مقتل العشرات من مسلحي «داعش» بقصف البيشمركة والتحالف الدولي

التنظيم يوزع زوجات قتلاه على عناصره في الموصل

مقتل العشرات من مسلحي «داعش» بقصف البيشمركة والتحالف الدولي
TT

مقتل العشرات من مسلحي «داعش» بقصف البيشمركة والتحالف الدولي

مقتل العشرات من مسلحي «داعش» بقصف البيشمركة والتحالف الدولي

قُتل أمس العشرات من مسلحي تنظيم داعش في غارات للتحالف الدولي وقصف لقوات البيشمركة استهدف مواقع التنظيم في جنوب وشرق الموصل، بينما قتل 13 مسلحا إثر تجدد المعارك بين عشيرة الجبور ومسلحي «داعش» في قضاء القيارة جنوب الموصل.
وقال سعيد مموزيني، مسؤول إعلام الفرع الرابع عشر للحزب الديمقراطي الكردستاني في الموصل: «أسفرت المعارك بين عشيرة الجبور ومسلحي تنظيم داعش في ناحية القيارة عن مقتل 13 مسلحا، بينما أعدم التنظيم رميا بالرصاص ستة شبان في الموصل بسبب معارضتهم له، وفي الوقت ذاته أعدم 18 مسلحا من مسلحيه الذين فقدوا أيديهم وأرجلهم أثناء المعارك»، مشيرا إلى أن تنظيم داعش «فجر 12 منزلا في حي السكر (شمال شرقي الموصل) تعود لمواطنين تركوا المدينة العام الماضي، بينما وزع التنظيم أمس 300 امرأة من زوجات مسلحيه القتلى على عناصره».
وتزامنا مع الأحداث التي شهدتها الموصل قصفت قوات البيشمركة أمس مواقع التنظيم شرق المدينة بالمدفعية وقذائف الهاون، وبين مموزيني أن القصف «استهدف بشكل مكثف مواقع (داعش) في منطقة معمل الإسفلت في ناحية بعشيقة شرق الموصل، مما أسفر عن مقتل أكثر من ستة مسلحين من التنظيم وإحراق عجلتين مدرعتين من عجلاته وتدمير الموقع بالكامل».
وكشف مصدر في قوات البيشمركة في محور مخمور والكوير أن طائرات التحالف الدولي وبالتنسيق مع قوات البيشمركة «شنت غارات متتالية على مواقع تنظيم داعش داخل قرية سلطان عبد الله (شمال غرب) قضاء مخمور، وبحسب المعلومات الواردة إلينا أسفر القصف عن مقتل أكثر من عشرة مسلحين وإصابة عدد آخر منهم».
بدوره قال غياث سورجي، مسؤول إعلام مركز تنظيمات الاتحاد الوطني الكردستاني في الموصل، إن طائرات التحالف الدولي قصفت أمس مواقع تنظيم داعش في قرية بيرحلان (شرق الموصل)، وأسفر القصف عن مقتل سبعة مسلحين من التنظيم وإصابة ثلاثة آخرين وتدمير آليتين فيما استهدفت غارات جوية أخرى تجمعا لمسلحي «داعش» في محور الخازر (شرق الموصل)، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل تسعة مسلحين من التنظيم وإحراق جرافة ومجموعة من العجلات العسكرية.



أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
TT

أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)

قدَّم تقرير أممي حديث عن أوضاع التعليم في مديرية رازح اليمنية التابعة لمحافظة صعدة؛ حيثُ المعقل الرئيسي للحوثيين شمالي اليمن، صورة بائسة حول الوضع الذي يعيش فيه مئات من الطلاب وهم يقاومون من أجل الاستمرار في التعليم، من دون مبانٍ ولا تجهيزات مدرسية، بينما يستخدم الحوثيون كل عائدات الدولة لخدمة قادتهم ومقاتليهم.

ففي أعماق الجبال المرتفعة في المديرية، لا يزال الأطفال في المجتمعات الصغيرة يواجهون التأثير طويل الأمد للصراعات المتكررة في المحافظة، والتي بدأت منتصف عام 2004 بإعلان الحوثيين التمرد على السلطة المركزية؛ إذ استمر حتى عام 2010، ومن بعده فجَّروا الحرب الأخيرة التي لا تزال قائمة حتى الآن.

الطلاب اليمنيون يساعدون أسرهم في المزارع وجلب المياه من بعيد (الأمم المتحدة)

وفي المنطقة التي لا يمكن الوصول إليها إلا من خلال رحلة برية تستغرق ما يقرب من 7 ساعات من مدينة صعدة (مركز المحافظة)، تظل عمليات تسليم المساعدات والوصول إلى الخدمات الأساسية محدودة، وفقاً لتقرير حديث وزعته منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)؛ إذ بينت المنظمة فيه كيف يتحمل الأطفال بشكل خاص وطأة الفرص التعليمية المحدودة، والمرافق المدرسية المدمرة.

مدرسة من دون سقف

وأورد التقرير الأممي مدرسة «الهادي» في رازح باعتبارها «مثالاً صارخاً» لتلك الأوضاع، والتي لا تزال تخدم مئات الطلاب على الرغم من الدمار الذي تعرضت له أثناء المواجهات بين القوات الحكومية والحوثيين، أثناء التمرد على السلطة المركزية؛ حيث تُركت هياكل خرسانية من دون سقف أو جدران.

ويؤكد مدير المدرسة -وفق تقرير «اليونيسيف»- أنها منذ أن أصيبت ظلت على هذه الحال، من ذلك الوقت وحتى الآن. ويقول إنهم كانوا يأملون أن يتم بناء هذه المدرسة من أجل مستقبل أفضل للطلاب، ولكن دون جدوى؛ مشيراً إلى أن بعض الطلاب تركوا الدراسة أو توقفوا عن التعليم تماماً.

مدرسة دُمّرت قبل 15 سنة أثناء تمرد الحوثيين على السلطة المركزية (الأمم المتحدة)

ويجلس الطلاب على أرضيات خرسانية من دون طاولات أو كراسي أو حتى سبورة، ويؤدون الامتحانات على الأرض التي غالباً ما تكون مبللة بالمطر. كما تتدلى الأعمدة المكسورة والأسلاك المكشوفة على الهيكل الهش، مما يثير مخاوف من الانهيار.

وينقل التقرير عن أحد الطلاب في الصف الثامن قوله إنهم معرضون للشمس والبرد والمطر، والأوساخ والحجارة في كل مكان.

ويشرح الطالب كيف أنه عندما تسقط الأمطار الغزيرة يتوقفون عن الدراسة. ويذكر أن والديه يشعران بالقلق عليه حتى يعود إلى المنزل، خشية سقوط أحد الأعمدة في المدرسة.

ويقع هذا التجمع السكاني في منطقة جبلية في حي مركز مديرية رازح أقصى غربي محافظة صعدة، ولديه مصادر محدودة لكسب الرزق؛ حيث تعمل أغلب الأسر القريبة من المدرسة في الزراعة أو الرعي. والأطفال -بمن فيهم الطلاب- يشاركون عائلاتهم العمل، أو يقضون ساعات في جلب المياه من بعيد، بسبب نقص مصادر المياه الآمنة والمستدامة القريبة، وهو ما يشكل عبئاً إضافياً على الطلاب.

تأثير عميق

حسب التقرير الأممي، فإنه على الرغم من التحديات والمخاوف المتعلقة بالسلامة، يأتي نحو 500 طالب إلى المدرسة كل يوم، ويحافظون على رغبتهم القوية في الدراسة، في حين حاول الآباء وأفراد المجتمع تحسين ظروف المدرسة، بإضافة كتل خرسانية في أحد الفصول الدراسية، ومع ذلك، فإن الدمار هائل لدرجة أن هناك حاجة إلى دعم أكثر شمولاً، لتجديد بيئة التعلم وإنشاء مساحة مواتية وآمنة.

واحد من كل 4 أطفال يمنيين في سن التعليم خارج المدرسة (الأمم المتحدة)

ويشير تقرير «يونيسيف»، إلى أن للصراع وانهيار أنظمة التعليم تأثيراً عميقاً على بيئة التعلم للأطفال في اليمن؛ حيث تضررت 2426 مدرسة جزئياً أو كلياً، أو لم تعد تعمل، مع وجود واحد من كل أربعة طلاب في سن التعليم لا يذهبون إلى المدرسة، كما يضطر الذين يستطيعون الذهاب للمدرسة إلى التعامل مع المرافق غير المجهزة والمعلمين المثقلين بالأعباء، والذين غالباً لا يتلقون رواتبهم بشكل منتظم.

وتدعم المنظمة الأممية إعادة تأهيل وبناء 891 مدرسة في مختلف أنحاء اليمن، كما تقدم حوافز لأكثر من 39 ألف معلم لمواصلة تقديم التعليم الجيد، ونبهت إلى أنه من أجل ترميم أو بناء بيئة مدرسية أكثر أماناً للأطفال، هناك حاجة إلى مزيد من الموارد.