ساعات الموضة.. بخصائص ذكية

تصاميم جمالية وتقنية تتنافس لاجتذاب الزبائن

«باسيز بيك»،  «كيو غرانت»،  «غير إس 2»
«باسيز بيك»، «كيو غرانت»، «غير إس 2»
TT

ساعات الموضة.. بخصائص ذكية

«باسيز بيك»،  «كيو غرانت»،  «غير إس 2»
«باسيز بيك»، «كيو غرانت»، «غير إس 2»

لا يزال أكثرنا يشكلون الأغلبية الصامتة في مسألة اقتناء الساعات الذكية التي تتوالى موجات تصاميمها التي تلف المعاصم وتستهدف المهتمين بأدق التفاصيل من المهووسين باللياقة البدنية. ورغم الإعلانات الدعائية عن أحدث الصرعات في الساعات الذكية، فإن الكثير منها لا يقع ضمن تصنيف «الساعة الذكية».
* ساعات الموضة
هناك الآن الكثير من الأغراض الجذابة التي تلبس حول المعاصم وهي ساعات أضيفت إليها بعض الخواص الذكية. ورغم أنها تستهدف شرائح سعرية مختلفة، فإن 3 من تلك الساعات التي أعلنت عنها مؤخرًا، والتي تحمل شعار دور الموضة تشترك في بعض الأشياء القليلة: جميعها لها مظهر خارجي تناظري (analog)، أي غير رقمي، أنيق. وتلجأ أيضا إلى مزيج من الاهتزازات وشاشات بصمامات «إل إي دي» (ليد) لعرض وإظهار الرسائل النصية، وتنبيهات التقويم والإشعارات الأخرى من هاتفك الذكي. كما أنها جميعًا ترصد عدد الخطوات التي تقطعها. وهو ما يحق لك تجاهله.
- ذا موشن بولد (The Motion BOLD) التي طرحتها مؤخرًا شركة موفادو لصناعة الساعات الفاخرة (695 دولارًا). وأوكلت إلى شركة «إتش بي» للكومبيوترات، إدخال الخواص الذكية في تصميمها.
- ذا تاغ هوير كونيكتيد The Tag Heuer Connected (1500 دولار). وتقول تاغ هوير إن هذه الساعات هي نتاج التعاون مع «غوغل» و«إنتل».
- ذا كيو غرانت The Q Grant، التي أزاحت عنها الستار شركة «فوسيل» أواخر شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. يبدأ سعرها من 195 دولارًا.
إن الساعات التي تطرحها العلامات التجارية المتخصصة في اللياقة البدنية والتقنية تأتي في العادة مصحوبة بمواصفات إضافية متعلقة بالصحة مثل التتبع أو الرصد المستمر لمعدل نبضات القلق والنوم.
وحاولت «آبل» أن تحدث توازنًا بين الموضة وساعتها في الربيع الماضي، حيث أدمجت أحدث مواصفات التتبع مع تصميمات جذابة للجمهور الذي يضع اللياقة البدنية على رأس أولوياته لكنه يحرص على الأناقة وعدم المبالغة في الإنفاق مع الاحتفاظ بمشاعر الزهو لاقتنائها. وتباع طرز «سبورت» لساعة آبل بأسعار تبدأ من 549 دولارًا. أما طرازات «ووتش إديشن» ذات الإطار المصنوع من الذهب فتباع بأسعار تبدأ من 10 آلاف دولار.
* ساعات متميزة
أما الساعتان، من حصيلة العام الفائت، المفضلتان لدي مايك فايبوس كبير المحللين في مؤسسة «تك نوليدج ستراتيجيس» الذي كتب في «يو إس إيه توداي»، فهما باسيز بيك ومايكروسوفت باند - فكلتاهما مزينة بتعديلات لموسم العطلات الحالي. وربما كانت باسيز بيك Basis Peak التي طرحت في الأسواق قبل عام هي الساعة الأذكى والأقبح من بين تلك الساعات جميعًا. وتتفرد الساعة من حيث الخواص الذكية عبر تمييزها بين أوقات ممارسة التمارين وأوقات النوم، بحيث لا يضطر المستخدم إلى إعلامها بنفسه. وتتمتع نسخة الساعة الجديدة تيتانيوم إديشن (299.99 دولار) التي تعمل بمعالج من إنتاج «إنتل»، ببعض الخواص الذكية. كما أنها تمتاز بمظهر أنيق وحزام جلدي.
ويأتي ملحق ساعة مايكروسوفت باند Microsoft Band، الذي لا يقل ذكاء عن باسيز بيك لكن مع مظهر رائع وواجهة أسهل في الاستخدام، أصغر حجمًا وأذكى من سلفه. وتشبه مايكروسوفت باند 2 ساعة «فيتبيت تشارج إتش آر» الجديدة - لكن مع واجهة ليد. ويتناغم المظهر الطويل والنحيل مع التنبيهات - وهي ميزة رئيسية للجمهور الذي يريد ساعة متصلة.
وتشمل السمات الأخرى المنتقلة في باند 2، التي كشف عنها النقاب في أكتوبر، تطبيقًا للعبة الغولف تم تطويره بالتعاون مع تايلورميد وكورتانا، عملاق برمجيات المساعدات الشخصية. ويقدم المساعد الصوتي كورتانا بعض السمات الإضافية علاوة على خواص اتجاهات القيادة وإملاء النصوص التقليدية. لقد كنت أجرب باند 2 على مدار أسبوعين، وإحدى السمات المفضلة في الساعة هي خاصية التذكير. على سبيل المثال، أطلب التذكير بأن علي أن أذيب الصقيع عن الزجاج عندما أصل إلى المنزل. وعندما أوقف سيارتي في المرأب، تفعل.
* طرز حديثة
جدير بالذكر أن باند 2 تعمل بمعالج كوالكوم، بينما ساعة فيبيت تشارج إتش آر مزودة بشريحة داخلية من إنتاج شركة «إس تي ميكرو إلكترونيكس».
وتدمج ساعتان جديدتان - واحدة من «سامسونغ» والأخرى من «إل جي» - الاتصال بشبكة الجيل الرابع (إل تي إي)، علاوة على جميع الخواص الأخرى المتعلقة بالصحة. وتعمل كلتا الساعتين بمعالج كوالكوم.
من ناحية أخرى، كانت ساعة غير إس الأصلية من «سامسونغ» هي الأولى التي تضم هاتفًا خليويًا، وهكذا أيضا ملحقها الذي أزيح عنه الستار في أكتوبر الماضي. ولكن يتضح من اللحظة الأولى التي تقع فيها عيناك على غير إس2 (299.99 دولار) أن المظهر كان الشاغل الأول لدى مصمم الساعة.
لقد باتت الشركات الإلكترونية التجارية التقنية تدرك الآن ما كانت تعيه دور الموضة منذ البداية: المظهر أمر مهم في الساعات، علاوة على القدرة على عرض الوقت، بالتأكيد. في الواقع، مهما بلغ الإبهار الذي توفره التقنية الحديثة، إذا لم يكن بوسعك أن تعرف الوقت في كل مرة تنظر فيها إلى الشاشة، فلا أظن أنه يتعين عليك أن تدعوها ساعة بالأساس. وبالطبع، لا يعنيك أن تدعوها ذكية فعلا.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».