عرض قطع أثرية في إيطاليا من متحف باردو التونسي

ضمن مشروع «آثار جريحة» تعاطفًا مع مواقع تعرضت للإرهاب

متحف باردو
متحف باردو
TT

عرض قطع أثرية في إيطاليا من متحف باردو التونسي

متحف باردو
متحف باردو

تعرض مدينة أكيلي الإيطالية الواقعة شمال شرقي البلاد ثماني قطع أثرية قيمة من المجموعة التابعة للمتحف الوطني في باردو بتونس ضمن مشروع «آثار جريحة». وانطلق المعرض أول من أمس (الأحد) ضمن معرض يحمل عنوان «باردو في أكيلي»، ومن المنتظر أن يتواصل العرض إلى 31 يناير (كانون الثاني) المقبل.
وللتأكيد على أهمية هذا المعرض، وقّع الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، والإيطالي سارجيو ماتاريللا، على ورقة تقديمية تشيد بمتانة العلاقات التاريخية التي تربط بين تونس وإيطاليا.
وعلى الرغم من علاقة المنافسة الشديدة بين حضارتي قرطاج وروما في العهود السابقة التي قادتهما إلى الحرب، فستعرض القطع الأثرية التونسية جنبًا إلى جنب مع مجموعات أثرية أخرى من منطقة أكيلي الإيطالية، للتأكيد على متانة العلاقة التي تربط بلدان المغرب العربي مع بلدان شمال البحر الأدرياتيكي، خصوصًا خلال الحقبة الرومانية، حسب ما جاء في شهادات لعدد من الشخصيات الثقافية والفنية الإيطالية والتونسية.
ويجمع المعرض كثيرًا من القطع الأثرية والفسيفسائية الهامة من مواقع أثرية مختلفة، وذلك وفق المعهد الثقافي الإيطالي بتونس، ويندرج هذا المعرض ضمن مشروع كبير يحمل عنوان «آثار جريحة»، ويتمثل في تنظيم معارض كل ستة أشهر تحتوي على أعمال فنية متأتية من متاحف ومواقع أثرية تعرضت لاعتداءات إرهابية.
وكان متحف باردو الذي يضم أكبر تشكيلة للفسيفساء الأثرية في العالم قد تعرض، يوم 18 مارس (آذار) من السنة الحالية، إلى هجوم إرهابي خلف 22 وفاة في صفوف سياح قدموا إلى المتحف للاطلاع على كنوزه الأثرية، وقد جلب الهجوم تعاطف مختلف دول العالم مع تونس، وباتت اللائحة التي تضم أسماء الضحايا من بين برامج زيارة الوفود السياحية.
وأشار منصف بن موسى، مدير المتحف الوطني بباردو، إلى أهمية هذا المعرض، قائلاً إنه سيفتح أبواب حوار الحضارات بين جنوب المتوسط وشماله، ويؤكد على عراقة الروابط التاريخية بين الضفتين. كما أكد على ضرورة التعايش بين بلدان المتوسط في كنف الاحترام والتحاور ونبذ العنف، والابتعاد عن كل أسباب التطاحن والحرب والتوجه الجماعي نحو محاربة الإرهاب.
ويضم متحف باردو أكبر مجموعة للفسيفساء في العالم ويُعتبر ثاني متحف في العالم بالنسبة إلى فن الفسيفساء الرومانية بعد متحف فسيفساء زيوغما في تركيا.
وتشمل المجموعة المتوفرة في متحف باردو آلاف اللوحات الفسيفسائية الرومانية التي يرجع تاريخها من القرن الثاني قبل الميلاد إلى ما بعد القرن السادس الميلادي، ومن ضمنها الفسيفساء الشهيرة التي تمثل الشاعر ورجلوس، وقاعة للتوابيت الرومانية وأحواض المعمودية المسيحية، وحمولة سفينة رومانية كانت غارقة وسط البحر قبالة مدينة المهدية (وسط شرقي تونس) وتعد تحفة فنية من الفن الإغريقي واليوناني معًا.



هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.