الهجرة والإرهاب و«داعش» علامات بارزة في 2015https://aawsat.com/home/article/528936/%D8%A7%D9%84%D9%87%D8%AC%D8%B1%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B1%D9%87%D8%A7%D8%A8-%D9%88%C2%AB%D8%AF%D8%A7%D8%B9%D8%B4%C2%BB-%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%85%D8%A7%D8%AA-%D8%A8%D8%A7%D8%B1%D8%B2%D8%A9-%D9%81%D9%8A-2015
جثمان الطفل إيلان كردي على أحد الشواطئ التركية.. وهي الصورة التي صدمت العالم وأثارت الكثير من مشاعر الحزن والغضب في العديد من الدول، وجسدت المأساة الإنسانية بكل رعبها وتفاصيلها (أ.ف.ب)
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
الهجرة والإرهاب و«داعش» علامات بارزة في 2015
جثمان الطفل إيلان كردي على أحد الشواطئ التركية.. وهي الصورة التي صدمت العالم وأثارت الكثير من مشاعر الحزن والغضب في العديد من الدول، وجسدت المأساة الإنسانية بكل رعبها وتفاصيلها (أ.ف.ب)
نودع عام 2015 الذي شهد أزمات وأعاصير سياسية، كانت امتدادا لأعوام سبقت منذ ما يسمى بثورات الربيع العربي، التي خلفت آثارا كبيرة ما زالت باقية حتى الآن وقد تمتد إلى أعوام مقبلة.
كما شهد عام 2015 أيضا مجموعة من الأحداث البارزة، أهمها التغيرات في السعودية بتولي خادم الحرمين الشريفين مقاليد الحكم، وما تبعه من أحداث وتغيرات، أهمها قيادة السعودية للتحالف العربي الإسلامي في اليمن، الذي تمكن من إعادة الشرعية لهذا البلد بعودة حكومته ورئيسه عبد ربه منصور هادي إلى عدن، بعد انقلاب على السلطة قادته جماعة الحوثي وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح. واختتم العام بتحالف آخر تقوده السعودية، أيضا، مع عشرات الدول الإسلامية لمحاربة الإرهاب، تلك الآفة التي تشعبت جذورها وامتدت في عدد من دول العالم.
وترصد «الشرق الأوسط» أحداث العام في سلسة من الملفات تمتد لعدة أيام لرصد تلك الأحداث بالصورة والقلم والتحليل. ومن سمات العام.. أزمة اللاجئين أو المهاجرين التي شكلت بكل تداعياتها السياسية والاقتصادية والإنسانية الحدث الأبرز الذي فرض نفسه في عام 2015 ولا يزال. حتى إن الدول الأوروبية التي اعتقدت أنها بمنأى عن هذا المد البشري، وجدت نفسها في قلب العاصفة. وقد أعلنت الأمم المتحدة، ومنظمة الهجرة الدولية، قبل أيام، أن مليون مهاجر وصلوا إلى أوروبا في عام 2015، وهو رقم قياسي منذ الحرب العالمية الثانية، مشيرتان إلى أن سيل المهاجرين تراجع بشكل ملحوظ منذ شهر الذروة في أكتوبر (تشرين الأول). ومن بين المهاجرين الذين عبروا المتوسط في اتجاه أوروبا «كان شخص من أصل اثنين هذه السنة؛ أي نصف مليون، من السوريين الفارين من الحرب في بلادهم». وشكل الأفغان 20 في المائة من الوافدين، والعراقيون 7 في المائة.
وشهد العام تمدد تنظيم داعش ليضرب انتحاريوه مدن عدة عربية في تونس ومصر والسعودية والكويت، ومدن غربية مثل باريس وغيرها.
الحوثيون ينفذون عملية اجتثاث لأفراد وضباط الشرطة في صنعاءhttps://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/5095674-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%88%D8%AB%D9%8A%D9%88%D9%86-%D9%8A%D9%86%D9%81%D8%B0%D9%88%D9%86-%D8%B9%D9%85%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D8%AC%D8%AA%D8%AB%D8%A7%D8%AB-%D9%84%D8%A3%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%AF-%D9%88%D8%B6%D8%A8%D8%A7%D8%B7-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D8%B7%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%B5%D9%86%D8%B9%D8%A7%D8%A1
الحوثيون ينفذون عملية اجتثاث لأفراد وضباط الشرطة في صنعاء
انقلابيو اليمن يسعون إلى إيجاد جهاز شرطة ذي ولاء طائفي (إعلام محلي)
ضمن ما سمّته الجماعة الحوثية «الاستعدادات لمواجهة إسرائيل»، نفذت الجماعة الحوثية عبر وزارة الداخلية في حكومتها الانقلابية التي لا يعترف بها أحد، عملية اجتثاث شاملة لضباط وأفراد الشرطة في العاصمة المختطفة صنعاء، كما استحدثت مواقع عسكرية وسط التجمعات السكانية في مناطق التماس مع القوات الحكومية.
وذكر أربعة من منتسبي الشرطة في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أنهم فوجئوا مساء الخميس بإرسال عبد الكريم الحوثي، عم زعيم الجماعة والمعين وزيراً للداخلية، طواقم جديدة بدلاً عنهم إلى كل أقسام الشرطة في جنوب المدينة وغربها، والتي توجد بها معظم السفارات والمجمع الرئاسي ومعسكرات الصواريخ ومخازن الأسلحة.
ووفق هذه الرواية، طُلب من الطواقم القديمة التي تضم ضباطاً وصف ضباط وأفراداً في أقسام الشرطة وقيادة المنطقة، تسليم ما بحوزتهم من عُهد ومغادرة هذه الأقسام إلى منازلهم دون أي تفسير أو التزام بالقواعد المتعارف عليها عند نقل أو إعادة توزيع الضباط والأفراد، حيث يتم إعادة توزيعهم على مرافق أخرى وليس إبعادهم عن العمل بشكل كلي.
وأكدت المصادر أن الحوثيين لا يثقون بمنتسبي الشرطة السابقين رغم عملهم مع الجماعة طوال السنوات العشر الماضية وتحت إدارتهم، وأن قادة الجماعة عمدوا طوال السنوات الماضية إلى تعيين مشرفين من سلالة الحوثي للإشراف على أعمال كل الجهات الأمنية، كما أنهم حالياً يخشون أن يكرر عناصر الشرطة الحاليون تجربة انهيار قوات النظام السوري وقيامهم بتسليم مواقعهم للقوات الحكومية حال تقرر مهاجمة مناطق سيطرة الجماعة الحوثية.
انعدام الثقة
وطبقاً لهذه الرواية، فإن الحوثيين، بعد هذه السنين، باتوا على يقين بأن منتسبي وزارة الداخلية في مرحلة ما قبل اجتياح صنعاء لا يزال ولاؤهم للحكومة، وأنهم يمكن أن يشكلوا نواة لاستسلام منتسبي الأمن للقوات الحكومية.
وتوقعت المصادر أن تمتد عملية الاجتثاث التي نفذها الحوثيون في صنعاء إلى بقية المحافظات، وبالذات تلك الواقعة على خطوط التماس مع مناطق سيطرة الجانب الحكومي.
وبينت المصادر أن عم زعيم الحوثيين (عبد الكريم الحوثي)، وابن مؤسس الجماعة الذي يشغل منصب وكيل وزارة الداخلية لقطاع الأمن والاستخبارات (علي حسين الحوثي)، استعانا في عملية الإحلال بأبناء قتلى الجماعة الذين سموهم «أبناء الشهداء»، وينحدر معظمهم من محافظة صعدة؛ معقلهم الرئيس في شمال البلاد، ومن محافظتي ذمار وصنعاء، وبآخرين ممن ينتمون لسلالة الحوثي والذين أُلحقوا بقوام الوزارة ومُنحوا رتباً أمنية منذ ما بعد الانقلاب على الحكومة الشرعية.
وتم توزيع العناصر الجدد - بحسب المصادر - مع ضباط غير معروفين مُنحوا رتباً من قبل وزير داخلية الجماعة، على أقسام الشرطة والمناطق الأمنية في القطاع الجنوبي لصنعاء بصورة مفاجئة.
وذكرت المصادر أن العملية سوف تعمم على بقية المناطق الأمنية في صنعاء، باعتبار العناصر الجدد محل ثقة الجماعة بحكم انتمائهم الطائفي، وتم إخضاعهم لدورات فكرية مكثفة طوال السنوات الماضية، في حين أن العاملين في أجهزة الشرطة كانوا ينتمون لجميع محافظات البلاد، وليس لهم أي ولاء طائفي.
دروع بشرية
وأفادت مصادر محلية يمنية بأن الجماعة الحوثية دفعت بتعزيزات كبيرة من مقاتليها إلى منطقة العود على حدود محافظة الضالع (جنوباً) الخاضعة لسيطرة الحكومة مع محافظة إبّ الخاضعة لسيطرة الجماعة.
وأكدت المصادر أن الجماعة استحدثت، لأول مرة منذ سنوات، مواقع عسكرية وسط المزارع وبين التجمعات السكنية، ضمن استعدادها لمواجهة ما تزعم أنه هجوم محتمل لإسقاط حكمها على غرار ما حدث في سوريا.
وبينت المصادر أن نشر الحوثيين مسلحيهم من المجندين الجدد في تلك المناطق قيّد حركة الساكنين، كما جعلهم دروعاً بشرية في حال وقوع مواجهة مع القوات الحكومية، وخاصة أن جبهة محافظة الضالع من الجبهات النشطة عسكرياً، وشهدت طوال عامي الهدنة خروقات متتالية من جانب الحوثيين.
من جهتها، أفادت مصادر حكومية لـ«الشرق الأوسط» بأن الجماعة تعيش هذه الأيام أوضاعاً سياسية وعسكرية صعبة بعد الضربات التي تعرض لها المحور الإيراني في لبنان وسوريا؛ إذ تتوقع أن تتعرض لهجوم واسع خلال فترة لا تزيد على شهرين.
وتخشى الجماعة - بحسب المصادر - من انهيار داخلي حال مضت إسرائيل في تنفيذ تهديدها باستهداف رؤوس كبيرة في قيادتها؛ ولهذا تتعامل بريبة مع أي شخص لا ينتمي لسلالتها أو طائفتها، وهو ما جعلها تقدم على عملية اجتثاث أفراد الشرطة وإرسالهم إلى المنازل.