استراتيجية مغربية لمواجهة التهديدات المعلوماتية الإرهابية

حددت قائمة للمنشآت والمواقع الحيوية المشمولة بالحماية

استراتيجية مغربية لمواجهة التهديدات المعلوماتية الإرهابية
TT

استراتيجية مغربية لمواجهة التهديدات المعلوماتية الإرهابية

استراتيجية مغربية لمواجهة التهديدات المعلوماتية الإرهابية

أعد عبد اللطيف لوديي، الوزير المنتدب في إدارة الدفاع الوطني بالمغرب، استراتيجية لحماية الأمن المعلوماتي، تتعلق بالمواقع والتجهيزات والمنشآت ذات الأهمية الحيوية، وذلك بعد تنامي التهديدات الإلكترونية الإرهابية والمعادية لمصالح المغرب الاستراتيجية.
ووضع مشروع مرسوم للوزير المنتدب في الدفاع، الذي سيعرض على مجلس الحكومة المقبل، إجراءات صارمة لمواجهة الاختراقات التي تتوخى إتلاف أو الحصول على المعلومات الحساسة، التي من شأنها أن تلحق ضررا بالسير العادي للمؤسسات الحيوية للدولة، أو نظرا للخطر الذي قد تشكله على السكان.
وطالب مشروع المرسوم جميع السلطات الرسمية بإعداد قائمة تتضمن لوائح المعلومات الحساسة، والمواقع والبنيات التحتية الاستراتيجية، ويأتي على رأس المؤسسات التي حددت قائمتها الأولى إدارة الدفاع الوطني كل المؤسسات المرتبطة بالأمن العمومي، والقطاع المالي والبنكي والصناعي، والمواقع الوزارية، والقطاع المسموع والمرئي، والمطارات والسدود وشبكات النقل، ومواقع توزيع الماء وقطاع الاتصالات، بالإضافة إلى المعلومات المتعلقة بالصحة والقضاء.
وفوض مشروع المرسوم للمديرية العامة لأمن المعلومات إعداد قواعد ومعايير السلامة، الواجب تطبيقها من طرف البنيات والمعلومات الاستراتيجية. كما كلفها بتحديد التدابير التي يتعين على الهيئات المعنية اتباعها من أجل التصريح بأي حادث معلوماتي طارئ. كما شددت استراتيجية إدارة الدفاع الوطني على ضرورة احترام المؤسسات الحيوية عند إسنادها تدبير معلوماتها الحساسة للتوجيهات الوطنية لأمن نظم المعلومات، وكذا التنظيمات أو المراجع التقنية بحماية المعلومات، كما ألزم المشروع المواقع الرسمية بإيواء معطياتها الحساسة داخل التراب الوطني.
وحثت خطة حماية الأمن المعلوماتي القطاعات الاستراتيجية على توافر الإمكانيات اللازمة لمراقبة ورصد الهجمات المعلوماتية، وتبليغ مركز اليقظة والرصد والتصدي للهجمات المعلوماتية، التابع للمديرية العامة لأمن المعلومات، بأي حادث طارئ من شأنه التأثير على الأمن أو السير العادي لنظم معلوماتها. وأوصت الخطة الهيئات بإعداد مخطط لضمان استمرارية واستئناف الأنشطة، يتضمن مجموعة من الحلول البديلة لتخفيف وقع التهديدات، وضمان السير العادي للمؤسسات، وحماية الوظائف المهمة التي تقوم بها. كما نصح المشروع المؤسسات الحيوية بتجريب مخططاتها المتعلقة بحماية أمن المعلومات بشكل منتظم من أجل تحيينه.
في السياق ذاته، أكد المشروع إشراف مديرية أمن المعلومات، التي تشرف عليها إدارة الدفاع الوطني، على إجراء فحوصات دورية لنظم معلومات البنيات التحتية ذات الأهمية الحيوية، بالإضافة إلى إعداد مخططات استمرارية الأنشطة الهادفة إلى ضمان دوامها وحماية الوظائف الحيوية من التأثيرات الناجمة عن اختلالات نظم المعلومات، وضمان تشغيلها في أقرب الآجال، مشددا على قيام المديرية بتبليغ نتائج تقرير الفحوصات للسلطة الحكومية المهنية، مع إجبار الهيئات المعنية بوضع برنامج عمل لتنفيذ التوصيات الواردة في تقارير الفحوصات.



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.