بدل الرواتب.. «حماس» تقرر توزيع أراضي الدولة على موظفيها والحكومة ترفض

«فتح» تهاجم تركيا بعد منع الطيراوي من دخول أراضيها

بدل الرواتب.. «حماس» تقرر توزيع أراضي الدولة على موظفيها والحكومة ترفض
TT

بدل الرواتب.. «حماس» تقرر توزيع أراضي الدولة على موظفيها والحكومة ترفض

بدل الرواتب.. «حماس» تقرر توزيع أراضي الدولة على موظفيها والحكومة ترفض

قال مسؤول في حركة حماس إن حركته ستوزع على موظفي الحركة، التابعين لحكومتها السابقة، والذين لم يتقاضوا أجزاء من رواتبهم جراء الخلاف مع الحكومة الفلسطينية الحالية، مئات من دونمات الأراضي الحكومية في غزة، في خطوة رفضتها فورا حكومة التوافق.
وقال زياد الظاظا، وزير المالية الأسبق وعضو المكتب السياسي لحركة حماس، إن مشروع توزيع الأراضي على الموظفين الذين لهم مستحقات على الحكومة سيبدأ خلال الأسابيع القليلة المقبلة، مضيفا خلال ورشة عمل بعنوان «أزمة الرواتب وسبل الحلول» نظمتها كلية العودة الجامعية بغزة أمس، أن «توزيع الأراضي سيتم وفق آلية تقدرها الأجهزة الحكومية».
وتحدث الظاظا، الذي سبق لرئيس الوزراء الفلسطيني، رامي الحمد الله، أن اتهمه بأنه من يدير الحكومة في قطاع غزة، وبأنه لا يسمح للحكومة الرسمية بالعمل هناك، عن نحو 1200 دونم، معربا عن أمله في أن تكون كافية لحل مشكلات كل الموظفين، الذين ضحوا خلال السنوات الماضية، وتابع مبررا هذه الخطوة بقوله إن «الاحتلال البريطاني كان يستخدم هذا الأمر، وكذلك الرئيس الراحل ياسر عرفات، وهي عملية ليست بالجديدة على الإطلاق».
وهاجم الظاظا رئيس الوزراء الحمد الله، وقال إنه لا يملك كلمة على غزة، وإن سكان المدينة والفصائل هم أصحاب الكلمة العليا، موضحا أن «مسألة الرواتب جزئية من جزئيات حكومة الوفاق الوطني الفلسطيني والمصالحة، التي جاءت من أجل أن توحد الجهود وتجمع الشمل الفلسطيني، ولكن حكومة الوفاق لم تلتزم بهذا الوفاق، وجميع القرارات التي صدرت عنها فيما يخص أزمة الموظفين لا يقبلها عقل ولا منطق، ومخالفة لجميع الاتفاقيات الموقعة».
ومباشرة بعد ذلك، وصفت حكومة التوافق الفلسطينية قرار حركة حماس في قطاع غزة بأنه غير قانوني، وتجاوز واضح لعمل الحكومة المشكلة بموجب اتفاق «الشاطئ»، الموقع بين الحركة ومنظمة التحرير، إذ قال وزير الأشغال العامة والإسكان، مفيد الحساينة، إن قرار حركة حماس البدء في توزيع الأراضي على الموظفين بغزة، بدلا من مستحقاتهم المالية، يعد مخالفا للقانون الفلسطيني، ويتجاوز حكومة التوافق الفلسطينية، مضيفا أنه «لا علم لنا بهذا القرار، ولم تجر مشاورتنا من قبل حركة حماس، وسيساهم في تعقيد المصالحة الفلسطينية، وتعميق الانقسام الفلسطيني المتواصل منذ سنوات بين حركتي حماس وفتح».
ولفت حساينة إلى أن مجلس الوزراء سيناقش في اجتماعه المقبل يوم الثلاثاء هذا القرار، وسيصدر قرارا وموقفا مفصلا بشأن التعامل مع القرار الأحادي الذي اتخذته حركة حماس في غزة لحل مستحقات موظفيها في حكومة غزة السابقة.
إلى ذلك، هاجمت حركة فتح بشدة الحكومة التركية بعد رفضها السماح لعضو اللجنة المركزية في الحركة، توفيق الطيراوي، عبور أراضيها، وأعربت عن استنكارها الشديد لموقف تركيا تجاه اللواء الطيراوي ومنعه دخول الأراضي التركية للمشاركة في تأبين وتخليد ذكرى الزعيم الشهيد ياسر عرفات، وأكدت أنها تعتبر القرار موقفا من حركة فتح والنظام السياسي الفلسطيني برمته.
وأكد الناطق الرسمي أن «تركيا التي تعطي حماس وقياداتها مقرا وممرا لهم، وتمنحهم تسهيلات كبيرة في الإقامة والتحرك، وكذلك لقادة سلطة الاحتلال الإسرائيلي ومواطنيه، وتسيء إلى استقبال أحد قيادات حركة فتح وعضو لجنتها المركزية والسلطة الوطنية، فإنها تكشف حقيقة موقفها المنحاز وغير الحيادي، باعتباره موقفا ملتبسا ومشتبها بدوافعه، وأنه سلوك مستنكر ومدان، لم تحسب عواقبه».
وكانت السلطات التركية قد رفضت السماح للطيراوي بدخول أراضيها، وذكرت عدة مصادر متطابقة أن أجهزة الأمن التركية احتجزت الطيراوي ليلة الجمعة الماضية في مطار إسطنبول لمدة خمس ساعات، ثم قامت بترحيله إلى عمان بداعي أنه يشكل خطرا أمنيا على تركيا، على الرغم من أن السلطة الفلسطينية أجرت اتصالات مع الحكومة التركية للعدول عن قرارها من دون جدوى.
وقال السفير الفلسطيني لدى تركيا، فائد مصطفى، أمس في بيان «إن الجانب التركي أكد أن منع توفيق الطيراوي من دخول الأراضي التركية ليس أكثر من خطأ غير مقصود، وهو شخصية لها احترامها، ومرحب به في تركيا».
وأوضح السفير، في بيان صحافي أمس، أن سفارة فلسطين «بذلت جهودا مكثفة مع وزارة الخارجية والرئاسة التركية لمعالجة هذا الحادث.. والمكانة الاعتبارية العالية التي يتمتع بها اللواء توفيق الطيراوي كان يجب أن تحول دون ما حصل»، مشددا على أن السفارة ستستمر في التواصل مع الجانب التركي عبر القنوات الرسمية لمعالجة تبعات هذا الحادث، ومؤكدا عمق ومتانة العلاقات الفلسطينية التركية، والحرص على تعزيزها وتطويرها.



الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)

ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.

واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.

وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.

الجيش اليمني في تعز يتصدى لأعمال تصعيد حوثية متكررة خلال الأسابيع الماضية (الجيش اليمني)

وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.

وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.

وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

تطييف القطاع الطبي

في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.

تكدس في نقطة تفتيش حوثية في تعز حيث اختطفت الجماعة ناشطين بتهمة الاحتفال بسقوط الأسد (إكس)

وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.

وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.

إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.

وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.

زيارات إجبارية للموظفين العموميين إلى معارض صور قتلى الجماعة الحوثية ومقابرهم (إعلام حوثي)

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.

وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.

استهداف أولياء الأمور

في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.

موظفون في القطاع الطبي يخضعون لدورات قتالية إجبارية في صنعاء (إعلام حوثي)

وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.

في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.

ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.

وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.

مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.

وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.