تنظيم القاعدة.. يشنق نفسه مرة أخرى

فيلم قناة «العربية» يجدد الثقة الشعبية في معركة القضاء على الإرهاب

تطرق الفيلم إلى خلايا «القاعدة» التي تلقت ضربات عدة أسقطت كل قياداته
تطرق الفيلم إلى خلايا «القاعدة» التي تلقت ضربات عدة أسقطت كل قياداته
TT

تنظيم القاعدة.. يشنق نفسه مرة أخرى

تطرق الفيلم إلى خلايا «القاعدة» التي تلقت ضربات عدة أسقطت كل قياداته
تطرق الفيلم إلى خلايا «القاعدة» التي تلقت ضربات عدة أسقطت كل قياداته

أزاح فيلم قناة «العربية» «كيف واجهت السعودية القاعدة» الذي عرض في ثلاثة أجزاء خلال أواخر الأسبوع الماضي، الكثير من التحديات والمشاهد، حيث ترك أفراد التنظيم المندثر إرثا سينمائيا نجحت القناة في بلورته واقعيا وسينمائيا جدد معه تقدير الشعب السعودي لرجال أمنه، وأدوار بلادهم المتواصلة في تحقيق الأمن وفرضه.
الفيلم أعاد أذهان من عاصر تلك الحقبة من العمليات التي وقعت في أكثر من ثلاثة أعوام بداية من أواسط عام 2006. وفتح أذهان كثير من الجيل الجديد المتزعم للتقنية الحديثة ومنصاتها، ليشاهد عن كثب أحداث عاشتها بلادهم، حملت تحديات تجاوزتها بفعل القوة الأمنية، وتضحيات سطرها رجال الأمن السعوديون حصرا، في وقت كانوا فيه في بواكير أعوامهم الأولى غير المدركة، وجيل لاحق أصبح على بعد شاشة واحدة تعزز من فخرهم ببلادهم ووزارة الداخلية التي حطمت بإجراءاتها كل فصول إرهاب «القاعدة».
كان الفيلم مؤثرا على مستويات عدة، زخمه الأكبر تمثل في أن يصعد على منبر المشاهدة من عاصر تلك المواجهات في كل أنحاء السعودية، والمشاهد المصورة من مسرح «القاعدة» التي حرزتها القوات الأمنية بعد مداهمتها لأوكار الإرهابيين، وأصبحت اليوم شاهدا على بشاعة الأفكار واستهانة أفرادها بذبح الأبرياء من كل الجنسيات والأديان.
تطرق الفيلم إلى خلايا «القاعدة»، التي تلقت ضربات عدة أسقطت كل قياداته، ومنحت الحياة لشعب تجددت معه أنفاسه ثقة وهو يشاهد التضحيات التي جعلت منهم شعبا آمنا مستمرا، فمن خلية، تركي الدندني (فجّر نفسه داخل مسجد في قرية بمدينة سكاكا في يوليو (تموز) 2003) التي وثقتها كاميرا رجال الأمن بعد محاصرته داخل المسجد، أوضح الأمر استهانتهم ببيوت الله، واستخدامهم إياها كدرع يحترمه الكل إلا الإرهابيين، فيما كان ظهور بعض أفراد التنظيم صغار السن متورطين مغسولي الأدمغة بأفكار ليست من الإسلام في شيء، وهو ما ظهر عبر الفيلم من خلال اعترافات بعض الموقوفين السابقين في تلقيهم بعض الأحاديث والفتاوى المضللة لتغذية الفكر الضال.
وأظهر الفيلم اللحظات الأولى لاستهداف مجمع الأمن العام في الرياض، الذي كان يقع فيه مبنى إدارة المرور في حي الوشم، في العام 2004. منذ تجهيز الشاحنة المفخخة التي قادها عبد العزيز المديهيش، الذي كان في ظهوره في الفيلم يتفاخر بلوحة سيارة أعدها بيده وحملت (ح ور 072) كمناشدة سرابية سريالية للحور العين في الجنة.
وبعد تفجير المرور بيوم واحد، كانت هتافات سكان حي الصفا بجدة، منبع فخر تحدث من خلالها بعض رجال الأمن من شاركوا في مهمة محاصرة أربعة إرهابيين كانوا يقطنون إحدى بنايات الحي، في مبعث فخر متواصل حتى اليوم بأداء رجال الأمن وخاصة حينها قوات الطوارئ الخاصة.
وبين الفيلم كيف انتقل التنظيم بعد الضربات الأمنية الاستباقية إلى مرحلة الاغتيالات، ليس فقط في صفوف الأجانب بل حتى في استهداف رجال الأمن، من خلال المواجهات المباشرة لأشخاص بريئين واختطاف بعضهم وجعل آخرين رهائن من أجل قضية خاسرة، بعد أن اشتد عليهم الخناق من قبل القوات الأمنية، فكان اتجاههم نحو مجمع سكني في الخبر في العام 2004 فما كان من الإرهابيين إلا احتجاز رهائن داخل فندق بمجمع سكني بحي المخطط الذهبي وفيه أظهر الفيلم أسلوب الجماعة في قتل الأبرياء بطرق وحشية قبل أن يلوذوا بالفرار.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».