خطيب جمعة النجف: تقسيم العراق مرفوض و«داعش» لا يمثل أهل السنة

معارك حديثة تستعر والقوات العراقية تطهر غرب الرمادي

خطيب جمعة النجف: تقسيم العراق مرفوض و«داعش» لا يمثل أهل السنة
TT

خطيب جمعة النجف: تقسيم العراق مرفوض و«داعش» لا يمثل أهل السنة

خطيب جمعة النجف: تقسيم العراق مرفوض و«داعش» لا يمثل أهل السنة

تمكنت القوات الأمنية العراقية من تحرير منطقة البوحياة الاستراتيجية والتابعة لمدينة حديثة غرب الرمادي من سطوة تنظيم داعش، الأمر الذي مكَّن القوات العراقية من فتح الطريق الممتد بين مدينتي البغدادي وحديثة، وفك الحصار الذي فرضه التنظيم على المدينتين لأكثر من سنة، فيما شن المسلحون هجومًا لاستعادة السيطرة عليها.
وفي كربلاء، أكد خطيب «جمعة النجف» صدر الدين القبانجي إن الحديث عن تقسيم العراق مرفوض، وعده «تدخلا بالشأن العراقي». وأشار إلى أن «أهل الأنبار والموصل يطلبون دائمًا من المرجعية التدخل لدى الحكومة من أجل الإسراع بتحرير مدنهم من سطوة (داعش) الذي لا يمثل أهل السنة وليس بديلا عنهم». ميدانيا، أعلن قائد عمليات الجزيرة والبادية اللواء الركن علي إبراهيم دبعون، عن مقتل خمسة عناصر من «داعش» وتدمير عجلة تحمل سلاحًا أحادية، بإحباط هجوم لمسلحي التنظيم على منطقة البوحياة. وقال إن «قوة من الفرقة السابعة بالجيش تمكنت من صد هجوم واسع للتنظيم على منطقة البوحياة شرق مدينة حديثة (160 كيلومترا غرب الرمادي)، مما أسفر عن مقتل خمسة عناصر من التنظيم وتدمير عجلة تحمل سلاحًا أحادية».
وأضاف أن «العشرات من مسلحي التنظيم الإرهابي انسحبوا من المعركة بعد تكبدهم خسائر مادية وبشرية كبيرة، ولم يستطيعوا الوقوف أمام نيران قواتنا التي فتحت عليهم من كل جانب».
وأشار إلى أن قواته تمكنت من تفجير العشرات من العبوات الناسفة، فضلا عن تطهير الكثير من المنازل في منطقة البوحياة غرب الرمادي، كما تمكنت أيضًا من تفجير كدسين للعبوات والألغام وتدمير 4 منصات لإطلاق الصواريخ في المنطقة المذكورة نفسها، كما دمرت عجلة تحمل رشاشًا بمنطقة الربعي خلال قصف مدفعي. وتسيطر القوات الأمنية ومقاتلي العشائر على مدينة حديثة وناحية البغدادي غرب الأنبار، فيما تواصل تلك القوات عملياتها العسكرية لتطهير بعض المناطق والقرى المحيطة بهما، التي توجد فيها جيوب للتنظيم بحسب مصادر أمنية. في غضون ذلك، قال آمر لواء الأسد العميد حمد الدليمي إن «قوة من اللواء المشكل من أبناء عشائر محافظة الأنبار، نفذت عملية نوعية في قرية (السحل) ضمن ناحية البغدادي (90 كلم غرب الرمادي) تمكنت خلالها من فك الحصار عن 40 مدنيًا كانوا محاصرين لدى (داعش)».
وأضاف أن من بين المدنيين 23 امرأة وأطفالا وكبارًا في السن، حيث تم تأمين وصولهم إلى أقرباء لهم في ناحية البغدادي».
يُذكر أن لواء الأسد المشكل من أبناء عشائر الأنبار يشارك بعمليات عسكرية إلى جانب القوات الأمنية ضد التنظيم في ناحيتي البغدادي وبروانة التابعتين لقضاء حديثة غرب الأنبار.
وعن العمليات العسكرية الحالية لتحرير الرمادي، أعلن مجلس قضاء الخالدية إن القوات العراقية المشتركة تمكنت من تطهير منطقة الرمليّة، البوابة الشرقية لمدينة الرمادي، ورفعت العلم العراقي فوق مبانيها الحكومية.
وقال رئيس المجلس علي داود إن «القوات الأمنية من الجيش والشرطة ومقاتلي العشائر وبدعم من طيران التحالف تمكنوا، ظهر أمس، من تطهير منطقة الرمليّة القريبة من جزيرة الخالدية (20 كيلومترا شرق الرمادي) من سيطرة (داعش) ورفع العلم العراقي فوق مبانيها الحكومية بعد معارك شرسة مع عناصر التنظيم»، مبينًا أن «المعارك أسفرت عن مقتل العشرات من المسلحين».
وأضاف أن «القوات الأمنية دكت معاقل التنظيم بالمدفعية والصواريخ وعبر الطلعات الجوية لطائرات التحالف الدولي في منطقة المقبرة وسط الرملية، مما أسفر عن تدمير العشرات من العجلات التي يستخدمها التنظيم وتفجير منصات صواريخه». وأشار إلى أن «الأيام القليلة المقبلة ستشهد تطورًا كبيرًا وإيجابيًا في معارك تطهير الرمادي وما تبقى من مناطقها المحيطة بعد انهيار خلايا الإرهاب وهروب قادتهم إلى سوريا».
على صعيد آخر، أكد خطيب جمعة النجف صدر الدين القبانجي إن الحديث عن تقسيم العراق مرفوض، وعده «تدخلا بالشأن العراقي». وأشار إلى أن «أهل الأنبار والموصل يطلبون دائمًا من المرجعية التدخل لدى الحكومة من أجل الإسراع بتحرير مدنهم من سطوة (داعش)، الذي لا يمثل أهل السنة وليس بديلا عنهم.
وقال القبانجي خلال خطبة صلاة الجمعة في مدينة كربلاء إن «الحديث عن تقسيم العراق مرفوض ولا يمت إلى واقع الإخوة الوطنية ولا التعايش الأخوي عبر القرون»، مبينًا أن «العراق جسم واحد ولا يجوز تقطيعه والحديث عن التقسيم يخدش عزة العراقيين ولا أحد يقبل به».
وأضاف القبانجي أن «زيارة رئيس الجمهورية العراقية فؤاد معصوم إلى إيران مُرحَّب بها في الوقت الحالي، ومهمة لعلاقات البلدين، وهي تعبير حقيقي عن مصالح وتبادل ومصير مشترك».
من جانب آخر، بين القبانجي أن «تنظيم داعش لا يمثل أهل السنة وليس بديلة عنهم، وأن أهل السنّة يريدون التخلص من التنظيم وهم يطلبون من المرجعية التدخل لتحرير الأنبار والموصل من هذه العصابات»، مؤكدًا أن «(داعش) داعية انفصال وكراهية وتمثل التخلف المدني ولا تستطيع أن تبني دولة حضارية، وهي عصابة تعيش على اللصوصية».



ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
TT

ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)

تبنّت الجماعة الحوثية إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من اعترافها بتلقي ثلاث غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

وفي حين أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض الصاروخ الحوثي، يُعد الهجوم هو الثاني في السنة الجديدة، حيث تُواصل الجماعة، المدعومة من إيران، عملياتها التصعيدية منذ نحو 14 شهراً تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

وادعى يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، في بيان مُتَلفز، أن جماعته استهدفت بصاروخ فرط صوتي من نوع «فلسطين 2» محطة كهرباء «أوروت رابين» جنوب تل أبيب، مع زعمه أن العملية حققت هدفها.

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، أنه «بعد انطلاق صفارات الإنذار في تلمي اليعازر، جرى اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن قبل عبوره إلى المناطق الإسرائيلية».

ويوم الجمعة الماضي، كان الجيش الإسرائيلي قد أفاد، في بيان، بأنه اعترض صاروخاً حوثياً وطائرة مُسيّرة أطلقتها الجماعة دون تسجيل أي أضرار، باستثناء ما أعلنت خدمة الإسعاف الإسرائيلية من تقديم المساعدة لبعض الأشخاص الذين أصيبوا بشكل طفيف خلال هروعهم نحو الملاجئ المحصَّنة.

وجاءت عملية تبنِّي إطلاق الصاروخ وإعلان اعتراضه، عقب اعتراف الجماعة الحوثية باستقبال ثلاث غارات وصفتها بـ«الأميركية البريطانية»، قالت إنها استهدفت موقعاً شرق مدينة صعدة، دون إيراد أي تفاصيل بخصوص نوعية المكان المستهدَف أو الأضرار الناجمة عن الضربات.

مقاتلة أميركية على متن حاملة طائرات في البحر الأحمر (أ.ب)

وإذ لم يُعلق الجيش الأميركي على الفور، بخصوص هذه الضربات، التي تُعد الأولى في السنة الجديدة، كان قد ختتم السنة المنصرمة في 31 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، باستهداف منشآت عسكرية خاضعة للحوثيين في صنعاء بـ12 ضربة.

وذكرت وسائل الإعلام الحوثية حينها أن الضربات استهدفت «مجمع العرضي»؛ حيث مباني وزارة الدفاع اليمنية الخاضعة للجماعة في صنعاء، و«مجمع 22 مايو» العسكري؛ والمعروف شعبياً بـ«معسكر الصيانة».

106 قتلى

مع ادعاء الجماعة الحوثية أنها تشن هجماتها ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، في سياق مناصرتها للفلسطينيين في غزة، كان زعيمها عبد الملك الحوثي قد اعترف، في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وأن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

وكانت الولايات المتحدة قد أنشأت، في ديسمبر 2023، تحالفاً سمّته «حارس الازدهار»؛ ردّاً على هجمات الحوثيين ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها الجوية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، بمشاركة بريطانيا في بعض المرات؛ أملاً في إضعاف قدرات الجماعة الهجومية.

دخان يتصاعد من موقع عسكري في صنعاء خاضع للحوثيين على أثر ضربة أميركية (أ.ف.ب)

واستهدفت الضربات مواقع في صنعاء وصعدة وإب وتعز وذمار، في حين استأثرت الحديدة الساحلية بأغلبية الضربات، كما لجأت واشنطن إلى استخدام القاذفات الشبحية، لأول مرة، لاستهداف المواقع الحوثية المحصَّنة، غير أن كل ذلك لم يمنع تصاعد عمليات الجماعة التي تبنّت مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ نوفمبر 2023.

وأدّت هجمات الحوثيين إلى إصابة عشرات السفن بأضرار، وغرق سفينتين، وقرصنة ثالثة، ومقتل 3 بحارة، فضلاً عن تقديرات بتراجع مرور السفن التجارية عبر باب المندب، بنسبة أعلى من 50 في المائة.

4 ضربات إسرائيلية

رداً على تصعيد الحوثيين، الذين شنوا مئات الهجمات بالصواريخ والطائرات المُسيرة باتجاه إسرائيل، ردّت الأخيرة بأربع موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة الحوثية بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

كذلك تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ، في 19 ديسمبر الماضي، وإصابة نحو 23 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في 21 من الشهر نفسه.

زجاج متناثر في مطار صنعاء الدولي بعد الغارات الجوية الإسرائيلية (أ.ب)

واستدعت هذه الهجمات الحوثية من إسرائيل الرد، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتيْ توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء؛ ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر الماضي، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.