المناظرة الجمهورية تحدد المرشح المحتمل لخوض سباق الرئاسة الأميركية اليوم

الجمهوريون يعتبرون ترشح ترامب «كابوسا»

مرشحا الحزب الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترامب وجيب بوش خلال أول مناظرة تلفزيونية في كليفلاند بأوهايو (أ.ب)
مرشحا الحزب الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترامب وجيب بوش خلال أول مناظرة تلفزيونية في كليفلاند بأوهايو (أ.ب)
TT

المناظرة الجمهورية تحدد المرشح المحتمل لخوض سباق الرئاسة الأميركية اليوم

مرشحا الحزب الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترامب وجيب بوش خلال أول مناظرة تلفزيونية في كليفلاند بأوهايو (أ.ب)
مرشحا الحزب الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترامب وجيب بوش خلال أول مناظرة تلفزيونية في كليفلاند بأوهايو (أ.ب)

تشهد مدينة لاس فيغاس اليوم المناظرة التلفزيونية الخامسة والأخيرة للعام الحالي، بين مرشحي الحزب الجمهوري، وسط توقعات بأن يتم التركيز على سياسات مكافحة الإرهاب والتطرف وقضايا الأمن القومي.
وتجذب هذه المناظرة اهتماما كبيرا، باعتبارها تسبق الانتخابات الحزبية الجمهورية التي تجري في ولاية أيوا بعد سبعة أسابيع، ويبحث الحزب الجمهوري عن مرشح قادر على التفوق على هيلاري كلينتون المرشحة المحتملة للحزب الجمهوري في السباق الرئاسي لعام 2016.
ويستمر المرشح دونالد ترامب في بؤرة الاهتمام، بعد تصريحاته المعادية للمسلمين، التي أثارت جدلا واسعا وانتقادات كبيرة، مما جعل هذا المناظرة بمثابة فرصة للحياة أو الموت بالنسبة لطموحات ترامب.
ورغم مجيء ترامب في مقدمة استطلاعات الرأي على المستوى الوطني وعلى مستوى استطلاعات الحزبية في ولاية نيو هامشير بفارق كبير عن منافسيه من الحزب الجمهوري، فإن كثيرا من المحللين لا يتوقعون أن يفوز ترامب بترشيح الحزب.
ويتقدم ترامب استطلاعات الرأي على الصعيد الوطني بنسبة 27 في المائة (متقدما بنحو أربع نقاط منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، يليه تيد كروز بنسبة 22 في المائة (متفوقا بـ12 نقطة منذ الاستطلاع الماضي في أكتوبر)، وماركو روبيو 15 في المائة (متفوقا بأربع نقاط)، وبن كارسون عند 11 في المائة (متراجعا 18 نقطة)، وجيب بوش بنسبة 7 في المائة (متراجعا نقطة واحدة).
بينما أظهر استطلاع آخر لشبك «بلومبرغ» تقدم السيناتور تيد كروز بنسبة 31 في المائة، يليه ترامب بنسبة 21 في المائة، والمرشح الجمهوري بن كارسون عند 13 في المائة، سيناتور ولاية فلوريدا ماركو روبيو عند 10 في المائة.
ويتزايد اهتمام الجمهوريين بالسيناتور عن ولاية تكساس تيد كروز، الذي استطاع التقدم إلى المركز الأول في استطلاعات الرأي في ولاية أيوا، والمركز الثاني على المستوي الوطني مستفيدا من تراجع المرشح الجمهوري بن كارسون. ويرى المحللون أن كروز يشغل تهديدا خطيرا لكل من ترامب وماركو روبيو.
وتتزايد سخونة المناقشات داخل الحزب الجمهوري حول المرشح المحتمل لخوض سباق الرئاسية لعام 2016، ويقول الخبراء إن سيناريو فوز ترامب بالترشيح سيكون كابوسا للحزب، حيث تظهر استطلاع رأي لصحيفة «وول ستريت» أن هيلاري كلينتون المرشحة المحتملة للحزب الديمقراطي ستتفوق على كل من ترامب وكروز، لكنها قد تخسر أمام ماركو روبيو أو بن كارسون.
وربما يكون ما أثاره ترامب من تصريحات لمنع المسلمين من دخول الولايات المتحدة والانتقادات التي وجهت له قد دفع من حظوظ تيد كروز، الذي ينظر له باعتباره المرشح الأكثر اعتدالا مقارنة بترامب.
ولا يتوقع المحللون طروحات جديدة من المرشحين فيما يتعلق بالبرامج أو الأفكار التي عرضها المرشحون في المناظرات السابقة، لكن سياسات مكافحة الإرهاب، وكيفية هزيمة تنظيم داعش، وسياسات الدفاع والأمن القومي قد تتصدر النقاشات.
وتدور المناظرة التي تنظمها شبكة «سي إن إن»، على قسمين، القسم الأول يجري بين تسعة مرشحين يتصدرهم دونالد ترامب وفقا لاستطلاعات الرأي الأميركية، يليه كروز وروبيو وكارسون وبوش، وفي أدنى الاستطلاعات كل من كريس كريستي وجون كاشيك ومارلي فيورينا وراند بول.
أما القسم الثاني فيدور النقاش بين أربعة مرشحين آخرين، الذين يشغلون أدنى المراتب في الاستطلاعات، وهم مايك هاكيبي وليندسي غراهام وريك سانتورك وجورج باتاكي.



بولوارتي تضع البيرو في مواجهة مع حكومات المنطقة

رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
TT

بولوارتي تضع البيرو في مواجهة مع حكومات المنطقة

رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)

بعد التدهور الأخير في الأوضاع الأمنية التي تشهدها البيرو، بسبب الأزمة السياسية العميقة التي نشأت عن عزل الرئيس السابق بيدرو كاستيو، وانسداد الأفق أمام انفراج قريب بعد أن تحولت العاصمة ليما إلى ساحة صدامات واسعة بين القوى الأمنية والجيش من جهة، وأنصار الرئيس السابق المدعومين من الطلاب من جهة أخرى، يبدو أن الحكومات اليسارية والتقدمية في المنطقة قررت فتح باب المواجهة السياسية المباشرة مع حكومة رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي، التي تصرّ على عدم تقديم موعد الانتخابات العامة، وتوجيه الاتهام للمتظاهرين بأنهم يستهدفون قلب النظام والسيطرة على الحكم بالقوة.
وبدا ذلك واضحاً في الانتقادات الشديدة التي تعرّضت لها البيرو خلال القمة الأخيرة لمجموعة بلدان أميركا اللاتينية والكاريبي، التي انعقدت هذا الأسبوع في العاصمة الأرجنتينية بوينوس آيريس، حيث شنّ رؤساء المكسيك والأرجنتين وكولومبيا وبوليفيا هجوماً مباشراً على حكومة البيرو وإجراءات القمع التي تتخذها منذ أكثر من شهر ضد المتظاهرين السلميين، والتي أدت حتى الآن إلى وقوع ما يزيد عن 50 قتيلاً ومئات الجرحى، خصوصاً في المقاطعات الجنوبية التي تسكنها غالبية من السكان الأصليين المؤيدين للرئيس السابق.
وكان أعنف هذه الانتقادات تلك التي صدرت عن رئيس تشيلي غابرييل بوريتش، البالغ من العمر 36 عاماً، والتي تسببت في أزمة بين البلدين مفتوحة على احتمالات تصعيدية مقلقة، نظراً لما يحفل به التاريخ المشترك بين البلدين المتجاورين من أزمات أدت إلى صراعات دموية وحروب دامت سنوات.
كان بوريتش قد أشار في كلمته أمام القمة إلى «أن دول المنطقة لا يمكن أن تدير وجهها حيال ما يحصل في جمهورية البيرو الشقيقة، تحت رئاسة ديما بولوارتي، حيث يخرج المواطنون في مظاهرات سلمية للمطالبة بما هو حق لهم ويتعرّضون لرصاص القوى التي يفترض أن تؤمن الحماية لهم».
وتوقّف الرئيس التشيلي طويلاً في كلمته عند ما وصفه بالتصرفات الفاضحة وغير المقبولة التي قامت بها الأجهزة الأمنية عندما اقتحمت حرم جامعة سان ماركوس في العاصمة ليما، مذكّراً بالأحداث المماثلة التي شهدتها بلاده إبّان ديكتاتورية الجنرال أوغوستو بينوتشي، التي قضت على آلاف المعارضين السياسيين خلال العقود الثلاثة الأخيرة من القرن الماضي.
وبعد أن عرض بوريتش استعداد بلاده لمواكبة حوار شامل بين أطياف الأزمة في البيرو بهدف التوصل إلى اتفاق يضمن الحكم الديمقراطي واحترام حقوق الإنسان، قال «نطالب اليوم، بالحزم نفسه الذي دعمنا به دائماً العمليات الدستورية في المنطقة، بضرورة تغيير مسار العمل السياسي في البيرو، لأن حصيلة القمع والعنف إلى اليوم لم تعد مقبولة بالنسبة إلى الذين يدافعون عن حقوق الإنسان والديمقراطية، والذين لا شك عندي في أنهم يشكلون الأغلبية الساحقة في هذه القمة».
تجدر الإشارة إلى أن تشيلي في خضمّ عملية واسعة لوضع دستور جديد، بعد أن رفض المواطنون بغالبية 62 في المائة النص الدستوري الذي عرض للاستفتاء مطلع سبتمبر (أيلول) الفائت.
كان رؤساء المكسيك وكولومبيا والأرجنتين وبوليفيا قد وجهوا انتقادات أيضاً لحكومة البيرو على القمع الواسع الذي واجهت به المتظاهرين، وطالبوها بفتح قنوات الحوار سريعاً مع المحتجين وعدم التعرّض لهم بالقوة.
وفي ردّها على الرئيس التشيلي، اتهمت وزيرة خارجية البيرو آنا سيسيليا جيرفاسي «الذين يحرّفون سرديّات الأحداث بشكل لا يتطابق مع الوقائع الموضوعية»، بأنهم يصطادون في الماء العكر. وناشدت المشاركين في القمة احترام مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى، والامتناع عن التحريض الآيديولوجي، وقالت «يؤسفني أن بعض الحكومات، ومنها لبلدان قريبة جداً، لم تقف بجانب البيرو في هذه الأزمة السياسية العصيبة، بل فضّلت تبدية التقارب العقائدي على دعم سيادة القانون والنصوص الدستورية». وأضافت جيرفاسي: «من المهين القول الكاذب إن الحكومة أمرت باستخدام القوة لقمع المتظاهرين»، وأكدت التزام حكومتها بصون القيم والمبادئ الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وسيادة القانون، رافضة أي تدخّل في شؤون بلادها الداخلية، ومؤكدة أن الحكومة ماضية في خطتها لإجراء الانتخابات في الموعد المحدد، ليتمكن المواطنون من اختيار مصيرهم بحرية.
ويرى المراقبون في المنطقة أن هذه التصريحات التي صدرت عن رئيس تشيلي ليست سوى بداية لعملية تطويق إقليمية حول الحكومة الجديدة في البيرو بعد عزل الرئيس السابق، تقوم بها الحكومات اليسارية التي أصبحت تشكّل أغلبية واضحة في منطقة أميركا اللاتينية، والتي تعززت بشكل كبير بعد وصول لويس إينياسيو لولا إلى رئاسة البرازيل، وما تعرّض له في الأيام الأخيرة المنصرمة من هجمات عنيفة قام بها أنصار الرئيس السابق جاير بولسونارو ضد مباني المؤسسات الرئيسية في العاصمة برازيليا.