واشنطن: نجري محادثات مع دول عربية وخليجية لتشكيل قوة محاربة «داعش»

وزير الدفاع الأميركي تحدث مع 40 دولة للانضمام للتحالف

وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر يصافح السيناتور الجمهوري جون ماكين أثناء وصوله إلى جلسة مساءلة حول سياسة أميركا ضد داعش بواشنطن أمس (أ.ف.ب)
وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر يصافح السيناتور الجمهوري جون ماكين أثناء وصوله إلى جلسة مساءلة حول سياسة أميركا ضد داعش بواشنطن أمس (أ.ف.ب)
TT

واشنطن: نجري محادثات مع دول عربية وخليجية لتشكيل قوة محاربة «داعش»

وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر يصافح السيناتور الجمهوري جون ماكين أثناء وصوله إلى جلسة مساءلة حول سياسة أميركا ضد داعش بواشنطن أمس (أ.ف.ب)
وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر يصافح السيناتور الجمهوري جون ماكين أثناء وصوله إلى جلسة مساءلة حول سياسة أميركا ضد داعش بواشنطن أمس (أ.ف.ب)

أكد وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر، أمس، إجراء محادثات مكثفة بين الولايات المتحدة والدول الأوروبية والدول العربية والخليجية لتشجيعها على الانخراط بشكل أكبر في جهود مكافحة تنظيم داعش.
وأشار كارتر إلى أنه قام خلال الأسبوع الماضي، بإجراء اتصالات مع نظرائه من 40 دولة لحثهم على المشاركة بشكل أكبر في الحملة ضد «داعش» وزيادة مساهمتهم في الحرب ضد التنظيم.
وقال وزير الدفاع في جلسة استماع للجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ حول الاستراتيجية الأميركية لمحاربة «داعش» إن «الرئيس الأميركي باراك أوباما أعطى أوامره بتكثيف الحملة العسكرية ضد التنظيم قبل وقوع هجمات باريس، وتم تحقيق الكثير من التقدم في استعادة الأراضي من سيطرة «داعش» وتنفيذ ضربات جوية استهدفت ضرب البنية التحتية لـ«داعش» وقطع خطوط التمويل وملاحقة وقتل أكثر من 100 من قادة «داعش».
وشدد كارتر على أهمية مشاركة المجتمع الدولي في تصعيد القتال ضد التنظيم، داعيا تركيا إلى مراقبة حدودها التي يسهل اختراقها مع سوريا. وطالب روسيا بتركيز ضرباتها على «داعش» وليس مقاتلي المعارضة السورية. وأشاد بمشاركة السعودية ودول الخليج في الحملة الجوية ضد «داعش» منذ بدايتها، مشيرًا إلى انشغال السعودية بالحرب في اليمن.
وخلال شهادة كارتر أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، خرجت تصريحات لرئيس هيئة الأركان المشتركة خلال زيارته للبحرين، الجنرال جوزيف دانفورد، أكد فيها أن «دولاً أخرى عرضت إرسال قوات عمليات خاصة للمشاركة في مكافحة تنظيم «داعش».
وقال الجنرال دانفورد للصحافيين: «قوات عمليات خاصة من دول أخرى قد تنضم إلى الحملة لمكافحة التنظيم المتشدد، وعلى الرغم من أنني لا يمكن إعطاء تفاصيل لأننا ما زلنا في طور المناقشة معهم، فإن لدينا عددًا من الدول التي نعمل معها في الوقت الحاضر لتقدم قوات علميات خاصة في سوريا والعراق».
وشهدت الجلسة التي استمرت لأكثر من ثلاث ساعات هجومًا من السيناتور جون ماكين رئيس اللجنة على استراتيجية الإدارة الأميركية في مكافحة تنظيم داعش، وقال: «لا نطالب الرئيس أوباما بإرسال قوات برية لكن علينا تعزيز حضورنا بشكل فعال مع القوات المحلية الموجودة على الأرض».
وطالب ماكين من وزير الدفاع الأميركي بتوضيح الجدول الزمني للبنتاغون لاستعادة الموصل والرقة من تنظيم داعش، مشيرا إلى أن القضاء على «داعش» لا يمكن أن يتحقق دون استرجاع الرقة.
وتجنب كارتر الالتزام بتوقيت أو جدول زمني، وقال: «هذا يتوقف على القوات العراقية ونعمل على تسليح وتمكين القوات السورية ونعمل مع الأكراد لتحرير مدينة الرقة». وأوضح كارتر أن واشنطن تساند حكومة رئيس الوزراء العراقي حيدر البغدادي، مشيرا إلى استعداد بلاده لإرسال مستشارين وطائرات هليكوبتر هجومية لمساعدة الحكومة العراقية والجيش العراقي في استعادة مدينة الرمادي من تنظيم «داعش».
ومد الجيش العراقي بقدرات فريدة لمساعدته في إنجاز مهمة استعادة الرمادي، وقال كارتر: «الولايات المتحدة مستعدة لمساعدة الجيش العراقي بقدرات فريدة من نوعها ومساعدتهم على إنهاء هذه المهمة، بما في ذلك تقديم المروحيات الهجومية والمستشارين المرافقين».
واعترض السيناتور ماكين على عدم توضيح الجدول الزمني لاستعادة الموصل والرقة، متهمًا وزير الدفاع بعدم امتلاك استراتيجية لاستعادة الرقة والموصل.
وسأل السيناتور ماكين وزير الدفاع حول تصريحات الجنرال جوزيف دانفورد بأنه لم يتم احتواء «داعش»، واعترف كارتر بأن «الجهود العسكرية لم تتمكن من احتواء التنظيم»، فسأله: «كيف إذن نقتنع بأننا نتقدم في مكافحة (داعش)، نحن لا نربح هذه الحرب والوقت ليس في صالحنا»، فأجاب كارتر: «إننا نبني زخما ضد تنظيم داعش، ونضع مزيدًا من الضغوط».
وكرر السيناتور ماكين المطالبة بوضع قوات برية أميركية كبيرة لمحاربة تنظيم داعش في العراق وسوريا، واعترض وزير الدفاع، مشيرا إلى أن ذلك سيؤدي إلى نتائج عكسية قائلا: «هذا سيؤدي إلى معركة الحرب، وسيؤدي إلى رد فعل عنيف».
وفي أسئلة للسيناتور جون ماكين والسيناتور دونالي رئيس اللجنة حول تفاصيل المحادثات مع الدول الأوروبية والعربية لحثهم على تكثيف الحملات ضد «داعش»، قال كارتر: «كان لي أحاديث مطولة مع نظرائي من 40 دولة عربية وأوروبية، وركزت على الدور المتفرد للدول العربية السنية في جهود مكافحة تنظيم داعش، وهم قلقون من دور إيران على أرض المعركة ونحن أيضًا لدينا قلق من الدور الإيراني، وأوضحنا أننا نرحب بالعمل مع الشركاء».
وأشاد وزير الدفاع الأميركي بجهود الدول الخليجية وكل من السعودية والمملكة الأردنية الهاشمية، مشيرًا إلى أنه أجرى محادثات مع قادة الدول الخليجية خلال قمة كامب ديفيد في مايو (أيار) الماضي، حول تشكيل قوة سنية عربية لمكافحة (داعش)».
وأوضح كارتر أن «الدول الأوروبية عرضت تقديم إمكانات عسكرية لكن الوضع الاقتصادي الأوروبي ليس جيدًا».
وفي أسئلة لأعضاء اللجنة حول العملية السياسية للأزمة السورية ومدى التزام إدارة الرئيس أوباما برحيل الرئيس السوري بشار الأسد ضمن العملية السياسية، قال كارتر: «ما يقوم به وزير الخارجية جون كيري، هو هندسة رحيل الأسد عن الحكم بطريقة تقبلها كل الأطراف وتنفيذ رحيل الأسد»، مضيفا: «في الوقت نفسه الحفاظ على مؤسسات الدولة لأننا نحتاج أن يكون هناك حكومة سورية شاملة يمكنها مكافحة تنظيم داعش»، وأكد كارتر أن «الرئيس أوباما ملتزم بعملية سياسية يرحل فيها بشار الأسد عن السلطة».



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.