ميلادينوف بحث مع «حماس» قضايا الحصار والمصالحة والتهدئة

المبعوث الدولي التقى قادتها ولم يحقق تقدمًا في أي اتجاه

إسماعيل هنية يلوح لجمهور حماس الذي احتفل بالذكرى 28 لتأسيسها (أ.ب)
إسماعيل هنية يلوح لجمهور حماس الذي احتفل بالذكرى 28 لتأسيسها (أ.ب)
TT

ميلادينوف بحث مع «حماس» قضايا الحصار والمصالحة والتهدئة

إسماعيل هنية يلوح لجمهور حماس الذي احتفل بالذكرى 28 لتأسيسها (أ.ب)
إسماعيل هنية يلوح لجمهور حماس الذي احتفل بالذكرى 28 لتأسيسها (أ.ب)

أنهى المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، نيكولاي ميلادينوف، زيارة سريعة إلى قطاع غزة، أمس، التقى خلالها مسؤولين من حركة حماس، وبحث مسائل متعلقة بالحصار والتهدئة والمصالحة مع السلطة الفلسطينية.
وكان ميلادينوف وصل إلى غزة عبر معبر بيت حانون «إيرز»، في زيارة هي الرابعة للقطاع، خلال نحو 8 أشهر، رافقه فيها 3 مسؤولين.
والتقى مبعوث عملية السلام مسؤولين في الـ«أونروا»، للاطلاع على صورة الأوضاع في غزة، قبل أن يلتقي مسؤولين من «حماس»، لكنه لم يلتق، كما كان مقررا، أيا من وزراء حكومة التوافق الوطني الذين كان غالبيتهم خارج القطاع.
وأكدت مصادر فلسطينية مطلعة، أن ميلادينوف عقد لقاءً مع مجموعة من قيادات حماس، منهم خليل الحية وزياد الظاظا وغازي حمد. وقالت إن اللقاء بحث في أفكار كان طرحها ميلادينوف سابقا، حول قضايا تتعلق بالمصالحة الفلسطينية، وخصوصا الأزمة العالقة بشأن دمج الموظفين وقضية الهدنة مع إسرائيل.
وبحسب المصادر المقربة من قيادة حماس، فإن ميلادينوف طرح الأفكار عينها، التي تتعلق بدمج مجموعة كبيرة من الموظفين، والاستغناء عن آخرين بتوفير مشاريع صغيرة لهم، في مقابل تسليم حركة حماس الحكم بشكل كامل للسلطة الفلسطينية وحكومة التوافق، بما في ذلك المعابر كاملةً.
وأشارت المصادر، إلى أن الحركة ترفض وتصر على أن يتم استيعاب جميع الموظفين، وإيجاد حلول عادلة لدمجهم ضمن السلطة الفلسطينية. مبينةً أن السلطة الفلسطينية هي الأخرى تشترط استيعاب مجموعة قليلة من الموظفين البالغ عددهم نحو 50 ألفا، على أن يتم إيجاد جهة تمول رواتبهم، وأنها غير مستعدة لدفع أي أموال من موازنتها لأولئك الموظفين.
ولفتت إلى أن قيادة حماس أبلغت ميلادينوف، أنه لا يمكن القبول بحلول جزئية في أي من ملفات المصالحة وخصوصا الموظفين، وأنهم مستعدون لبحث أي حلول تضمن حقوق موظفيهم، وأن تكون قائمة على الشراكة وليس على الإقصاء.
وتشير المصادر إلى أن ميلادينوف طرح قضية الهدنة مع إسرائيل وما يمكن أن يتم التوصل إليه من اتفاق بهذا الشأن، مبينةً أن المبعوث الأممي، لا يمتلك أي طرح حقيقي أو أي مبادرة إسرائيلية بهذا الشأن، لكنه حاول استيضاح موقف الحركة حول الهدنة أو التهدئة. مشيرةً إلى أن قيادة حماس أبلغته أنه لا هدنة من دون فتح المعابر بشكل كامل، وإلغاء قوائم الممنوعات على البضائع التي تدخل للفلسطينيين، وإنجاز ملف إعادة الإعمار في القطاع، ومن ثم الشروع بمفاوضات بشأن الميناء وغيره من المطالب الفلسطينية التي تتعلق بحقوقهم الثابتة.
وتُعد هذه الزيارة الرابعة لميلادينوف إلى قطاع غزة، حيث كان زار المنطقة أكثر من قبل، والتقى قيادات في حركة حماس سرًا وعلانية، لبحث الملفات سالفة الذكر. ولم تحدث أي لقاءات أجراها مع حماس أي تقدم في أي من الأفكار المطروحة، في ظل تعنت الحركة من جهة والسلطة من جهة أخرى، بشأن الملف الفلسطيني الداخلي، وعدم التعامل الإسرائيلي بجدية مع أي اتفاق بشأن عقد هدنة مع الحركة التي تسيطر على القطاع.
ويرى مراقبون أن حركة حماس تأمل في تحرك أكثر في ملف الهدنة مع إسرائيل، للخروج من عنق الزجاجة، مشيرين إلى أن الرسائل غير المباشرة التي تحاول إرسالها للإسرائيليين من خلال تصريحات قياداتها، وحتى إثارة ملف الجنود الذين تقول إنها أسرتهم منذ الحرب، يشير إلى أنها بحاجة ماسة لتحريك الملف، وعقد اتفاق مع إسرائيل يخرجها من العزلة التي تعيشها.



أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
TT

أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)

قدَّم تقرير أممي حديث عن أوضاع التعليم في مديرية رازح اليمنية التابعة لمحافظة صعدة؛ حيثُ المعقل الرئيسي للحوثيين شمالي اليمن، صورة بائسة حول الوضع الذي يعيش فيه مئات من الطلاب وهم يقاومون من أجل الاستمرار في التعليم، من دون مبانٍ ولا تجهيزات مدرسية، بينما يستخدم الحوثيون كل عائدات الدولة لخدمة قادتهم ومقاتليهم.

ففي أعماق الجبال المرتفعة في المديرية، لا يزال الأطفال في المجتمعات الصغيرة يواجهون التأثير طويل الأمد للصراعات المتكررة في المحافظة، والتي بدأت منتصف عام 2004 بإعلان الحوثيين التمرد على السلطة المركزية؛ إذ استمر حتى عام 2010، ومن بعده فجَّروا الحرب الأخيرة التي لا تزال قائمة حتى الآن.

الطلاب اليمنيون يساعدون أسرهم في المزارع وجلب المياه من بعيد (الأمم المتحدة)

وفي المنطقة التي لا يمكن الوصول إليها إلا من خلال رحلة برية تستغرق ما يقرب من 7 ساعات من مدينة صعدة (مركز المحافظة)، تظل عمليات تسليم المساعدات والوصول إلى الخدمات الأساسية محدودة، وفقاً لتقرير حديث وزعته منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)؛ إذ بينت المنظمة فيه كيف يتحمل الأطفال بشكل خاص وطأة الفرص التعليمية المحدودة، والمرافق المدرسية المدمرة.

مدرسة من دون سقف

وأورد التقرير الأممي مدرسة «الهادي» في رازح باعتبارها «مثالاً صارخاً» لتلك الأوضاع، والتي لا تزال تخدم مئات الطلاب على الرغم من الدمار الذي تعرضت له أثناء المواجهات بين القوات الحكومية والحوثيين، أثناء التمرد على السلطة المركزية؛ حيث تُركت هياكل خرسانية من دون سقف أو جدران.

ويؤكد مدير المدرسة -وفق تقرير «اليونيسيف»- أنها منذ أن أصيبت ظلت على هذه الحال، من ذلك الوقت وحتى الآن. ويقول إنهم كانوا يأملون أن يتم بناء هذه المدرسة من أجل مستقبل أفضل للطلاب، ولكن دون جدوى؛ مشيراً إلى أن بعض الطلاب تركوا الدراسة أو توقفوا عن التعليم تماماً.

مدرسة دُمّرت قبل 15 سنة أثناء تمرد الحوثيين على السلطة المركزية (الأمم المتحدة)

ويجلس الطلاب على أرضيات خرسانية من دون طاولات أو كراسي أو حتى سبورة، ويؤدون الامتحانات على الأرض التي غالباً ما تكون مبللة بالمطر. كما تتدلى الأعمدة المكسورة والأسلاك المكشوفة على الهيكل الهش، مما يثير مخاوف من الانهيار.

وينقل التقرير عن أحد الطلاب في الصف الثامن قوله إنهم معرضون للشمس والبرد والمطر، والأوساخ والحجارة في كل مكان.

ويشرح الطالب كيف أنه عندما تسقط الأمطار الغزيرة يتوقفون عن الدراسة. ويذكر أن والديه يشعران بالقلق عليه حتى يعود إلى المنزل، خشية سقوط أحد الأعمدة في المدرسة.

ويقع هذا التجمع السكاني في منطقة جبلية في حي مركز مديرية رازح أقصى غربي محافظة صعدة، ولديه مصادر محدودة لكسب الرزق؛ حيث تعمل أغلب الأسر القريبة من المدرسة في الزراعة أو الرعي. والأطفال -بمن فيهم الطلاب- يشاركون عائلاتهم العمل، أو يقضون ساعات في جلب المياه من بعيد، بسبب نقص مصادر المياه الآمنة والمستدامة القريبة، وهو ما يشكل عبئاً إضافياً على الطلاب.

تأثير عميق

حسب التقرير الأممي، فإنه على الرغم من التحديات والمخاوف المتعلقة بالسلامة، يأتي نحو 500 طالب إلى المدرسة كل يوم، ويحافظون على رغبتهم القوية في الدراسة، في حين حاول الآباء وأفراد المجتمع تحسين ظروف المدرسة، بإضافة كتل خرسانية في أحد الفصول الدراسية، ومع ذلك، فإن الدمار هائل لدرجة أن هناك حاجة إلى دعم أكثر شمولاً، لتجديد بيئة التعلم وإنشاء مساحة مواتية وآمنة.

واحد من كل 4 أطفال يمنيين في سن التعليم خارج المدرسة (الأمم المتحدة)

ويشير تقرير «يونيسيف»، إلى أن للصراع وانهيار أنظمة التعليم تأثيراً عميقاً على بيئة التعلم للأطفال في اليمن؛ حيث تضررت 2426 مدرسة جزئياً أو كلياً، أو لم تعد تعمل، مع وجود واحد من كل أربعة طلاب في سن التعليم لا يذهبون إلى المدرسة، كما يضطر الذين يستطيعون الذهاب للمدرسة إلى التعامل مع المرافق غير المجهزة والمعلمين المثقلين بالأعباء، والذين غالباً لا يتلقون رواتبهم بشكل منتظم.

وتدعم المنظمة الأممية إعادة تأهيل وبناء 891 مدرسة في مختلف أنحاء اليمن، كما تقدم حوافز لأكثر من 39 ألف معلم لمواصلة تقديم التعليم الجيد، ونبهت إلى أنه من أجل ترميم أو بناء بيئة مدرسية أكثر أماناً للأطفال، هناك حاجة إلى مزيد من الموارد.