المعارضة السورية تربط مشاركتها في جنيف بأجوبة من دي ميستورا

المبعوث الدولي لم يطلب إضافة أسماء أو حذف أخرى من الوفد المعارض

طفل سوري يجلس أمام جدارية مدرسته المتضرر بآثار الرصاص في الغوطة الشرقية بريف دمشق، أمس (أ.ف.ب)
طفل سوري يجلس أمام جدارية مدرسته المتضرر بآثار الرصاص في الغوطة الشرقية بريف دمشق، أمس (أ.ف.ب)
TT

المعارضة السورية تربط مشاركتها في جنيف بأجوبة من دي ميستورا

طفل سوري يجلس أمام جدارية مدرسته المتضرر بآثار الرصاص في الغوطة الشرقية بريف دمشق، أمس (أ.ف.ب)
طفل سوري يجلس أمام جدارية مدرسته المتضرر بآثار الرصاص في الغوطة الشرقية بريف دمشق، أمس (أ.ف.ب)

وجهت الهيئة العليا للتفاوض المنبثقة عن لقاء قوى المعارضة السياسية والعسكرية في الرياض جملة من الأسئلة إلى موفد الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، الذي التقته يوم أمس الثلاثاء في العاصمة السعودية، رابطة مشاركتها بالمفاوضات المرتقبة مع وفد النظام السوري في جنيف نهاية الشهر الحالي بمضمون الأجوبة. وبعكس ما كان متوقعا لجهة إمكانية طلب المبعوث الدولي إضافة أو حذف أسماء من الوفد المعارض المفاوض، أكّد أعضاء الهيئة أنّه لم يطلب أي شيء مماثل لدى إبلاغه بإتمام عملية إعداد الوفد.
وقال رياض نعسان آغا، المتحدث باسم الهيئة، لـ«الشرق الأوسط»، أنه تم إبلاغ دي ميستورا بـ«جهوزية المعارضة لبدء التفاوض خاصة أنها انتهت من إعداد وفدها الذي سيتولى المحادثات مع النظام، لكننا وجهنا في الوقت نفسه جملة من الأسئلة حول الإجراءات الواجب اتخاذها قبل الجلوس إلى طاولة المفاوضات، وحول آلية تنفيذ عدد من البنود التي نص عليها القرار الأممي 2254، خاصة لجهة وجوب إنهاء الحصار ووقف إطلاق النار وإطلاق سراح عدد من السجناء». وشدّد آغا على أنّه «وفي حال لم تكن هناك إجابات واضحة وعملية، سيكون من الصعب تحديد موعد سريع للمفاوضات».
وبدا أعضاء الهيئة مرتاحين لعدم طلب دي ميستورا خلال لقائهم الأول به يوم أمس، إدخال أي تعديلات إلى وفد المعارضة، بعد كل ما تردد في الفترة الماضية عن ضغوط روسية تمارس لضم رئيس «الاتحاد الديمقراطي» صالح مسلم، والرئيس المشترك لـ«المجلس السوري الديمقراطي» هيثم مناع، ورئيس «الجبهة الشعبية للتحرير والتغيير» قدري جميل، إلى الوفد المعارض المفاوض. وقال آغا إن المنسق العام للهيئة رياض حجاب أبلغ دي ميستورا بجهوزية لائحة الأسماء التي تضم 15 مفاوضا من قبل المعارضة سيجلسون على الطاولة، بالإضافة إلى 15 مستشارا ووفد احتياطي، لافتا إلى أنّه لم يتم إبلاغ المبعوث الدولي بالأسماء بانتظار وصول الدعوات في 13 أو 14 من الشهر الحالي.
ومن جملة الاستفسارات التي وجهتها الهيئة لدي ميستورا، موضوع «تصنيف الإرهاب». إذ طلب حجاب أن يتم تحديد المعايير المعتمدة لإطلاق صفة «إرهابية» على مجموعة ما، «نظرا لكون موسكو تتعاطى فعليا في الميدان السوري مع معظم فصائل المعارضة على أنّها مجموعات إرهابية».
وتبع الاجتماع الأول للهيئة مع المبعوث الدولي اجتماع مسائي ثان تم بطلب منه لمتابعة المناقشات، ومحاولة إعطاء أجوبة عن الأسئلة التي تم طرحها في الاجتماع الأول.
وينتقل دي ميستورا من الرياض إلى طهران في الساعات المقبلة على أن يصل إلى العاصمة السورية يوم السبت، لاستكمال تحضيراته للمفاوضات بين النظام والمعارضة، التي حدد لها موعدا مبدئيا في الخامس والعشرين من شهر يناير (كانون الثاني) الحالي.
ونقلت وكالة «الصحافة الفرنسية» عن مصدر في الأمم المتحدة أن «دي ميستورا سيزور دمشق يوم السبت المقبل للقاء وزير الخارجية السوري وليد المعلم»، لافتا إلى أن الزيارة، التي تستمر يوما واحدا «تأتي في إطار التحضير للحوار السوري - السوري ولبحث كيفية المضي في الحل السياسي».
وأثارت الأزمة التي اندلعت أخيرا بين السعودية وإيران مخاوف من أن تلقي بثقلها على جهود السلام في سوريا. لكن السفير السعودي لدى الأمم المتحدة عبد الله المعلمي أكّد أن الأزمة مع إيران «لن يكون لها تأثير» على جهود السلام في سوريا واليمن.
وتبقي الهيئة العليا المعارضة اجتماعاتها مفتوحة بانتظار انطلاق المفاوضات في جنيف. وقد اتفق أعضاؤها خلال المباحثات المستمرة منذ الأحد، في الرياض، على «اعتماد المبادئ التي تضمنها بيان الرياض أساسًا للعملية التفاوضية، واعتبارها خطوطًا حمراء غير قابلة للتفاوض»، وتتضمن: التمسك بوحدة الأراضي السورية، والحفاظ على مؤسسات الدولة مع إعادة هيكلة وتشكيل مؤسساتها الأمنية والعسكرية، ورفض الإرهاب بكافة أشكاله، وإقامة نظام تعددي يمثل كافة أطياف الشعب السوري، دون أن يكون للرئيس السوري بشار الأسد وأركان ورموز نظامه مكان فيه أو في أي ترتيبات سياسية قادمة.
واتفق أعضاء الهيئة كذلك على ضرورة الالتزام الكامل بما ورد في المادتين (12) و(13) من قرار مجلس الأمن (2254) قبل الشروع في أي ترتيبات للعملية التفاوضية، وخاصة فيما يتعلق بفك الحصار عن المدن والمناطق المحاصرة وتمكين الوكالات الإنسانية من توصيل المساعدات إلى جميع من هم في حاجة إليها، والإفراج عن جميع المعتقلين، ووقف عمليات القصف الجوي والمدفعي والهجمات ضد المدنيين والأهداف المدنية.
وأوضح حجاب في تصريح له أن بنود بيان جنيف تمثل أسس التفاوض بشأن المرحلة الانتقالية في سوريا، خاصة بند إنشاء هيئة حكم انتقالي بصلاحيات تنفيذية، مؤكدا أن التجاوب بشأن إيجاد حل للأزمة السورية يجب ألا يكون ذريعة لاستمرار النظام وحلفائه في ارتكاب الجرائم بحق الشعب السوري.
وشدد حجاب على أن رسالة المعارضة السورية هي أنه لا مساومة على وحدة أراضي سوريا، ولا مجال لأي تدخل خارجي في تسمية وفد المعارضة للمفاوضات.
ويقوم وفد من الهيئة العليا للتفاوض برئاسة حجاب الأسبوع المقبل بجولة أوروبية يستهلها من فرنسا وألمانيا. ورد مصدر في الوفد في تصريح لـ«الشرق الأوسط» هذه الجولة لمحاولة تعزيز العلاقات الدولية للمعارضة والهيئة العليا بوجه خاص، ولتوضيح وشرح وجهة نظرها من موضوع المفاوضات والتطورات الحاصلة في سوريا.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.