معصوم: دور البيشمركة في تحرير الموصل.. وليس الرقة

الرئيس العراقي قال إنه يقف مع العبادي وتنحيه يضر بمصلحة العراق

الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند مرحبا بالرئيس العراقي فؤاد معصوم في قصر الإليزيه في باريس أمس (رويترز)
الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند مرحبا بالرئيس العراقي فؤاد معصوم في قصر الإليزيه في باريس أمس (رويترز)
TT

معصوم: دور البيشمركة في تحرير الموصل.. وليس الرقة

الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند مرحبا بالرئيس العراقي فؤاد معصوم في قصر الإليزيه في باريس أمس (رويترز)
الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند مرحبا بالرئيس العراقي فؤاد معصوم في قصر الإليزيه في باريس أمس (رويترز)

في رد على الأصوات الكردية التي أعلنت استعداد أكراد العرق للمشاركة في عملية تحرير الرقة السورية من أيدي «داعش»، اعتبر الرئيس العراقي فؤاد معصوم أن هذه المسؤولية تقع على السوريين، بينما مهمة كل القوات العراقية التي تقاتل «داعش» هي بالأساس تحرير الموصل وكل المناطق العراقية التي يحتلها تنظيم داعش.
وجاء كلام الرئيس العراقي في اليوم الأخير من زيارته لفرنسا والتي كان غرضها الأول تمثيل العراق في قمة المناخ التي تستضيفها فرنسا حتى 11 من الشهر الحالي. والتقى معصوم الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في قصر الإليزيه، كما سبق أن اجتمع بالرئيس السابق نيكولا ساركوزي. ويوم الاثنين، اجتمع على هامش القمة في ضاحية لو بورجيه برئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون وبالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والفلسطيني محمود عباس.
وقال معصوم في رده علي سؤال لـ«الشرق الأوسط» بشأن الأزمة السياسية التي تعصف بالعراق والتي تستهدف رئيس الوزراء حيدر العبادي، إن اللائمة تقع على الإعلام الذي يخلق المشكلات. لكنه في الوقت نفسه عبر عن رفضه للهجوم الذي يستهدف العبادي وعن معارضته للمطالب التي تدعو إلى استقالته أو تنحيته. وحجة رئيس الجمهورية الرئيسية أن «تغييره في الوقت الحاضر أمر غير ممكن من ناحية المصلحة القومية العراقية، لأنه إذا أقيل من منصبه سنحتاج لخمسة أو ستة أشهر للاتفاق على بديل له». وأضاف معصوم أنه خلال هذه الفترة ستتحول الحكومة إلى حكومة تصريف أعمال لا تستطيع الاتفاق على أي قرار أو اتفاقية، بينما العراق في مواجهة «داعش» لذا، فإن العبادي باق في موقعه.
ورأى معصوم أن المجموعة السياسية التي تسعى للتخلص من العبادي في إشارة إلى رئيس الوزراء السابق نوري المالكي ونواب دولة القانون ليست لديهم الإمكانيات أي عدد النواب في البرلمان لتغيير رئيس الحكومة. يضاف إلى ذلك، أنه في حال خرج العبادي من رئاسة الحكومة، فالسؤال المطروح: «من سيكون البديل، من الدعوة أو من خارجها؟ ومن من الخارج؟» ليخلص إلى القول إن «العراق ليس في مرحلة انتخابات تشريعية لنرى النتائج ونعرف كيف نتصرف».
وفي السياق العسكري، وبعد قرار وزير الدفاع الأميركي أول من أمس إرسال قوة أرضية أميركية إلى العراق تضاف إلى ما يزيد على ثلاثة آلاف جندي وخبير موجودين حاليا هناك، شدد الرئيس العراقي على نقطتين أساسيتين: الأولى، أن للعراق من القوات الأرضية ما يكفي للسيطرة على الأراضي وطرد قوات «داعش»، والثاني، أن إرسال قوات أرضية «يتطلب تنسيقا مع الحكومة العراقية». لكنه اعتبر في الوقت نفسه أن قرارا كهذا ليس بحاجة لأن يعرض على البرلمان لكي يتم إقراره بسبب وجود اتفاقية سابقة بين العراق والولايات المتحدة الأميركية تتيح للطرف الثاني توفير المساعدة العسكرية لبغداد.
ولا يجد فؤاد معصوم تعارضا بين ما يقوم به التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن من عمليات عسكرية جوية ضد مواقع «داعش» في العراق منذ شهر سبتمبر (أيلول) عام 2014 وبين قيام لجنة تنسيق لتبادل المعلومات الأمنية والاستخبارية وهي تتشكل من روسيا وإيران والعراق وسوريا. وكشف رئيس الجمهورية العراقية أن إيران طلبت أن يكون مقر اللجنة في دمشق، لكنه أصر شخصيا أن يكون المقر في بغداد وهذا ما حصل كما أن من يدير أعمالها هو عراقي.
وحول السبب وراء التأخر في إخراج «داعش» من المناطق التي احتلتها وخصوصا من الرمادي ومن محافظة الأنبار قال معصوم إن أهم الأسباب تكمن في أن تنظيم داعش يقوم بحرب عصابات وليس بحرب كلاسيكية مما يمكن مقاتلي التنظيم من أن يكونوا سريعي الحركة بحيث أنهم يختفون ثم يظهرون ويصعب ضبطهم في مناطق صحراوية شاسعة ذات حدود مشتركة مع ثلاثة بلدان هي السعودية والأردن وسوريا. بيد أنه، رغم هذه الصعوبات ومراوحة القوات العراقية مكانها لأشهر كثيرة، يبدو معصوم متفائلا إذ اعتبر أن تحرير الموصل والأنبار «يشكل المهام الرئيسية» للقوات العراقية بمختلف تشكيلاتها وأن ذلك لن يأخذ كثيرا من الوقت من غير أن يحدد سقفا زمنيا معينا.
ويبدو الرئيس معصوم من المعارضين لتدخل البيشمركة العراقية في الشؤون السورية. لذلك، فإنه ينصحها بعدم اجتياز الحدود للمساهمة في تحرير الرقة وهو ما أبدى مسؤولون من الميليشيا الكردية الاستعداد للمساهمة فيه مفسرا إحجام البيشمركة عن الاقتراب من الموصل بالعسي لتجنب بروز نزاع كردي عربي في حال حصلت «تصرفات غير لائقة» في المدينة الشمالية الكبيرة التي سقطت بأيدي «داعش» في ربيع العام 2014.
بالمقابل، اعتبر معصوم أن التحرر من فكر «داعش» لن يكون أمرا سهلا. لذا، فإن التخلص من الفكر المتطرف يحتاج، بنظره، لخطة تعليمية وتربوية بما فيها إعادة النظر بالمناهج التعليمية ولدور كبير لرجال الدين الذين دعاهم لتقديم الدين بشكل عصري.
أما بالنسبة للخلاف الكردي على انتخاب رئيس جديد للإقليم، فقد رأى معصوم وهو نفسه كردي، أن الأطراف المتنازعة وصلت إلى شبه اتفاق أساسه التمديد عامين لرئيس الإقليم مسعود برزاني حتى يحين موعد انتخابات السلطة التشريعية في الإقليم، مشيرا إلى أن بعض الكتل يربط قبوله بتخلي برزاني عن بعض صلاحياته. وخلص إلى أنه لعب دورا في تقريب وجهات النظر بصدد مشكلة لم يعد يبدو أن حلها صعب.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.