غالبًا ما تؤدي الكوارث الطبيعية كالزلازل والزوابع والفيضانات، إلى تشريد عدد هائل من الناس. وغالبًا ما تقام المخيمات لهم خلال عمليات الإنقاذ. لكن تلك المخيمات تفتقد إلى الكهرباء ومصادر الطاقة الأخرى. وإثر ذلك، تتفاقم الحالة النفسية والصحية مع انعدام النور. كما يهدد اختفاء ومصادر الطاقة الأخرى بانتشار الأمراض بين سكان المخيمات. ولهذا السبب، ابتكر الطلاب الفرنسيون بالونات تطير فوق مخيمات السكن المؤقتة لتزودهم بالطاقة البديلة الضرورية لتحسين حياتهم المنكوبة شيئا ما.
ويعود ابتكار «بالونات الكهرباء» إلى طلبة مختبرات القسم التقني في العاصمة الفرنسية باريس بالتعاون مع المعهد الفرنسي لتطوير تقنيات الطاقة البديلة. وأطلق الطلبة على ابتكارهم اسم «زفير»، ويقولون إنهم استوحوا الفكرة من الطيارات الورقية والبالونات التي يلعب بها الأطفال.
ويعتبر إنتاج الطاقة البديلة، من بالونات ترتفع بخفة الهيدروجين، طفرة بيئية وإنسانية أثناء إغاثة منكوبي الكوارث الطبيعية. لأنها بعكس المولدات الكهربائية الكبيرة لا تعمل بالديزل، ولا تؤدي لتلوث البيئة.
وبحسب التقرير الصحافي الذي وزعه الطلبة على الإعلام، تتألف محطة «زفير» من جزءين، الأول، هو بالون كبير تم تغليفه بمادة هي مزيج من النحاس والإيديوم والغاليوم والسيلينويد، يمتص أشعة الشمس. أما الثاني، فهو عبارة عن محطة أرضية تحول الطاقة الحرارية المكتسبة من البالون إلى كهرباء وحرارة.. إلخ. وتتضمن المحطة الأرضية على كومبيوتر ينظم العملية بين الأراضي والبالون، ويحسب الظروف المناخية مثل سرعة الريح ودرجة الرطوبة. كما يعتبر الكومبيوتر مصدر اتصال لسكان المخيم مع العالم الخارجي.
ولرفع البالون للتحليق في الجو، كان على الطلبة ملؤه بكمية كبيرة من غاز ما، إلا أنهم لجئوا لاستخدام 9 لترات من الماء فيه لتوفير الغاز في المناطق المنكوبة. وحولوا الماء بواسطة عملية تحليل كهربائية إلى هيدروجين وأكسجين استطاعت رفع البالون إلى الأعلى. ويمتد من البالون سلك إلى المحطة الأرضية يضمن استمرار عملية تحليل الماء كهربائية، ويوصل الطاقة الناتجة إلى الأرض.
ويرتفع البالون 50 مترًا عن الأرض. ويمكن لكل بالون أن يزود 15 خيمة كبيرة بالكهرباء على مدار الساعة، وهذا يعني أن رفع عدد من البالونات المماثلة فوق المخيم يعد بإيصال الطاقة البديلة إلى كامل المنطقة المنكوبة. وزوده الطلبة البالونات بتقنية مستوحاة من زهور دوار الشمس تجعل البالون يواجه الشمس دائمًا.
ونال الابتكار جائزة باريس للعلوم الفنية التقنية وجائزة شيرنغ أوارد 2030، ويبحث الطلبة الآن عن شركاء في مجال ديناميكيا الهواء، وفي مجال التحليل المائي، وفي مجال الطاقة البديلة. كما يتوقعون أن يتم إنتاج البالونات الأولى في منتصف العام 2016. علمًا أن التجارب أجريت حتى الآن على نموذج أول أنتجه الطلبة في مختبرات القسم التقني في باريس.
ابتكار «زفير» يزود المناطق المنكوبة بالكهرباء.. من البالونات
طلاب فرنسيون يستوحون فكرة الاختراع من الطائرات الورقية
ابتكار «زفير» يزود المناطق المنكوبة بالكهرباء.. من البالونات
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة