤسسات في منطقة الشرق الأوسط: «نحن مقبلون على نوع مختلف من الحياة، لم يعد الإنسان يتحكم بمصيره، وإنما باتت المعلومات التي يحصل عليها من كل شيء من حوله، هي التي تقرر له حركته وقراره، وغيرها من المشاعر التي باتت تتأثر بشكل كبير في المعطيات التي توفرها الأجهزة في الوقت الحالي، كل شيء أصبح مع تفاعل الإنترنت». وأضاف أن «الجيل المقبل من الإنترنت وهو الجيل الخامس الذي سيتوفر في السوق بعد سنتين ونصف. وتكمن فكرته في جمع أكبر قدر من المعلومات عن الأشخاص أو الأجهزة أو المدن وغيرها، وهو ما يصنع عالما جديدا، وسيكون البشر قريبين جدًا من بعض». وتسعى الشركة لإيجاد منظومة مرتبطة بالكامل.
«إنترنت الأشياء».. تبشر بانتشار المتاجر والمنازل والمدن الذكية
الجيل الخامس للاتصالات يربط الإنسان والكومبيوتر بمئات الآلاف من المنتجات والخدمات المتفاعلة
«إنترنت الأشياء».. تبشر بانتشار المتاجر والمنازل والمدن الذكية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة