التمويل متناهي الصغر يواجه تحديات في الشرق الأوسط

أبرزها المخاطر الخارجية والأمن والمديونية

التمويل متناهي الصغر يواجه تحديات في الشرق الأوسط
TT

التمويل متناهي الصغر يواجه تحديات في الشرق الأوسط

التمويل متناهي الصغر يواجه تحديات في الشرق الأوسط

توصل تقرير جديد صادر عن مؤسسة التمويل الدولية، عضو مجموعة البنك الدولي، إلى أن المخاطر الخارجية والمخاوف الأمنية وزيادة المديونية تمثل أخطر التحديات التي تواجه قطاع التمويل الأصغر في العالم العربي.
وأكد التقرير، الذي صدر بالتعاون مع شبكة سنابل للتمويل الأصغر في الدول العربية، أن التغلب على هذه المشكلات سيساهم في تعزيز القطاع وتنميته. وقد حقق التمويل متناهي الصغر معدل نمو أبطأ بكثير في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على مدار السنوات السبع الماضية، مقارنة بأجزاء أخرى من العالم النامي.
ووصل عدد المقترضين الصغار في العالم العربي 2.97 مليون شخص في عام 2013 بمحفظة قيمتها 1.7 مليار دولار، مقارنة بـ2.74 مليون شخص، و1.26 مليار دولار في عام 2008.
و«خلال العقد الماضي، انتقل نشاط التمويل متناهي الصغر من أزمة إلى أخرى ما بين مشكلات الصناعة وعدم الاستقرار السياسي المرتبط بثورات الربيع العربي»، وفقًا للتقرير الذي أشار إلى أن عملية إدارة المخاطر أصبحت أمرًا حيويًا للتمويل متناهي الصغر.
وصرحت سحر الطيبي، المدير التنفيذي لشبكة سنابل للتمويل متناهي الصغر في الدول العربية، بأن «التمويل الأصغر يمكن أن يمثل أداة فاعلة في تعزيز النمو الاقتصادي، وتحسين مستوى معيشة السكان في البلدان النامية».
ويضم التقرير، الذي يحمل عنوان «أصوات: تقييم للمخاطر المحتملة التي تواجه قطاع التمويل الأصغر في العالم العربي» تقييمًا للأطراف الفاعلة في الصناعة، بما في ذلك الجهات المعنية بتقديم الخدمات المالية والجهات المانحة والجهات الرقابية في عشرة بلدان عربية. وأشار التقرير إلى أن المخاطر الخارجية والتحديات الأمنية والركود الاقتصادي تمثل أخطر المشكلات التي تواجه صناعة التمويل الأصغر، بالإضافة إلى مخاطر أخرى تتعلق بزيادة مديونية الجهات المقترضة، وتعيين العمالة وموظفي القروض، وضراوة المنافسة والتدخل السياسي.
وأشار 68 في المائة من المقترضين الصغار المستطلعة آراؤهم في التقرير، إلى أن المخاطر الخارجية تقلقهم، مثل الركود الاقتصادي العالمي. وصرح 65 في المائة منهم بأن عدم وجود الأمن يمثل خطرًا على أعمالهم، بينما اختار 61 في المائة منهم «الإفراط في الاستدانة» بوصفه مسببًا للخطر، بينما كان أهون المخاطر من وجهة نظر المبحوثين هو أسعار الفائدة.
وصرح محمد خالد، مسؤول مشروعات التمويل الأصغر بمؤسسة التمويل الدولية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بأن «تحديد ومواجهة معوقات نمو هذا القطاع سيساعدنا على إتاحة التمويل لأصحاب المشروعات الصغيرة، وكذلك مساعدة الأسر منخفضة الدخل على زيادة دخلها ومعاونتها على مواجهة الفقر وتعزيز الرخاء المشترك».
الجدير بالذكر أن مصر والمغرب يسيطران وحدهما على 73 في المائة من عدد المقترضين و49 في المائة من حجم التمويل متناهي الصغر في العالم العربي، وتتفوق مصر في عدد المقترضين، حيث تستحوذ وحدها على 38 في المائة من حصة العالم العربي، لكن المغرب يتقدم من حيث حجم التمويل، حيث يبلغ حصته 33 في المائة، مقابل 16 في المائة للمصريين.
* الوحدة الاقتصادية لـ«الشرق الأوسط»



الأسواق المالية العربية تشهد تحسُّناً... تزامناً مع تنصيب ترمب

متعامل سعودي يراقب سوق الأسهم عبر شاشات في الرياض (رويترز)
متعامل سعودي يراقب سوق الأسهم عبر شاشات في الرياض (رويترز)
TT

الأسواق المالية العربية تشهد تحسُّناً... تزامناً مع تنصيب ترمب

متعامل سعودي يراقب سوق الأسهم عبر شاشات في الرياض (رويترز)
متعامل سعودي يراقب سوق الأسهم عبر شاشات في الرياض (رويترز)

تفاعلت معظم الأسواق المالية العربية إيجاباً مع تنصيب الرئيس الأميركي دونالد ترمب لولاية جديدة، رغم تخوف بعض الدول من التعريفات الجمركية التي ينوي رئيس البيت الأبيض فرضها، والتي يتوقع أن تؤثر على مسار التجارة العالمية والأسعار.

وقد تقاطع تنصيب ترمب مع بدء هدنة بين إسرائيل و«حماس»، والتي يتوقع أن يكون لها وقعها الإيجابي على الأسواق.

وأكد مختصون لـ«الشرق الأوسط» أن هدوء التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط يسهم في تعزيز الاستقرار الاقتصادي في الأسواق العربية. وبناءً على هذه العوامل، يتوقعون تحسناً ملحوظاً بأداء الأسواق في المنطقة، وخاصة الخليجية، خلال الفترة القادمة؛ مما يعزز التفاؤل بالنمو الاقتصادي المستقبلي.

تعزيز سلاسل الإمداد

وقال الرئيس الأول لإدارة الأصول في «أرباح كابيتال»، محمد الفراج، إن التوقعات الدولية تُشير إلى تحسن ملحوظ في الاقتصاد العالمي بعد تنصيب ترمب.

وأرجع الفراج، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، هذا التحسن إلى عدة عوامل رئيسة، أبرزها الاستقرار السياسي المتزايد، وتعزيز سلاسل الإمداد، فضلاً عن السياسات المالية والنقدية الداعمة التي اتبعتها الإدارة الأميركية الجديدة.

ومن المتوقع أن يكون للرفع التدريجي للرسوم على الواردات إلى الولايات المتحدة، تأثيرات كبيرة على سوق العمل والتضخم، وفق الفراج. وهو ما سيخلق بيئة اقتصادية أكثر استقراراً ونمواً في الأسواق العربية، خاصة الخليجية، وعلى رأسها السوق المالية السعودية (تداول).

نمو الشركات

من ناحيته، أكد المختص الاقتصادي والأكاديمي في جامعة الملك عبد العزيز، الدكتور سالم باعجاجة لـ«الشرق الأوسط»، أن تنصيب الرئيس الأميركي دونالد ترمب سيؤدي إلى تحقيق الأسواق الأميركية مكاسب كبيرة، بسبب سياساته المحفزة لنمو الشركات. وسيؤثر ذلك إيجاباً على الأسواق المالية بشكل عام، وخاصة الخليجية.

كما ساهم هدوء التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، بالإضافة إلى اتفاق غزة وتبادل الأسرى، في تعزيز الاستقرار الاقتصادي في الأسواق العربية، بحسب باعجاجة.

متداولون يراقبون الشاشات التي تعرض معلومات الأسهم في بورصة قطر بالدوحة (رويترز)

أداء الأسواق العربية

وأغلقت معظم أسواق الأسهم في المنطقة العربية والخليجية على ارتفاع بنسب متفاوتة، يوم الاثنين.

وأنهت سوق الأسهم السعودية الرئيسة (تاسي)، جلسة يوم الاثنين على زيادة بنسبة تقارب 0.40 في المائة، عند 12379 نقطة، لتلامس أعلى مستوياتها منذ 8 مايو (أيار) الماضي، بقيادة سهم «أكوا باور» الذي صعد 4.4 في المائة. وقد ثبت سهم «أرامكو»، الأثقل وزناً على المؤشر، عند 28.15 ريال دون تغيير.

وربح المؤشر القطري 0.40 في المائة ليغلق عند 10508 نقطة، بدعم من سهم شركة «صناعات قطر» للبتروكيميائيات الذي زاد 2.2 في المائة، في حين صعد مؤشر بورصة الكويت بنسبة 0.53 في المائة. وارتفعت سوق أبوظبي للأوراق المالية 0.08 في المائة.

أما مؤشر سوق دبي الرئيسة، فقد تراجع 0.30 في المائة، بعدما انخفض سهم شركة «سالك لرسوم التعرفة المرورية» 2.9 في المائة. كما نزل مؤشر بورصة البحرين 0.08 في المائة.

وخارج منطقة الخليج، خسر مؤشر الأسهم القيادية في مصر 0.37 في المائة، مع هبوط سهم البنك التجاري الدولي 0.9 في المائة. كما انخفض مؤشر بورصة الدار البيضاء 0.33 في المائة. في المقابل، سجل مؤشر بورصة مسقط ارتفاعاً طفيفاً بلغ 0.03 في المائة.