انتهاكات حقوق الإنسان في كوريا الشمالية على طاولة مجلس الأمن

انتهاكات حقوق الإنسان في كوريا الشمالية على طاولة مجلس الأمن
TT

انتهاكات حقوق الإنسان في كوريا الشمالية على طاولة مجلس الأمن

انتهاكات حقوق الإنسان في كوريا الشمالية على طاولة مجلس الأمن

أعلنت البعثة الأميركية في الأمم المتحدة، أمس (الخميس)، أن مجلس الأمن سيعقد خلال الشهر الحالي اجتماعا لبحث انتهاكات حقوق الإنسان في كوريا الشمالية.
وفي رسالة موجهة إلى السفيرة الأميركية، سامنتا باور، التي تترأس مجلس الأمن خلال ديسمبر (كانون الأول) الحالي، دعت تسع دول أعضاء في المجلس، بينها بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة، إلى عقد هذا الاجتماع الذي سيكون الثاني بهذا الخصوص.
وقالت السفيرة الأميركية: «نعتقد أنه من الضروري أن يواصل مجلس الأمن التركيز على الانتهاكات في كوريا الشمالية، وأن نتحدث باستمرار عن وضع حقوق الإنسان وما يمكننا أن نفعله لتغيير ذلك ما دامت جرائم ترتكب هناك».
ومن ناحيتها، قالت هاجر شمالي، المتحدثة باسم البعثة الأميركية، إن «الولايات المتحدة ستعمل بسرعة لتحديد موعد للاجتماع».
وكانت الصين الحليفة الرئيسية لكوريا الشمالية، حاولت عرقلة أول اجتماع من هذا النوع العام الماضي، بدعوة إلى تصويت إجرائي لإدراج قضية حقوق الإنسان في هذا البلد على برنامج عمل المجلس، لكن غالبية أعضاء المجلس أيدوا عقد الاجتماع الذي جرى وأثار غضب بيونغ يانغ.
وتقدمت بطلب عقد الاجتماع هذه السنة بريطانيا وتشيلي وفرنسا والأردن وليتوانيا وماليزيا ونيوزيلندا وإسبانيا والولايات المتحدة.
لكن لم يعرف بعد ما إذا كانت الصين ستسعى لإجراء تصويت، تعبيرا عن رفضها قرار مناقشة وضع حقوق الإنسان في كوريا الشمالية.
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة صوّتت بأغلبية قياسية في الأسابيع الأخيرة على إدانة انتهاكات حقوق الإنسان الواسعة في كوريا الشمالية.
ويشجع القرار الذي سيعرض على الجمعية العامة بكامل أعضائها، للتصويت عليه في وقت لاحق من الشهر الحالي، مجلس الأمن الدولي على النظر في إحالة ملف كوريا الشمالية إلى المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية.. لكن خطوة من هذا النوع ستعرقلها الصين بالتأكيد، إذ إنها تملك حق النقض (فيتو).



واشنطن وسيول يؤكدان استمرار تحالفهما «القوي»

هان داك سو القائم بأعمال رئيس كوريا الجنوبية (رويترز)
هان داك سو القائم بأعمال رئيس كوريا الجنوبية (رويترز)
TT

واشنطن وسيول يؤكدان استمرار تحالفهما «القوي»

هان داك سو القائم بأعمال رئيس كوريا الجنوبية (رويترز)
هان داك سو القائم بأعمال رئيس كوريا الجنوبية (رويترز)

أجرى هان داك سو القائم بأعمال رئيس كوريا الجنوبية، اتصالاً هاتفياً مع الرئيس الأميركي جو بايدن، حسبما أفاد به مكتبه، في بيان، اليوم (الأحد).

ونقل البيان عن هان قوله: «ستنفذ كوريا الجنوبية سياساتها الخارجية والأمنية دون انقطاع، وستسعى جاهدة لضمان الحفاظ على التحالف بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة وتطويره على نحو مطرد».

وأضاف البيان أن بايدن أبلغ هان بأن التحالف القوي بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية لا يزال كما هو، وأن الولايات المتحدة ستعمل مع كوريا الجنوبية لمواصلة تطوير وتعزيز التحالف بين الجانبين، بالإضافة إلى التعاون الثلاثي بين كوريا الجنوبية واليابان والولايات المتحدة.

من جهته، قال بايدن لرئيس وزراء كوريا الجنوبية، إن التحالف بين سيول وواشنطن «سيبقى ركيزة السلام والازدهار» في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

وأعرب الرئيس الأميركي، حسبما ذكر البيت الأبيض في بيان، عن «تقديره لصمود الديمقراطية وسيادة القانون في جمهورية كوريا».

وخلال هذا التبادل الأول بين بايدن وهان، منذ تولي الأخير مهام منصبه، خلفاً للرئيس يون سوك يول، أصبح هان، وهو تكنوقراطي مخضرم اختاره يون رئيساً للوزراء، قائماً بأعمال الرئيس، وفقاً للدستور، بينما تُحال قضية يون إلى المحكمة الدستورية.

وأصبح هان، رئيس الوزراء، قائماً بأعمال الرئيس، بعد موافقة البرلمان في تصويت ثانٍ على مساءلة الرئيس يون سوك يول، بهدف عزله، بسبب محاولته قصيرة الأمد فرض الأحكام العرفية. وتم منع يون من ممارسة سلطاته الرئاسية، ويتطلب الدستور أن يتولى رئيس الوزراء مهام الرئيس بصفة مؤقتة.

وفي مسعى آخر لتحقيق الاستقرار في قيادة البلاد، أعلن حزب المعارضة الرئيسي أنه لن يسعى إلى مساءلة هان، على خلفية صلته بقرار يون إعلان الأحكام العرفية، في الثالث من ديسمبر (كانون الأول). وقال لي جيه ميونغ، زعيم الحزب الديمقراطي المعارض: «نظراً لأن رئيس الوزراء تم تكليفه بالفعل بمهام القائم بأعمال الرئيس، ونظراً لأن الإفراط في إجراءات المساءلة قد يؤدي إلى فوضى في الحكم الوطني، قرَّرنا عدم المضي قدماً في المساءلة».

التهديد الكوري الشمالي

أثار إعلان يون المفاجئ للأحكام العرفية والأزمة السياسية التي أعقبت ذلك قلق الأسواق وشركاء كوريا الجنوبية الدبلوماسيين إزاء قدرة البلاد على ردع جارتها الشمالية المسلحة نووياً. وعقد هان اجتماعاً لمجلس الوزراء ومجلس الأمن القومي، بعد وقت قصير من التصويت على مساءلة يون، أمس (السبت)، وتعهَّد بالحفاظ على الجاهزية العسكرية لمنع أي خرق للأمن القومي. وقال فيليب تيرنر، سفير نيوزيلندا السابق لدى كوريا الجنوبية، إن شركاء سيول يريدون رؤية قيادة مؤقتة يمكن الوثوق بها وتلتزم بالدستور في أقرب وقت ممكن.

لكنه قال إنه حتى مع وجود قائم بأعمال الرئيس، فسيواجه الشركاء الدوليون شهوراً من الغموض لحين انتخاب رئيس وتشكيل حكومة جديدة.

ولدى المحكمة الدستورية ما يصل إلى 6 أشهر لتقرر ما إذا كانت ستعزل يون أو تعيده إلى منصبه. وإذا تم عزله أو استقال، فسيتم إجراء انتخابات جديدة في غضون 60 يوماً بعد ذلك.

التداعيات الاقتصادية

وارتفعت الأسهم الكورية الجنوبية للجلسة الرابعة على التوالي، يوم الجمعة، على أمل أن تتحسَّن حالة الغموض السياسي بعد التصويت على المساءلة في البرلمان، حسبما أفادت به وكالة «رويترز» للأنباء. وقال زعيم الحزب الديمقراطي إن القضية الأكثر إلحاحاً هي الركود في الاستهلاك الناجم عن الطلب المحلي غير الكافي، وتقليص الحكومة لدورها المالي. ودعا إلى إنشاء مجلس استقرار وطني للحكم يضم الحكومة والبرلمان لمناقشة التمويل والاقتصاد وسبل العيش العامة. وكانت أزمة على خلفية مشكلات حول الميزانية واحدة من الأسباب التي ذكرها يون عند محاولة فرض الأحكام العرفية.