بوتين يكشف أسرار مباحثاته مع أوباما حول الأزمة السورية.. وسبب إسقاط القاذفة الروسية

«تلاسن» بين قادروف وأبناء الجالية الشيشانية في تركيا

صورة اقتطعت من شريط فيديو على موقع وزارة الدفاع الروسية أمس تظهر مهندسين روسا يعملون على تجهيز طائرة «سو - 34» بقاعدة حميميم العسكرية (رويترز)
صورة اقتطعت من شريط فيديو على موقع وزارة الدفاع الروسية أمس تظهر مهندسين روسا يعملون على تجهيز طائرة «سو - 34» بقاعدة حميميم العسكرية (رويترز)
TT

بوتين يكشف أسرار مباحثاته مع أوباما حول الأزمة السورية.. وسبب إسقاط القاذفة الروسية

صورة اقتطعت من شريط فيديو على موقع وزارة الدفاع الروسية أمس تظهر مهندسين روسا يعملون على تجهيز طائرة «سو - 34» بقاعدة حميميم العسكرية (رويترز)
صورة اقتطعت من شريط فيديو على موقع وزارة الدفاع الروسية أمس تظهر مهندسين روسا يعملون على تجهيز طائرة «سو - 34» بقاعدة حميميم العسكرية (رويترز)

في مؤتمره الصحافي الذي عقده في باريس قبيل مغادرته العاصمة الفرنسية بعد مشاركته في قمة التغيرات المناخية كشف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن أهم النقاط التي تطرقت إليها مباحثاته مع نظيره الأميركي باراك أوباما والتي دامت لقرابة نصف الساعة.
قال بوتين إن الطرفين اتفقا حول ضرورة التركيز على التسوية السياسية. وأكد الرئيس الروسي على الكثير من النقاط المشتركة التي تجمعهما مع الرئيس أوباما تجاه «الفهم المشترك حول التسوية السياسية في سوريا». ونقلت وكالة «سبوتنيك» عن الرئيس الروسي، قوله: «لقد تحدثنا عن سوريا، قبل كل شيء، وبالتحديد عما ينبغي أن يكون في مركز اهتمامنا في المستقبل القريب، وأقصد قائمة المنظمات التي نعتقد أنها إرهابية، وقائمة المنظمات التي تعتبر ممثلة لـ(الجزء السليم) من المعارضة، وتحدثنا عن تكتيك عملنا المشترك على هذا المسار السياسي، وبشكل عام، أعتقد أن هناك تفهمًا حول التوجهات التي يجب أن نقصدها». وأضاف: «إن كان يجب أن نتحدث عن ضرورة التوصل إلى تسوية سياسية، فمن الضروري العمل على دستور جديد وانتخابات جديدة ومراقبة نتائجها»، وهو ما كانت «الشرق الأوسط» أشارت إليه بالأمس من موسكو.
وحول العلاقات مع تركيا أعرب بوتين عن أسفه تجاه تدهورها، ولا سيما «لأنه شخصيًا فعل الكثير لبناء العلاقات المشتركة بين البلدين على مدى فترة طويلة من الزمن»، على حد تعبيره. وأشار بوتين إلى تلقيه «تأكيدات من الجانب التركي بأن قرار إسقاط الطائرة الروسية داخل الأراضي السورية لم يتخذه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بل أشخاص آخرون»، لكنه سرعان ما تدارك ذلك ليقول إنه «بالنسبة لروسيا، لا يهم من قرر إسقاط الطائرة (سو – 24) فهو بأي حال (خطأ كبير)، وكانت (نتيجة هذا العمل الإجرامي مقتل اثنين من جنودنا)». ولم يغفل الرئيس الروسي الحديث عن «فضيحة اتجار تركيا في النفط الذي يسرقه (داعش) من الأراضي السورية والعراقية»، على حد قوله، حيث قال إن «روسيا تلقت دليلاً إضافيًا على أن كمية كبيرة من النفط الذي يستخرجه (داعش) تصل إلى الأراضي التركية». وكشف عن سر إسقاط الطائرة الروسية «سو - 24» يوم 24 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، فقال إن «إسقاط الطائرة كان يهدف لتأمين سير وعبور النفط الذي يستخرجه تنظيم داعش في سوريا للوصول إلى الموانئ التي يصدر منها».
ونقلت وكالة أنباء «إنترفاكس» عن الرئيس الروسي قوله: «إن ما يدّعيه الأتراك من أنهم يحمون التركمان الموجودين في سوريا مجرد ذريعة، وإن كل من التقيتهم يشاطروننا الرأي بأنه لم تكن هناك ضرورة لإسقاط طائرتنا، التي لم تكن تمثل تهديدًا لتركيا». واتهم الرئيس الروسي سياسيين أتراكًا بـ«استخدام الإرهابيين لتحقيق أهدافهم السياسية على المدى القصير»، وهو ما كان يحول دون إنشاء تحالف واسع لمكافحة تنظيم داعش، في حين ألقى باللوم على السلطات التركية التي تؤوي عناصر التنظيمات الإرهابية التي هربت من شمال القوقاز وعددًا من المناطق الروسية الأخرى إلى تركيا. وقال بوتين، إنه ناقش كل هذه القضايا مع من التقاهم من الزعماء على هامش أعمال قمة باريس.
ونقلت وكالات الأنباء ووسائل الإعلام الروسية ما قاله الرئيس التركي رجب طيب إردوغان حول أنه يتحدى الرئيس الروسي في حال أثبت ما يقوله حول تورط السلطات التركية في تهريب النفط. وكان إردوغان قال: «إذا زعمتم شيئًا، عليكم أن تثبتوه». ومضى ليقول: «عليكم أن تضعوا وثائقكم على الطاولة إذا كان لديكم أي منها. دعونا نرَ الوثائق». وأضاف: «إننا نتصرف بصبر. الإدلاء بتصريحات انفعالية غير إيجابي لدولتين وصلتا لموقف يمكن اعتباره شراكة استراتيجية». ونقلت الوكالات الروسية، ومنها وكالة «نوفوستي»: «تعهد إردوغان كذلك بالتنحي، إذا كانت مزاعم شراء تركيا النفط من التنظيم (صحيحة)»، مشيرًا إلى ضرورة أن «يقوم بوتين بالمثل إذا كان خاطئًا». وكان الرئيس بوتين كشف عن تورط تركيا في هذه القضية مرتين، الأولى وكانت بشكل غير مباشر، حين أشار خلال مشاركته في قمة العشرين بوجود بلدان مشاركة في القمة متورطة في العلاقات غير المشروعة مع الإرهابيين من «داعش» وقال بوجود الصور التي التقطتها الأقمار الصناعية الروسية لقوافل صهاريج النفط التي تتحرك من الأراضي السورية إلى داخل الأراضي التركية، والثانية في مؤتمره الصحافي مع نظيره الفرنسي فرنسوا هولاند في الكرملين يوم الخميس الماضي.
وفي معرض التعليق على سلبيات السلطات التركية اتهم الرئيس الشيشاني رمضان قادروف على صفحته في موقع «إنستغرام»، القيادة التركية بإيواء الإرهابيين الهاربين من الشيشان وعدم رعاية أبناء الشيشان الذين اختاروا الإقامة في تركيا. وقال إن تركيا لم تشيد مدرسة واحدة أو روضة أطفال أو مسجدًا في الشيشان. ونقل موقع «مركز القوقاز» الإلكتروني عن أبناء الجالية الشيشانية في تركيا احتجاجاتهم على ما قاله الرئيس الشيشاني في حق السلطات التركية. وقال إن الغالبية العظمى من أبناء الجالية الشيشانية في تركيا يعربون عن عالي تقديرهم لما تشملهم هذه السلطات به من رعاية واهتمام، مؤكدين تأييدهم لهذه الدولة التي أغدقت دعمها ورعايتها على أجدادهم الذين هاجروا إليها في القرن التاسع عشر.



محمد حيدر... «البرلماني الأمني» والقيادي الاستراتيجي في «حزب الله»

صورة متداولة لمحمد حيدر
صورة متداولة لمحمد حيدر
TT

محمد حيدر... «البرلماني الأمني» والقيادي الاستراتيجي في «حزب الله»

صورة متداولة لمحمد حيدر
صورة متداولة لمحمد حيدر

خلافاً للكثير من القادة الذين عاشوا في الظل طويلا، ولم يفرج عن أسمائهم إلا بعد مقتلهم، يعتبر محمد حيدر، الذي يعتقد أنه المستهدف بالغارة على بيروت فجر السبت، واحداً من قلائل القادة في «حزب الله» الذين خرجوا من العلن إلى الظل.

النائب السابق، والإعلامي السابق، اختفى فجأة عن مسرح العمل السياسي والإعلامي، بعد اغتيال القيادي البارز عماد مغنية عام 2008، فتخلى عن المقعد النيابي واختفت آثاره ليبدأ اسمه يتردد في دوائر الاستخبارات العالمية كواحد من القادة العسكريين الميدانيين، ثم «قائداً جهادياً»، أي عضواً في المجلس الجهادي الذي يقود العمل العسكري للحزب.

ويعتبر حيدر قائداً بارزاً في مجلس الجهاد في الحزب. وتقول تقارير غربية إنه كان يرأس «الوحدة 113»، وكان يدير شبكات «حزب الله» العاملة خارج لبنان وعين قادة من مختلف الوحدات. كان قريباً جداً من مسؤول «حزب الله» العسكري السابق عماد مغنية. كما أنه إحدى الشخصيات الثلاث المعروفة في مجلس الجهاد الخاص بالحزب، مع طلال حمية، وخضر يوسف نادر.

ويعتقد أن حيدر كان المستهدف في عملية تفجير نفذت في ضاحية بيروت الجنوبية عام 2019، عبر مسيرتين مفخختين انفجرت إحداهما في محلة معوض بضاحية بيروت الجنوبية.

عمال الإنقاذ يبحثون عن ضحايا في موقع غارة جوية إسرائيلية ضربت منطقة البسطة في قلب بيروت (أ.ب)

ولد حيدر في بلدة قبريخا في جنوب لبنان عام 1959، وهو حاصل على شهادة في التعليم المهني، كما درس سنوات عدة في الحوزة العلمية بين لبنان وإيران، وخضع لدورات تدريبية بينها دورة في «رسم وتدوين الاستراتيجيات العليا والإدارة الإشرافية على الأفراد والمؤسسات والتخطيط الاستراتيجي، وتقنيات ومصطلحات العمل السياسي».

بدأ حيدر عمله إدارياً في شركة «طيران الشرق الأوسط»، الناقل الوطني اللبناني، ومن ثم غادرها للتفرغ للعمل الحزبي حيث تولى مسؤوليات عدة في العمل العسكري أولاً، ليتولى بعدها موقع نائب رئيس المجلس التنفيذي وفي الوقت نفسه عضواً في مجلس التخطيط العام. وبعدها بنحو ثماني سنوات عيّن رئيساً لمجلس إدارة تلفزيون «المنار».

انتخب في العام 2005، نائباً في البرلمان اللبناني عن إحدى دوائر الجنوب.