ابتكار جهاز استشعار إلكتروني لرصد مشكلات مكيفات الهواء

يستمع إلى الاهتزازات الصادرة عنها ويرتبط بتطبيق على «آيفون»

جهاز الفحص (أوغوسكوب)
جهاز الفحص (أوغوسكوب)
TT

ابتكار جهاز استشعار إلكتروني لرصد مشكلات مكيفات الهواء

جهاز الفحص (أوغوسكوب)
جهاز الفحص (أوغوسكوب)

إذا كنت قد حاولت مسبقًا تشخيص مشكلة في سيارة عن طريق الاستماع إليها أثناء تشغيلها، فإنك تمتلك نفس الشعور الذي تمتلكه شركة ناشئة تدعى «أوغوري» بفعله. إذ وبدلا من وجود آذان بشرية للاهتمام بصوت الآلة، تحلل شركة «أوغوري» الاهتزازات وأصوات الموجات فوق الصوتية لمعرفة سبب اعتلال الآلات الضخمة.
وتستخدم الشركة - ومقرها نيويورك بأميركا - تطبيقا على هاتف «آي فون»، وجهازا صغيرا، ومستشعرا لتسجيل أصوات المحركات والمضخات، ومن ثم مقارنة البيانات بالتسجيلات القديمة للآلة بغرض تحديد إذا ما كان الصوت الجديد الذي يجري تحليله يدل على أنها تعمل بشكل جيد أم لا، أو ما هو العيب إذا كانت الآلة لا تعمل جيدا.
وفي الوقت الراهن، تركز شركة أوغوري Augury على تشخيص أنظمة التدفئة والتهوية والتبريد بالمباني التجارية. وتعتقد الشركة أن تقنيتها يمكن أن تساعد الفنيين، كما تخفض تكاليف صيانة المباني مع مرور الوقت. ولأن معظم الأعطال لا تحدث بين عشية وضحاها، ترى «أوغوري» أنها أيضًا تتيح لك معرفة العيوب قبل أن تصبح مشكلة تتكلف الكثير من المال لإصلاحها.
ومن أجل تشخيص المشكلة عبر «أوغوري»، يعلق الفني جهاز استشعار مغناطيسيًا بجسم الآلة - مضخة، أو مروحة، أو وحدة تكييف هواء مركزية حتى الآن، لأن «أوغوري» تنسجم مع أصوات تلك الآلات. ويتصل المستشعر مباشرة بجهاز تطلق «أوغوري» عليه اسم «أوغوسكوب» Auguscope، وهو يستقبل بيانات عن الاهتزازات وأصوات الموجات فوق الصوتية، ومن ثم يرسل تلك المعلومات إلى هاتف «آي فون» متصل به، حيث يقوم تطبيق على الهاتف بتحليلها على خوادم «أوغوري»، ويقارنها بالتسجيلات الأخرى المأخوذة في الماضي لتلك الآلة والآلات الأخرى المشابهة. وبعد ذلك، يمكن للتطبيق تزويد الفني بالتشخيص للمشكلة.
ويمكن للفنيين أيضًا تحريك المستشعر إلى أجزاء أخرى من الآلة للتسجيل من أماكن مختلفة، وذلك لمساعدته في تحديد مكان المشكلة. وإذا حدث مثلا أثناء الاختبار، أن استطاع المستشعر تشخيص وتحديد مكان صدع في العمود الدوار بمحرك، فإن ذلك سيؤدي إلى إصلاح الصدع بتكلفة أقل بكثير من استبدال المحرك نفسه.
وفي نهاية المطاف، تأمل الشركة في استخدام قدرات «أوغوري» في الأجهزة الاستهلاكية، حتى تتيح لك معرفة متى تحتاج إلى استبدال قطعة من غسالة أو ثلاجة.
وذكر كريس ميشيفسكي، أستاذ بجامعة كوينز في أونتاريو، يدرس التكييف وتشخيص العيوب على أساس الذبذبات، أن الفكرة الرئيسية وراء «أوغوري» ليست فريدة من نوعها. لكن تقنيتها في مقارنة التسجيلات الجديدة بالتسجيلات القديمة يمكن أن تكون مفيدة إذا جرت المقارنات على الآلات الصحيحة - ليس فقط الآلات المشابهة، ولكن أيضًا التي تعمل في ظل ظروف تشغيل مشابهة جدا.
وإذا كان الأمر كذلك، كما يقول ميشيفسكي لمجلة «تكنولوجي ريفيو» فإن «هذا يكون مفيدا لنا، حيث إنه لا يشير فقط إلى مجرد وجود عيب، لكنه أيضًا يحدد طبيعة الخطأ بالضبط».



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».