أفضل خيارات التقنية لعام 2015

«ويندوز 10» وهواتف وساعات ذكية ونظم الواقع الافتراضي

كاميرا ديكسو وان و ساعة ابل الذكية و «اكازون أيكو» و «غوغل اون هاب» و نظام سامسونغ غير للواقع الافتراضي
كاميرا ديكسو وان و ساعة ابل الذكية و «اكازون أيكو» و «غوغل اون هاب» و نظام سامسونغ غير للواقع الافتراضي
TT

أفضل خيارات التقنية لعام 2015

كاميرا ديكسو وان و ساعة ابل الذكية و «اكازون أيكو» و «غوغل اون هاب» و نظام سامسونغ غير للواقع الافتراضي
كاميرا ديكسو وان و ساعة ابل الذكية و «اكازون أيكو» و «غوغل اون هاب» و نظام سامسونغ غير للواقع الافتراضي

هذا العام أصبحت الهواتف الذكية أفضل كثيرا، مع البرمجيات التي أحدثت ثورة في نظم الحوسبة التقليدية، كما كان هناك تقدم في البحث الصوتي، والبث الحي، والتقنيات الملبوسة، والواقع الافتراضي. وإليكم المنتجات التي كان لها تأثير إيجابي على المستهلكين في الولايات المتحدة.

هواتف ونظم تشغيل

- «آيفون 6 إس/ 6 إس بلس» لا يزال الآيفون هو الهاتف المعياري الذي تقاس إليه الهواتف الأخرى. ويوفر آيفون 6 إس وشقيقه العملاق آيفون 6 إس بلس الكاميرات الفائقة التي تتيح لك تصوير مقاطع الفيديو بدقة 4كيه، أو التقاط الصور الحية، والتي يتم فيها تسجيل الفيديو لثانية ونصف الثانية قبل وبعد التقاط الصورة الثابتة.
والميزة المتطورة الأخرى هي اللمس ثلاثي الأبعاد، وهي ميزة جديدة تتمحور حول شاشة ذات حساسية للضغط.
كما يستخدم الآيفون الجديد أحدث نظام تشغيل للهواتف (آي أو إس9) والذي يضم مجموعة من التغييرات البسيطة ولكنها جدا مفيدة. ويبدأ سعر هاتف الآيفون 6 إس من 649 دولارا، ويبلغ سعر هاتف آيفون 6 إس بلس 749 دولارا.
- «غوغل نيكزس 6 بي» يبلغ سعره 499 دولارا لسعة 32 غيغابايت، و549 دولارا لسعة 64 غيغابايت أو 649 دولارا لسعة 128 غيغابايت. وهو منتج بالشراكة مع شركة هواوي الصينية. والهاتف يتميز بسرعته، وكاميرته الفائقة، وهو أحد الأجهزة التي تدعم خدمة بروجيكت فاي، وهي خدمة الاتصال اللاسلكي من غوغل. ويعمل بنظام تشغيل مارشميلو، وهو النسخة الأخيرة من نظام آندرويد.
- «ويندوز 10» تمثل النسخة الأخيرة من نظام تشغيل مايكروسوفت الرائع مزيجا ممتازا من الماضي والحاضر لنظام ويندوز. ويبدأ بقائمة الأدوات المجددة والحديثة. ومساعد مايكروسوفت الصوتي الجديد كورتانا، ومتصفح إيدج ويب الجديد، والتطبيقات العالمية التي تهدف للعمل عبر الأجهزة اللوحية، والكومبيوتر المكتبي، والهاتف، وحتى جهاز إكس بوكس للألعاب.

أجهزة متطورة

-«سيرفيس بوك» يعد سيرفيس بوك Surface Book، رد مايكروسوفت السريع والقوي على الكومبيوتر المحمول لـ«آبل» رفيع المستوى ماك بوك برو. أول لوحة مفاتيح وشاشة بمقاس 13.5 بوصة يمكن انفصالهما عن جهاز سيرفيس بوك، مما يحول الجهاز العامل بنظام تشغيل ويندوز 10 إلى لوحة عرض مستقلة وكبيرة. وللأسف، ارتفع سعر الجهاز في الفترة الماضية من 1499 دولارا إلى 3000 دولار في الوقت الحالي.
- «غوغل أون هاب» من المفترض طرح جهاز غوغل أون هاب Google OnHub الرمادي الأسطواني من شركة أسوس في الأسواق، وليس فقط بسبب لمسته الجمالية الرائعة. فحين يوضع الجهاز في الأماكن المفتوحة سوف تشهد أسرع اتصال بشبكة واي - فاي في كل أرجاء المنزل. يبلغ سعر الجهاز 219.99 دولار، وسوف يدفع مزيدا من معظم أجهزة التوجيه الأخرى.
- «كاميرا ديكسو وان» DxO One تحسنت الكاميرات الموجودة في النسخ الأولى من الهواتف الذكية، ولكنها ليست بمثل تلك الجودة. ولقد طرحت شركة معالجة الصور الرقمية ديكسو كاميرا في حجم راحة اليد بسعر 599 دولارا من طراز (DSLR) وهي تتصل بموصل (Lightning connector) من آبل للعمل على الآيفون.
- «أمازون إيكو» Amazon Echo جهاز «أليكسا»، المساعد الصوتي داخل جهاز أمازون إيكو، وثب وثبات كبيرة. يبلغ طول أمازون إكو 9 بوصات وربع البوصة، وهو عبارة عن سماعة تعمل بتقنية البلوتوث تشبه الأسطوانة في الشكل أو الملصق الصغير الحجم الملتف حول ذاته، والذي يستجيب لأوامرك الصوتية وينقل الأخبار، ونتائج المباريات، وحالة الطقس، أو يتولى قائمة المهام الخاصة بك.
- جهاز الواقع الافتراضي «سامسونغ غير في آر». تعمل شركة سامسونغ، بالاشتراك مع جهاز أوكولوس المملوك لـ«فيسبوك»، على تحسين أجهزة الواقع الافتراضي من خلال جهاز غير في آر. ويبلغ سعر الجاهز 99.99 دولار، على الرغم من أنك سوف تضطر لشراء أحد أفضل هواتف سامسونغ لكي يعمل الجهاز عليه.
وتقول صحيفة «يو إس إيه توداي» الأميركية إن الجميل في ذلك أنه يمكن أن تكون في أي مكان أو تكون جزءا من حدث ما قد لا يمكن أن يحدث في الواقع أو الحقيقة، مثل مشاهدة مباراة لدوري محترفي السلة، كما لو كنت معهم في الملعب. ولكن احترس من أن ملاءمة الجهاز ومدى ارتياحك له وتركيز العرض من خلاله يختلف من شخص لآخر.

بيانو وساعات

- «تطبيق بيريسكوب» في مؤتمر (SxSW) الذي عقد في مارس (آذار)، وضع تطبيق ميركات البث الحي المباشر على الخريطة، مع التكنولوجيا التي تسمح للجميع بأن يكون مذيعا فوريا من واقع هاتفه أو هاتفها الذكي. وقريبا، رغم ذلك، استحوذ تطبيق بيريسكوب المملوك لشركة «تويتر» على إعجاب كثير من الناس فضلا عن عدد من المشاهير.
- «وان سمارت بيانو» يعتبر من أفضل السبل للتعلم. يبلغ سعر وان سمارت بيانو One Smart Piano 499.99 دولار، ويوجد في ذلك الجهاز القائم المصنوع من الخشب 88 مفتاحا. ولكن أفضل ما فيه أنه يمكنك ربطه بجهاز يعمل بنظام تشغيل (آي أو إس) أو (آندرويد) ومشاهدة فيديوهات التعليم أثناء العزف عليه.
وتتزامن دروس الفيديو، إلى جانب موسيقى النوتة، حتى يمكن للومضات الضوئية أعلى المفاتيح أن ترشدك إلى مواضع العزف لحظة بلحظة.
- «ساعة آبل»، التي تتكلف 349 دولارا وحتى 1700 دولار لبعض النسخ منها، هي أول ساعة ذكية تستحوذ على الاهتمام. وساعة آبل الذكية هي ساعة عصرية للغاية، كما أن هناك دعما كبيرا لها من مختلف التطبيقات.



لماذا أصدرت غوغل تحذيراً بشأن استخدام شبكات «الواي فاي» العامة؟

للحفاظ على سلامتك تنصح «غوغل» بتجنب شبكات «واي فاي» العامة إلا للضرورة القصوى (الشرق الأوسط)
للحفاظ على سلامتك تنصح «غوغل» بتجنب شبكات «واي فاي» العامة إلا للضرورة القصوى (الشرق الأوسط)
TT

لماذا أصدرت غوغل تحذيراً بشأن استخدام شبكات «الواي فاي» العامة؟

للحفاظ على سلامتك تنصح «غوغل» بتجنب شبكات «واي فاي» العامة إلا للضرورة القصوى (الشرق الأوسط)
للحفاظ على سلامتك تنصح «غوغل» بتجنب شبكات «واي فاي» العامة إلا للضرورة القصوى (الشرق الأوسط)

بعد إصدار «غوغل» تحذيراً لمستخدمي شبكات «الواي فاي» العامة، أشارت الشركة إلى أن هذه الشبكات المجانية غالباً ما تكون غير آمنة، مما يجعلها نقطة دخول سهلة لمجرمي الإنترنت. يمكن للمهاجمين استغلال هذه الشبكات المفتوحة لاعتراض وسرقة معلومات حساسة، مثل بيانات تسجيل الدخول إلى حسابك المصرفي، وبياناتك الشخصية، ورسائلك الخاصة.

ووفقاً لتقرير على موقع «إنديا توداي»، قد ترغب في إعادة التفكير قبل الاتصال بشبكة الإنترنت المجانية المتاحة. تُحث «غوغل» مستخدمي الهواتف الذكية على توخي المزيد من الحذر عند الاتصال بالشبكات العامة. تُحذر الشركة العملاقة من أن شبكات «الواي فاي» المفتوحة، سواء في المقاهي أو المطارات أو ردهات الفنادق، قد تُمثل نقطة دخول سهلة لمجرمي الإنترنت.

يأتي هذا التحذير من أحدث تقارير «غوغل»، بعنوان «أندرويد: خلف الشاشة»، حول عمليات الاحتيال النصية، التي تصنف شبكات «الواي فاي» العامة كخطر أمني متزايد، في ظل تزايد عمليات الاحتيال التي تُركز على الهواتف المحمولة. تطلب الشركة من مستخدمي الهواتف الذكية تجنب شبكات «الواي فاي» العامة قدر الإمكان، خصوصاً عند إجراء المعاملات المصرفية أو التسوق عبر الإنترنت أو الوصول إلى حسابات تحتوي على بيانات مالية أو شخصية.

ارتفاع حالات الاحتيال عبر الهاتف الجوال

يأتي هذا التحذير في وقت تتزايد فيه عمليات الاحتيال الرقمي في الهند، وتزداد تعقيداً وضرراً مالياً. ووفقاً لـ«غوغل»، فقد تطورت عمليات الاحتيال عبر الهاتف الجوال لتصبح صناعة عالمية سرية مصممة للتسبب في خسائر مالية فادحة ومعاناة نفسية. ويقدر التقرير أن عمليات الاحتيال استنزفت أكثر من 400 مليار دولار من المستهلكين حول العالم في العام الماضي، ولم يسترد سوى نسبة ضئيلة من الضحايا أموالهم.

كيف يخدع المحتالون الناس عبر الإنترنت؟

مع تقدم التكنولوجيا، يتطور المحتالون بنفس السرعة. وتشير «غوغل» إلى أن مجرمي الإنترنت يديرون الآن عمليات منظمة، تكاد تكون تجارية؛ حيث يشترون أرقام هواتف مسروقة، ويستخدمون أنظمة آلية لإرسال الرسائل، ويعتمدون على منصات التصيُّد الاحتيالي خدمةً لمحاكاة مواقع الويب الموثوقة وسرقة بيانات الاعتماد. شبكات الاحتيال هذه أيضاً سريعة الحركة. يتمكن المحتالون من نقل عملياتهم إلى مناطق مختلفة حيث تكون بطاقات SIM أرخص وأسهل في الحصول عليها، مما يسمح لهم بإطلاق حملات احتيالية واسعة النطاق دون مقاومة تُذكر. بل إن بعض عمليات الاحتيال تتوسع لتشمل تنبيهات تسليم زائفة، أو رسائل فواتير غير مدفوعة، أو تحذيرات ضريبية. بينما يتبع آخرون نهجاً أبطأ وأكثر شخصية، مثل انتحال صفة جهات التوظيف أو بناء علاقات عاطفية وهمية، لكسب ثقة الناس قبل سرقة مبالغ طائلة.

التلاعب العاطفي لسرقة الأموال

في حين تلعب التكنولوجيا والحيل دوراً كبيراً، يلجأ المحتالون أيضاً إلى التلاعب النفسي لاستهداف الأفراد؛ فهم يرسلون رسائل مصممة لإثارة الذعر. على سبيل المثال، ادعاءات بإغلاق حسابك أو تعليق رخصة قيادتك. هذه الرسائل تخلق شعوراً بالاستعجال وتدفع الناس إلى الرد بسرعة ودون تفكير. كما يستخدم المحتالون بشكل متزايد الرسائل الجماعية، ويضيفون شركاء إلى المحادثات لجعل المحادثات تبدو مشروعة، وإقناع عدة أشخاص في آن واحد.

ما هي النصائح التي قدمتها غوغل للبقاء آمناً؟

للحفاظ على سلامتك، تنصح «غوغل» بتجنب شبكات «واي فاي» العامة إلا للضرورة القصوى. إذا اضطررت لاستخدامه، فتجنب تسجيل الدخول إلى حساباتك المصرفية أو إدخال معلومات حساسة. عطّل إعدادات الاتصال التلقائي، وتأكد دائماً من أن الشبكة أصلية ومشفرة.

إلى جانب عادات استخدام «واي فاي»، توصي «غوغل» أيضاً بالتمهُّل قبل الرد على الرسائل غير المتوقعة، والتحقق من جهات الاتصال عبر القنوات الرسمية، وتحديث البرامج وتحديثات الأمان، والتحقق بانتظام من كشوف الحسابات المصرفية والائتمانية بحثاً عن أي نشاط مشبوه.


«سماعات طبية» لا سلكية مطورة لضعاف السمع

«سماعات طبية» لا سلكية مطورة لضعاف السمع
TT

«سماعات طبية» لا سلكية مطورة لضعاف السمع

«سماعات طبية» لا سلكية مطورة لضعاف السمع

أعلنت شركة «سيريتون» Ceretone عن التوفر الفوري لأجهزة السمع «كور وان برو» Core One Pro، وهي أجهزة متوفرة من دون وصفة طبية، ومتوافقة مع مواصفات إدارة الغذاء والدواء الأميركية.

لضعف السمع الخفيف والمتوسط

صُممت أجهزة Core One Pro خصيصاً للأشخاص الذين يعانون من فقدان سمع خفيف إلى متوسط، وهي لا تحتاج إلى وصفة طبية، ويمكنها أن تساعد في استعادة وضوح السمع، والثقة، والتواصل في الحياة اليومية.

وزنها غرام واحد

وبتصميمها فائق الخصوصية، ووزنها الخفيف جداً 0.035 أونصة فقط، (غرام واحد فقط تقريبا)، فإن أجهزة السمع هذه، التي لا تحتاج إلى تطبيقات، توفر حلاً مريحاً، وشبه خفي.

وكما هو الحال مع سماعات الأذن اللاسلكية، تُحفظ هذه الأجهزة وتُشحن في علبة محمولة، لتكون جاهزة للاستخدام دائماً. وبمجرد وضعها في أذنيك، تكون جاهزة للاستخدام حيث تعمل تلقائياً، مع إشعار «تشغيل».

أربعة أوضاع للضجيج

تتوفر هذه الأجهزة بأربعة أوضاع: الوضع القياسي، ووضع المطعم، ووضع الاستخدام الخارجي، ووضع إخفاء الطنين. يتم تغيير الأوضاع بالنقر على طرف جهاز السمع الذي يُنبهك بعد ذلك بإشارة تُشير إلى الوضع الحالي. يمكن أيضاً تغيير الأوضاع بواسطة زر في علبة الشحن. كما يُمكن ضبط مستوى الصوت باستخدام سماعات الأذن الموجودة في العلبة.

سماعات «مخفية»

بشكل عام، تتميز السماعات، إضافة إلى خفة وزنها، بتصميمها المريح، وسهولة ارتدائها. وهي تناسب قناة الأذن، ومخفية في معظمها. وتُوصف بأنها «شبه مخفية»، وأنا أتفق مع هذا الرأي. يمكنك رؤية الخيط ولسان السحب خارج أذنك، بينما يكون باقي سماعة الأذن بالكامل بالداخل.

لضمان أقصى راحة، تأتي السماعات مزودة برؤوس ناعمة بأحجام مختلفة. إذ تأتي مزودة مسبقاً برؤوس أصغر حجماً. ويوصي الدليل بالتغيير إلى حجم أكبر إذا سمعت صفيراً، أو إلى حجم أصغر إذا وجدت صعوبة في إدخالها.

تجربة واختبار

بشكل عام، أعجبتني السماعات، لكنها قد تحتاج إلى بعض الوقت للتعود عليها إذا لم تكن قد استخدمت سماعات أذن من قبل. توصي الشركة بارتدائها لبضع ساعات يومياً خلال الأسبوع الأول، ثم زيادة مدة ارتدائها تدريجياً حتى تعتاد عليها خلال شهر إلى ثلاثة أشهر.

وأول ما لاحظته كان صوت ارتطام حذائي بالأرض أثناء المشي، وصوت فتح وإغلاق الأبواب أكثر من ذي قبل. ويشبه هذا الأمر وجود مكبر صوت صغير في أذنك لتضخيم الصوت، ويبدو أنه يُضخّم بعض الأصوات أكثر من غيرها. لذا يتطلب الأمر بعض التعود، خاصةً إذا لم تكن قد لاحظت هذه الأصوات لفترة طويلة. أما الميزة الكبرى فكانت وضوح الأصوات التي سمعتها أثناء ارتداء السماعات.

مقاومة للغبار والماء

تأتي سماعات الأذن مع علبة شحن، وكابل USB-C، ومجموعة من رؤوس الأذن الصغيرة والمتوسطة والكبيرة، وأداة تنظيف. تكفي شحنة واحدة لمدة تصل إلى 20 ساعة من الاستخدام، وتوفر علبة الشحن ثلاث عمليات شحن إضافية. تتمتع السماعات بتصنيف IP66 لمقاومة الماء والغبار.

الثمن: 389.99 دولار أميركي.

https://ceretone.com/products/core-one-pro-otc-hearing-aids

* خدمات «تريبيون ميديا»


من جدة... «أرامكس» تختبر أولى عمليات التوصيل الذاتي عبر الطائرات المُسيّرة

النظام التشغيلي يعتمد على الذكاء الاصطناعي وتقنيات الملاحة الدقيقة مثل «ليدار» لتأمين رحلات ذاتية آمنة وموثوقة دون تدخل بشري مباشر (أرامكس)
النظام التشغيلي يعتمد على الذكاء الاصطناعي وتقنيات الملاحة الدقيقة مثل «ليدار» لتأمين رحلات ذاتية آمنة وموثوقة دون تدخل بشري مباشر (أرامكس)
TT

من جدة... «أرامكس» تختبر أولى عمليات التوصيل الذاتي عبر الطائرات المُسيّرة

النظام التشغيلي يعتمد على الذكاء الاصطناعي وتقنيات الملاحة الدقيقة مثل «ليدار» لتأمين رحلات ذاتية آمنة وموثوقة دون تدخل بشري مباشر (أرامكس)
النظام التشغيلي يعتمد على الذكاء الاصطناعي وتقنيات الملاحة الدقيقة مثل «ليدار» لتأمين رحلات ذاتية آمنة وموثوقة دون تدخل بشري مباشر (أرامكس)

في وقت تتسارع فيه خطوات التحوّل الرقمي حول العالم، تمضي المملكة العربية السعودية بثبات نحو مرحلة جديدة من الابتكار في قطاع الخدمات اللوجستية. مرحلة لا تسير فيها الشاحنات على الطرق فقط، بل تحلّق فيها الطائرات المسيّرة في السماء لتعيد تعريف مفهوم «الميل الأخير» في التوصيل.

إطلاق أولى عمليات التوصيل عبر الطائرات المُسيّرة في مدينة جدة يمثل خطوة نوعية في رحلة المملكة نحو بناء منظومة نقل ذكية ومستدامة، تتوافق مع مستهدفات «رؤية السعودية 2030» لجعل المملكة مركزاً عالمياً للخدمات اللوجستية.

يقول عبد العزيز النويصر، المدير العام لشركة «أرامكس» في السعودية، خلال حديث خاص لـ«الشرق الأوسط»، إن «هذه الخطوة تجسّد التزامنا طويل الأمد بتطوير الخدمات اللوجستية الذكية وتعزيز الاستدامة، بما ينسجم مباشرةً مع أهداف (رؤية 2030) في مجالي التحوّل الرقمي ووسائل النقل الصديقة للبيئة».

جدة... منصة الانطلاق نحو المستقبل

لم يكن اختيار مدينة جدة عشوائياً، بل جاء لأنها تمثل مركزاً لوجستياً رئيسياً ومحوراً للتجارة والنقل البحري والجوي. كما تُعد بيئتها التنظيمية والبنية التحتية الملائمة أرضاً مثالية لتجربة تقنيات مبتكرة بأمان وكفاءة. ويوضح النويصر أن «الاختيار وقع على جدة لما تتمتع به من موقع استراتيجي وبيئة آمنة خاضعة للرقابة، ما أتاح لنا اختبار التكنولوجيا والتحقق من أعلى معايير السلامة التشغيلية».

في المرحلة التجريبية، تم تشغيل مسار محدد مسبقاً لنقل الطرود بين المنشآت اللوجستية عبر مسار جوي مرخص، بهدف قياس كفاءة الملاحة الجوية والتكامل بين الأنظمة الأرضية والجوية.

عبد العزيز النويصر المدير العام لشركة «أرامكس» في المملكة العربية السعودية (أرامكس)

رحلة ذكية من الإقلاع حتى الهبوط

تبدأ عملية التوصيل من مركز تجهيز الشحنات، حيث تُغلف الطرود وتُحمّل على الطائرات المُسيّرة التي تُدار بالكامل عبر منصة ذكية مدعومة بالذكاء الاصطناعي لإدارة الرحلات. تتولى طائرة «DJI Matrice 350 RTK» تنفيذ الرحلة بشكل ذاتي، عبر مسار جوي مُعتمد مسبقاً، من الإقلاع حتى الهبوط، دون أي تدخّل بشري مباشر.

وتعتمد الطائرات على تقنية تحديد المواقع آنياً بالحركة (RTK) التي تتيح دقة تصل إلى مستوى السنتيمتر، مع أنظمة استشعار متقدّمة لتفادي العقبات، ونظام تحديد المواقع البصري (VPS)، وطبقات متعددة من أنظمة GPS لضمان ثبات الرحلة وسلامتها.

ويضيف النويصر أن طائرات «أرامكس» تعتمد على أنظمة دقيقة للغاية في الملاحة وتجنّب العوائق، ما يضمن أداءً موثوقاً حتى في البيئات الحضرية المعقدة. وعند الوصول، تنفّذ الطائرة عملية هبوط عمودية في منطقة محددة مسبقاً، حيث يتسلّم موظف مُدرّب الطرد مباشرة، ثم تعود الطائرة تلقائياً إلى قاعدتها.

التشغيل تحت إشراف الجهات التنظيمية

خلف هذه التجربة المتقدمة يقف تعاون موسّع مع عدد من الجهات السعودية. فقد جرى التنسيق بشكل مستمر مع الهيئة العامة للطيران المدني (GACA) لضمان الالتزام الكامل بمعايير السلامة الجوية، كما دعمت وزارة النقل والخدمات اللوجستية المشروع في مراحله كافة، إلى جانب الهيئة العامة للنقل (TGA) وبرنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية (NIDLP).

ويعد النويصر أن «التعاون مع الجهات التنظيمية كان أساسياً لضمان الامتثال لأنظمة الطيران، وفتح الطريق أمام التشغيل التجاري المستقبلي للطائرات المسيّرة». هذا التنسيق المتعدد الأطراف يؤسس لنموذج سعودي يمكن أن يُحتذى به في تنظيم قطاع الطائرات من دون طيار، ودمجها بأمان في المجال الجوي المدني.

السلامة أولاً

في المدن المزدحمة، تشكل السلامة التحدي الأكبر أمام أي تقنية طيران ذاتي. ولذلك، بُني النظام على طبقات متعددة من إجراءات الأمان تشمل المراقبة اللحظية، والتسييج الجغرافي (Geo-Fencing)، وبروتوكولات العودة التلقائية إلى نقطة الانطلاق، إضافة إلى أنظمة الطوارئ الذكية (Fail-Safes). تُتابع كل رحلة من مركز تحكم أرضي يضمّ فريقاً مدرّباً على مراقبة المسارات الجوية المصرّح بها والتعامل مع أي طارئ في الوقت الفعلي. ويشرح النويصر أن «لدى (أرامكس) أنظمة أمان متكررة تتيح التعامل مع أي ظرف غير متوقّع، مع تخصيص مناطق هبوط طارئة لضمان مرونة التشغيل في جميع الحالات».

الاختيار الاستراتيجي لمدينة جدة جاء لكونها مركزاً لوجستياً محورياً وبيئة مثالية لاختبار التقنيات الحديثة بأمان وكفاءة عالية (أرامكس)

الاستدامة في قلب الابتكار

لا تقف أهمية هذه التجربة عند حدود السرعة، بل تمتد إلى هدفٍ بيئي أوسع. فكل رحلة طائرة مُسيّرة تعني استبدال رحلة مركبة تعمل بالديزل، ما يُقلّل الانبعاثات ويحدّ من استهلاك الوقود.

ويُعدّ هذا التحوّل جزءاً من التوجّه العالمي نحو الخدمات اللوجستية منخفضة الكربون التي تتبنّاها المملكة ضمن استراتيجيتها للاستدامة. ويضيف النويصر خلال حديثه مع «الشرق الأوسط» أن «التوصيل عبر الطائرات المسيّرة يمثل بديلاً نظيفاً وأكثر كفاءة للرحلات القصيرة، ويُسهم مباشرة في خفض البصمة الكربونية وتعزيز كفاءة التوصيل في الميل الأخير».

من التجربة إلى التوسّع

بعد نجاح المرحلة التجريبية في جدة، يجري العمل على توسيع نطاق الخدمة لتشمل مدناً رئيسية أخرى مثل الرياض والظهران. كما يجري تقييم فرص استخدامها في قطاعات جديدة تشمل الخدمات الطبية، والتجارة الإلكترونية، والمناطق النائية التي يصعب الوصول إليها بالوسائل التقليدية.

وينوه النويصر إلى «الفرص الواعدة في استخدام هذه التقنية ضمن الخدمات الصحية والتجارية، خصوصاً لتلبية احتياجات المناطق البعيدة بشكل أسرع وأكثر استدامة». هذا التوسّع يعكس توجهاً أوسع في السوق السعودية نحو التحوّل إلى بنية تحتية لوجستية ذكية تدمج التقنيات الجوية مع التحليلات الرقمية والذكاء الاصطناعي.

الذكاء الاصطناعي يرسم الطريق

تعتمد المنظومة التشغيلية للطائرات على أنظمة ذكاء اصطناعي متقدّمة مدعومة بتقنية «ليدار» (LiDAR) أي (رصد الضوء وتحديد المدى)، ما يتيح للطائرة رسم خرائط دقيقة لمسارها، وتفادي العقبات في الزمن الحقيقي، وتعديل اتجاهها تلقائياً دون تدخل بشري. تتكامل هذه القدرات مع منصة رقمية سحابية تربط بين الطائرات ومركز التحكم الأرضي ونظام التتبع اللوجستي، عبر اتصال مُشفّر وآمن يضمن تدفق البيانات في الوقت الفعلي.

ويشير النويصر إلى أن «كل طائرة متصلة بمنصتنا الرقمية عبر شبكة سحابية مؤمنة بالكامل، ما يسمح بالمزامنة اللحظية وتتبع الأداء لحظة بلحظة».

العنصر البشري في منظومة التشغيل الذكي

رغم أن الطائرات تعمل بشكل ذاتي، فإن العنصر البشري لا يزال في قلب العملية. فالمهندسون والمراقبون ومحللو البيانات يديرون الرحلات، ويحلّلون البيانات، ويشرفون على التوافق مع الأنظمة. ويمثل هذا الدمج بين الإنسان والآلة خطوة نحو تطوير مهارات لوجستية رقمية جديدة تتماشى مع مستقبل سوق العمل في المملكة. ويشدد النويصر على أن «المستقبل يتجه نحو منظومة تجمع بين الأتمتة والمهارات البشرية المتخصصة، حيث يتحوّل دور الإنسان من التنفيذ إلى التحليل والإشراف الذكي».

نحو أفق لوجستي جديد

تجربة الطائرات المسيّرة في السعودية لا تمثل مجرد مشروع تقني، بل تمثل تحوّلاً هيكلياً في طريقة إدارة سلاسل الإمداد والنقل داخل المملكة. فهي تجمع بين الكفاءة التشغيلية، والاستدامة البيئية، والابتكار التقني، لتشكّل ملامح جيلٍ جديد من الخدمات اللوجستية الذكية.

ويختتم النويصر بالقول: «نحن نشهد بداية ثورة لوجستية جديدة، ستُعيد تعريف طريقة نقل البضائع في المملكة بسرعة أعلى، وأمان أكبر، وبأثر بيئي أقل».

ومع كل رحلة ناجحة في سماء جدة، يبدو أن المملكة تكتب فصلاً جديداً من التحوّل اللوجستي فصلاً تحلّق فيه الطائرات لا لنقل الطرود فحسب، بل لنقل رؤية وطنٍ يطمح لأن يكون مركزاً عالمياً للذكاء والتقنية والاستدامة.