المستقلون والأحزاب الليبرالية الناشئة يفرضون هيمنتهم على مجلس النواب المصري الجديد

الأكثرية لـ«المصرين الأحرار».. والمرأة تصل إلى 85 مقعدًا.. والسلفيون 12 فقط

المستقلون والأحزاب الليبرالية الناشئة يفرضون هيمنتهم على مجلس النواب المصري الجديد
TT

المستقلون والأحزاب الليبرالية الناشئة يفرضون هيمنتهم على مجلس النواب المصري الجديد

المستقلون والأحزاب الليبرالية الناشئة يفرضون هيمنتهم على مجلس النواب المصري الجديد

أظهرت نتائج الانتخابات البرلمانية المصرية هيمنة المستقلين والأحزاب الليبرالية الناشئة على غالبية مقاعد مجلس النواب الجديد. وحصل حزب «المصريين الأحرار»، الذي أسسه رجل الأعمال نجيب ساويرس، على أكثرية مقاعد المجلس بـ65 مقعدا، يليه حزب «مستقبل وطن» بـ50 مقعدا، بينما هبط نصيب حزب «النور» السلفي إلى 12 مقعدا فقط.
ومن المقرر أن تعلن اللجنة العليا للانتخابات اليوم (الجمعة) النتائج الرسمية للمرحلة الثانية والأخيرة للانتخاب، والتي انتهت أول من أمس (الأربعاء). وقال المستشار عمر مروان، المتحدث باسم اللجنة، إن اللجنة تسلمت جميع نتائج فرز اللجان العامة والفرعية في الداخل لـ13 محافظة، جرت فيها جولة الإعادة للمرحلة الثانية.
ويتألف مجلس النواب من 568 عضوا ينتخبون بالاقتراع العام السري المباشر، بينهم 448 يفوزون في منافسات فردية و120 يفوزون من خلال قوائم، إضافة إلى نسبة 5 في المائة من الأعضاء يعينهم الرئيس المصري.
وأشارت المؤشرات الأولية لنتائج جولة الإعادة بالمرحلة الثانية إلى تفوق واضح للمرشحين المستقلين على مرشحي الأحزاب بنسبة كبيرة بعدما حصدوا 126 مقعدًا مقابل 87 مقعدا للحزبيين، عكس المرحلة الأولى التي حصد فيها مرشحو الأحزاب 108 مقاعد أمام 105 مقاعد للمستقلين.
ووفقا للأرقام التي أعلنتها الأحزاب المشاركة في الانتخابات، فقد تصدر حزب المصريين الأحرار المركز الأول لعدد المقاعد بـ65 مقعدًا.
ودشن ساويرس «المصريين الأحرار» في أبريل (نيسان) عام 2011 عقب ثورة 25 يناير (كانون الثاني)، وحصل في أول انتخابات برلمانية خاضها في نفس العام على 15 مقعدًا، ضمن 34 مقعدا حصل عليها تحالف «الكتلة المصرية».
وجاء في المركز الثاني حزب مستقبل وطن بـ50 نائبا، قابلة للزيادة حيث ينافس الحزب بأربعة مقاعد في دوائر مختلفة تقرر إعادة الانتخابات فيها بعد الطعن ببطلانهم.
ويرأس حزب مستقبل وطن الشاب محمد بدران، الذي كان رئيسا لاتحاد طلاب مصر ومثله في لجنة إعداد الدستور. وظهر بدران أكثر من مرة في لقاءات مع الرئيس السيسي، كما اصطحبه الرئيس أثناء افتتاحه قناة السويس الجديدة مطلع أغسطس (آب) الماضي على يخت «المحروسة».
وفي المركز الثالث للأحزاب جاء حزب الوفد الليبرالي العريق بـ45 مقعدا، تلاهم حزب «حماة وطن» بـ17 مقعدا، و«الشعب الجمهوري» بـ13 مقعدا، فحزب «المؤتمر» 12 نائبا، و«النور» السلفي 12 نائبا.
ومن بين الأحزاب الأقل تمثيلا جاءت أحزاب: «المحافظين» 6 مقاعد، «الحركة الوطنية» 5 مقاعد، «السلام الديمقراطي» 5 مقاعد، «المصري الديمقراطي الاجتماعي» 4 مقاعد، «مصر بلدي» 3 مقاعد، «مصر الحديثة» 3 مقاعد، «التجمع» مقعد وحيد، «الإصلاح والتنمية» مقعد وحيد.
ولا توجد فوارق كبيرة بين جميع تلك الأحزاب، التي تم تدشين معظمها حديثا. وقال الدكتور مصطفى كامل السيد، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، لـ«الشرق الأوسط» أمس إن النتائج التي تحققت أعادت تشكيل خريطة الأحزاب المصرية، بابتعاد القوى التقليدية والأحزاب العريقة، وكذلك أحزاب الإسلام السياسي، وظهور منافسين جدد أبرزهم حزب المصريين الأحرار، الذي يتمتع بقدرات مالية وتنظيمية عالية ولديه طموح كبير للهيمنة على الساحة السياسية في المستقبل.
كما استطاعت المرأة لأول مرة في المجالس النيابية حصد عدد كبير من المقاعد بفوزها بـ71 مقعدا في الانتخابات، بخلاف نصيبها من نسبة التعيينات، حيث أقر قانون مجلس النواب بأن يكون نصيب المرأة 14 مقعدا من إجمالي التعيينات، ليصبح مجموع مقاعدها في البرلمان الجديد 85 مقعدا، قابلة للزيادة في ظل بقاء 4 دوائر بالمرحلة الأولى من المقرر أن تجري عليهم الانتخابات الأسبوع المقبل بعد أن تم إيقافها على خلفية أحكام قضائية.
من جانبه، أكد الدكتور أحمد زكي بدر وزير التنمية المحلية أن نسبة المشاركة في المرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية وصلت إلى 22 في المائة، مشيرا إلى أن تلك النسبة أقل من نسبة المرحلة الأولى، التي قاربت على 30 في المائة.
وأضاف الوزير: «تمنيت أن تكون المشاركة أكبر من المواطنين، لكن في النهاية الانتخابات انتهت، وتم تحقيق الاستحقاق الثالث لخريطة الطريق التي وضعها الشعب المصري».
وكانت اللجنة العليا للانتخابات أشارت إلى أن نسبة المشاركة في المرحلة الأولى، قبل جولة الإعادة، بلغت 26 في المائة.



أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
TT

أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)

قدَّم تقرير أممي حديث عن أوضاع التعليم في مديرية رازح اليمنية التابعة لمحافظة صعدة؛ حيثُ المعقل الرئيسي للحوثيين شمالي اليمن، صورة بائسة حول الوضع الذي يعيش فيه مئات من الطلاب وهم يقاومون من أجل الاستمرار في التعليم، من دون مبانٍ ولا تجهيزات مدرسية، بينما يستخدم الحوثيون كل عائدات الدولة لخدمة قادتهم ومقاتليهم.

ففي أعماق الجبال المرتفعة في المديرية، لا يزال الأطفال في المجتمعات الصغيرة يواجهون التأثير طويل الأمد للصراعات المتكررة في المحافظة، والتي بدأت منتصف عام 2004 بإعلان الحوثيين التمرد على السلطة المركزية؛ إذ استمر حتى عام 2010، ومن بعده فجَّروا الحرب الأخيرة التي لا تزال قائمة حتى الآن.

الطلاب اليمنيون يساعدون أسرهم في المزارع وجلب المياه من بعيد (الأمم المتحدة)

وفي المنطقة التي لا يمكن الوصول إليها إلا من خلال رحلة برية تستغرق ما يقرب من 7 ساعات من مدينة صعدة (مركز المحافظة)، تظل عمليات تسليم المساعدات والوصول إلى الخدمات الأساسية محدودة، وفقاً لتقرير حديث وزعته منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)؛ إذ بينت المنظمة فيه كيف يتحمل الأطفال بشكل خاص وطأة الفرص التعليمية المحدودة، والمرافق المدرسية المدمرة.

مدرسة من دون سقف

وأورد التقرير الأممي مدرسة «الهادي» في رازح باعتبارها «مثالاً صارخاً» لتلك الأوضاع، والتي لا تزال تخدم مئات الطلاب على الرغم من الدمار الذي تعرضت له أثناء المواجهات بين القوات الحكومية والحوثيين، أثناء التمرد على السلطة المركزية؛ حيث تُركت هياكل خرسانية من دون سقف أو جدران.

ويؤكد مدير المدرسة -وفق تقرير «اليونيسيف»- أنها منذ أن أصيبت ظلت على هذه الحال، من ذلك الوقت وحتى الآن. ويقول إنهم كانوا يأملون أن يتم بناء هذه المدرسة من أجل مستقبل أفضل للطلاب، ولكن دون جدوى؛ مشيراً إلى أن بعض الطلاب تركوا الدراسة أو توقفوا عن التعليم تماماً.

مدرسة دُمّرت قبل 15 سنة أثناء تمرد الحوثيين على السلطة المركزية (الأمم المتحدة)

ويجلس الطلاب على أرضيات خرسانية من دون طاولات أو كراسي أو حتى سبورة، ويؤدون الامتحانات على الأرض التي غالباً ما تكون مبللة بالمطر. كما تتدلى الأعمدة المكسورة والأسلاك المكشوفة على الهيكل الهش، مما يثير مخاوف من الانهيار.

وينقل التقرير عن أحد الطلاب في الصف الثامن قوله إنهم معرضون للشمس والبرد والمطر، والأوساخ والحجارة في كل مكان.

ويشرح الطالب كيف أنه عندما تسقط الأمطار الغزيرة يتوقفون عن الدراسة. ويذكر أن والديه يشعران بالقلق عليه حتى يعود إلى المنزل، خشية سقوط أحد الأعمدة في المدرسة.

ويقع هذا التجمع السكاني في منطقة جبلية في حي مركز مديرية رازح أقصى غربي محافظة صعدة، ولديه مصادر محدودة لكسب الرزق؛ حيث تعمل أغلب الأسر القريبة من المدرسة في الزراعة أو الرعي. والأطفال -بمن فيهم الطلاب- يشاركون عائلاتهم العمل، أو يقضون ساعات في جلب المياه من بعيد، بسبب نقص مصادر المياه الآمنة والمستدامة القريبة، وهو ما يشكل عبئاً إضافياً على الطلاب.

تأثير عميق

حسب التقرير الأممي، فإنه على الرغم من التحديات والمخاوف المتعلقة بالسلامة، يأتي نحو 500 طالب إلى المدرسة كل يوم، ويحافظون على رغبتهم القوية في الدراسة، في حين حاول الآباء وأفراد المجتمع تحسين ظروف المدرسة، بإضافة كتل خرسانية في أحد الفصول الدراسية، ومع ذلك، فإن الدمار هائل لدرجة أن هناك حاجة إلى دعم أكثر شمولاً، لتجديد بيئة التعلم وإنشاء مساحة مواتية وآمنة.

واحد من كل 4 أطفال يمنيين في سن التعليم خارج المدرسة (الأمم المتحدة)

ويشير تقرير «يونيسيف»، إلى أن للصراع وانهيار أنظمة التعليم تأثيراً عميقاً على بيئة التعلم للأطفال في اليمن؛ حيث تضررت 2426 مدرسة جزئياً أو كلياً، أو لم تعد تعمل، مع وجود واحد من كل أربعة طلاب في سن التعليم لا يذهبون إلى المدرسة، كما يضطر الذين يستطيعون الذهاب للمدرسة إلى التعامل مع المرافق غير المجهزة والمعلمين المثقلين بالأعباء، والذين غالباً لا يتلقون رواتبهم بشكل منتظم.

وتدعم المنظمة الأممية إعادة تأهيل وبناء 891 مدرسة في مختلف أنحاء اليمن، كما تقدم حوافز لأكثر من 39 ألف معلم لمواصلة تقديم التعليم الجيد، ونبهت إلى أنه من أجل ترميم أو بناء بيئة مدرسية أكثر أماناً للأطفال، هناك حاجة إلى مزيد من الموارد.