تعيين القيادي في الحراك الجنوبي ناصر الخبجي محافظًا لمحافظة لحج

قوى الحراك الجنوبي ترحب بالقرار وتدعو إلى الالتفاف حوله

جنود من قوات الحكومة اليمنية على مركبة عسكرية بمحافظة مأرب شمال اليمن أمس (رويترز)
جنود من قوات الحكومة اليمنية على مركبة عسكرية بمحافظة مأرب شمال اليمن أمس (رويترز)
TT

تعيين القيادي في الحراك الجنوبي ناصر الخبجي محافظًا لمحافظة لحج

جنود من قوات الحكومة اليمنية على مركبة عسكرية بمحافظة مأرب شمال اليمن أمس (رويترز)
جنود من قوات الحكومة اليمنية على مركبة عسكرية بمحافظة مأرب شمال اليمن أمس (رويترز)

أصدر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، أول من أمس، قرارًا جمهوريًا قضى بتعيين القيادي بالحراك الجنوبي د. ناصر الخبجي محافظًا لمحافظة لحج وقوبل القرار بارتياح القوى السياسية والمدنية وأنصار الحراك الجنوبي السلمي في لحج وعموم محافظات الجنوب.
ويحظى د. ناصر الخبجي بشعبية كبيرة، وهو الرجل الأول على مستوى محافظة لحج طيلة السنوات الماضية التي تصدر فيها المشهد كقائد للحراك الجنوبي وشخصية تحض على إجماﻉ من مختلف الأطراف والمكونات، إذا المحافظ ﺍلخبجي أحد أبرز مؤسسي الحراك الجنوبي وأحد قياداته التي واكبت مختلف المتغيرات التي طرأت في مسيرة كفاح الجنوبيين ورحلة نضالهم المتطلعة إلى الخلاص من الواقع المرير والسعي نحو التغيير إلى الأفضل.
وبما أن الخبجي انبثق من أوساط الشعب ويحظى بقاعدة جماهيرية كبيرة وتأييد واسع، سيكون رقمًا صعبًا في المعادلة السياسية، وذلك سيصب في مصلحة إنجاز الكثير من المهام التي سيتكاتف الجميع حوله لإنجازها، خصوصًا والناس يرون فيه المنقذ الذي سيعينهم على تجاوز المرحلة الصعبة ومشاقها، وممثلاً عنهم بصفته قائدًا للحراك الجنوبي ومحافظ لمحافظة لحج.
واستبشر أنصار الحراك الجنوبي خيرًا بنبأ تعيين الخبجي محافظًا وامتنوا لشجاعة القرار ودقته وعبروا عن سعادتهم بذلك، فالمحافظ الجديد هو من تلمس معاناتهم وعاشها واقعًا وهو من يحمل همومهم ويعبر عن إرادتهم وأهدافهم التي ضحوا من أجلها.
وأشار عدد من أنصار الحراك الجنوبي في أحاديث متفرقة لهم مع «الشرق الأوسط»، إلى أن قرار التعيين هذا هو انتصار للحق ولأبناء الأرض وتضحياتهم فيما ذهب آخرون للقول إنه آن الأوان للإمساك بزمام المبادرة واجتثاث الفساد الذي ضرب المحافظة وإنهاء الحرمان وأشكال الانفلات الأمني وغياب الخدمات بأشكالها، حيث يرى أنصار الحراك الجنوبي في الخبجي قائدهم الملهم الذي يثقون بقدراته في ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ بالمحافظة من وضعها المزري الذي تعشيه وتعلق عليه كثيرًا من الآمال والطموحات، خصوصًا أن الجميع ملتف حوله وسند له.
ويرى مراقبون أن محافظ لحج الجديد د. ناصر الخبجي لن يستطيع انتشال المحافظة من وضعها المتردي الذي تعيشه منذ تحريرها من ميليشيا الحوثيين وقوات المخلوع صالح في مطلع أغسطس (آب) الماضي، إلا في حال التفاف الجميع حوله، وفي المقدمة المقاومة الجنوبية والقوى السياسية والسكان المحليون ومنظمات المجتمع المدني بلحج إلى جانب دعم قوات التحالف والشرعية وتقديم كل ما يلزم للمحافظة في سبيل انتشال المدينة المدمرة التي تفتقد إلى أبسط مقومات الحياة والعيش الكريم.
وأبرز الملفات والقضايا الساخنة التي تنتظر محافظ لحج الجديد هي الانفلات الأمني وانتشار التنظيمات الإرهابية في مدن المحافظة والبنية التحتية وقضية الألغام والخدمات الأساسية: المياه والكهرباء والصحة والتعلم، وملف الشهداء والجرحى وشباب المقاومة، وملف الفساد وغياب الخدمات، وعودة مؤسسات الدولة للعمل بما فيها مقار ومراكز الشرطة والأمن، وملف البناء والإعمار، وغيرها من الكثير من القضايا ذات الصلة بسكان المحافظة المغيبة.
وأوضح لـ«الشرق الأوسط» أحمد الربيزي، مدير مكتب الرئيس الجنوبي علي سالم البيض، أن تعيين الدكتور ناصر الخبجي محافظًا لمحافظة لحج من قبل الرئيس هادي، يأتي في إطار إقرار مكونات الحراك الجنوبي السماح لكوادرها بالمساندة في استعادة وبناء مؤسسات الدولة في محافظات الجنوب عامة.
وأكد الربيزي أن الدكتور الخبجي يعد واحدًا من أهم قيادات الحراك، ونعد وجوده على رأس السلطة المحلية في لحج فرصة أخرى ﻹثبات قدرة وكفاءة كوادرنا المؤهلة في تحمل مسؤولياتها التاريخية في هذه المرحلة الدقيقة.
وأشار لـ«الشرق الأوسط» إلى أن ملفات شائكة وعاجلة ستكون من أولى مهامه كمحافظ لمحافظة لحج؛ وأعني «الملف الأمني» ومحاربة الإرهابية وفرض الأمن والاستقرار وتطبيع الحياة في لحج، وكذا ملف إعادة بناء المؤسسات والمصالح الحكومية التي دمرتها الحرب العدوانية، وكذا معالجة قضايا البسط غير المشروع للأراضي والعقارات العامة والخاصة.
وقال مدير مكتب الرئيس البيض إن الحراك الجنوبي يعد مشاركة كوادره في تولي مناصب إدارية في محافظات الجنوب، مهمة وطنية كبيرة ولا تتناقض مطلقًا مع الأهداف الاستراتيجية للحراك الجنوبي الحامل للقضية الجنوبية.
والبرلماني الدكتور ناصر محمد ثابت سفيان الخبجي هو من مواليد وادي دي ردم حبيل جبر ردفان في عام 1967، تلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة الشعلة والثانوية في مدرسة الشهيد لبوزة بالحبيلين، وانتقل للسكن في عدن بالصف الثاني ثانوي والثالث ثانوي في ثانوية عثمان عبدة، وأكمل امتحان الثانوية في مدرسة الشهيد لبوزة.
أكمل الخبجي دراسته الجامعية في روسيا الاتحادية تخصص طب عام وجراحة وعمل طبيب وجراح بالمستشفى العسكري بأصهيب بمدينة التواهي بعدن، حتى اختياره من قبل قيادة الحزب الاشتراكي بردفان حبيل كممثل لها في الانتخابات النيابية، وحصل على غالبية الأصوات في الدائرة 78 بمحافظة لحج.
عمل د. الخبجي ضمن كتلة الاشتراكي بالمجلس وخرج بأول تصريحات عما يعانيه ضباط وجنود جنوبيين من ممارسات عنصرية من قبل ضباط شماليين، كان لهذه التصريحات وقعها على الشارع الجنوبي، ليكون ضمن مجموعة الداعمين لتأسيس جمعية المتقاعدين العسكريين والمبعدين قسرًا من الجنوبيين وتنفيذ أولى فعالياتها في عام 2007.
يعد د. الخبجي مناضلاً جسورًا في تيار إصلاح مسار الوحدة وضمن قيادة جمعية أبناء ردفان الخيرية الاجتماعية في عدن التي احتضنت أول لقاء للتصالح والتسامح الجنوبي في 13 يناير (كانون الثاني) 2006، وهو قيادي بارز في الحراك الجنوبي السلمي الذي انطلقت شرارته في 7 يوليو (تموز) 2007. ويعتبر د. الخبجي من أبرز مؤسسي الحراك الجنوبي، ومشاركًا في جميع فعالياته ورئيس هيئاته في محافظة لحج، احتضن في منزله معظم لقاءات قيادات الحراك الجنوبي بردفان والجنوب، رفض كل المساومات التي حاول نظام علي عبد الله صالح فرضها عليه، أصبح اليوم محافظًا للمحافظة لحج و كل مؤسساتها مدمرة وهو تحد لإعادة بناء الوطن والحفاظ على مكتسبات الثورة بعد سماح أنصار الحراك الجنوبي لقيادتهم بتولي مسؤوليات إدارة محفظاتهم.



منصة يمنية تحذر من مخاطر التوسع الحوثي في القرن الأفريقي

للشهر التاسع على التوالي يهاجم الحوثيون السفن في البحر الأحمر وخليج عدن (أ.ف.ب)
للشهر التاسع على التوالي يهاجم الحوثيون السفن في البحر الأحمر وخليج عدن (أ.ف.ب)
TT

منصة يمنية تحذر من مخاطر التوسع الحوثي في القرن الأفريقي

للشهر التاسع على التوالي يهاجم الحوثيون السفن في البحر الأحمر وخليج عدن (أ.ف.ب)
للشهر التاسع على التوالي يهاجم الحوثيون السفن في البحر الأحمر وخليج عدن (أ.ف.ب)

حذّرت منصّة يمنية متخصصة في تعقّب الجريمة المنظّمة وغسل الأموال (P.T.O.C) من مخاطر التوسع الحوثي في القرن الأفريقي، وكشفت عن بيانات تنشر لأوّل مرة عن مشروع توسع الجماعة، الذي يديره بشكل مباشر «الحرس الثوري» الإيراني، بتنسيق مع ميليشيا «حزب الله» اللبناني.

وتضمن تقرير المنصة، الذي اطلعت عليه «الشرق الأوسط»، معلومات عن خريطة التوسّع الخارجي للجماعة الحوثية بتكليف من إيران، وخريطة تهريب وتسليح الجماعة، ومفاتيح مشروع التوسّع الحوثي في القرن الأفريقي والمشرفين عليه والمنفّذين.

ابن عم زعيم الجماعة الحوثية خلال تجمع في صنعاء (أ.ف.ب)

ويتناول التقرير نشاط جماعة الحوثيين خارجياً في القرن الأفريقي، ابتداءً من تهريب الأسلحة وتجنيد الأفارقة ومعسكرات تدريبهم، واستخدامهم في الأنشطة الاستخبارية والإرهابية التوسّعية.

ووفق التقرير، أكدت محاضر سرية لاجتماعات ما يسمى «جهاز الأمن والمخابرات» التابع للحوثيين أنه جرى إسناد مسؤولية مشروع التوسّع الخارجي في القرن الأفريقي إلى القيادي عبد الواحد أبو راس، ورئيس الجهاز عبد الحكيم الخيواني، ووكيل الجهاز لقطاع العمليات الخارجية حسن الكحلاني (أبو شهيد)، والقيادي الحسن المرّاني، والقيادي أبو حيدر القحوم، بهدف تحقيق مساعي إيران في التوسّع في القارة الأفريقية والسيطرة على ممرّات الملاحة الدولية.

وأشار التقرير إلى الدور الذي يلعبه نائب وزير الخارجية في حكومة الحوثيين الانقلابية، حسين العزّي، من خلال المصادر الدبلوماسية والشخصيات التي تعمل معه في كل من إثيوبيا، وإريتريا، وجيبوتي، والسودان، وكينيا، إذ تُجرى إقامة علاقات استخباراتية وأمنية وسياسية ولوجستية مع الشخصيات والعناصر الموجودة والمقرّبة من جماعة الحوثيين في تلك الدول، والعمل على استقطاب أكبر قدر ممكن من الدبلوماسيين في السفارات اليمنية في تلك الدول.

تجهيز وتدريب

وكشفت المنصة اليمنية في تقريرها عن سعي الحوثيين لإنشاء محطات استخباراتية حسّاسة ودقيقة في كل دول القرن الأفريقي والدول المحيطة باليمن، والعمل على تجهيز وتدريب وتأهيل كوادرها في أسرع وقت ممكن؛ بهدف تفعيلها بشكل مناسب، وفي وقت مناسب، لما يحقّق أهداف ما تُسمّى «المسيرة القرآنية والمصالح المشتركة مع دول المقاومة، خصوصاً إيران، وغزة، ولبنان».

عشرات الآلاف من الأفارقة المهاجرين يصلون سنوياً إلى اليمن (الأمم المتحدة)

وأظهرت الوثائق التي أشار إليها التقرير إلى هدف الحوثيين المتمثّل في التحضير والتجهيز مع العناصر والشخصيات التي جرى إنشاء علاقة معها في أفريقيا لـ«إنجاز أعمال وتحرّكات ونشاط في البحر الأحمر ودول القرن الأفريقي لمساندة الحوثيين في حال ما تعرّضوا لأي ضغوط سياسية أو دبلوماسية دولية خارجية».

واحتوى التقرير على أسماء القيادات المسؤولة عن هذا الملف، ابتداءً من المشرف في «الحرس الثوري» الإيراني المدعو أبو مهدي، وانتهاءً بمالك أصغر قارب تهريب للأسلحة في البحر الأحمر، إضافة إلى علاقة تنظيم «الشباب المجاهدين» الصومالي بجماعة الحوثيين والأفارقة ومافيا تجنيد الأفارقة وتهريبهم من وإلى اليمن، في واحدة من أخطر جرائم الاتجار بالبشر والجريمة المنظّمة.

ويؤكد تقرير منصّة تعقّب الجريمة المنظّمة وغسل الأموال (P.T.O.C) أن جماعة الحوثيين قامت باستقطاب وتجنيد كثير من العناصر الأفريقية من جنسيات مختلفة، خصوصاً عقب اجتياح صنعاء ومحافظات عدّة في سبتمبر (أيلول) 2014، إذ جرى إخضاعهم لدورات ثقافية وعسكرية، وتوزيعهم على جبهات القتال (تعز - الساحل الغربي - مأرب - الحدود)، وأرجع البعض إلى دولهم لغرض التوسّع في أفريقيا.

تعنت الحوثيين أدى إلى تعطيل مسار السلام في اليمن (أ.ب)

كما استقطبت الجماعة - وفق المنصة - كثيراً من الشخصيات والرموز الأفارقة المؤثّرين (قبيلة العفر - الأورومو - أوجادين) بين أوساط الجاليات الأفريقية في صنعاء (الصومالية - الإثيوبية - الإريترية) والاعتماد عليهم في الحشد والاستقطاب من اللاجئين الأفارقة الموجودين في صنعاء، وكذلك من يجري استقطابهم من مناطقهم بالقرن الأفريقي، والتنسيق لهم للوصول إلى صنعاء.

أبو راس والكحلاني

وذكرت المنصة اليمنية في تقريرها أن مسؤول ملف التوسّع الخارجي والقرن الأفريقي في الجماعة الحوثية هو عبد الواحد ناجي محمد أبو راس، واسمه الحركي «أبو حسين»، وهو من مواليد محافظة الجوف اليمنية، إذ تولّى هذا الملف بتوصية مباشرة من قبل قيادات إيرانية سياسية عليا وقيادات في «الحرس الثوري» الإيراني.

ومن أبرز الملفات التي يعمل عليها أبو راس، وفق التقرير، التنسيق مع عناصر «الحرس الثوري» الإيراني، وقيادة الحركة الحوثية للعمل الميداني، كما أنه المسؤول المباشر عن تأمين وإدخال وتهريب عناصر «الحرس الثوري» الإيراني و«حزب الله» من وإلى اليمن.

وتوارى أبو راس - وفق التقرير - عن الأنظار منذ عدة أعوام، ولكنه كان المكلّف السري بأخطر الملفات السياسية والاستخباراتية لدى جماعة الحوثي، إذ كُلّف بمهام وكيل الشؤون الخارجية في جهاز الأمن والمخابرات الحوثي، حتى تعيين المدعو حسن الكحلاني بالمنصب نفسه، وترقية أبو راس لتولي ملف التوسّع الخارجي والقرن الأفريقي، بتوصية واتفاق مباشر بين عبد الملك الحوثي وقيادة «الحرس الثوري» الإيراني.

الحوثيون يطمحون إلى التحول إلى لاعب دولي ضمن المحور الذي تقوده إيران في المنطقة (أ.ب)

وإلى جانب أبو راس يأتي القيادي حسن أحمد الكحلاني، المُعين في منصب وكيل قطاع العمليات الخارجية في جهاز الأمن والمخابرات التابع للحوثيين، والمعروف بكنيته «أبو شهيد»، وهو من مواليد 1984 في محافظة حجة، ويُعد من القيادات الحوثية الأمنية البارزة؛ إذ نشأ في بيئة حوثية بين صعدة وصنعاء، والتحق بالجماعة في سن مبكّرة.

ويشير التقرير إلى أن الكحلاني كان من خلية صنعاء الإرهابية التي نفّذت عدّة تفجيرات واغتيالات عقب مقتل مؤسّس الجماعة حسين الحوثي في 2004، كما كان من القيادات التي تولت دخول صنعاء في سبتمبر (أيلول) 2014، وتولّى قيادة المجموعة التي أصدرت توجيهاً بمنع طائرة أمريكية من الإقلاع من مطار صنعاء، بحجة تفتيشها قبل المغادرة. وعقب هذا الحادث، جرى اغتيال والده في أكتوبر (تشرين الأول) 2014 على أيدي مسلّحين مجهولين يستقلون دراجة نارية في صنعاء.

ويعمل حسن الكحلاني حالياً - وفق المنصة - تحت إشراف عبد الواحد أبو راس، ويعرف ارتباطه الوثيق بـ«الحرس الثوري» الإيراني، ويحاول عبر هذه العلاقة فرض نفسه باعتباره الرجل الأول في جهاز الأمن والمخابرات الحوثي، الأمر الذي يعكس حالة من الصراع بينه وبين عبد الحكيم الخيواني رئيس الجهاز.

قيادات في ملف التوسع

يشير تقرير المنصة اليمنية إلى القيادي الحوثي أدهم حميد عبد الله العفاري (أبو خليل) ويذكر أنه المختص في ملف الجاليات الأفريقية الموجودة في اليمن، خصوصاً في صنعاء، إذ كُلّف بمهام التواصل المستمر والتنسيق برؤساء الجاليات (إثيوبية- صومالية - إريترية - سودانية - جيبوتية).

عناصر حوثيون في صنعاء خلال تجمع حاشد دعا له زعيمهم (أ.ف.ب)

كما يعمل العفاري على حشد العناصر الأفريقية وإلحاقهم بالدورات العسكرية والثقافية، وبعدها يجري توزيعهم على جبهات (الساحل الغربي - مأرب - الحدود - تعز)، وفي مهام استخباراتية داخل بلدانهم.

وإلى ذلك يعد العفاري، المسؤول عن التنسيق مع النقاط الأمنية التابعة للحوثيين لإدخال العناصر الأفريقية إلى مناطق الحوثيين، ويتولى أيضاً مهام أخرى، أبرزها صرف المخصّصات المالية للعناصر الأفريقية.

أما الشخص الرابع المسؤول عن ملف التوسّع الخارجي الحوثي إلى القرن الأفريقي فهو أسامة حسن أحمد المأخذي، واسمه الحركي (أبو شهيد)، وهو - وفق التقرير - أحد العناصر الحوثية العاملة في جهاز الأمن والمخابرات، وملف المسار الأفريقي، وتتلخّص مهمته في التنسيق مع الشخصيات الأفريقية المؤثّرة في كل من (الصومال - إثيوبيا - إريتريا - جيبوتي - السودان) من أجل حشدهم لتدريبهم وتأهيلهم، وإلحاقهم بصفوف ميليشيا الحوثي، بصفتهم مقاتلين وعاملين في الدول القادمين منها، وبصفتهم عناصر استخباراتية، تقوم بمهام مختلفة، منها نشر الفكر الحوثي، والقيام بالعمليات الاستخباراتية، وتهريب الأسلحة، والاتجار بالبشر، ونقل المخدرات عبر البحر من وإلى القرن الأفريقي واليمن.

الجماعة الحوثية متهمة بتجنيد اللاجئين الأفارقة بالترغيب والترهيب (الأمم المتحدة)

إلى ذلك أورد التقرير أسماء 16 شخصية أفريقية، هم أبرز المتعاونين مع الجماعة الحوثية للتوسع في القرن الأفريقي، يتصدرهم، تاجو شريف، وهو مسؤول عن الجالية الإثيوبية في صنعاء، والتحق بدورات ثقافية حوثية، ويعمل على استقطاب وتجنيد عناصر أفريقية لصالح العمل العسكري والاستخباراتي الحوثي.

ويرى التقرير في توصياته أن التوسع الحوثي في القرن الأفريقي يمثل تهديداً كبيراً يستدعي تحركاً دولياً وإقليمياً عاجلاً، من خلال خطة رادعة متكاملة توقف التوسع والنشاط الخارجي بشكل كامل، وبما يعزز الاستقرار والأمن في المنطقة.